بعد الحمد والبسملة.. وبعد التحسب والحوقلة.. وبعد النظر والإطلاع والقراءة المدققة؛ أقول:
يا أمة الإسلام قاطبة.. يا عباد الله الأوحد.. يا أتباع الرسول محمد.. يا أطياف المسلمين.. يا أرباب العقلاء المميزين.. أيها المنصفون العارفون.. والمتجردون من التقليد هاربون.. والبعيدون عن الغلاة المتعصبون.. أخاطبكم بخطاب النصح ومريد النصيحة، وأكلمكم بكلام الصدق والحقيقة؛ دعوة للوقوف على الواقع المرير، والنظر في راهن الوضع الخطير.

أخاطب أهل التشيع قبل أهل التسنن.. أخاطب صاحب العمامة والمقلد له قبل أن أخاطب صاحب الفضيلة والمستفتي منه.. أخاطب العقل السليم، والفهم الحكيم.. أخاطب من أراد طوقا للنجاة، وأحب السلامة والمعافاة.

وأخصك أنت أيها (الموالي).. أخصك أنت أيها (الشيعي).. أخصك أنت؛ لأنك من تسبح في الطوفان.. فغارق فيه أو ناجٍ منه سالم.
طوقك للنجاة = عقل صحيح، ونظر دقيق، وعلمٌ مفيد، وعرضٌ وتدقيق، وتمسك بكتاب الله، وصحيح سنة رسول الله، ومرجعٌ صادقٌ ناصح.. مبتعداً كل البعد عن تقليدٍ أعمى، وعرض نفسك للدغات كل أفعى.. فأنتم رجال وهم رجال!!

من منكم نظر إلى مراجع التصحيح بعين الإنصاف وإرادة الحقيقة؟!
من منكم قرأ كتاباتهم بعيدا عن التعصب ونفي الحقيقة؟!
من منكم قارن بينهم وبين غيرهم طلباً للحقيقة؟!
من منكم لم يجلس مع نفسه ويخاطبها معاتباً إياها: هل نحن الآن ممن يتبع الحقيقة؟!

تحكم.. تسلط.. تنويم مغناطيسي.. تسيد.. هضم للحقوق.. كبت للمشاعر.. غلق للأفكار.. سيطرة.. هتك للشعور.. وما ذا بعد؟!! الخافي أعظم.
قد ضرب من نفسه لكم نموذجاً فدائيا مناضلاً تحتذون به.. وضحى بعمره وحياته من أجلكم، لكي ينشلكم من هذه الجهالات والظُّلامات.. أفنى عمره مرسخاً ومقعداً لصحوة إسلامية وجد بلده وأهله وطائفته بأمس الحاجة لها؛لأنه بان له الحق وعرفه.. ووضح له الطريق فسلكه، فعزت نفسه أن يسير فيه وحيدا؛ فدفع عمره ثمناً لتعبيد هذا الطريق وتذليله لكم.. فمتى ستنفضون الغبار وتسيرون سواء الصراط.

نعم.. هو ذاك المجدد المجاهد، والمضحي المناضل، العالم العلامة السيد أبو الفضل البرقعي رحمه الله رحمة واسعة.
ولست هنا في هذه السطور ممن يعلي من شأن رجلٍ (مخالف) أو يداهن لـ(موافق)؛ لا ورب البيت، إنما هي الحقيقة الغائبة عن كثير من المسلمين سنةً وشيعة.. لأنه قد تعمد تغييبها وطيها لتنسى.
رجلٌ أعلن خلع ثياب الجهل والظلام.. أعلن خلع ثياب التعصب والغلو.. أعلن خلع ثياب التبعية العمياء والتقليد الأرعن.

جهاد حياة بقي أثره انتصاره بعد مماته.. سطره سوانح أيامٍ للأيام.. مذكرات حياة عالم دينٍ مصلحٍ في إيران.
دعوة صادقة جادة لكل المسلمين لقراءة هذه السوانح الخالدة، والتي سطرها رحمه الله تعالى بيده التي كثيراً ما كتبت المنهج الصحيح الحق دفاعاً عن الحق، في دولة تبنت هدم الحق.

كتاب (سوانح الأيام) تأليف آية الله العظمى أبو الفضل البرقعي.. سيرة عبقة، ومناهج مسطرة، ومادة محررة، وقبسات نيرة.
فهلا طرحنا عن عقولنا أيها الشيعة أغلال التبعية، وفتحننا فكرنا ليتنور بنور التحرر والحرية!