بسم الله الرحمن الرحيم
سُئل الشيخ أبو عبد الله الكتامي الجزائري حظه الله:
أي الألفيتين أحفظ مع العلم أنني طالب في المرحلة المتوسطة في فن علوم مصطلح الحديث جزاكم الله خيرا..؟؟؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد أما بعد،
هذا موضوع كثر الاختلاف فيه بين أهل العلم فمنهم من يقدم ألفية السيوطي و منهم من يقدم ألفية العراقي، و كل له حججه و رأيه و كل حسب إجتهاده، لأن حفظ متن بطول الألفية يستغرق وقت و جهد و لا يمكن لطالب لبيب أن يحفظ متنين طويلين أو ألفيتين في فن واحد. فمثلا لا يمكن أن يقول طالب حديث سأحفظ ألفية العراقي و نظم الهداية في علم الرواية أو ألفية السيوطي و نظم كتاب ابن دقيق العيد للحافظ العراقي، فهذا يعد مضيعة للوقت و الجهد و يسبب إختلاط و تشويش للحفظ و تداخل بين المتون و كما نقول في الجزائر -جاء يسعى فخسر تِسعا- فضلا عن الإنصراف عن حفظ السنة و دراسة الأسانيد و التفقه في سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم. بل قد نجد بعض الطلبة ممن يعنون بحفظ المتون المطولة في مختلف فنون الدين لا يفرق بين إعتقاد السلف و إعتقاد المبتدعة... و الله المستعان.
المهم، أنا أنصحك أخي بحفظ ألفية العراقي لأنها أكثر فائدة. -مثلا- من حيث التنصيص فيها على أسماء الأئمة حين الإختلاف في قواعد حديثية مثلا. و أيضا كون الأئمة خصوها بعناية فضبطوا أبياتها و صانوها بعون الله عن التصحيف و التحريف و لا يخفى عليكم شرح الحافظ السخاوي للألفية الذي قد أجاد و أفاد. بعكس ألفية السيوطي الذي قد يطول الكلام على الكثير من المخالفات التي نهجها في التقعيد لقواعد حديثية و هذا ظاهر في ألفيته و التي قد لا ينتبه طالب العلم المبتدئ لها خاصة إن إستعان بكتاب تدريب الراوي لشرحها فرديا " أي : إجتهاديا". و الله أعلم.
(بارك الله في الأخ الذي أمدني بهذه المادة من محاظرة للشيخ حفظه الله).