أصول ضلال القبوريين في باب الاستغاثة
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص244):
الاستغاثة طلب الغوث كالاستغاثة و الانتصار، وذلك ثابت في حياته [ صلى الله عليه وسلم]، وهو ثابت عند هذا الضال - أي البكري- بعد موته بثبوتها في حياته لأنه عند الله في مزيد دائم لا ينقص جاهه؛ فدخل عليه الخطأ من وجوه:
منها: أنه جعل المتوسل به بعد موته في الدعاء مستغيثاً به، وهذا لا يعرف في لغة أحد من الأمم لا حقيقة ولا مجازا، مع دعواه الإجماع على ذلك و أن المستغاث به هو المسؤول المطلوب منه لا المسؤول به.
والثاني: ظنه أن توسل الصحابة به [ صلى الله عليه وسلم] في حياته كان توسلاً بذاته؛ لا بدعائه و شفاعته؛ فيكون التوسل به بعد موته كذلك، وهذا غلط، لكنه يوافقه عليه طائفة من الناس؛ بخلاف الأول فإني ما علمت أحدا وافقه عليه.
الثالث: أنه أدرج سؤاله أيضا في الاستغاثة به، و هذا صحيح جائز في حياته، وقد سوى في ذلك بين محياه و مماته، وهنا أصاب في لفظ الاستغاثة لكنه أخطأ في التسوية بين المحيا و الممات، وهذا ما علمته ينقل عن أحد من العلماء..