كيف نجمع بين حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وحديث عائشة رضي الله عنهاحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه والحديث في الصحيحين ، لما قال: "أتى رسول الله ﷺ سباطة قوم فبال قائما ً،" السباطة : مثل مقلب زبالة –عند النسائي وغيره من أصحاب السنن ، أن عائشة رضي الله عنها قالت :" من حدثكم أن رسول الله ﷺ بال قائماً فلا تصدقوه ،" فهل معنى هذا أن نكذب حذيفة ؟فهل عائشة رضي الله عنها كانت مع حذيفة في هذه الموقعة ، فالنبي ﷺ كان في غزوة من الغزوات ، والذي رآه حذيفة ، عائشة لم تر النبي ﷺ ، ولذلك قال العلماء : (صدقت عائشة وصدق حذيفة .)فكيف صدقت عائشة : قال : يحمل إنكارها على البيوت ، أي من حدثكم أن رسول الله ﷺ بال قائماً في بيته فلا تصدقوه ، لأنها هي التي رأت ، إذن يحمل البول من قعود على البيوت ، إذن عائشة إنما قصت ما رأته .أما حذيفة فكان في غزوة من الغزوات وحتى لو كانت عائشة موجودة لن ترى هذا ، ورآه صحابي آخر ، ولذلك قال الصحابة مثل سفيان الثوري كما في سنن ابن ماجه : قال يرد على عائشة : ( الرجل أعلم بهذا منها)إذن هكذا لا يوجد تعارض, إذن لو كان الإنسان في مكان رخو – مثل مكان رملي- بحيث أنه لو تبول بحيث الرمل سيشرب هذا البول ، وسيأمن من ارتداد الرشاش عليه ، فلا يرتد هذا البول علي ملابسه فينجسها ، جاز له أن يبول قائما ً,إذن عائشة لا يوجد تعارض .
من الشريط السابع والأربعون فك الوثاق للشيخ أبي إسحاق حفظه الله وشفاه شفاءاً لا يغادر سقما