هذه هي الصفحة الناقصة من المصورة التي في الرابط السابق وهي الصفحة رقم ( 5 )
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، الحمد لله القائل في كتابه العزيز على لسان خليله إبراهيم : " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " الشعراء ( 84 ) والقائل جل وعلا " لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين " الواقعة ( 38 ـ 40 ) والصلاة والسلام على محمد آخر النبيين المبعوث رحمة للعالمين القائل : " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره " . ( 1 )
اللهم أنت الأول والآخر والظاهر والباطن وأنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير اللهم اغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا ورضنا وارض عنا واجعلنا من القليل الذين امتدحتهم بقولك : " والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين " الواقعة ( 10 ـ 14 ) إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير .
وبعد فإن علم الأوائل يعد فرعاً منبثقاً عن علم التاريخ تتشوف إليه النفوس وتتوق إلى معرفته العقول سواء في مجالس العلم والمنتديات أو في المحاضرات والمسامرات ويراه المتتبع مبثوثاً متفرقاً في تضاعيف الأخبار والآثار وهو علم يتعرف به على مباديء الأمور المهمة وأوائل الوقائع والحوادث بحسب المواطن والمناسبات وموضوعه كما قيل ظاهر وغايته جليلة بيد أنه لم يكن مذكوراً في كتب الموضوعات وربما نشأ عندما لهج الناس بذكر أوائل الأعمال والأفعال وصاروا يبحثون عن أول من قال .....
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــ
(1 ) أخرجه الترمذي برقم 2873 في الأمثال باب : مثل أمتي مثل المطر ، ورواه أحمد في المسند 3 / 130 ، و 143 من حديث أنس و 4 / 319 من حديث عمار بن ياسر وهو حدبث صحيح بطرقه . انظر جامع الأصول 9 / 201 .