المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن بن ناصر
قال علي بن المديني ( لا يقاس الرجل إلا بأقرانه ) فمن الظلم مقارنة العلامة الألباني - رحمه الله - بالأئمة الأوائل بل لا يُقاس ابن تيمية وابن القيم وابن رجب بأبي زرعة وأحمد وابن المديني و أبي حاتم ، فكيف يُقاس الألباني - رحمه الله - بهؤلاء
العلامة الألباني لاشك أنه وقف على أسانيد لا أظن أحدا وقف عليها من المعاصرين ، حيث أنه تصفح الأجزاء والسنن والمسانيد التي في المكتبة الظاهرية ، وجمع منها كتابه معجم الحديث ، ولذلك حتى الآن تجد بعض المعاصرين ممن يتوسعوا في التخريج تضطره الطريق للعودة لتخريج الألباني
لو تم مقارنة الألباني - رحمه الله - ، كالعلامة أحمد شاكر ، والعلامة حماد الأنصاري والغماريين وغيرهم ممن اشتهروا بالحديث في عصره .بأقرانه في هذا العصر لوجدته أجودهم نقدا
العلامة الألباني - رحمه الله - لم تخفَ عليه بعض طرق المتقدمين في النقد و أكثر مسالة أُخذت عليه مسألة زيادة الثقة ولكنه رجح خلافها تبعا لبعض المتأخرين من أهل الحديث ، وفي بعض الأحيان وافق المتقدمين فيها
ومما أُخذ عليه رده لأحكام المتقدمين على بعض الأحاديث وهذه الجرأة أخذها من الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - في ظني في كثير من المواضع ، والحافظ كان عمدة المتأخرين في التخريج والحكم على الأحاديث من خلال كتابيه ( الفتح ) ( والتلخيص )
ومما أُخذ عليه تساهله في التحسين وهذه أول من نقدها هو العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - كما في ترجمة الألباني للشيباني
وهنا أنبه إلى أن الألباني لا يقلد ابن حجر في (تقريبه ) كما يظن البعض ، بل هو ينقل خلاصة الرأي في الراوي عنده من خلال تلخيص ابن حجر للراوي وإلا في أحيان كثيرة يرد كلام الحافظ فيه .
دراسة منهج العلامة الألباني في نقد الحديث هو في ظني ثناء ومدح على العلامة الألباني بغض النظر عن النتيجة التي توصل بها الباحث ، فلولا أن الألباني له أثر في علم الحديث ما بحث في منهجه في النقد .
العلامة الألباني حتى أهل البدع أثنوا عليه في الحديث منهم أحمد الصديق الغماري فقال هو قوي قوي في علم الحديث نقله تلميذه التليدي فيما أذكر ، ورأيتُ في (الأنوار الكاشفة ) للمعلمي نقله للتصحيح الألباني والمعلمي هو من داخل في مدرسة المتقدمين .
الرجوع إلى قواعد المحدثين الأوائل هو المطلوب وهو المهم ، ولكن المشكلة التي خرجت أن بعضهم خرج علينا بالاستقراء لحديث الراوي ! فيقول أحدهم أستقرأت حديث الراوي فلم أر فيه ما ينكر ! وهذه والله صعبة . بل ابن تيمية لا يمكنه ذلك فاين أصول حديث هذا الراوي وأين يمكينك الوقوف على جميع مروياته ، مثله من تتبع تدليس فلان . أو قعد قاعدة جديدة و زعم أنها من قواعد المتقدمين في التدليس أو في تدليس فلان وهو لا يعدو أن يكون قولا لأحدهم فضلا على أن يكون قولا للجميع ، وقواعد المتقدمين موجودة في كتب المصطلح لم يتركوها ، لكن الأشكال في تطبيقها والأخذ بخلافها .
ولذلك لابد لكل طالب علم في الفقه أو غيره أن ينظر في أحكام المتقدمين للحديث ويسلم لحكمهم وإن كان ظاهر الأسناد على خلاف ما قالوه فهم والله أرباب الصنعة رحمهم الله جميعا وغفر الله لهم .
وأما العلامة الألباني فعن نفسي أقدم أحكامه على ابن حجر والعراقي والنووي والسخاوي وغيرهم ، وإن صحح حديث أو حسنه ، فالأصل عندي قبوله حتى يثبت خلافه إما بالتفتيش في أحكام المحدثين وإما بالنظر في تخريجه ورجال إسناده والله أعلم