للسابع عشر من رمضان مكانة عظيمة في قلوب المؤمنين
كيف لا وهو اليوم الذي نصر الله فيه عبده
كيف لا وهو اليوم الذي سماه الله يوم الفرقان يوم التقى الجمعان
يوم وقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم رافعا أكف الضراعة إلى الله وهو يقول: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعد اليوم اللهم نصرك الذي وعدتني
إنه يوم عصيب في حياة الجماعة المؤمنة انتهى بهزيمة الشرك وأهله فذهبوا يجرجرون أذيال الخزي والعار والشنار إلى النار إلى أمهم الهاوية
وذهبت الجماعة المؤمنة تكبر وتهلل وتركع وتسجد فرحة مسرورة بنشوة النصر
لهذا اليوم معان عظيمة
فليتنا معشر المسلمين نتأمل بعضها ونأخذ منها العبر
والأمة اليوم بحاجة شديدة إلى أن تعكف على أحداث هذا اليوم وتتأملها لتخرج من قمقم الهوان والوهن إلى عالم الحقيقة واليقين لتغسل الدرن عن ثوبها وتطهره من خطيئة التقصير بماء التوبة
في وقت هي مثخنة بدماء المعاصي جريحة كسيرة أسكرتها الشهوة فتثاقلت إلى الأرض ورضيت بالحياة الدنيا من الآخرة
وجرت وراء كل ناعق كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا
تعيش في سراب وتحلم في خراب
فمتى تستيقظ الأمة من رقادها لتنبش تاريخها وتنفض عنه الغبار
أرجو أن يعجل الله به فهو وحده القادر جل في علاه