تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: البكاء والبكائون. للشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    191

    افتراضي البكاء والبكائون. للشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى

    البكاء والبكائون
    من خشية الله تعالى
    الحمد لله
    إن البكاءَ صفةٌ من صفات الأنبياء عليهم السلام، وصفة من صفات أتباعهم، فمن علم أن هناك ثوابا وأجرا، وجنة ورضا؛ بكى لهفة وشوقا، ومن علم أن هناك حسابا وعقابا، ونارا وغضبا؛ بكى خوفا ووجلاً.
    فهذا آدم عليه السلام يبكي أسفا على أبنائه من أهل النار. وموسى يبكي لقلَّة من يدخل الجنة من أمته.
    ولقد حثنا ديننا على البكاء من خشية الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يلج النارَ رجلٌ بكى من خشية الله؛ حتى يعودَ اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخانُ جهنم".رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد صحيح الترغيب (3324) (صحيح لغيره)
    وعن ابن أبي مليكة قال: جلسنا إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في الحجر، فقال: (ابكوا! فإن لم تجدوا بكاء فتباكوا، لو تعلموا العلم؛ لصلَّى أحدكم حتى ينكسرَ ظهره، ولبكى حتى ينقطعَ صوته). رواه الحاكم مرفوعا وقال صحيح على شرطهما صحيح الترغيب (3328) (صحيح موقوف)
    وعن البراء رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فجلس على شفير القبر، فبكى حتى بلَّ الثرى، ثم قال: "يا إخواني! لمثل هذا فأعدوا".رواه ابن ماجه بإسناد حسن صحيح الترغيب (3338).
    وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر..} حتى ختمها، ثم قال: "إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطَّت السماء وحُقَّ لها أن تئطَّ، ما فيها موضعُ قدم؛ إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله، واللهِ! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله، والله! لوددت أني شجرة تعضد"رواه البخاري باختصار والترمذي إلا أنه قال: "ما فيها موضع أربع أصابع" والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد صحيح الترغيب (3380) (حسن)
    وعن أنس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا"، فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين. رواه البخاري ومسلم
    أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلربما لم يمرّ يوم أو لحظة إلا ويبكي، عن عبيد بن عمير رضي الله عنه أنه قال لعائشة رضي الله عنها: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: فسكتت ثم قالت: (لما كان ليلة من الليالي)، قال: "يا عائشة! ذريني أتعبد الليلة لربي". قلت: (والله إني أحب قربك، وأحب ما يسرُّك). قالت: (فقام فتطهر ثم قام يصلي) قالت: (فلم يزل يبكي حتى بل حجره) قالت: (وكان جالسا فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته) قالت: (ثم بكى حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة؛ فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟!) قال: "أفلا أكون عبدا شكورا!" لقد نزلت علي الليلة آية؛ ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُون َ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} آل عمران: (190، 191). رواه ابن حبان في صحيحه وغيره صحيح الترغيب (1468) (حسن)
    إنه رسول الله تبكيه فرحاً البشارة، وتبكيه خوفا النذارة، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته، حتى دخل نخلا فسجد فأطال السجود، حتى خفت أو خشيت أن يكون الله قد توفاه أو قبضه، قال: فجئت أنظر؛ فرفع رأسه، فقال: "ما لك يا عبد الرحمن؟!" قال: فذكرت ذلك له قال: فقال: "إن جبريل عليه السلام قال لي: ألا أبشرك أن الله عز وجل يقول: من صلى عليك؛ صليتُ عليه، ومن سلم عليك؛ سلمت عليه؟!" زاد في رواية: "فسجدت لله شكرا".رواه أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد، (حسن لغيره) صحيح الترغيب (1658).
    ويبكي لتذكر أمه، -بأبي هو وأمي- صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى، وأبكى من حوله، فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت" رواه مسلم وغيره
    وهكذا كان أصحابه رضي الله تعالى عنهم:
    فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم رجال بكاؤون:
    فعن معاذ بن رفاعة عن أبيه قال: قام أبو بكر الصديق على المنبر ثم بكى، فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول على المنبر ثم بكى، فقال: "سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية" رواه الترمذي من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل وقال: حديث حسن غريب ورواه النسائي صحيح الترغيب (3387) (حسن صحيح)
    وعثمان بن عفان يبكي من رؤية القبر، فقد (كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟!! فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه؛ فما بعده أيسر، وإن لم ينج منه؛ فما بعده أشد" قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه".رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب. صحيح الترغيب (3550) (حسن)
    وأبو سعيد الخدري يبكي لاتهامه نفسه بالتقصير، فقد قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة العصر، ثم قام خطيبا؛ فلم يدَعْ شيئا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، وكان فيما قال: "إن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء"، وكان فيما قال: "ألا لا يمنعن رجلاً هيبةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه". قال فبكى أبو سعيد وقال: (وقد والله رأينا أشياء فهبنا). وكان فيما قال: "ألا إنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته، ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة، يركز لواءه عند استه"رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، صحيح الترغيب (2751) (صحيح لغيره)
    وعبد الله بن عمر يبكي من تكر حديث؛ التقى عبد الله بن عُمر وعبد الله بن عَمرو بن العاص رضي الله عنهم على المروة، فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو، وبقي عبد الله بن عمر يبكي، فقال له رجل: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟! قال: (هذا) يعني عبد الله بن عمرو، زعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان في قلبه مثقالُ حبة من خردل من كِبر كَبَّه الله لوجهه في النار". رواه أحمد ورواته رواة الصحيح صحيح الترغيب (2909) (حسن)
    وسلمان يبكي عند موته، لأنه يمتلك من الدنيا إجانةٌ وجفنةٌ ومطهرة ؛ قدم سعدٌ على سلمانَ يعوده قال: فبكى. فقال سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، وترد عليه الحوض، وتلقى أصحابك! فقال: ما أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا، قال: "لتكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب"، وحولي هذه الأساود). قال: وإنما حوله إجانةٌ وجفنةٌ ومطهرة. فقال: (يا سعد! اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند يديك إذا قسمت، وعند حكمك إذا حكمت). رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد صحيح الترغيب (3224) (حسن)
    وعمر بن الخطاب يبكي لحال رسول الله وقلة ذات يده، مع تربع كسرى وقيصر على القصور، قال رضي الله تعالى عنه: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير، قال: فجلست، فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، وقرظ في ناحيةٍ في الغرفة، وإذا إهاب معلق، فابتدرت عيناي. فقال: "ما يبكيك يا ابن الخطاب؟!" فقال: يا نبي الله! وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار، وأنت نبي الله وصفوتُه وهذه خزانتك؟! قال: "يا ابن الخطاب! أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟" قلت: بلى! رواه ابن ماجه بإسناد صحيح صحيح الترغيب (3284) (حسن)
    وامرأة أبي ذر تبكي زوجها الذي يحتضر ولم تجد من يساعدها في تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، عن إبراهيم -يعني ابن الأشتر- أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة، فبكت امرأته، فقال: (ما يبكيك؟!) فقالت: أبكي؛ فإنه لا يدَ لي بنفسك، وليس عندي ثوب يسع لك كفنا. قال: (لا تبكي! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وأنا عنده في نفر) يقول: "ليموتن رجلٌ منكم بفلاة من الأرض، يشهده عصابة من المؤمنين" قال: (فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، فلم يبق منهم غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت، فراقبي الطريق، فإنك سوف ترين ما أقول، فإني والله ما كذبت ولا كُذِّبت). قالت: وأنى ذلك؟ وقد انقطع الحاج؟! قال: (راقبي الطريق). قال: فبينا هي كذلك؛ إذا هي بالقوم تخبُّ بهم رواحلهم، كأنهم الرخم، فأقبل القوم حتى وقفوا عليها، فقالوا: ما لك؟ فقالت: (امرؤ من المسلمين تكفنوه وتؤجروا فيه)، قالوا: ومن هو؟ قالت: (أبو ذر!) ففدوه بآبائهم وأمهاتهم، ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه، فقال: (أبشروا! فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ما قال، ثم أصبحت اليوم حيث ترون، ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه، فأنشدكم بالله! لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا)، فكل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار، وكان مع القوم، قال: (أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي، وأحد ثوبي هذين اللذين عليَّ) قال: (أنت صاحبي فكفني). رواه أحمد واللفظ له ورجاله رجال الصحيح والبزار بنحوه باختصار. صحيح الترغيب (3314) (حسن)
    وأبو هاشم بن عتبة يبكي لجمعه شيئا من حطام الدنيا، عن أبي وائل قال: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يعوده، فوجده يبكي، فقال: يا خال! ما يبكيك؟ أوجع يشئزُك، أم حرصٌ على الدنيا؟ قال: (كلا! ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا لم نأخذ به)، قال: وما ذاك؟! قال: (سمعته يقول: "إنما يكفي مِن جمعِ المالِ؛ خادمٌ ومركبٌ في سبيل الله" وأجدني اليوم؛ قد جمعت). رواه الترمذي والنسائي .. وذكره رزين فزاد فيه (فلما مات حصر ما خلف فبلغ ثلاثين درهما، وحسبت فيه القصعة التي كان يعجن فيها، وفيها يأكل) صحيح الترغيب (3318) (حسن لغيره)
    ورجل من الصحابة يعاقب مواليه وخدمة على تقصيرهم فيبكي خوفا من محاسبة الله له،عن عائشة رضي الله عنها قالت: (جاء رجل فقعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي مملوكين؛ يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم، فكيف أنا منهم؟) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة؛ يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم بقدر ذنوبهم، كان كفافا لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم؛ اقتص لهم منك الفضل". فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما تقرأ قول الله: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقالَ حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}. فقال الرجل: يا رسول الله! ما أجد لي ولهؤلاء خيرا من مفارقتهم، أشهدك أنهم كلهم أحرار. رواه أحمد والترمذي.. صحيح الترغيب (2290) (صحيح)
    ****
    الحمد لله على كل حال، والصلاة والسلام على الصحب والآل،
    ومن كان سببا في بكاء غيره فعليه أن يكون سببا في إضحاكه، فكيف بمن يبكي والديه؟
    عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبوي يبكيان؟! فقال: "ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما". رواه أبو داود صحيح الترغيب (2481) (صحيح)
    عباد الله! عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته". رواه الطبراني في الأوسط والصغير وحسن إسناده، صحيح الترغيب (2740) (حسن لغيره)

    وأنت ياعبد الله تستطيع أن تجعل الشيطان يبكى فأكثر من طاعة الله، وأكثر من السجود لله، لأنه "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد؛ اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار". مسلم.
    فالجماد يبكي لفقدان ذكر الله سبحانه، ففي حديث الجذع: "إن هذا بكى لما فقد من الذكر" - يعني الجِذْع-. "حم خ" عن جابر.

    اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ؛ تَهْدِي بِهَا قلوبنا، وَتَجْمَعُ بِهَا أمورنا، وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثنا، وَتُصْلِحُ بِهَا غَائِبنا، وَتَرْفَعُ بِهَا شَاهِدنا، وَتُزَكِّي بِهَا أعمَالنا، وَتُلْهِمُنا بِهَا رُشْدنا، وَتَرُدُّ بِهَا أُلْفَتنا، وَتَعْصِمُنا بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ، اللَّهُمَّ أَعْطِنا إِيمَانًا وَيَقِينًا لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ، وَرَحْمَةً نَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ الْفَوْزَ فِي الْعَطَاءِ، وَنُزُلَ الشُّهَدَاءِ، وَعَيْشَ السُّعَدَاءِ، وَالنَّصْرَ عَلَى الأَعْدَاءِ، اللَّهُمَّ إِنّا نُنْزِلُ بِكَ حَاجَاتِنا، وَإِنْ قَصُرَ رَأْينا وَضَعُفَ عَمَلُنا افْتَقَرْنا إِلَى رَحْمَتِكَ، فَنَسْأَلُكَ يَا قَاضِيَ الأُمُورِ، وَيَا شَافِيَ الصُّدُورِ، كَمَا تُجِيرُ بَيْنَ الْبُحُورِ؛ أَنْ تُجِيرَنا مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ، وَمِنْ دَعْوَةِ الثُّبُورِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقُبُورِ، اللَّهُمَّ مَا قَصُرَ عَنْهُ رَأْينا، وَلَمْ تَبْلُغْهُ نِيَّاتُنا، وَلَمْ تَبْلُغْهُ مَسْأَلَتنا مِنْ خَيْرٍ وَعَدْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ خَيْرٍ أَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَدًا مِنْ عِبَادِكَ؛ فَإِنّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِيهِ، وَنَسْأَلُكَهُ بِرَحْمَتِكَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ ذَا الْحَبْلِ الشَّدِيدِ، وَالأَمْرِ الرَّشِيدِ، نَسْأَلُكَ الأَمْنَ يَوْمَ الْوَعِيدِ، وَالْجَنَّةَ يَوْمَ الْخُلُودِ، مَعَ الْمُقَرَّبِينَ الشُّهُودِ، الرُّكَّعِ السُّجُودِ، الْمُوفِينَ بِالْعُهُودِ، إِنَّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ، وَأَنْتَ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هَادِينَ مُهْتَدِينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ، سِلْمًا لأَوْلِيَائِكَ، وَعَدُوًّا لأَعْدَائِكَ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ، وَنُعَادِي بِعَدَاوَتِكَ مَنْ خَالَفَكَ، اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ وَعَلَيْكَ الإِجَابَةُ، وَهَذَا الْجُهْدُ وَعَلَيْكَ التُّكْلانُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لنا نُورًا فِي قلوبِنا، وَنُورًا فِي قبورِناـ وَنُورًا مِنْ بَيْنِ أيدينا، وَنُورًا مِنْ خلْفِنا، وَنُورًا عَنْ أيماننا، وَنُورًا عَنْ شمَائلِنا، وَنُورًا مِنْ فَوْقِنا، وَنُورًا مِنْ تَحْتِنا، وَنُورًا فِي أسماعِنا، وَنُورًا فِي أبصَارِنا، وَنُورًا فِي أشعارِنا، وَنُورًا فِي أبشَارِنا، وَنُورًا فِي لحومِنا، وَنُورًا فِي دمائنا، وَنُورًا فِي عِظَامِنا، اللَّهُمَّ أَعْظِمْ لِنا نُورًا، وَأَعْطِنا نُورًا، وَاجْعَلْ لنا نُورًا، سُبْحَانَ الَّذِي تَعَطَّفَ الْعِزَّ وَقَالَ بِهِ، سُبْحَانَ الَّذِي لَبِسَ الْمَجْدَ وَتَكَرَّمَ بِهِ، سُبْحَانَ الَّذِي لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاَّ لَهُ، سُبْحَانَ ذِي الْفَضْلِ وَالنِّعَمِ، سُبْحَانَ ذِي الْمَجْدِ وَالْكَرَمِ، سُبْحَانَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
    وكتب وخطب أبو المنذر فؤاد
    الزعفران المغازي غزة فلسطين
    22 شوال 1431 هجرية
    1 أكتوبر 2010 رومية

  2. #2

    افتراضي رد: البكاء والبكائون. للشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى

    جزاك الله خيرا
    هل روى البخاري الحديث بذلك اللفظ: والله لوددت اني شجرة تعضد؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •