المؤلف / عقيل بن محمد بن زيد المقطري اليماني
قدم له: الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي - الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي
تقديم بقلم الشيخ العلامة /مقبل بن هادي الوادعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكمل لنا دين الإسلام فقال سبحانه وتعالى ممتناً على عباده: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) المائدة: 3
والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل في حقه رب العزة (وإن تطيعوه تهتدوا) النور: 54
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله.
أما بعد: فإن سلف الأمة رضوان الله عليهم كانوا ينهلون من منبع صافٍ، فإليه يتحاكمون، وعند التنازع يختصمون، لا يرفعون إلى غير الكتاب والسنة رأساً، حتى فشا الجهل والهوى في المسلمين، اخترعوا لهم نحلاً ومللاً يدافع عنها أصحاب الأهواء ويتخذونها ديناً، فطغت على علم الكتاب والسنة، وصدق على أصحابها قول الله عز وجل (فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين) القصص: 28
والبدعة أضر على العبد من المعصية كما قال سفيان الثوري رحمه الله.
وذلك أن صاحب البدعة يظن أنه على الهدى، فربما يموت على بدعته، بخلاف صاحب المعصية فإنه يعلم أنه على معصية فيوشك أن يتوب. وإن تعجب فعجب تقسيمهم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (كل بدعة ضلالة) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية.
وإني أحمد الله، فقد قام علماؤنا رحمهم الله بقمع أصحاب البدع وتزييفها، وأفردوا الرد عليها بالتأليف، ومنهم من ضمّن الرد عليها في مؤلفاتهم الحافلة.
والبدع تتجدد، وكلما بعد الناس عن كتاب ربهم وسنة نبيهم فشت فيهم البدع، وإني أنصح بقراءة كتاب (الاعتصام بالكتاب والسنة من صحيح البخاري) وبقراءة (البدع والنهي عنها) لمحمد بن وضاح الأندلسي، وكتاب (الاعتصام) للشاطبي.
ومن البدع التي استفحل أمرها في هذا الزمن، ليلة النصف من شعبان، وقد قام أخونا في الله الشيخ عقيل بن محمد المقطري بكتابة رسالة في هذا أرجو أن ينفع الله بها.
وأرجوا أن يوفق الأخ عقيلاً حفظه الله لمواصلة الكتابة في الرد على أهل البدع وتزييف شبهاتهم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي
تقديم بقلم العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: أما بعد:
فقد طلعت على رسالة أخي في الله أبي عبد الرحمن عقيل بن محمد بن زيد المقطري التي ألفها في بيان بدعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فوجدتها رسالةً طيبة مباركة.
أسال الله أن ينفع بها المسلمين، وأن يجعلها قامعةً لهذه البدعة، وأن يجعلها في ميزان حسنات المؤلف.
وأطلب من الأخ المؤلف أن يواصل الكتابة والتأليف في قمع البدع والانحراف عن طريق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وإني أدعوا المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها أن يتبعوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قال تعالى (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون). الأعراف: 3
أسال الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، اللهم آمين.
وكتبه / أبو إبراهيم محمد بن عبد الوهاب بن علي الوصابي العبدلي
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فإن مما يُكثر المسلمون فيه الكلام والأخذ والرد ما تعوده كثير من المسلمين في بعض المساجد في ليلة النصف من شعبان من الصلاة بين المغرب والعشاء ، والدعاء وإقامة المحاضرات.
وهكذا مسألة المولد وما يحدث في شهر رجب.
والعلماء قديماً وحديثاً ما بين مجّوز ومستحسن لإحياء هذه الليالي وبين مانع ومقبح لذلك، والبعض من الصنف الأول يفسق ويضلل بل وربما كفر من لم يقل بإحيائها، ومن الصنف الثاني كذلك من يضلل ويبدع وهلم جرًا.
وهذا مما يُظهر الإسلام بصورة مشوهة وينفر من أراد أن يدخل في دين الله لما يرى من حال المسلمين.
ولو أن المسلمين احتكموا إلى الكتاب والسنة وعملوا بما يرشدان إليه، ونظروا إلى سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وإلى سيرة صحابته الكرام من بعده وسلف هذه الأمة الصالحين من بعدهم هل حدثت هذه الأمور في أزمانهم.؟ وإن لم فلماذا تركوها؟.
لو أخذ المسلمون جميعاً بهذه الاعتبارات ما حصل بينهم شقاق وفرقة وتناحر وتنابز بالألقاب.
فأي أمر مختلف فيه دل الكتاب والسنة على فعله فعلناه، وإن دلاّ على تركه تركناه وهكذا.
وعلى كل فالعوام المساكين في مثل هذه المسائل هم الضحية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولقد رأيت من واجبي أن أبُيّن حكم الشرع في هذه المسائل نصيحة لله ورسوله وللمؤمنين، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
وأنا إذ أ قدم للمسلمين هذه الرسالة في حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان أسال الله تعالى أن ينفع بها المسلمين وأن يبصرهم بسببها في حكم هذا العمل، وأن يجنبنا وإياهم محدثات الأمور، كما أسأله تعالى أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم.
هذا وقد سميت هذه الرسالة (تسليح الشجعان بحكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان) وجعلتها من ستة فصول وخلاصة. والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
وكتب / أبو عبد الرحمن السلفي
عقيل بن محمد بن زيد المقطري
تعـــــــز – اليمن
فصل في الأحاديث الواردة
في فضل شهر شعبان
1- قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى (ج4 ص 213):
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقل لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استكمل صيام شهر قط إلاّ شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان).
وأخرجه أيضاً بلفظ: (لم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله...).
وأخرجه مسلم (ج 2ص 810) من طريق ابن عيينة عن ابن أبي لبيد عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها بمعناه.
ورواه أحمد (ج 6 ص 39، 165، 128، 143، 189، 249)، والنسائي (ج 4 ص 150 – 151)، وأبو داود (ج 2ص 813 برقم 2434)، والترمذي في الشمائل برقم (285، 290)، وفي السنن برقم (737)، وهناك ألفاظ كثيرة للحديث في أبي داود والنسائي.
2- قال الترمذي رحمه الله (ج 3 ص 113 رقم 736):
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم شهرين متتابعين إلاّ شعبان ورمضان).
ورواه في الشمائل برقم (284)، ورواه أبو داود (ج 2ص 750) رقم (2336)، والنسائي (ج 4 ص 150) رقم (2175).
3- قال الإمام النسائي (ج 4ص 201 رقم 2357):
أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن قال حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن شيخ من أهل المدينة قال حدثني أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من شعبان قال: (ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأُحب أن يُرفع عملي وأنا صائم) قلت: هذا حديث حسن إن شاء الله من أجل ثابت بن قيس أبي الغصن.
4- قال ابن حبان في صحيحه (ج 7 ص 470 رقم 5636):
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا وابن قتيبة وغيره قالوا: حدثنا هشام بن خالد الأزرق قال: حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي وابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن).
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (512)، وأبو نعيم في الحلية (ج 5 ص 191)، والطبراني في معجمه الكبير (ج 20 ص 108 رقم 215)، قال الهيثمي في المجمع (ج 8 ص 65): رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات.
قلت: مكحول لم يلقَ مالك بن يخامر فهو منقطع، لكن الحديث له شواهد كثيرة من حديث أبي ثعلبة وعبد الله بن عمرو وأبي موسى وأبي هريرة وأبي بكر وعوف بن مالك وعائشة، راجعها في سلسلة الأحاديث الصحيحة لشيخنا ناصر الدين الألباني فقد كفانا المؤنة وجزاه الله خيراً.
فالحديث بمجموع طرقه صالح للاحتجاج والله أعلم.
فهذه الأحاديث التي ذكرناها يستفاد منها فضل شهر شعبان بكامله مع تخصيص ليلة النصف بفضيلة، فمن أراد أن يتأسى بالنبي عليه الصلاة والسلام فليصم أكثر هذا الشهر دون تحديد أيام بعينها في الصيام لا النصف ولا غيرها، اللهم إلاّ إن كان لا يرغب في صيام أكثره وكانت له عادة في صيام الأيام البيض ثلاث عشر و أربع عشر وخمس عشر فلا مانع، وهكذا إذا كان متعوداً لصيام الاثنين والخميس. ومعلوم أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الصيام بعد أن ينتصف شهر شعبان، ونهى أن يتقدم شهر رمضان بصيام يوم أو يومين، ثم قال إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه، يعني إذا كان له عادة في الصيام فلا مانع ولو كان بعد انتصاف شعبان بل ولو كان قبل رمضان.
وأما أن يستدل بالأحاديث المتقدمة على إحياء ليلة النصف من شعبان والاحتفال بها وإلقاء المحاضرات وإقامة الموالد المبتدعة فهذا ما لا يفهمه أحد من صغار طلبة العلم فضلاً عن العلماء، لأن هذه الأحاديث عامة وليس فيها أمر بإحياء هذه الليلة أو الحث على قيامها وتخصيص ليلتها بشيء من الأعمال أو الحث على صيام نهارها وحدها. وعلماؤنا رحمهم الله تعالى قد نصوا على بدعية الاحتفال بهذه الليلة وسيأتي كلامهم بذلك، إن شاء الله.
وإن مما يؤسف له أن نجد كثيراً من طلبة العلم بل من العلماء المتخرجين من الجامعات الإسلامية يحضرون هذه الاجتماعات ويكثرون سواد أهل البدع، بل ويشاركونهم في إحياء هذه الليلة، ولا ينكرون عليهم أبداً، وهذا تردٍ شديد ومداهنة لأهل الباطل – الذين يبغضون الدعاة إلى الله الذين يدعون الناس لنبذ البدع ويدعونهم إلى التمسك بالسنن – بحجة مصلحة الدعوة، أي مصلحة هذه التي تجنونها من فعلكم هذا، إنها تلبيسات الشيطان الرجيم، بل إنهم قد يسمعون أموراً شركية ويتغاضون عنها، ويسمعون طعناً في الدعاة بل وتفسيقهم وتضليلهم – لأنهم لا يرون الاحتفال بهذه الليلة – وهؤلاء الذين يحضرون لا يحركون ساكناً، فالله المستعان على ما ابتلي به المسلمون بهذا الصنف من الناس. فإنك لو أنكرت على العوام قالوا: هذا فلان يحضر ويحتفل بهذه الليلة ويحييها، هل أنت أعلم من فلان وفلان ؟ هذا هو رد العوام ورحم الله من قال:
عنوا يطلبون العلم في كل بلدة شباب فلما حصلوه وحشروا
وصح لهم إسناده وأصوله وصاروا شيوخاً ضيعوه وأدبروا
فمالوا على الدنيا فهم يحلبونها بأخلافها مفتاحها لا يصرر
فيا علمـاء السـوء أين عقولكم وأين الحديث المسند المتخير
هذا مع العلم أنه يوجد علماء وطلبة علم عاملين داعين إلى السنة محاربين للبدعة كثّرهم الله.
ويوجد من يدور مع مصلحته الدنيوية فليلعب على الحبلين، إذا جاءه سني وسأله عن الاحتفال بهذه الليلة قال له: ( لا شك أنها بدعة) وهكذا في بقية المسائل.
وإذا جاء صوفي (قال: الاحتفال سنة...)، وهكذا إذا دعته الدولة إلى مقابلة تلفزيونية أو إذاعية أو صحفية أفتاها بما تراه، بل يقول لهم ماذا تريدون مني أن أقول كذا أو كذا، فيقول الذي يرونه هم. والله المستعان. ورحم الله الشيخ العلامة البيحاني حيث قال في رباعيته يصف حال هؤلاء:
يدور مع الزجاجة حيث دارت ويلبس للسياسة ألف لبس
فعند المسـلمين يعد منهم ويأخذ حظه من كل خمس
هذا ومما لا شك فيه ولا ريب أن مجيزي الاحتفال عندهم شبه يتمسكون بها ويثبتونها لعوام الناس، منها أحاديث جاءت في هذا وعند التحقيق والتمحيص يظهر أنها أحاديث موضوعة أو ضعيفة جداً أو باطلة، وسيرى القارئ ذلك عند الكلام عليها ونقل أقوال أهل العلم في ذلك.
ومن هذه الشبه أنهم يفسرون قوله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) (الدخان:44) بليلة النصف من شعبان.
ولذلك يصلون صلاتهم المبتدعة وهي صلاة الرغائب ركعتين بنية طول العمر وركعتين بنية سعة الرزق...
وسنتكلم الآن على شبههم التي يحتجون بها.
فصل في
شُبه المجوّزين لإحياء هذه الليلة
ونقل كلام أهل العلم فيها
1- قوله علية الصلاة والسلام:
(إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر).
الكلام على هذا الحديث:
أقول: لو ثبت هذا الحديث فيؤخذ منه الأمر بصيام نهار ليلة النصف من شعبان وقيام ليلها، لكن الحديث لم يثبت، فقد رواه ابن ماجة في سننه (ج 1 ص 444 رقم 1388) باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان.
قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال ثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن أبي سبرة عن إبراهيم بن محمد، عن معاوية عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب فذكره.
قال صاحب الزوائد: إسناده ضعيف لضعف ابن أبي سبرة واسمه أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، قال فيه أحمد بن حنبل وابن معين: يضع الحديث.
قلت: بل الحديث موضوع وقد حكم عليه بالوضع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في ضعيف الجامع (752).
قال الكتاني في تنزيه الشريعة (ج 1 ص 131) أبو بكر بن عبد الله بن عبيد الله السبري: وضاع.
قلت: وفي الضعفاء الكبير للعقيلي (ج2 ص 272):
قال عبد الله بن أحمد قال لي أبي: أبو بكر بن أبي سبرة كان يضع الحديث ثم قال: قال حجاج: قال لي أبو بكر السبري: عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام. قال أبي: ليس حديثه بشيئ كان يضع الحديث.
وقال: سمعت معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى قال: أبو بكر بن أبي سبرة الذي يقال له السبري هو مدني وكان ببغداد وليس حديثه بشيئ. ا هــ. المراد.
وانظر العلل المتناهية لابن الجوزي (ج 2 ص 562).
2- قال الحافظ بن حجر في كتابه (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب ص 20):
قال البيهقي: اخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا محمد بن عبد الله ابن قريش أخبرنا الحسن بن سفيان، أنبأنا أبو زرعه، أنبأنا محمد بن عبد الله الأزدي، أنبأنا يوسف بن عطية الصفار، أنبأنا هشام القروي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يتم صوم شهر بعد رمضان إلاّ رجب
وشعبان).
قال ابن حجر: وهو حديث منكر من أجل يوسف بن عطية فإنه ضعيف جداً.
قلت: الحديث في شعب الإيمان. وقد أورد هذا الحديث الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 3 ص 191).
وقال رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف. انتهى.
وقال الذهبي في الميزان: مجمع على ضعفه وقال النسائي: متروك، وقال الفلاس: ما علمته كان يكذب لكنه يهم. وكناه البخاري أبا سهل وقال: منكر الحديث. ا هــ.
وقال الحافظ في التقريب: متروك.
وقال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقد ضعفه الدار قطني وابن حبان، وقال النسائي: ليس بثقة.
(انظر الضعفاء للعقيلي، والكامل لابن عدي، والمجروحين لابن حبان، الجرح والتعديل، والمغني، والميزان والتقريب، والتهذيب، ولسان الميزان، والضعفاء للنسائي، والضعفاء للدار قطني).
3- حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و (قل هو الله أحد) عشر مرات إلا قضى الله له كل حاجة...) الحديث، وهو طويل.
ذكره السيوطي بطوله في اللآلئ (ج 2 ص 57) من رواية الجوزقاني أنه قال:
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد الحداد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد المقرئ، أنبأنا أبو عمرو عبد الرحمن بن طلحة الطلحي، أنبأنا الفضل بن محمد الزعفراني، حدثنا هارون بن سليمان، حدثنا علي بن الحسين عن سفيان الثوري عن ليث عن مجاهد عن علي بن أبي طالب عن النبي عليه الصلاة والسلام فذكره.
وانظر موضوعات ابن الجوزي (ج 2 ص 127 – 128).
قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 50 – 51): هو موضوع، وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة ورواتها مجاهيل.
وفي المختصر: حديث صلاة نصف شعبان باطل.
ولابن حبان من حديث علي: إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها.
وقال في اللآلئ: مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات مع طول فضله. للديلمي وغيره موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل وضعفاء.
قال: واثني عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة، موضوع.
وأربع عشرة ركعة، موضوع.
قلت: ما أشار إليه في اللآلئ سيأتي تباعاً إن شاء الله.
ثم قال: وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب الإحياء وغيره وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة – أعني ليلة النصف من شعبان – على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة. ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه عليه الصلاة والسلام إلى البقيع، ونزول الرب ليلة النصف إلى سماء الدنيا، وانه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم كلب. فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة.
على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع. كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها لا ينافي في كون هذه الصلاة موضوعة على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه. ا هـ.
قال الإمام الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه المنار المنيف (ص 98 - 99):
ومنها أحاديث ليلة النصف من شعبان.
كحديث: (يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف (قل هو الله أحد).... إلخ.
قلت: هكذا ذكره ابن القيم (بألف) وفي اللآلئ للسيوطي والموضوعات لابن الجوزي وغيرها لفظة (بألف) ليست موجودة فلعله دخلت عليه من حديث آخر وهو (من قرأ (قل هو الله أحد) ألف مرة) وسيأتي.
يتبع إن شاء الله