قال الأستاذ فضل حسن عباس في كتابه البلاغة فنونها وأفنانها 1/ 50:
[1- من الكلمات التي خولف فيها القياس الصرفي ما نجده شائعا بين المثقفين، مثل كلمة (أخصائي)، فما أكثر أن تسمع قولهم: نحن بحاجة إلى أخصائيين في كذا، وأخصائيين في كذا، وهي جمع (اختصاصي)، والصحيح أن يقال: اختصاصيون.
ومن ذلك جمعهم لـ(مشكلة) على (مشاكل)، و(مدير) على (مدراء)، وقولهم في تثنية (عصاة): (عصاتين)، والصحيح أن يقال: مشكلات، ومديرون، وعصوان.
2- وقد يستعملون الكلمة في غير معناها الذي وضع لها، وهو ما يشابه التعقيد المعنوي الذي تحدثنا عنه من قبل، ومن هذا النوع استعمالهم كلمة (تواجد)، فيقولون مثلا: على الطلاب التواجد في فناء المدرسة. وكلمة التواجد لا تعطي هذا المعنى، فالصحيح أن يقولوا: الحضور والتجمع، لأن التواجد من الوجد.
ومن هذا القبيل استعمالهم كلمة (فشل)، فتراهم يقولون: فشلت في حياتها الزوجية، وفشل في دراسته. والفشل هو الضعف، قال تعالى:
ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم
والكلمة التي ينبغي أن تستعمل هي الإخفاق، فيقال: أخفق في كذا.
ومن الكلمات التي تستعمل كثيرا في هذا المضمار مادة (رضخ)، فيقولون: لن نرضخ للمستعمر، يريدون: لن نخضع، ولن نستكين. والرضخ هو الكسر، أو العطاء القليل، وفي حديث الرسول
![]()
أن ترضخ مما أعطاك الله
.
ومنه قولهم (تنفس الصعداء) يريدون بها: ذهب عنه الضيق والكرب، مع أن هذا التركيب يعطي معنى مناقضا تمام التناقض لما يقصدون، فإن معنى هذه الكلمة أنه في كرب يصعب عليه التنفس، وفي التنزيل:
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء
![]()
3- هناك كلمات تستعمل ولا أصل لها في لغتنا، ككلمة (الطقوس) بدل الشعائر، ومنه كلمة (كرس) فيقولون: كرس له حياته. فهم يردون أن يقولوا: قصر حياته على كذا.
ومن هذه الكلمات: (برَّر موقفه) وهو غير صحيح، والصحيح أن يقال: سوغ واحتج.
4-وهناك كلمات استعملت استعمالا مرجوحا في اللغة، فمن ذلك كلمة (أوقف) و(أرجع) فيقولون: أوقفني وأرجعني. وهذا غير صحيح، أو مرجوح، والصحيح الراجح: وقفني ورجعني. قال تعالىوقفوهم إنهم مسئولون
، وقال تعالى:
ثم ارجع البصر كرتين
وقال تعالى:
فإن رجعك الله إلى طائفة منهم..
وهما من الفعل الثلاثي، ولو كانت من الرباعي لقال: أوقفوهم، وأرجع البصر؛ بهمزة القطع.
وهناك كلمات كثيرة من هذا القبيل...]اهـ