آدابُ الحِــوارِ مَـع المُخـالفِيـن

ظَهَرتْ فِي الآوِنَةِ الأَخِيرَة ظَاهِرَةٌ قَدِيمَةٌ جَدِيدَةٌ فِي المُنتَديَاتِ وَأقْصُد ظَاهِرَة الشِّدة والغِلظَة مَعَ المُخَالِفين الذيْنَ هُم بَينَ إِفرَاطٍ وَتَفرِيط فِي هَذا المَنْهَج الحَق ...

فَنرَى بَعْضُ الإَخْوَة فَي رَدِّه عَلى المُخَالِف يَختَارُ أَشْنَع العِبَارَات وَأشدُّ الإِجَابَات – إِلا مَن رِحِمَ رَبِّي – لِتَبيين الحَقّ ..
لَكِن مِن المَعلُوم أنَّ مِثلَ هَذه الحِوَارَات تَعُودُ بِالسَّلبِ عَلى هَذِه الدَّعْوَة المُبَارَكَة ..
فَنَجدُ كَثِيرٌ مِن الإِخوَة يُنَفِّرُونَ مِن هَذه الدَّعوَة المُبَارَكَة بِأُسلُوبٍ قَاسٍ وَجَاف وَشَدِيد عَلى المُخَالِف ..

فَيَكُـونُ قَـدْ هَـدَم مِـنْ حَيـثُ أَرَادَ البِنَـاءْ ..
وَأفْسَـدَ مِـنْ حَيـثُ أَرادَ الإِصْـلاح ..
وَلا حَـول وَلا قُـوّة إلا بِالله ...

ومِن هَذا المُنطَلق قَرّرتُ أَن أُوصِي نَفسِي وَإخوَانِي الأَحبَاب
بِبعضِ النَّصائحِ وَالآدَاب التِي يَجِبُ أَن نَتحَلّى بِهَا فِي الحِوَارَاتِ عُمُوماً
ً وَمَع المُخَالفِين خُصُوصَاً وَأسألُ الله أَن يَنفعُنِي وَإيّاكُم بِهَا..

· إخْلاصُ النِيَّة لله تَعَالى , حَتّى يَكُونُ العَمَلُ مَقبُولاً عِندَ الله جَلّ وَعَلا .
· اجتِنَابُ الشَِّدة وَالغِلظَة والتَنفِير وَخَفضُ الجَناحِ وَاللّين وَالذِّلة لِلمُسلِمِين .
· الابتِعَاد عَن أُسلُوبِ التّفسِيقِ وَالتَضلِيلِ وَالتّبدِيع .
· الرّدُ عَلى المُخَالفِ بِالدّليلِ الشَّرعِيّ العِلميّ المُؤَصَّل .
· نَقضُ أَدّلِة المُخَالِفِين بِعلمٍ وَأدَبٍ وَتَوَاضُع .
· عَدَم الانتِقَاص مِن قَدرِ المَردُودِ عَلَيه مِن المُخَالِفين .
· عَدَم الانتِصَار للنَّفسِ فَإنَّهَا آفَةٌ عَظِيمة .
· الابْتِعَاد عَن العُجبِ وَالكِبر وَالغُرُور .
· قُبُولُ الحَقِّ وَالإِذعَانِ لَه وَعَدم المُكَابَرة فِي ذَلك .
· عَدَم عَقْد الوَلاء وَالبَرَاء فِي الأَسمَاءِ وَالأشْخَاصِ , إنَّمَا الوَلاءُ وَالبَراءُ يَكُونُ عَلى أَسَاسِ هَذا الإِسْلام العَظِيم .
· التَّحَلِّي بِآدَابِ السَّلف رِضوَانُ الله عَليهِم فِي الحِوَار .
· عَدَم الحَدِيث فَي نَوَازِل الأُمَّة وَمَسَائل الأَعْيَان وَتَركُهَا لِلعُلَمَاء العَامِلِين .
· الابْتِعَاد عَن التَشكِيكِ وَاتّهَام بَعضِنَا البَعْض مِثلُ قَولِ البَعض " مُرجِئ , سُرُورِي , تَكفِيرِي , خَارِجِي , .. "
· أَخِيراً تُذكُر قَولُ الله تَعَالَى " أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ " .

وَالحَمدُ لله رَبّ العَالمَين ..