أكد المفكر الإسلامي المعروف عبد الله النفيسي ، خلال إستضافته في برنامج في العمق ، على قناة الجزيرة القطرية، بتاريخ 14 يونيو2010، أن إيران تتبع خارطة طريق في سياستها الخارجية تجاه العالم العربي.

هذه الخارطة وضعت منذ ثمانينات القرن الماضي، بناءا على ما كتبه أكبر منظر إستراتيجي للثورة الإيرانية محمد جواد لاريجاني، شقيق علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني سابقا، و الذي يأت من عائلة لاريجاني وهي عائلة معروفة في داخل إيران ومن أكبر الاختصاصيين في الفيزياء ورئيس مؤسسة العلوم الإيرانية نائب وزير الخارجية سابقا.

كتب هذا الأخير مذكرة خطيرة جدا منذ الثمانينيات وهي يتم تداولها في الأوساط الحاكمة داخل إيران، هذه المذكرة بعنوان "مقولات في الإستراتيجية الوطنية" يطرح فيها محمد جواد لاريجاني دور إيران في الجوار وفي المنطقة العربية والعالم الإسلامي وسمى هذه المذكرة نظرية أم القرى ، يقول إن القرآن الكريم ذكر أم القرى والمقصود بها في القرآن مكة، بينما هو يقول ينبغي أن نحول قم إلى أم القرى، وينبغي أن تكون قم هي أم القرى وينبغي أن تتحول إيران إلى دولة المقر للعالم الإسلامي وينبغي أن يكون ولي أمر المسلمين هو الولي الفقيه الذي يحكم إيران، وبالتالي ينبغي أن تكون كل السياسة الخارجية الإيرانية مبنية على هذا الأساس الفكري والروحي والفقهي.

و أضاف المفكر عبد الله النفيسي، أن هناك إحساس بالغبن لدى الإيرانيين إزاء الدور العربي، يعني نحن ننظر إلى فتح فارس على أساس أنها خطوة تاريخية خدمت الشعب الإيران أو الشعوب الإيرانية، بينما هم ينظرون إلى الموضوع -إلى موضوع الفتح- أنه غزو عربي طمس الثقافة الفارسية وطمس التاريخ الفارسي وبالتالي هم يشعروا أنهم بحاجة إلى الثأر من العرب لأنهم طمسوا التاريخ الفارسي، و قال عبد الله النفيسي أن هذا الشعور موجود في أحزاب كثيرة داخل إيران اليوم. و له خلفية نفسية لكل قرار عسكري أو سياسي إزاء المنطقة العربية.


يذكر أن المفكر الكويتي عبد الله النفيسي، له علاقات و إتصالات قريبة جدا من النخب الإيرانية منذ سنة 1975 أيام الشاه، و يزورها كل سنة تقريبا ليلقي محاضرات في النادي الديبلوماسي و يلتقي بالنخب في الجامعات و الوزارات المسؤولة و خاصة وزارة الخارجية.

------------------------------------------

إبن سليم