P
اسم صاحب البحث : محمد حمدي سيد صالح
مقدمة
عنوان البحث : المقصود بقول السلف أمروها كما جاءت

الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا.
نتكلم إن شاء الله عن فهم الصحابة والتابعين وتابع التابعين عن قضية من أهم القاضية ألا وهى ( قولهم أمروها كما جاءت)
ماذا كان فهم الصحابة والتابعين وتابع التابعين والسلف الصالح من هذه الجملة؟وكيف كان يطلق هذه الجملة وماذا يعنون بها؟
عناصر البحث
من قال هذه الجملة من السلف الصالح
ما المقصود بهذه الجملة عند السلف الصالح
البحث
1- من قال هذه الجملة من السلف الصالح ( قولهم أمروها كما جاءت)
قالها{ الأَوزاعي - سفيانَ بن عُيينة - ومالك بن أَنسٍ- عبد الله ابن المبارك
الزهري – مكحول - الوليد بن مسلم - الليث بن سعد - سفيان الثوري بن تيمية - بن القيم }[1]
وكلام السلف في مثل هذا كثير جداً
2- ما المقصود بهذه الجملة عند السلف الصالح
لقد فهم هذه الجملة السلف الصالح علي المقتض الذي يقتضه الصفات بحيث أنهم قالواأمروها كما جاءت على كيفية الصفات وليس المعنى فلو كان المعنى فلم يخاطبنا الله به أيخاطبنا بلغة لا نعرفها فهذا ليس من الحكمة
قول أبي عيسى الترمذي رحمه اللّه تعالى: قال في جامعه لما ذكر حديث أبي هريرة: لو أدلى أحدكم بحبل لهبط على الله. قال: معناه لهبط على علم اللّه. قال: وعلم اللّه وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه.
وقال في حديث أبي هريرة: أن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه: قال غيرُ واحد من أهل العلم، في هذا الحديث وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا. قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا ونؤمن به ولا نتوهم، ولا نقول: كيف؟. هكذا روي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمّروها بلا كيف. قال: وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة.
قال الإمام سفيان بن عُيَيْنة رحمه الله تعالى :
كلُّ ما وصَفَ اللهُ تعالى به نفسهُ في القرآن فقراءته ؛ تفسيرُه لا كيفَ ، ولا مِثْل
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :
(آمنتُ باللهِ ، وبما جاءَ عن اللهِ على مرادِ اللهِ ، وآمنتُ برسول الله وبما جاء عن رسولِ اللهِ على مُراد رَسُولِ الله
وقال الوليد بن مُسلم : سأَلت الأَوزاعي ، وسفيانَ بن عُيينة ، ومالك بن أَنسٍ عن هذه الأَحاديث في الصِّفات والرؤية ، فقالوا
(أَمِروها كما جاءتْ بلا كَيْف)( [2]
وقال الإِمام مالك بن أنس - إِمام دار الهجرة- رحمه الله :
(إِياكُم والبِدَع) قيل : وما البدع؟ قال :
(أَهلُ البِدَعِ هُم الذينَ يتكلمونَ في أَسماء اللهِ وصفاتِهِ وكلامِه وعلمه وقُدرتِه ، ولا يَسْكُتونَ عمَا سَكَت عَنهُ الصحابةُ والتابعونَ لهم بإِحسان))[3]
وسألهُ رجل عن قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }
كيف استوي؟ فقال : (الاستواءُ غيرُ مجهولٍ ، والكيفُ غيرُ معقول ، والإِيمانُ به واجبٌ ، والسؤالُ عنهُ بدعة ، وما أراكَ إِلا ضالا)
وأَمر به أن يُخرج من المجلس . [4]
قال الإمام أَبو حنيفة رحمه الله تعالىلا ينبغي لأَحد أَن ينطقَ في ذات الله بشيء
؛ بل يصفهُ بما وصفَ به نفسهُ ، ولا يقول فيه برأيه شيئا ؛ تبارك الله
تعالى رَبُّ العالمين) [5]
ولما . سُئل- رحمه الله- عن صفة النزول ، فقال : (ينزلُ بلا كيف) [6]
وقال الحافظ الإِمام نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله :
(مَنْ شبه اللهَ بخلقهِ فقد كَفَر ، ومَن أنكر ما وصَفَ به نَفسَه فقد كَفر ، وليس ما وصفَ به نفسَه ولا رسُولهُ تَشبيها [7]
وقال بعض السلف :
لذا فإِنهُ من سلك مسلك السلف في الحديث عن ذات الله تعالى وصفاته ؛ يكون ملتزما بمنهج القرآن في أَسماء الله وصفاته سواء كان السالك في عصر السَّلف ، أَو في العصور المتأخرة .
وكلُّ من خالف السَّلف في منهجهم ؛ فلا يكون ملتزما بمنهج القرآن ، وإن كان موجودا في عصر السَّلف ، وبين أَظهر الصحابة والتابعين [8]
أما بيان نصوص كثير من الأئمة في هذا الباب فمن ذلك: ما روى أبو بكر الخلال في كتاب "السنة" عن الأوزاعي قال: سئل محكول والزهري عن تفسير الأحاديث؟ فقال: أمروها كما جاءت.
وروى الخلال أيضاً عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات؟ فقالوا أمرها كما جاءت.وفي رواية فقال: أمروها كما جاءت بلا كيف. فقولهم رضي الله

عنهم:أمروها كما جاءت. رد على المعطلة. وقولهم: بلا كيف. رد على الممثلة والزهري ومحكول هما أعلم التابعين في زمانهم. والأربعة الباقون أئمة
الدنيا في عصر تابعي التابعين. ومن طبقتهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهما.
وروى أبو القاسم الأزجي بإسناده عن مطرف بن عبد الله:
قال: سمعت مالك بن أنس:
إذا ذكر عنده من يدفع أحاديث الصفات يقول:
قال عمر بن عبد العزيز: سن رسول الله r وولاة الأمور بعده سننا الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد من خلق الله تعالى تغييرها ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً[9]
وقد قال الخطابي في (( الأعلام )) : مذهب السلف في أحاديث الصفات :
الإيمان ، وإجراؤها على ظاهرها ، ونفي الكيفية عنها .
ومن قال : الظاهر منها غير مراد ، قيل له :
الظاهر ظاهران : ظاهر يليق بالمخلوقين ويختص بهم ، فهو مراد ، وظاهر يليق بذي الجلال فهو مراد
وأما أهل العلم والايمأن ، فيعلمون أن ذلك كله متلقي مما جاء به الرسول - rوأن ما جاء به من ذلك عن ربه فهو الحق الذي لا مزيد عليه ، ولا عدول
عنه ، وأنه لا سبيل لتلقي الهدى إلا منه ، وأنه ليس في كتاب الله ولا سنة
رسوله الصحيحة ما ظاهرة كفر أو تشبيه ، أو مستحيل ، بل كل ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله ، فإنه حق وصدقٍ ، يجب اعتقاد ثبوته
مع نفي التمثيل عنه ، فكما أن الله ليس كمثله شيء في ذاته ، فكذلك في صفاته
وما أشكل فهمه من ذلك ، فإنه يقال فيه ما مدح الله الراسخين من أهل العلم ، أنهم يقولون عند المتشابهات :
] آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا[[آل عمران :7] .
وما أمر به رسول الله r في متشابه الكتاب ، أنه يرد إلى عالمه ، والله يقول الحق ويهدي السبيل .
وكلمة السلف وأئمة أهل الحديث متفقة على أن آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة كلها تمر كما جاءت ، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل
قال أبو هلال : سأل رجل الحسن عن شيء من صفة الرب عز وجل ، فقال : أمروها بلا مثال .
وقال وكيع : أدركت إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعراً يحدثون بهذه الأحاديث ، ولا يفسرون شيئاً .
وقال الأوزاعي : سُئل مكحول والزهري عن تفسير هذه الأحاديث ، فقالا : أمرها على ما جاءت .
وقال الوليد بن مسلم : سألت الأوزاعي ومالكاً وسفيان وليثاً عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة والقرآن ،فقالوا : أمروها بلا كيف .[10]
وكلام السلف في مثل هذا كثير جداً
وقال ابن عيينة : ما وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره ، ليس لأحد أن يفسره إلا الله U
لأجل ذلك في اصطلاح أهل السنة يقولون في آيات الصفات: أمروها كما جاءت بلا كيف، اجتنبوا التكييف، ويقولون: نؤمن بما وصف الله به نفسه، وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تكييف ولا تعطيل.
التكييف له أحد معنيين:
الأول: هو السؤال بكيف استوي؟ كيف ينزل؟ كيف علمه؟ كيف يغضب؟ فنقول: لا يجوز التكييف.
الثاني: أن التكييف هو الإخبار بالكيفية؛ أن يقال: كيفية النزول كذا وكذا، كيفية الاستواء كذا وكذا، وهذا أيضاً لا يجوز اعتماده، ولا يجوز العمل به، ولا القول به، بل الله سبحانه وتعالى كما وصف نفسه في صفاته، دون أن يكون له كيفية مفهومة لنا.
وأما قوله: (والإيمان به واجب) لأن الله أخبر به في عدة آيات، وكل ما أخبر به وجب التصديق به، ووجب اعتقاده، والسؤال عنه بدعة؛ لأنه من العلم الذي حجبه الله عنا، والسؤال عن الكيفيات بدعة، ولهذا في منظومة أبي الخطاب:
قالوا: فتزعم أن على العرش استوى قلت: الصواب؛ كذاك أخبر سيدي
قالوا: فما معنى استواه أبن لنا فأجبتهم: هذا سؤال المعتدي
فالسؤال عن الكيفية بدعة، ولأجل ذلك أمر بإخراج هذا المبتدع فنعرف من هذا
طريقة السلف رحمهم الله في إثبات الصفات، وفي الرد على المبتدعة.
مسألة: إثبات صفة الكلام لله تعالى[11]
وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان‏.‏ فعلم قطعا أنهم المراد بالآية الكريمة فقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالسَّابِق ونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏100‏]‏‏.‏وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً‏}‏ ‏[‏الفتح‏:‏18‏]‏‏.‏فحيث تقرر أن من اتبع غير سبيلهم ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم‏.‏ فمن سبيلهم في الاعتقاد‏:‏ ‏[‏الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه‏]‏ التي وصف بها نفسه وسمى بها نفسه في كتابه وتنزيله أو على لسان رسوله من غير زيادة عليها ولا نقص منها ولا تجاوز لها ولا تفسير لها ولا تأويل لها بما يخالف ظاهرها ولا تشبيه لها بصفات المخلوقين‏;‏ ولا سمات المحدثين بل أمروها كما جاءت وردوا علمها إلى قائلها؛ ومعناها إلى المتكلم بها‏ويروى عن الشافعي‏:‏ ‏[‏آمنت بما جاء عن الله وبما جاء عن رسول الله r على مراد رسول الله‏]‏‏.‏ وعلموا أن المتكلم بها صادق لا شك في صدقه فصدقوه ولم يعلموا حقيقة معناها فسكتوا عما لم يعلموه[12]
وعن الربيع قال: حضرت الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها ما تقول
في قول الله: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}
قال الشافعي:
"فلما أن حجب هؤلاء السخط كان هذا دليلا عن أنهم يرونه في الرضي" قال الربيع: قلت: يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال:
"نعم وبه أدين الله لو لم يؤمن محمد بن إدريس أنه يرى الله لما عبد الله" وعن عبد الله بن المبارك قال: "ما حجب الله عنه أحدا إلا عذبه ثم قرأ {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} قال: "بالرؤية".
وقال الشيخ أبو نصر السجزي في كتاب الإبانة له: "وأئمتنا رحمهم الله كسفيان الثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي متفقون على أن الله سبحانه وتعالى بذاته فوق عرشه وأن علمه في كل مكان وأنه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش وأنه ينزل إلى سماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه برآء[13]
فقد اثبت السلف الصالح العلم بمعاني الصفات وعدم العلم بالكيفية لان العلم بالكيفية لا ندركها بعقلنا لان الله حد لنا حدود لا نتعدها وحد لعقل حد لا يتعد وهو أدرك عالم الشهادة الذى ندركها بالحواس الخمس فلا يمكن لنا أن نفهم الكيفيات الغيبية بعقلنا لان عقلنا قصرةعن ذلك

اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية - [1]

انظر : « لُمعة الاعتقاد الهادي إِلى سبيل الرشاد للإمام ابن قدامة المقدس - [2]

أخرجه الإمام البغوي ي . في : « شرح السنة ». -[3]

أخرجه الإمام البغوي في : « شرح السنة ». - [4]

انظر : « شرح العقيدة الطحاوية » .- [5]

انظر : « شرح العقيدة الطحاوية » .- [6]

رواه الإمام الذهبي في : العلو للعلي الغفار - [7]

الوجيز في عقيدة السلف الصالح ( أهل السنة والجماعة ) عبد الله بن عبد الحميد الأثري- [8]

فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ- [9]

فتح الباري شرح صحيح البخاري ابن رجب الحنبلي- [10]

فتاوى الشيخ ابن جبرين - [11]

مجموع الفتوى بن تيمية - [12]

بيان تلبيس الجهمية ص -417- [13]