تعج المكتبات بأنواع كتب غثها يربو في عدته على سمينها ,وكثير منها سرقة لجهود سبقت
أوإن شئت قل بعبارة ألطف-على تقدير حسن الظن-: تكرار لبحوث طرقت ,وغدت رسائل الماجستير والدكتوراه تحمل عناوين ترفع الضغط لكونها ألصق بالترف الفكري من البحث العلمي النافع المتلمّس لحاجات الأمة وواقعها وناهيك بهزالها حتى إنه ليصدق فيها قول العلامة الشنقيطي "القوارير الفاضية" (حدثني به خالي عنه وهو خرّيجه ,يريد بذلك أن أصحاب الدكتوراه يضعون شهاداتهم في زجاج وبضاعتهم من العلم مزجاة ), وأصبح التوليف من وسائل التكسب فانكمش جانب الإخلاص وغلبت الأثرة وبتنا نرى المعارك الضروس في مقدمات الكتب وخفت وزاع الرصانة في البحث والتحقيق وأصبحنا نؤلف للتأليف ونصنف لأكل الرغيف ,وصار أحدنا مضطرا للمكث طويلا في تقصي الكتاب النافع لاسيما مع ضروب التدليس في مقدمات هذه الكتب المفخمة لأقلام أصحابها وعناوينها المبهرة التي تخلب اللب
وتفتن برونقها القلب..ولكل هؤلاء ولمن يعزم على كتابة شيء صالح للاستعمال الآدمي, أهديه قول ابن الجزري رحمه الله تعالى :(ينبغي لمن أراد التصنيف أن يبدأ بما يعم النفع به,وتكثر الحاجة إليه ,بعد تصحيح النية,والأولى أن يكون شيئا لم يسبق إليه)