تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    279

    افتراضي " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هي خاطرة فأحببت تقييدها بدل أن يكون مصيرها مصير غيرها مما يرد على الخاطر وأحببت أن أتأمل كما يقولون بصوت مسموع

    تأملت القرآن فرأيت أن الله جل وعلا خاطب الإنسان بأسلوب حكيم = ظهر هذا جليا في أشياء كثيرة
    منها : حينما تتأمل أحوال الكفار بجميع نحلهم تجدهم قد شغلوا شغلا عظيما في دراسة أصل الإنسان وما وظيفة الإنسان ومن أوجده وكيف وجد إلى غير ذلك من الأسئلة التي لابد أن ترد على الذهن من الأسئلة البديهية جدا ، ولهذا تلحظ تلك النظريات الفاسدة والسخيفة في أصل الإنسان ومبتدئه ، وهي فعلا أسئلة معضلة مهمة لايستطيع أحد الفكاك منها حتى يجد جوابا ولهذا ترى طفلك الصغير يكثر من الأسئلة التي تدور على هذا المعنى
    فكان ماذا ؟
    رأيت أن سور المفصل وهي السور التي يحفظها الصغار ويبدأ بقراءتها وحفظها الصغير والمسلم الجديد وما شابه ذلك وجدتها ركزت على هذه الحقائق تركيزا كبيرا من سبب خلق الإنسان ، وكيف خلق ، ومم خلق وما هو أصله ، وما هو الموت وكيف يموت وكيف بعث الرسل وإثبات نبوة محمد صلى اله عليه وسلم إلى غير ذلك من الإجابات بل إن الله أقسم في مستهل كثير منها مما يدل على العناية بها
    وخذ مثلا سورة القيامة استهلها بقسم عظيم ثم كرر الله فيها ذكر الإنسان ست مرات - العد من حفظي - ذكر فيها كل شيء = نعم كل شيء مما يرد من تلك الأسئلة ، ولا ينتهي العجب حينما ترى أن السورة التي بعدها هي سورة الإنسان والتي ذكر فيها هذه القضايا وغيرها
    إن قصار المفصل شفاء عظيم وذكر حكيم حتى قال البخاري
    بَاب تَعْلِيمِ الصِّبْيَانِ الْقُرْآنَ
    4748 حدثني مُوسَى بن إِسْمَاعِيلَ حدثنا أبو عَوَانَةَ عن أبي بِشْرٍ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ قال إِنَّ الذي تَدْعُونَهُ الْمُفَصَّلَ هو الْمُحْكَمُ قال وقال بن عَبَّاسٍ تُوُفِّيَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنا بن عَشْرِ سِنِينَ وقد قرأت الْمُحْكَمَ
    4749 حدثنا يَعْقُوبُ بن إبراهيم حدثنا هُشَيْمٌ أخبرنا أبو بِشْرٍ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما جَمَعْتُ الْمُحْكَمَ في عَهْدِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلت له وما الْمُحْكَمُ قال الْمُفَصَّلُ

    والسؤال الكبير ما هو واقعك مع هذا المفصل : هل تأملتها وعرفت معانيها هل درست تفسيرها
    وأنا أنصح معلمي القرآن في المساجد أن يقرأو تفسير المفصل أو قصاره حتى ليعرفوا عظمة هذا الجدزء

    وإلى خاطرة جديدة إن شاء الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    279

    افتراضي رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقرئ مشاهدة المشاركة
    بل إن الله جل وعلا أقسم في مستهل كل سورة منها
    تعدل العبارة إلى " بل إن الله أقسم في مستهل كثير منها "

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    279

    افتراضي رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    ما أجمل قصص حياة الأنبياء في القرآن ، وحينما يذكر الله قصة نبي من الأنبياء تجد فيها من التأثير عليك أكثر بكثير من قراءة قصص العلماء والمجاهدين
    إنك وبكل وضوح تجد أن هذا النبي قريب من واقعك وحياتك أكثر من أي عالم تقرأ قصته = وتوضيح ذلك أن العلماء والمؤرخين حينما تقرأ مسردا لحياة عالم في كتبهم تجد من الأخبار مالا تطيق وتتخيل نفسا لست قريبا منها من علو الهمة في الطاعة والعبادة والبذل والجهاد مع ترك للوجه الآخر لهذه النفس البشرية وهو وجه الفتور والنقص البشري الذي يعتري كل أحد فتخرج متأثرا بحالك وواقعك
    وهذا غير موجود تماما في قصص القرآن لهؤلاء الأنبياء
    حينما تقرأ قصة موسى عليه السلام تجد نبيا يعتريه الغضب فيخطأ ويعتريه الانتصار لشيعته فيقتل ما الحكمة من إظهار هذه الأحداث بعد أن ذهبت ، بل إن الله أظهر مكنون نفسه الذي لا يعلمه إلا الله وهو مستور عن الناس ولا يحب أحد أن يظهر منه ذلك حينما قال ( فأوجس في نفسه خيفة موسى )
    وحينما تقرأ قصة يوسف عليه السلام تجد نبيا يصدر منه الهم النفسي للمرأة مما يجده الناس ويذكر منة الله عليه بصرفه عن الفحشاء
    وحينما تقرأ قصة أبينا آدم عليه السلام في حبه للخلد وأكله من الشجرة
    وحينما تقرأ قصة نوح عليه السلام عندما اعتراه حالة فطرية من الشفقة على الولد والمجادلة عنه
    ورسولنا صلى الله عليه وسلم أخبر ربنا عن حالته النفسية حينما قال له جل وعلا ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )
    إلى غير ذلك من الأخبار
    فقصص القرآن للأنبياء تبقى بلسما شافيا ومثالا واقعيا نفتقده حينما نقرأ لتراجم العلماء =وإن كنت أعرف لمَ عزف العلماء عن ذكر هذا وأترك ذكره اعتمادا على كريم علمكم
    لكن يبقى أن قصص الأنبياء في القرآن تعد أقرب إلى النفس من قصص غيرهم
    وكانت سبب هذه الخاطرة أني قرأت هذا النص عن الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل ذكره مهنا فقال : صليت إلى جنب أحمد فتثاءب خمس مرات وسمعت لتثاؤبه هاه هاه
    فقلت في نفسي الإمام يتثاءب خمس مرات ؟! ففكرت مرة أخرى فقلت ولمَ لا يحصل هذا منه وما الغريب وقد أخبرنا الله عن حال الإنسان الفطري عن الأنبياء أفضل البشرية ماهو أشد من هذا = فتأمل

    وإلى خاطرة أخرى إن شاء الله ...

  4. افتراضي رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    سبحان الله ! سبحان من جعل الأفكار تتوارد ، ويوافق بعض أفكاري أفكار شيخنا وحبيبنا / المُقرئ ! إنَّ هذا - والله - من العجب .
    بعدما أنهيتُ خطبةَ الجمعة السابقة ، وخرجتُ من المسجد - وكانت الخطبة عن : كيفية استعدادنا لهذا الضيف الذي حلَّ بنا - ؛ فكَّرتُ ، وقلتُ في نفسي : ما هو الموضوع الذي أتكلَّم فيه في الخطبة القادمة ، فما لبثتُ إلا ووجدتُ الفكرة جاءتني ، وإذا بي أقول : كلامُ الله - سبحانه وتعالى - ؛ كيف حالنا معه ؟ كيف هجرنا كتابَ ربِّنا - جلَّ وعلا - ؟ كيف لمَّا تخلّينا عن أوامر الله الجليل خذلنا الله ، وسلَّط علينا أحقر خلقه ؟ كيف ، وكيف ؟؟
    ما حالنا مع تدبُّر آياته ؟ وجاءت في ذهني قصص السلف في أحوالهم مع القرآن ، وحزنتُ على أحوالنا ، ونسأل الله المغفرة على هذا التقصير الشديد .
    ودائمًا ما أتفكَّر في السور المَكِّيَّة ؛ لأسبابٍ عدَّة :
    أولًا : أنَّ آياتها قصيرة ، يسهل حفظها ؛ لذلك الصغار - غالبًا - يبدءون بها .
    ثانيًا : كثرة ذكر الله - سبحانه - للجنة والنار ، وأحوال المُطيعين ، والمعاندين ، ومآل كلٍّ في الآخرة .
    ثالثًا : الكلام عن خلق الله - سبحانه - بما يُكذِّبُ كلامَ أهل الكلام والفلاسفة والملاحدة في أقوالهم التي لا زمام لها ولا خُطام .
    رابعًا : كثرة تذكير العباد بأنَّهم إليه - سبحانه - راجعون ؛ فلْيعملوا ، ليجدوا جزاء ما عملوا ، ويُشوِّقهم الله - جلَّ جلاله - في نعيم الجنة ، ويُحذِّرهم من مخالفة أمره ، وما يترتَّب على تلك المخالفة .
    ... إلخ هذه الفوائد الكثيرة .
    فقلتُ : لماذا لا أتكلَّم - بشيءٍ من الاختصار غير المُخِلّ - عن تدبُّر القرآن ، وأبدأ بسورةٍسورة من هذه الأجزاء المباركة = نُصحًا لنفسي ، ولإخواني المسلمين ؛ لما في ذلك من زيادة الإيمان ، وعُلُوِّ الهمة ، وإبعاد الإملال عن الناس من كثرة الموضوعات المُكرَّرة ، وفوق ذلك : معرفة عظمة الله - جلَّ وعلا - من خلال قراءة كلامه ، وتفسير معانيه ، وفهمه ؛ مما يؤدِّي إلى العمل بما فيه على علمٍ وبصيرة = وهذا هو المراد .

    فأسأل الله أن يجازيك - شيخنا - خير الجزاء على تلك الخواطر الماتعة ، وأسأل الله التوفيق في هذه السلسلة ، وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم ، ونافعةً لي ولإخواني المسلمين ، وذُخْرًا لي إلى يوم الدِّين .

    وصلى الله وسلَّم وبارك على النبيِّ الأمين ، وعلى آله وصحبه والتابعين ، ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    240

    افتراضي رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    جزاك الله خيراً شيخنا المفيد ...
    وما عبَّرَ الإنسَانُ عن فضلِ نفْسِهِ ** بمثلِ اعتقادِ الفضلِ في كلِّ فاضلِ
    وليسَ من الإنصافِ أنْ يدفعَ الفتى ** يدَ النَّقصِ عنهُ بانتقاصِ الأفاضل !

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    279

    افتراضي رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    تأملت القرآن فإذا به تكلم عن الإنسان بجميع مراحله وذكر كل مرحلة وخصائصها بما لا تجده في غير القرآن

    حال الإنسان وهو في الرحم والأطوار التي يمر بها ذكرها كلها قبل أن يخترع المنظار والمجهر والأشعة عرف كل شيء قبل عصر مدعي التطور والحضارة
    وتكلم عن حال الطفولة وضعفها والرضاع وأحكامه وحقوق الطفل حتى في حال الطلاق والفراق بل وحقه في الميراث والأموال ، تكلم عن الطفل والعناية به وعدم قتله ووأده وتهديد من فعل ذلك
    وتكلم عن حال الشباب وما فيها من قوة وتغير وضرب نماذج لهؤلاء الشباب وامتدح الصالحين منهم
    وتكلم عن الشيخوخة والكبر وأن هذا الطور فيه من الضغف وفقد القوة وأنه يرجع ضعيفا كما كان في أول حياته ضعيفا وأخبر أن الإنسان يرد إلى أرذل العمر قال تعالى ( ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا تعقلون
    كل هذه الأطوار يذكرها ربنا ليخبر الإنسان بأن كل حي إلى نهاية وكل قوة إلى ضعف وكل من عليها فان
    وأستأذنكم بالوقوف مع سورة عجيبة نقرؤها كثيرا أدعو نفسي وإياكم إلى تأملها
    قال تعالى ( والتين والزيتون وطورسينين وهذا البلد الأمين ) أقسم الله بهاتين الشجرتين لكثرة منافع شجرهما وثمرهما ولأن سلطانهما في أرض الشام محل نبوة عيسى ابن مريم عليه السلام ثم أقسم بطور سينين أي طور سيناء محل نبوة موسى عليه السلام ثم أقسم بهذا البلد الأمين وهو مكة المكرمة محل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فأقسم تعالى بهذه المواضع المقدسة التي اختارها وابتعث منها أفضل الأنبياء وأشرفهم فماذا سيكون جواب القسم إذا : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم أي تام الخلق متناسب الأعضاء منتصب القامة لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرا وباطنا شيئا ثم قال ( ثم رددناه أسفل سافلين ) وبعد هذه الصورة الحسنة وكمال العقل والقوة ومرور الأيام عليه وقد شاهدوا مرور الأيام وانصرام الليالي وقيام الحجة عليهم يرد إلى الضعف وأرذل العمر وقد تذهب عقولهم ويخرف الكبير وحينها لا يمكن أن يعمل وينجو بنفسه لذهاب عقله فأكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم مشتغلون باللهو واللعب قد رضوا لأنفسهم بأسافل الأمر وسفساف الأخلاق فردهم الله في أسفل سافلين أي أسفل النار موضع العصاة المتمردين على ربهم ففي الدنيا لايكون طول العمر عليه إلا وبالا وسفالا وفي الآخرة في أسفل سافلين ثم استثنى الله عز وجل أهل الإيمان والعمل الصالح فقال ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ) فطول أعمارهم لا تزيدهم إلا خيرا وكلما ذهب يوم أو سنة فإنما يقربه إلى الله فصلاته وصيامه وحجه وعمرته وخلقه وطيب كلامه ونفعه للناس كل هذا يزيد قربى من الله وإذا رد إلى أرذل العمر وكبر كتب له ما كان يعلمه في صحته ولم ينقطع عمله روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون قال فأيما رجل كان يعمل عملا صالحا وهو قوي شاب فعجز عنه جرى له أجر ذلك العمل حتى يموت وإذا كان يعمل بطاعة الله في شبيبته كلها ثم كبر حتى ذهب عقله كتب له مثل عمله الصالح الذي كان يعمل في شبيبته ولم يؤاخذ بشيء مما عمل في كبره وذهاب عقله من أجل أنه مؤمن وكان يطيع الله في شبيبته
    فأجرهم غير مقطوع أبدا وهذا قوله ( فلهم أجر غير ممنون ) فمن كان في غيبوبة طويلة أو خرف سنين مديدة فالمؤمن مكتوب له عمله ذلك لا ينقص منه شيئا

    وإلى خاطرة أخرى بإذن الله ...

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    279

    افتراضي رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    شيخنا رمضان بارك الله فيك وفي علمك = إذا أنت خطيب جامع = فأين الخطب نحن من المستمعين لك .
    بارك الله فيكم أخي الحبيب مهند

  8. Lightbulb رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقرئ مشاهدة المشاركة
    شيخنا رمضان بارك الله فيك وفي علمك = إذا أنت خطيب جامع = فأين الخطب نحن من المستمعين لك .
    بارك الله فيكم أخي الحبيب مهند
    شيخنا الحبيب / المُقرئ .
    بارك الله فيك ، ولقد قطعتَ عُنقي - شيخنا - ! (ابتسامة) .
    أنا لازلتُ شابًّا صغير السنِّ ؛ ولم أصل إلى الشيخوخة بعدُ ؛ فلماذا تُكبِّرني - شيخنا - قبل الكِبَر ؟
    وليست الخُطب بدرجةٍ تصلُ إلى أن يسمعها طلبة علمٍ مبتدئين ؛ فما الحال إذا كان المُستَمِعون من طلبة العلم الكبار ؛ بل من مشايخنا ؟!

    ونحنُ في شوقٍ إلى خواطرك ...

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    لقد طرقت أمراً عظيماً في حياة المسلم. لقد لا حظت أن كثيراً من طلبة العلم قد انشغل بالمتن الفقهي و التفريع الأصولي والتشقيق العلمي و الدرس الحديثي وانصرف عن القرآن لا يعرفه إلا قليلاً مع أنه الأصل العظيم في تغيير القيم و وإيجاد الاتزان الفكري والشعوري الذي يفتقده الكثير منا اليوم في معالجة ومواجهة المواقف الخاصة والعامة في حياتنا. من خلال تأملي في أحوال المشتغلين بالقرآن وعلومه ، أجد في أحوالهم النفسية راحة وسخاوة ومرونة وفي خلقهم دماثة وفي طبعهم انسلاخ من التصنع وفي هيئاتهم براءة من التكلف و في كلامهم قرب وحميمية. ثم تأملت من أدمن النظر فيما سواه - ووجدته من نفسي - فشاهدت نفحات من القسوة في الحركات والسكنات ، ولفحات من التكلف و التوتر في التعامل والكلمات ، وهذا أثر من عوائد الطباع المكتسبة من مضمون العلوم الأخرى. فبحسب طبيعة المعلوم تكون طبيعة العلم وبحسب طبيعة العلم تكون طبيعة العمل وبحسب طبيعة العمل تكون طبيعة النتائج والمآلات.

    جزاك الله خيرا.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    279

    افتراضي رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    ـــــ

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    279

    افتراضي رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    بارك الله فيك على مشاركتك وما ذكرته عن بعض طلبة العلم واقع أراه بالتأكيد
    أسأل الله أن ينفعنا بكتابه وكلامه

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    279

    افتراضي رد: " من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "

    كم يشد نظرك ويلفت انتباهك التعامل مع العقل في كتاب الله جل وعلا ، هي من أعجب الأمور وأبدعها ، لا أحتاج أن أذكر بقول الله ( أفلا تعقلون ) ( لو كانوا يعقلون ) ( إن كنتم تعقلون ) ( لعلكم تعقلون ) ( لقوم يعقلون ) ( أفلم تكونوا تعقلون ) إلى غير ذلك بطريق الإغراء مرة وبطريق السخرية أخرى
    لما خلق الله بني آدم أكرمهم بنعمة العقل واللب وفضلهم على كثير ممن خلق " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " وكثيرا ما خاطب الله في القرآن أولي الألباب والنهى بل إنه أمرهم بأمر هو أعظم ما يكون فقال تعالى " فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا " وختم الله سورة قاف العظيمة وما فيها من المواعظ والنذر بقوله " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " والمقصود بالقلب هنا هو العقل ولهذا لما حاد عن طريقه من حاد خاطبهم الله بقوله " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " وقد أخبر الله أن شر الدواب عنده الصم البكم الذين لا يعقلون " ولأجل هذا يا مسلمون فإن منزلة العقل والتفكير في الإسلام عظيمة بل هي سبيل لمعرفة الحق والصواب لا يمكن هضمها وغضها وكلما صلحت الفطرة وافق العقل الدين الصحيح ومن المحال أن يتعارض العقل الصريح مع النقل الصحيح كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع تسليمنا أنه لا يجوز أن يكون النقل مطية للعقل فتوجه النصوص في غير مسارها الصحيح كما هو الحال مع العقلانيين والفلاسفة ، وقد خاطب الأنبياء عقول أقوامهم لإثبات الحق تأمل معي خطاب إبراهيم لقومه " هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون " ولما كسر الأصنام أراد أن يثبت لهم عجزها وضعفها فقال " فسألوهم إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إتنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكمم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون " وهكذا جميع أنبياء الله كما في سورة الشعراء كل نبي خاطب عقول قومه لإثبات إلاهية الله جل وعلا ذلك أن الله هو خالق العقل وهو منزل النقل فمنزلة العقل عظيمة جدا فهو شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الاعمال وبه يكمل العلم والعمل لكنه ليس مستقلا بذلك لكنه غريزة في النفس وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس لكن لو كان في مكان لا نور فيه فهل سينتفع ببصره أو هل سيرى شيئا = كلا ولهذا من أروع المعاني في القرآن حينما تقرأ تلك الآيات التي فيه وصف هذا الوحي بالنور الذي يستطيع أن يمشي به وأنه لا يقدر على المشي إلا به أرجو أن تتأملوا هذه الآيات قبل أن أكمل هذه الخاطرة لتروا عظم هذا الأصل [يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا] {النساء:174}
    [وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ] {الأنعام:91} [أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {الأنعام:122} [أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ] {النور:40} [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] {الشُّورى:52} [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {الحديد:28}
    ولها بقية ...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •