بسم الله الرحمن الرحيم


إلى كل من يساوي بين التوسل و التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم


نعلم أنه يشرع للمسلم أن يتوسل في دعائه باسم من أسماء
الله تبارك وتعالى الحسنى مثلاً، ويطلب بها تحقيق ما شاء من
قضاء حاجة دنيوية كالتوسعة في الرزق، أو أخروية كالنجاة من
النار، فيقول مثلاً: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بأنك أنت الله
الأحد، الصمد، أن تشفيني أو تدخلني الجنة.......


فهنا السؤال هل يجوز أن يقول المتبرك بآثار الرسول صلى الله
عليه وسلم مثلاً: ( اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بثوب نبيك
أو بصاقه أو نحو ذلك من أثر من آثاره أن تغفر لي وترحمني
وتدخلني الجنة ..... )


وهل كان يفعل هذه أحد من الصحابة رضوان الله عليهم عند
حوزتهم على شئيا من آثاره فعليه الدليل، بأن يثبت أن
الصحابة كانوا يقولون في دعائهم مثلاً: اللهم إني أسألك
وأتوسل إليك بثوب نبيك أو بصاقه أو نحو ذلك من أثر من أثآره
أن تغفر لي وترحمني وتدخلني الجنة..... فليعطينا الدليل على
هذا الفعل أو ليتقي الله و لينتهي عن هذه الدعوة ألتي
تساوي بين التوسل والتبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم


وهنا إذا لا يجوز أن يقول هذا لماذا إذن تساوون بين
التوسل والتبرك بآثاره عليه السلام

وهنا ولابد من الإشارة إلى أن هناك فرق كبير بين الفهم
السليم وغيره من الفهم الخاطئ

أما الفهم السليم وهو ما يقوله أهل العلم وهو إن التبرك هو
التماس من حاز أثراً من آثار النبي صلى الله عليه وسلم حصول
خير به خصوصية له صلى الله عليه وسلم، و أن التبرك يرجى
به شيء من الخير الدنيوي فحسب، بخلاف التوسل الذي
يرجى به أي شيء من الخير الدنيوي والأخروي.
و أن التبرك هو التماس الخير العاجل بخلاف التوسل الذي هو
مصاحب للدعاء ولا يستعمل إلا معه
وإن للتبرك شروط وهو الإيمان الشرعي المقبول عند الله فمن
لم يكن مسلماً صادق الإسلام فلن يحقق الله له أي خير
بتبركه هذا
كما يشترط للراغب في التبرك أن يكون حاصلاً على أثر من
آثاره صلى الله عليه وسلم ويستعمله

وهنا يجدر بالذكر القول أن آثاره صلى الله عليه وسلم من
ثياب أو شعر أو غير ذلك قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات
وجود شيء منها على وجه القطع واليقين، وإذا كان الأمر كذلك
فإن التبرك بهذه الآثار يصبح أمراً غير ذي موضوع في زماننا هذا
ويكون أمراً نظرياً محضاً، فلا ينبغي إطالة القول فيه

ولكن ثمة أمر يجب تبيانه، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم
وإن أقر الصحابة في غزوة الحديبية وغيرها على التبرك بآثاره
والتمسح بها، وذلك لغرض مهم وخاصة في تلك المناسبة،
وذلك الغرض هو إرهاب كفار قريش وإظهار مدى تعلق
المسلمين بنبيهم، وحبهم له، وتفانيهم في خدمته وتعظيم
شأنه، إلا أن الذي لا يجوز التغافل عنه ولا كتمانه أن النبي
صلى الله عليه وسلم بعد تلك الغزوة رغّب المسلمين بأسلوب
حكيم وطريقة لطيفة عن هذا التبرك، وصرفهم عنه، وأرشدهم
إلى أعمال صالحة خير لهم عند الله عز وجل، وهذا ما يدل
عليه الحديث الآتي:
عن عبد الرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم توضأ يوماً، فجعل أصحابه يتمسحون بوضوئه، فقال
لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملكم على هذا؟ قالوا:
حب الله ورسوله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم من سره
أن يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا
حدث، وليؤد أمانته إذا اؤتمن، وليحسن جوار من جاوره ).


وهنا نعيد تكرار السؤال ( هل يجوز أن يقول المتبرك بآثار
الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً: ( اللهم إني أسألك
وأتوسل إليك بثوب نبيك أو بصاقه أو نحو ذلك من أثر من أثآره
أن تغفر لي وترحمني وتدخلني الجنة......)


ونسأل الله أن يكون هذا العمل خالصاَ لله وينتفع به من قرائه
ونسألكم الدعاء الصالح وإن وفقت فمن الله تعالى و إن كان غير
ذلك فمن تقصيري