اختلاف الأجيال.. بين الآباء والأبناء!!




ما كان يراه أجدادنا وآباؤنا عيباً ولا يصح، أصبح الأن كما يقول الشباب ... (عادي) والكل يفعل ذلك.
وما كانوا يرونه حراماً، ولا يجب على الفتيات الملتزمات أو الشباب الملتزم عمله، أصبح الآن مباحاً، وأصبحت الشريحة الكبرى من الشباب يقومون بأفعال غريبة دون أي خجل.
و هذا الموقف يصيب الأباء والأبناء معا باضطراب، هل الآباء على صواب؟ أم الأبناء هم الذين على صواب؟ وأن الآباء أصبح تفكيرهم قديماً، ولا يتماشى مع الوقت الحاضر!!
ومجتمعنا العربي أيضا في حالة اضطراب كبيرة ...
هناك كم هائل من العادات تأتي لنا من الغرب، ونحن في بلادنا، في المقابل للأسف ليس لدينا أي التزام بتعاليم ديننا، أو حتى التزام بقواعد أخلاقه العامة، يلتزم بها الجميع، كما في السابق، نجد كل أسرة لديها عادات مختلفة عن عادات الأسرة الأخرى، ولذلك نجد جيلاً من الشباب والفتيات متناقض الأفكار، ومضطرباً لا يعرف أين الصواب؟ وأين الخطأ؟
أقرب مثال ألمسه في واقعنا الآن هو علاقة البنت بالولد؛ قديما كنا نسمع من آبائنا وأمهاتنا أننا لا يجب علينا مصادقة الأولاد، فالبنت صديقاتها بنات، وكذلك الولد أصدقاؤه أولاد وكنا ملتزمين جدا بذلك في البداية بدافع الخوف من الأهل، ولكن عندما كبرنا ترسخت لدينا هذه القاعدة، وأصبحت تأخذ منظوراً أكبر وأعم، وهي أنه لا توجد علاقة يرضاها الله، والناس بين بنت وولد دون ارتباط رسمي وشرعي؛ لأنه في الأصل في ديننا لا توجد صداقة بين بنت وولد، أما الأن فنرى العجب العجاب، فتيات وأولاداً، أفرادا، أو مجموعات، مع بعضهم البعض بدون خجل، أو خوف في الشارع، والجامعات، لا يوجد لديهم أي شيء في داخلهم، مثلما كنا قديما، يشعرهم أن هذا خطأ أو غير صحيح.
والأهل انقسموا، جزء منهم يقول: أنا أصاحب أبنائي حتى لا يكذبوا عليّ، وكل شيء أمام عيني أفضل من أن أكون جاهلة، لا أعلم شيئا, وهذا بدوره يجعل لدى الأبناء بجاحة كبيرة جدا، ولا يستحون من أي شيء، وعندما ينصحها أحد تقول: لا دخل لك، أمي وأبي يعلمون بذلك.
والقسم الثاني يرفض هذه العلاقات إطلاقا، ويضغط على الأبناء بشكل كبير يجعلهم ينفلتون منه، لذلك في رأيي على الأسرة أولا: ترسيخ قواعد أساسية لدى الأبناء منذ الصغر، منها: الاحترام، ومراقبة الله عز وجل في أفعالهم، فهي حائط الدفاع الأول لدى الفرد، ضد ما يجده في الواقع من أشياء غريبة لم تكن موجودة وأصبحت كما يقول الشباب (عادي).
ثانيا عدم الثقة العمياء في الأبناء ... فالشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم, فيجب على كل أب وأم أن يتابع أبناءه ويتابع أفعالهم، ويراقبهم، ويفتش أغراضهم، ولكن بطريقة لا تسبب ضيقاً الأبناء، أو تلفت نظرهم.
ثالثا: أن يتخد الأب من ابنه صديقاً، وكذلك الأم تتخذ من ابنتها صديقة, يحاورونهم، ويعرفون منهم أخبارهم، وأخبار أصدقائهم، وما المواقف التي مروا بها خلال اليوم، وبذلك يستطيعون معرفة سلوك أولادهم، فيقومونهم بطريقة غير مباشرة.
رابعا: أن يبني الأب والأم طفلاً قوي الشخصية يستطيع الحكم على الأمور بمنظوره الخاص, فليس من الجيد أن يربى الطفل على ضعف شخصيته، وأن يقول: (نعم وحاضر) للأب والأم دائما؛ لأنه بذلك سيصبح ضعيف الشخصية، وان قدر الله وعرف أصدقاء غير أخيار سيتبعهم دون إبداء أي اعتراض.
خامسا: وهي الأهم الصحبة الصالحة سبحان الله، درسنا في المرحلة الابتدائية حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبًا، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة». متفق عليه.
وأنا طفلة لم ألق بالا أو أهتم بهذا الحديث، ولكن عندما كبرت أدركت ذلك، وقلت صدقت يا رسول الله، فلم أجد إلى الآن إنساناً انحرف عن الطريق الصحيح، إلا وأجد صحبة سوء وراءه دفعته إلى الطريق الخطأ،ولكن كثيراً من الآباء يتهاونون في هذه النقطة، ويقول أحدهم: ما بيدي حيلة الآن لا أجد إلا كل البنات يفعلون كذا، وابنتي لا تجد صديقات ولكن إن فكر هذا الأب قليلا، وتخيل مثلا أن صادقت ابنته صديقات، كل واحدة منهن تتحدث إلى شاب، وتخرج معه، وابنته الوحيدة هي التي لا تتحدث إلى أحد، هل يراهن أن ابنته مع مرور الوقت لن تتحدث إلى أحد؟!


اعداد: المستشارة التربوية: شيماء ناصر