المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو رقية الذهبي
طيب؛ ممكن تحدد لنا
((حصرًا)) -
وتنبه لهذا القيد!- المسائل التي هي من أصل الدين والأخرى التي هي من فروعه
!.
يعني مثلاً: سب الله والدين والنبي = من مسائل أصول الدين التي يكفر بها المعين إلا إذا كان مخطئًا في لفظه أو مكرهًا، ولا مجال للجهل أو التأويل الذي يعذر به المواقع لها في ذلك.
والسؤال الآن:
هل يوجد غيرها مما لا يحتمل التأويل أو الجهل ويكفر بها المواقع لها دون اشتراط إقامة الحجة عليه
؟!
وما هي إن كانت موجودة
؟!
وحتى أختصر الشاهد من سؤالي:
فإنه لو لم تكن هناك مسائل غير هذه الثلاثة -سب الله والدين والرسول- مما يكفر بها المعين دون إقامة الحجة -إلا إن كان مكرهًا أو مخطئًا في لفظه-؛ فيرجع تقسيمك مسائل الدين إلى أصول وفروع -حينئذٍ- إلى هذه المسائل الثلاثة فقط
!، ولا شيء غيرها.
وعليه:
فيبطل استدلالك أصلاً -بحديث المستهزئين بالنبي
- في هذا الموضوع على أن (المعين) يبدع -في غير هذه المسائل الثلاثة
!- دون إقامة الحجة عليه؛ لأن سائر المسائل -سوى هذه الثلاثة
!- تعد من المسائل الخفية التي يجب إقامة الحجة وإزالة الشبهة فيها عن المواقع لها؛ فلا يبدع فيها (
المعين) ولا يطلق عليه لفظ (
مبتدع) إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة عنه فيها.
لئن سلمنا لك باختيارك لهذا الوجه؛ فهو يفترق عن مسألتنا المبحوثة:
1- فالمسألة المبحوثة:
في تبديع (
المعين) في المسائل
((غير)) المكفرة؛ والتي ليست من نواقض أصول الدين -كسب الله والدين والرسول مع انتفاء الخطأ والكره-.
هل يبدع ويطلق تبديعه -فيقال: (
فلان مبتدع)
!-
دون إقامة الحجة
؟!
أم يبدع ويطلق تبديعه -فيقال: (
فلان مبتدع)
!-
بعد إقامة الحجة
؟!
2- أما مسألتك المطروحة:
ففي تكفير -وليس تبديع
!- (
المعين) في المسائل
((المكفرة)).
فتنبه للفرق
!!.
فافترقت المسألتان؛ وانتفى القياس!، وبطل!!.
لأنه لئن سلمنا بصحة قاعدتك في التفريق بين مسائل أصول الدين وغيرها؛ فتبديع -بل تكفير
!- المعين لا يكون إلا في المسائل الظاهرة كسب الله والدين والرسول؛ على ما قعَّدْته
!.
وغرض هذا الموضوع أصلاً -كما هو ظاهر من عنوانه-:
((هل عذر التأويل يمنع من • التفسيق و • التبديع؟)).
فالبحث في هذا الموضوع في المسائل التي هي
((دون الكفر))، وليس غرض الموضوع ولا محل البحث فيه عن المسائل التي لا يعذر فيها المواقع لها؛ التي مثَّلْتَ لها بسب الله والدين والنبي
.
وسؤال أخير:
ما حكم مكذب النبي
في أمر من الأمور مع
((علم)) المكذب بكونه مكذبًّا للرسول، ومع
((قصده)) لذلك -بسبب أي شيء كان
!-، لكنه
((جهل)) كون تكذيب النبي
محرمًّا
؟!
وبطريقة أوضح وأخصر!:
هل يكفر مكذب النبي
((مع جهله بتحريمه)) ؟!
ولو قلتَ لي: لا يوجد من لا يعلم تحريم ذلك
!.
قلتُ لك: اِفْتَرِضْ وجودَ ذلك
!.
يعني: هل لو وُجِدَ مَن يجهلُ تحريمَ تكذيب النبي
، ثم وقع فيه -فكذب النبي
-؛ هل يكفر بمجرد ذلك ولا كرامة
؟!
أنتظر ردك
!