الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذه قصيدة بديعة نظمها صديقنا الشيخ الأديب "أبو الحسنات البغدادي" في الذب عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فجزاه الله خيراً، وجعلها في ميزان حسناته.
دِفَاعٌ عَن الحَرَمِ النَّبَوِيِّ
شِعْر : ( أبو الحَسَنات البغدادي )
عَلَى أَعتابِهِ يَحْلُو الضِّرَابُ ..... ونَصْلُ السَّيفِ يَهْجُرُه القِرَابُ
يُلَذُّ لأَجْلِه خَوضُ المَنايَا ..... وتَسهُلُ في مَحَبَّتِه الصِّعَابُ
أَنَسْكُتُ والخَزَايا عاوِياتٌ ...... يُرَوِّجُ زَيفَ باطِلِها الذِّئابُ؟!
وَنَنْعَمُ بالحَياةِ ونَرْتَضِيْهَا ..... ويَهْنَؤُنا طَعَامٌ أو شَرَابُ
وَعِرْضُ المُصْطَفَى يَعْدُو عَلَيهِ ...... لِئَامٌ ليسَ يَرْدَعُهم عِقابُ؟!
ألَا لَبَّيكَ يا حَرَمًا يُفَدَّى ..... وليسَ سِوَاكَ مِن حَرَمٍ يُجَابُ
تُطَاعِنُ دُونَهُ أَفْواجُ شِعْرِي ..... وعِنْدَ الحَقِّ يُرْتَقَبُ الثَّوابُ
إِذَا مَا قِيْلَ : دَافَعَ عَنْ حِيَاضٍ ..... لآلِ المُصْطَفَى ؛ رَبِحَ الحِسَابُ
أَاُمَّ المُؤْمِنينَ فِدَاكِ نَفْسِي ..... وأَهْلِي والأَقَارِبُ والصِّحَابُ
أيَشْتمُها السَّلُولِيُّون َ ؟! سُحْقًا ..... لِأَفْواهٍ يُسَفُّ بِها التُّرابُ
فإنْ لَمْ يَكفُرُوا فيمَا ادَّعَوهُ ..... لَعَمرُ اللهِ قد كَادُوا وقابُوا
فَمَا هِيَ قَصْدهم فيما رَمَوها ..... ولَكِنَّ الرَّسُولَ هُوَ المُصَابُ!
ولا واللهِ لَا يُدْعَى : عُقُوقًا ..... فَما هِيَ أُمّهُم ، خَسِئُوا وَخَابُوا
أَاَشْبَاهَ الرِّجَالِ ولا رِجَالٌ ..... وأَشْبَاهَ الدَّوَابِ ولا دَوَابُ
جَمَعتُم عارَكُم سَفَهًا وَكُفْرًا ..... تُدَقُّ بِمَا تَفَوَّهْتُم رِقَابُ
بَرِئْتُ إلى المُهَيْمِنِ مِن طَغَامٍ ..... تَوَلَّوا كِبْرَ إِفْكٍ يُسْتَرَابُ
أكاذِيبٌ كَمُنْشِئِهَا سِخَافٌ ..... وأَوهَامٌ كَطَالِبِها سَرَابُ
وَهَلْ ثَوْبُ النَّقَاءِ بِهِ خَفَاءٌ؟! ..... ونُورُ الشَّمْسِ يَحْجُبُهُ الذُّبَابُ؟!
فَأُمُّ المُؤْمِنينَ لِكُلِّ بِرٍّ ..... هِيَ اللُّبُّ المُصَفَّى والإِهَابُ
هِيَ الصَّرْحُ المُمُرَّدُ لِلْعَوالي ..... لَها في كُلِّ مَكْرُمَةٍ شِهَابُ
بِها الأَمْجادُ تُدْرَكُ والمَعالي ..... يُعابُ الكَامِلُونَ وَلا تُعَابُ
فَلَا واللهِ ما رُمِيَتْ بِنَقْصٍ ..... ولا خَطِئَتْ وصَاحَبَها الصَّوَابُ
وَقَد سَلَكَتْ شِعَابَ الطُّهْرِ نَجْمًا ..... فَمَا وَسِعَتْ فَضَائِلَها الشِّعَابُ
هِيَ الصِّدِّيقَةُ ارْتَفَعَتْ بِفَضْلٍ ..... مِن الجَبَّارِ خَلَّدَهُ الكِتَابُ
بَرَاءَتُها مَدَى الأَيَّامِ تُتْلَى ..... وتَتْبَعُ غَيْثَ عِفَّتِها الرِّكَابُ
فَمَا هِيَ والسَّلُوْلِيُّ ونَ إلاَّ ..... كَظِلِّ الصَّقْرِ تَنْبَحُهُ الكِلَابُ!
ملاحظة : السَّلُولِيُّون نسبةً إلى ابن سَلُولَ المُنافِق الَّذي تَوَلَّى كِبْرَ الإِفْكِ في زَمَن النبيِّ صلَّى الله عليه وآلِه وسلَّم ، فبَرَّأَ الله تعالى السَّيِّدةَ عائشةَ رضي الله عنها من زُورِه وبُهْتانِه .