تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: نرجو منكم توثيق هذه القصة

  1. افتراضي نرجو منكم توثيق هذه القصة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    الإخوة الأغضاء ؛ نرجو منكم توثيق هذه القصة وفي أي كتب التراجم والسير وردت ؛ لأنني مضطر لها غاية الاضطرار .
    " ولما ذهب للعمرة (أي أبو حنيفة ) لقيه محمد بن باقر أحد أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال له وهو غضبان : أنت أبو حنيفة الذي غيرت دين جدي!! فلم يجادله أبو حنيفة بل قال له أن يجلس على الكرسي جلس أبو حنيفة على الأرض ، وقال أبو حنيفة: إنما مقامك معي مثل مقام جدك عند أوليائه ( أصحابه ) ثم قال: يا إمام أنت تقول أنني غيرت دين جدك بالقياس والرأي فسوف أسألك سؤال.
    قال أبو حنيفة: أيهما أضعف في دين جدك الرجل أم المرأة؟
    قال محمد: المرأة.
    قال أبو حنيفة : أيهما له الضعف في الميراث الرجل أم المرأة؟
    قال محمد : الرجل.
    قال أبو حنيفة :فلو كنت أعمل بالرأي وأترك حديث جدك ودين جدك لقلت المرأة أضعف فتستحق ضعف ما يستحق الرجل. لكني لم أقل ذلك لأن حديث النبي مُقَدَّم عندي على رأيي.
    ثم سأل أبو حنيفة: أيهما أعظم عند الله الصلاة أم الصيام؟
    قال محمد بن باقر: الصلاة.
    قال أبو حنيفة : أيهما تقضي المرأة إذا أفطرت في رمضان الصلاة أم الصيام؟
    قال محمد بن باقر: الصيام.
    قال أبو حنيفة: فلو كنت أجتهد برأيي وأترك حديث النبي لقلت الصلاة أفضل، فتقضي الصلاة ولا تقضي الصيام. لكني لم أفعل ذلك. قلت كما قال جدك، تعيد الصيام ولا تعيد الصلاة.
    ثم قال أبو حنيفة أيهما أنجس البول أم النطفة؟
    قال محمد: البول.
    قال أبو حنيفة: أيهما يغتسل منه البول أم النطفة؟
    قال محمد بن باقر: النطفة.
    قال أبو حنيفة: يا إمام ، لو كنت آخذ بالرأي وأجتهد وأترك حديث النبي لقلت البول نغتسل منه والنُطفَة نتوضأ منها..." لأن البول أنجس "...لكني قلت كما قال جدك "البول نتوضأ منه والنُطفَة نغتسل منها" فلم أُغَيِّر بالرأي يا إمام.
    ثم قال -رحمه الله-: أنما فعلت ذلك لان العراق تحب الجديد فأردت أن أحمل الناس على دين جدك فقام الإمام محمد بن باقر وقبل رأس أبو حنيفة " .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    Post رد: نرجو منكم توثيق هذه القصة

    بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
    جاء في كتاب "الإمام الصَّادق حياته وعصره - آراءه وفقهه" للمؤلِّف محمَّد أبو زهرة، تحت عنوان "الإمام جعفر الصَّادق مِنْ سنة 80 إلى سنة 148هـ" ص:22-23، ما نصُّه:
    "وكان يقصده مِنْ أئمَّة الفقه والحديث كثيرون، منهم سفيان الثَّوري، وسفيان بن عيينة محدِّث مكَّة، ومنهم أبو حنيفة فقيه العراق، وكان يرشد كلَّ مَنْ يجيء إليه، ويُبَيِّنُ له الحقَّ الَّذي لا عوج فيه، وَلْنَذكُر لك مناقشة جَرَت بينه وبين أبي حنيفة فقيه العراق، وكان أبو حنيفة قد اشتهر بكثرة القياس في الفقه حتَّى تناولته الألسن بالملام، وإليك بعض ما جرى بينهما:
    قال محمَّد الباقر: أنت الَّذي حوَّلت دين جدِّي وأحاديثه إلى القياس!!
    قال أبو حنيفة: اجلس مكانك كما يحقُّ لي، فإنَّ لك عندي حرمة كحرمة جدِّك صلَّى الله عليه وسلَّم في حياته على أصحابه، فجلس ثمَّ جثا أبو حنيفة بين يديه، ثمَّ قال: إنِّي سائلُك عن ثلاث كلمات فأجبني؛ الرَّجلُ أضعف أم المرأة؟
    قال الباقر: المرأة أضعف.
    قال أبو حنيفة: كم سهم المرأة في الميراث.
    قال الباقر: للرَّجُل سهمان وللمرأة سهم.
    قال أبو حنيفة: هذا علم جدِّك، ولو حوَّلْتُ دين جدِّك لكان ينبغي في القياس أنْ يكون للرَّجل سهم وللمرأة سهمان لأنَّ المرأة أضعف مِنَ الرَّجُل؛ ثمَّ الصَّلاة أفضل أم الصَّوم؟
    قال الباقر: الصَّلاة أفضل.
    قال أبو حنيفة: هذا قول جدِّك، ولو حوَّلْتُ قولَ جدِّك لكان أنَّ المرأة إذا طَهُرتْ مِنَ الحيض أمَرْتُها أنْ تَقضِيَ الصَّلاة ولا تَقضي الصَّوم، ثمَّ البول أنجس أم النُّطفة؟
    قال الإمام الباقر: البول أنجس.
    قال الإمام أبو حنيفة: لو حوَّلْتُ دينَ جدِّكَ بالقياس لكنتُ أمرتُ أن يُغتسَل مِنَ البول، ويُتوضَّأ مِنَ النُّطفة، ولكن معاذ الله أنْ أحوِّلَ دِينَ جدِّك بالقياس.
    فقام الإمام الباقر وعانقه وقبَّل وجهَه.
    ومِنْ هذا الخَبَر تتبيَّن إمامة الباقر للعلماء، يُحْضِرُهم إليه ويُحاسِبُهم على ما يبلُغُه عنهم أو يبدر منهم، وكأنَّه الرَّئيس يُحاكم مَرْءُوسِيه ليحمِلَهم على الجادَّة، وهم يقبلون طائعين تلك الرِّياسة."
    أقول: لا زال البحث عن صحَّة هذه القصَّة وسندها قائما.
    والله المستعان، وعليه التّكلان.







  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    Post توثيق القصة

    تتمَّة لما سبق، نقلا مِنْ كتاب "الإمام الصَّادق حياته وعصره - آراءه وفقهه" للمؤلِّف محمَّد أبو زهرة، فقد قال تحت عنوان "الإمام الصَّادق والقياس والاجتهاد" ص291-293:
    "229- ونفى القياس أيضا قد ورد في الكافي منسوبا إلى الصَّادق ففيه النَّهي عنه، فقد جاء في الكافي:
    عن عيسى بن عبد الله القرشيّ قال: (دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله، فقال له: يا أبا حنيفة بلغني أنَّك تقيس؟ قال: نعم. قال: لا تَقِسْ، فإنَّ أوَّلَ منْ قاس إبليس حين قال خلقتني مِنْ نار وخلقتَه مِنْ طين، فقاس ما بين النَّار والطِّين، ولو قاس نوريَّة آدم بنوريَّة النَّار لعرف فضل ما بين النُّورَيْن وصفاء أحدهما).
    وجاء في الكافي أيضا عن أبي حنيفة:
    (استأذنت عليه (أي الصَّادق) فحجبني، وجاءه قوم مِنْ أهل الكوفة واستأذنوا فأذن لهم، فدخلت معهم، فلمَّا صِرتُ عندَه قُلْتُ يابن رسول الله لو أرسلْتَ إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، فإنِّي تركتُ فيها أكثر مِنْ عشرة آلاف يشتمونهم فقال: لا يقبلون منِّي.
    فقُلْتُ: ومَنْ لا يقبل منك، وأنت ابن رسول الله؟!
    فقال الصَّادق: أنت أوَّل مَنْ لا يقبل منِّي. دَخَلْتَ داري بغير إذني، وجلست بغير أمري، وتكلَّمْتَ بغير رأيي، وقد بلغني أنَّك تقول بالقياس.
    فقلت: نعم أقول.
    فقال: ويحك يا نعمان، أوَّل من قاس إبليس حين أُمِرَ بالسُّجود لآدم فأبى، وقال خلقتني مِنْ نار وخلقته من طين، أيُّهما أكبر يا نعمان القتل أم الزِّنى قلت القتل.
    قال: فلِمَ جعل الله في القتل شاهدين وفي الزِّنى أربعة، أيقاس لك هذا؟
    قلت: لا.
    قال فأيُّهما أكبر البول أو المنيّ؟ قلت البول. قال فلِمَ أَمَرَ الله في البول بالوضوء وفي المنيِّ بالغسل، أيقاس لك هذا؟ قلت: لا.
    قال: فأيُّما أكبر الصَّلاة أم الصَّوم؟. قلت الصَّلاة، قال: فَلِمَ وجَبَ على الحائض أنْ تقضي الصَّوم ولا تقضي الصَّلاة، أيقاس لك هذا.
    قُلْتُ: لا.
    قال: فأيُّهما أضعف المرأة أم الرَّجُل؟ قلت: المرأة. قال فَلِمَ جَعَلَ الله تعالى في الميراث سهمين، وللمرأة سهما أيقاس ذلك؟ قلت: لا.
    قال: وقد بلغني أنَّك تقرأ آية من كتاب الله تعالى، وهي: لَتُسْألُنَّ يومئذٍ عن النَّعيم، إنَّه الطَّعام الطَّيِّب والماء البارد في اليوم الصَّائف.
    قلْتُ نعم. قال: لو دعاك رجل وأطعمك طعاما طَيِّبا وسقاك ماءً بارِدًا، ثمَّ امتنَّ به عليك، ما كُنْتَ تنسِبُه، قُلْتُ: البخل، قال: أفتبَخِّلُ الله علينا قُلْتُ فما هو. قال حبّنا أهل).
    هذه الرِّواية لم يُسنِدها الكليني إلاَّ إلى أبي حنيفة، ومِنْ حقِّنا أن نوازن بينها وبين المرويّ عن أبي حنيفة رضي الله عنه في مناقبه، إنَّ المرويَّ عن أبي حنيفة في كتب مناقبه أنَّ المناقشة كانت بينه وبين الباقر، وأنَّ أبا حنيفة هو الَّذي أورد مسألة المقايسة بين البول والمنيّ، ومسألة الصَّلاة والصَّوم والحيض، ومسألة ميراث الأنثى وميراث الذَّكَر، وأوردها على أنَّه في قياسه لا يكذب على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنَّه إنَّما يقيس إذا لم يكن نصّ، فحيث كان النَّصّ فإنَّه يحترمه.
    وما دامت الرِّواية مسندة إلى أبي حنيفة، فإنَّا نقبل كلام الرّواة عنه، لأنَّهم أعلم به، ولأنّ الكليني ليس في درجة أبي حنيفة في الفقه، إذ قد أسند إلى الصَّادق رضي الله عنه ما أجمع الإماميَّة في الماضي والحاضر على أنَّه مكذوب على الصَّادق وهو الخاصّ بالقرءان.
    ومهما يكن مقدار النِّسبة فإنَّ المشهور عن الباقر والصَّادق رضي الله عنهما أنَّهما استنكرا الاجتهاد بالقياس الَّذي اشتهر به أبو حنيفة."
    (يتبع إن شاء الله)







  4. #4

    افتراضي رد: نرجو منكم توثيق هذه القصة

    السلام عليكم و رحمة الله و بركته
    بارك الله فيكم إخواني و نرجو المزيد الموضوع في غايةالأهمية
    تحياتي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    Post رد: نرجو منكم توثيق هذه القصة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مصطفى الجزائري مشاهدة المشاركة
    السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مصطفى الجزائري مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم إخواني و نرجو المزيد، فالموضوع في غاية الأهميّة
    تحيّاتي
    وفيك يبارك الله..
    وهذا المزيد، وهو آخر نقل مِنْ كتاب "الإمام الصَّادق حياته وعصره - آراءه وفقهه" للمؤلِّف محمَّد أبو زهرة -رحمه الله-، فقد قال تحت عنوان "القياس"، ص: 515-517، بعدما ذَكَر أنَّ القياس يقسِّمُه العلماء إلى قسمين: قياسٌ العلَّةُ فيه مستنبطة، وقياسٌ العلَّةُ فيه ثابتة بالنَّصِّ. وذكَر أنَّ الأوَّل نفاه الإماميَّة بالاتِّفاق بينهم، وذكر لذلك أسبابًا وأجاب عنها، منها:
    "رابعها - ما رُوِيَ مِنْ مناقشةٍ بين الإمام الصَّادق، والإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما، وقد نقلناها كاملة عن الكافي في صَدْر كلامنا عن فقه الإمام الصَّادق، وعلَّقنا عليها، وقلنا في الجملة إنَّ لهذه القصَّة روايَتَيْن:
    إحداهما - في كُتُب أخبار أبي حنيفة وتُرْوى القصَّة مع أبي جعفر الباقر رضي الله عنهما، وتَذْكُر أنَّ أبا حنيفة هو الَّذي ساق مسألة قضاء الحائض للصَّوم دون الصَّلاة. ومسألة الاغتسال مِنَ المنيِّ دون البول، ومسألة نصيب البنت بجوار نصيب الذَّكَر لإثبات أنَّه أخذ بهذا مع أنَّ القياس كان يُوجِبُ غيرَه، لأنَّ القياس موضعُه حيثُ لا وارد مِنَ النُّصوص، فهو يكون حيث لا نصّ.
    والثَّانية رواية الإماميَّة، وهي أنَّ المحاورة كانت بين أبي عبد الله وأبي حنيفة وأنَّ السُّؤال كان مِنَ الصَّادق". اهـ







  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    Post توثيق القصة

    قال الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني المتوفَّى سنة 430هـ -رحمه الله- في كتابه "حِليَة الأولياء وطبقات الأصفياء" ج3، ص196-197:
    حدّثنا عبد الله بن محمّد ثنا الحسن بن محمّد ثنا سعيد بن عنبسة ثنا عمرو بن جميع. قال: دخلت على جعفر بن محمّد أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة. وحدّثنا محمّد بن عليّ بن حبيش حدّثنا أحمد بن زنجويه حدّثنا هشام بن عمّار حدّثنا محمّد بن عبد الله القرشيّ بمصر ثنا عبد الله بن شبرمة. قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّد. فقال لابن أبي ليلى: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدّين. قال: لعلَّه يقيس أمر الدِّين برأيه. قال: نعم! قال فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان. قال: يا نعمان هل قِسْت رأسك بعد؟ قال: كيف أقيس رأسي؟! قال: ما أراك تحسن شيئا، هل علمت ما الملوحة في العينين، والمرارة في الأذنين، والحرارة في المنخرين والعذوبة في الشّفتين. قال: لا! قال: ما أراك تحسن شيئا، قال: فهل علمت كلمة أوّلها كفر وآخرها إيمان. فقال ابن أبي ليلى: يا ابن رسول الله أَخْبِرْنا بهذه الأشياء الّتي سألته عنها. فقال: أخبرني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال ((إنّ الله تعالى بمنّه وفضله ورحمته جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنّهما شحمتان ولولا ذلك لذابتا، وإنّ الله تعالى بمنّه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجابا من الدّوابّ فإن دخلت الرّأس دابّة والتمست إلى الدّماغ فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج، وإنّ الله تعالى بمنِّه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الرِّيح ولولا ذلك لأنتن الدِّماغ، وإنَّ الله تعالى بمنِّه وكرمه ورحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشّفتين يجد بهما استطعام كلّ شيء ويسمع النّاس بها حلاوة منطقه)). قال: فأَخْبِرْني عن الكلمة الّتي أوّلها كفر وآخرها إيمان. فقال: إذا قال العبد لا إله فقد كفر فإذا قال إلاّ الله فهو إيمان. ثمّ أقبل على أبي حنيفة فقال: يا نعمان حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أوّل مَنْ قاس أمر الدّين برأيه إبليس. قال الله تعالى له اسجد لآدم فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) فمن قاس الدّين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنَّه اتّبعه بالقياس)). زاد ابن شبرمة في حديثه. ثمّ قال جعفر: أيّهما أعظم الصّلاة أم الصّوم؟ قال: الصّلاة. قال: فما بال الحائض تقضي الصّوم ولا تقضي الصّلاة. فكيف ويحك يقوم لك قياسك! اتّق الله ولا تقس الدّين برأيك.







  7. #7

    افتراضي رد: توثيق القصة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد العزيز الجزائري مشاهدة المشاركة
    قال الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني المتوفَّى سنة 430هـ -رحمه الله- في كتابه "حِليَة الأولياء وطبقات الأصفياء" ج3، ص196-197:
    حدّثنا عبد الله بن محمّد ثنا الحسن بن محمّد ثنا سعيد بن عنبسة ثنا عمرو بن جميع. قال: دخلت على جعفر بن محمّد أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة. وحدّثنا محمّد بن عليّ بن حبيش حدّثنا أحمد بن زنجويه حدّثنا هشام بن عمّار حدّثنا محمّد بن عبد الله القرشيّ بمصر ثنا عبد الله بن شبرمة. قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّد. فقال لابن أبي ليلى: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدّين. قال: لعلَّه يقيس أمر الدِّين برأيه. قال: نعم! قال فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان. قال: يا نعمان هل قِسْت رأسك بعد؟ قال: كيف أقيس رأسي؟! قال: ما أراك تحسن شيئا، هل علمت ما الملوحة في العينين، والمرارة في الأذنين، والحرارة في المنخرين والعذوبة في الشّفتين. قال: لا! قال: ما أراك تحسن شيئا، قال: فهل علمت كلمة أوّلها كفر وآخرها إيمان. فقال ابن أبي ليلى: يا ابن رسول الله أَخْبِرْنا بهذه الأشياء الّتي سألته عنها. فقال: أخبرني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال ((إنّ الله تعالى بمنّه وفضله ورحمته جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنّهما شحمتان ولولا ذلك لذابتا، وإنّ الله تعالى بمنّه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجابا من الدّوابّ فإن دخلت الرّأس دابّة والتمست إلى الدّماغ فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج، وإنّ الله تعالى بمنِّه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الرِّيح ولولا ذلك لأنتن الدِّماغ، وإنَّ الله تعالى بمنِّه وكرمه ورحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشّفتين يجد بهما استطعام كلّ شيء ويسمع النّاس بها حلاوة منطقه)). قال: فأَخْبِرْني عن الكلمة الّتي أوّلها كفر وآخرها إيمان. فقال: إذا قال العبد لا إله فقد كفر فإذا قال إلاّ الله فهو إيمان. ثمّ أقبل على أبي حنيفة فقال: يا نعمان حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أوّل مَنْ قاس أمر الدّين برأيه إبليس. قال الله تعالى له اسجد لآدم فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) فمن قاس الدّين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنَّه اتّبعه بالقياس)). زاد ابن شبرمة في حديثه. ثمّ قال جعفر: أيّهما أعظم الصّلاة أم الصّوم؟ قال: الصّلاة. قال: فما بال الحائض تقضي الصّوم ولا تقضي الصّلاة. فكيف ويحك يقوم لك قياسك! اتّق الله ولا تقس الدّين برأيك.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نعم إن هذه القصة مشهورة في كثير من كتبنا!
    ولكن أقول بما أن أن هذه القصة ليس فيها كبير أهمية لعدم تعلقها بشيء مهم من ديننا- نعم هناك تعرض للقياس والرأي - لكن تبقى هذه القصة مناظرة بين رجلين لكل منه إجتهاده؟
    ولكن اقول هاهنا كلمة: أن قوله "يا نعمان حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أوّل مَنْ قاس أمر الدّين برأيه إبليس...إن هذه الرواية لم أقف عليها من بين أكثر من /15/ مرجع ذكرت هذه القصة- ما خلا الحلية -، وأظن أن هذه الزيادة عائدة لأن هناك من هو متهم في إسناد أبي نعيم .
    وأكرر وأقول انه إن كنا سنمضي أوقاتنا في تخريج الروايات فليكن ذلك في ما ينفعنا أكثر
    هذا والله أعلم
    وللجميع مني الحب والاحترام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •