أخي المسلم ... اختي المسلمة:

عيدنا الحقيقي : هو العودة إلى الله تعالى والى سنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) … العيد لمن أقام في بيته منهج القران ولمن أنار بيته بالأذكار الحسان ، العيد يعني أن تصل من قطعك … العيد أن تعطي من منعك … العيد أن تعفو عمن ظلمك … العيد أن تخرج البغضاء من قلبك … العيد أن تدخل الطمأنينة في قلوب المسلمين … العيد أن تترك الخلافات وتعمل على توحيد الكلمة .

يقول صاحب كتاب ( هكذا علمتني الحياة ): ( والله لو كبرت قلوب المسلمين كما كبرت ألسنتهم ، لغيروا وجه التاريخ .. ولو اجتمعوا دائما كما يجتمعون لصلاة العيد لهزموا جحافل الأعداء .. ولو تصافحت قلوبهم كما تتصافح أيديهم لقضوا على عوامل الفرقة .. ولو تبسمت أرواحهم كما تبسمت شفاههم لكانوا مع أهل السماء .. ولو لبسوا أكمل الأخلاق كما يلبسون افخر الثياب لكانوا أجمل أمة على الأرض )..

فهذه دعوة لكل المتخاصمين في صباح العيد إلى أن تتصافح قلوبهم كما تتصافح أيديهم ، رَوَى ابن السني والطبراني عَنْ أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ كَأَبِي ضَمْضَمٍ؟" قَالُوا: مَنْ أَبُو ضَمْضَمٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: "كَانَ إذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللهُمَّ إنِّي قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي وَعِرْضِي لَكَ؛ فَلا يَشْتُمُ مَنْ شَتَمَهُ، وَلا يَظْلِمُ مَنْ ظَلَمَهُ، وَلا يَضْرِبُ مَنْ ضَرَبَهُ )

نحن في يوم العيد جدير بنا أن نمد أيدينا بالمصافحة، وألسنتنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغسلها من الأضغان والأحقاد والشحناء والبغضاء؛ فيجب أن تتواصل أرحامنا وتتقارب قلوبنا، هذا هو جوهر العيد في الإسلام

عيدنا الحقيقي هو العودة إلى تعاليم الإسلام ، هو أن تترك السير وراء العادات والتقاليد الفاسدة التي اعتاد عليها الناس ونسير خلف تعاليم الإسلام ... ومن هذه العادات السيئة :

1 0 مصافحة الرجال للنساء يوم العيد لقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( إني لا أصافح النساء ) رواه البخاري
فنجد الكثير من الناس وخاصة أيام الأعياد من يتساهل في هذا فصارت مصافحة بنت العم وبنت العمة وبنت الخال وبنت الخالة وزوجة الأخ وزوجة العم وزوجة الخال أسهل في مجتمعنا من شرب الماء ولو نظروا بعين البصيرة في خطورة الأمر شرعا ما فعلوا ذلك .

فعن مَعْقِلَ بن يَسَارٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ"رواه الطبراني ..ولا شك أن مصافحة المرأة الأجنبية من زنا اليد كما قال صلى الله عليه وسلم " العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني " رواه الإمام أحمد..فليحذر المسلم من هذا، وليخش عيب الآخرة قبل عيب الدنيا .

2 0 خروج النساء أثناء زيارة الأقارب وهن كاشفات لزينتهن المأمورات شرعا بتغطيتها ووضع الطيب والعطور. وهذا مما فشا في عصرنا رغم التحذير الشديد من النبي صلى الله عليه وسلم ..

فعَن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَوْحٌ قَالَ سَمِعْتُ غُنَيْمًا قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ )رواه احمد

وفي الختام ينبغي عليك أخي المسلم : أن تحرص على أعمال البر والخير، وأن تكون يوم العيد بين الخوف والرجاء.. تخاف عدم القبول، وترجو من الله القبول. ونتذكر يوم عيدنا يوم الوقوف بين يدي الله - عز وجل - فمنا السعيد ومنا غير ذلك.
مر وهيب بن الرود على أقوام يلهون ويلعبون في يوم العيد فقال لهم: " عجبا لكم.. إن كان الله قد تقبل صيامكم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان الله لم يتقبل فما هذا فعل الخائفين ". فكيف لو رأى ما يفعله أهل زماننا من اللهو والإعراض، بل مبارزة الله بالمعاصي يوم العيد؟!

أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال.. وأن يجعل عيدنا سعيداً.. وأن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة.. ونحن في حال أحسن من حالنا وقد صلحت أحوالنا، وعزّت أمتنا، وعادت إلى ربها عودة صادقة.. اللهم آمين.