و مع التكرار صدّقنا الأسماع والأبصار
وجاءنا اليقين لما هطلت الأمطــار
وهنا رُفع الأذان لصلاة الفجــر
فخرج الرجال تلبية للنداء ، وصلت في البيوت النساء
وزادت الأمطار عن الحد ؛ فأخذنا نتشاور : ماذا يا تُرى بعد ؟
تقرر : صلاة العيد للرجال فيما قرب من المساجد
وتقرر ترك الصلاة في غيرها من الأباعد
وتغيرت الخطط في الحال نظرًا لتلكم الأقدار
وتوقفت الأمطار ، وقد ابتل كل شيء وانتشرت الأوحال
خرج الرجال لصلاة العيد في مسجد ليس عنا بعيد
وتعلق بي الصغير يأبى الذهاب كما الكبـــير
و قررتُ الصــلاة في البيت ......
؛ حيث لا مكان لصلاة النساء إلا على بعد
ثم حضرتني أحاديث الحث على صلاة العيد
وتملك قلبي خشية الدخول في مخالفة أو وعيد
فقلت لنفسي مطمئنة : الجمهور على أنها سنة مؤكدة
ورددتُ عليها : ولكنك تعتقدين الوجوب كالمتأكدة ؟!
ثم لم أترك صلاة العيد أبدا ، فلماذا التفريط الآن من جانبك بدا !!
فأجمعت أمري ، والتحفت بالسواد ، مصطحبة الصغير إلى الصــــــــــلا ت
وخرجت إلى الطريق مع صغيري الأوحد ، ولمّا أقرر أي المساجد نقصد !
أعلم : أن الرجال يصلّون داخل المساجد ، فلا مكان للنساء يُوجد
وأخذ الولد يستوقف لنا مركبة ، وأنا بعيني وقلبي له راقبة
لتقلنا إلى مسجد بالجوار كبير كبير متعدد الأدوار
وقد تم الشروق و أوشك أن يسفر النهار
وكنا نسمع صوت التكبيرات من المكبرات عاليا
والناس هنا وهناك كلٌ يجري في الطراقات حائرا
وقد لطّخ الوحل أسافل ملابس العيد جــائرا
وأخذ الصغير يجري وراء السيــــارات
وقد كادت تتوقف للصلاة التكــبيرات
وفي الأخير رُزقنا بسيارة و قد بلغ الانفعال الحد
وأسرع السائق في الطريق ؛ مسابقا للوقت
وكان المسجد ليس بالبعيد جدا عن البيت
وبفضل الله وصلنا أمام المسجد بســلام
وإذا بحشد بل لجة أمام المسجد من الأنام
فلما سألت : علام هذا الزحـــام ؟!
أجابوني : أنه لا مكان يسع الجميع في تمام .
فقلتُ : الحمــد لله على كل حـــال
والجميع يغوص حتى الكعبين في الأوحـال
واجتنبت وبعض الأخوات عن وسط الطريق
نتسائل : وماذا نفعل يا تُرى ؟ وما الذي بنــا يليق ؟؟!
فقلتُ : لا مناص من الصلاة في صفوف أمام المسجد
وإن شقت الصلاة لكثرة الأوحال فبالإيماء نسجد ..
ونُودي لصلاة العيد ، والجمع في حيرة وتخبط شديد !!
فصففتُ مع بعض النساء على جانب الطريق
حيث الأوحال قليلة علّنا نتم صلاة العيـد
فسجدتْ من تيسر لها السجـــود
وأومأتْ به من اضطرتْ غير متعدية الحدود
وخفف الإمام الفقيه في تمــــام
وبفضل الله تمت أعجب صــلاة
ولم أستطع الوقوف لاستماع الخطبة
بسبب الضوضاء واختلاط الرجال بالنساء في جلبة
فأخذت الصغير ويممت نحو البيت باسمــة
من تلكم الأحداث العجيبة ، والأقدار الحكيمة الملائمة
حيث لم يحرمني الكريم أداء صلاة العيد
سبحانه في علاه حكيم رحيم حميد .