تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فضل عائشة وضلال من افترى عليها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    21

    افتراضي فضل عائشة وضلال من افترى عليها

    الحمد لله وصلى الله وسلم على خليله ومصطفاه سيد ولد آدم وعلى آله وأزواجه وذريته وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

    فمَنْ منا لا يعرف أمه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بإيمانها وفضلها، وطهرها وعفافها ، وعلمها وفقهها ، وصدقها ويقينها ، وزهدها وورعها ، نشأت في بيت الصديق أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من آمن به ، وكان صاحبه في السفر والحضر والأمن والخوف ، ولم يضن بنفس أومال أوولد في نصرة الله ورسوله صلى الله عليها وسلم ، ثم احتضنها بيت النبوة ، فعاشت في كنف رسول الله صلى الله عليه وسلم تتلقى العلم ، وتترقى في مراتب الإيمان ، وكانت أحب الناس إليه ، قال الحافظ الذهبي رحمه الله : ( وأحبها حبا شديدا كان يتظاهر به، بحيث إن عمرو بن العاص، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال: " عائشة " قال: فمن الرجال ؟ قال: " أبوها "[1] وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه السلام ليحب إلا طيبا.
    وقد قال: " لو كنت متخذا خليلا من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الاسلام أفضل " فأحب أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حَبِيبَي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حري أن يكون بغيضا إلى الله ورسوله .
    وحبه عليه السلام لعائشة كان أمرا مستفيضا، ألا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا إلى مرضاته ) . سير أعلام النبلاء - (2 / 142) .

    وقال صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها : ( ألست تحبين ما أحب ؟ فقالت : بلى ، قال فأحبي هذه ـ يعني عائشة رضي الله عنها ـ) . رواه مسلم .
    وفي الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام لأم سلمة : ( لاتؤذيني في عائشة ؛ فإنه والله مانزل علي الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها ) .
    قال الذهبي رحمه الله على الحديث : ( وهذا الجواب منه دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها، وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها ) .سير أعلام النبلاء (2 / 143) .

    وقد ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: ( وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) متفق على صحته .
    وهي زوجته في الدنيا والآخرة كما قاله عمار بن ياسر رضي الله عنه في صحيح البخاري ، ولما اشتكت رضي الله عنها قال لها ابن عباس رضي الله عنهما : ( يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق ، على رسول الله ، وعلى أبي بكر ) رواه البخاري .
    وكانت لأزواجة قدوة في اختيار البقاء مع رسول الله صلى الله وسلم بعد نزول آية التخيير ( ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ) فإنها قالت حين خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ، ثم فعل أزوجه مثل مافعلت) . رواه البخاري .
    ولما تكلم فيها أهل الإفك بالزور والبهتان غار الله لها، فأنزل لها براءتها في عشر آيات من القرآن تتلى على تعاقب الأزمان ، وقد أجمع العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها ) البداية والنهاية (11 / 337) . كما بين الله ذلك في سورة النور ( إن الذي جاؤوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) الآيات.
    وقد قضى الله بطهارتها وعفتها وسائر أزواجه في قوله سبحانه ( إنما يريد الله ليذهب عنم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .

    قال العلامة ابن القيم رحمه الله : ( ومن خصائصها أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك ، وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة ، وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم ، وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها ، بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء ،فيا لها من منقبة ما أجلها! وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها حيث قالت : ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى ، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله رؤيا يبرئني الله بها .

    فهذه صديقة الأمة وأم المؤمنين وحب رسول الله وهي تعلم أنها بريئة مظلومة وأن قاذفيها ظالمون لها مفترون عليها قد بلغ أذاهم إلى أبويها وإلى رسول الله ، وهذا كان احتقارها لنفسها وتصغيرها لشأنها ) جلاء الأفهام ( ص238 ) .

    وقبض الله نبيه عليه الصلاة والسلام في يومها وفي بيتها، وبين سحرها ونحرها، وجمع الله بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعاته من الدنيا، وأول ساعة من الآخرة، ودفن في بيتها. البداية والنهاية (11 / 337) .

    وفضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كثيرة ، ومناقبها شهيرة ، مما اختصت به ، فضلا عما في العمومات الواردة في أزوجه وأصحابه .

    وقد عظم الله شأن أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم فجعلهن أمهات للمؤمنين فقال : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) والأم يجب تعظيمها وإجلالها وبرها واحترامها ، وهذا هو الواجب على المؤمنين نحو أزواجه صلى الله عليه وسلم ، ولايرتاب في هذا إلا ضال ، ولاينال منهن إلا ظالم لنفسه ، مكذب لله ، متبع غير سبيل المؤمنين .

    وقد انبعث رافضي ، فاستطال في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالقدح في زوجه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وسبها ، والاستهزاء بها ، والقطع بأنها من أهل النار ، وهو بهذه الجريمة النكراء يتشفى من المؤمنين ، ويواصل الاعتداء المعلن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعته من قبل أوليائه من الرسام المجرم الأثيم ، ومبتغي تحريق القرآن العظيم ، ومظاهريهم ، حتى يطفؤوا نور الله ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون . ـ هتك الله ستره ، وأذاقه العذابين ، ورده إلى عذاب عظيم ـ . وليست هذه منه فلتة لسان ، ولاحدثا عارضا ، ولكنها عقيدة القوم الرافضة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكتبهم التي يستندون إليها ، ويصدرون عنها ، ويعتمدون عليها ، ويقدسون أصحابها ، طافحة بتكفير الصحابة رضوان الله عليهم ، والقول بأنهم ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا أربعة أوستة أو قريبا من ذلك ، وفيها عيبهم وذمهم وتنقصهم ، ووصفهم بالنفاق ، وكتمان الحق ، وإعلان البراءة منهم ، والتواصي بلعنهم ، وجعل ذلك من أعظم القربات ، ولاسيما أبوبكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وحفصة وهند بنت عتبة أم معاوية وأخته أم الحكم ، قال العلامة أبوالمعالي الألوسي بعد أن ذكر جملة من رؤساء الرافضة الشاهدة عليهم كتبهم بالطعن في الصحابة : ( هذا كتاب إحقاق الحق بين الأيدي ، ولم يدع مؤلفه الخنزير من المثالب والمطاعن إلا ونسبها إلى من شيدوا الدين ، ونصروا شريعة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين ، بل ماكفاه ذلك حتى جعلهم أسوأ حالا من اليهود والنصارى والضالين الحيارى ) صب العذاب ( ص374 ) .

    وللرافضة في أصحاب رسول الله صلى الله عليهم وسلم عقائد مظلمة ، وعبارات يستوحش المسلم أن يطلقها على من في قلبه أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان ، فضلا عن أن يطلقها في خيار هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم . ولئن كان بعض المنتسبين إلى هذه العقيدة الرافضية قد أعلن براءته من هذا المفتري الآثم إلا أنه لايغتر بذلك لقيام دينهم على التقية ـ وهي النفاق والكذب ـ فإن كانوا صادقين فليتبرؤا من مصنفاتهم التي تعج بتكفر الصحابة ، والطعن فيهم ، ورمي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مما برأها الله منه ، ويبنوا ضلالها ، وهي التي انطلق في إظهار ما فيها على الملأ هذا الأفاك الأثيم وأشياعه ، فليس قوله بدعا عند الرافضة ، بل هذه أصول مؤصلة في كتب مذهبهم وعلمائهم .

    إن هذه العقيدة في الصحابة تعني القدح في حكمة الرب جل وعلا وعلمه وقدرته ، وتعطيل شرعه ، وهدم دينه ؛ إذ اختار لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم من لايجوز أن يبلغ به الدين ، وتقوم به الحجة على الخلق ، فتبا لهذه العقول الفاسدة ، والقلوب المظلمة ، والأفهام البليدة ، والفطر المنكوسة .

    اللهم صل وسلم على رسول الله ، وارض اللهم عن عائشة وعن أبويها وجدها وسائر أزوج رسولك وآل بيته وأصحابه .
    اللهم عليك بمن اعتدى عليها ورماها مما برأها الله منه .
    اللهم افضحه في الدنيا وعلى رؤوس الأشهاد ، واجعله آية لكل معتد ظالم وأنت على كل شيء قدير .
    والحمد لله رب العالمين
    رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها
    د/ عبدالعزيز بن محمد السعيد


    ----------

    [1] رواه البخاري .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    126

    افتراضي رد: فضل عائشة وضلال من افترى عليها

    جزاك الله كل خير
    محاضرة
    لفضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: فضل عائشة وضلال من افترى عليها

    جزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •