بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الإنسان و مُركبه , جعل له لساناً فهو اما لدرجاتٍ المرء خافضٌ أو رافع , به مَيّزنا الكافر من المؤمن وبه شهدنا شهادة حق بأنه لا إله إلا الله محمدُ رسول الله صلى الله عليه و سلم ...
قال الحق - تبارك و تعالى - : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} .
قال ابن كثير عند شرح الآية أي ما يتكلّم المرء من كلمة إلا ولها من يرقبها ومعدٍ لها يكتبها ,
{ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } .
أخواتي ... البدار البدار إلى تخليص النفس من أغلال اللسان و فضول الكلام , فالصمت مُفضّل
على الكلام إن لم يكن خيرا .... فعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم قَالَ: (مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرَاً أَو لِيَصْمُتْ ) رواه البخاري ومسلم.
لنحذر كلنا من إطلاق عنااان اللسان في كل مجال و ميدان لئلا نكون ممن يكبون في النار
على و جوههم جراء حصائد عظيمة جناها جُرم صغير في حجمه .
قال المرداوي في منظومة الآداب :
يكب الفتى في النار حصد لسان * فحافظ على ضبط اللسان وقيد
فالنجاة في إمساك اللسان .... لهذا كانت نصيحة رسولنا صلى الله عليه و سلم لعقبه بن عامر
يوم سأله ما النجاة :
قال : " أمسك عليك لسانك "
فالصمت هو طريقك الموصل - بإذن الله - لحياة قلبك ثم صلاح سائر أمرك وهو أيضا سبيلٌ إلى
فراغ العقل من التوافه , ثم كان هذا سبباً لإعمال النفس فيما ينفع من ذكر لله وحمدٍ و شكرٍ و
تهليل و فيه سلامة من الخوض في الباطل والكذب و الجدال و فيه أيضاً نجاة ُمن ألسنة الناس
أسأل الله السلامة
فضول الكلام ارفض فلا تك * مكثرا كلام بغيرالذكر لله تسعد
خطه - على عجل - يراع الفقيرة لله أم مُهاب .