تسع أسئلة في منهج أهل السنة و الجماعة
(طلب تقويم و ضبط إن وُجدت أخطاء)

1) ما هو تعريف أهل السنة و الجماعة ؟

الجواب :
أ) أهل السنة و الجماعة هم :

- المتمسكون بمنهج الإتباع للكتاب و السنة،
- و العارفين بهذا المنهج،
- و القائمين عليه،
- و المتّبعين للإجماع.

ب) فــ :
- أهل الشيء هم العارفين به و المتمسكين به و القائمين عليه.
- و السنة هي طريق إتباع النبي محمد صلى الله عليه و سلّم و سبيل الصحابة،
- و الجماعة هي اتباع الإجماع و عدم الخروج عليه.


و من التناقض أن يقال عند إطلاق مصطلح أهل السنة و الجماعة بأنّه : ثلاث جماعات. و في منهج إثتان من هؤولاء الثلاثة ما يتناقض مع بعضهم البعض و مع الجماعة الأخرى في الأصول و ليس جميع أفراد تلك الجماعتين ممن هو حريص بل فيهم من عنده تقصير شديد و ليس هؤولاء المقصرين أقلية حتى يكون لهم حكم الشاذ إذ لو كانوا أقلية لزال هذا الخلاف منذ زمن طويل.

و المقصود بإطلاق مصطلح أهل السنة و الجماعة أن نقول : أهل السنة و الجماعة.


ج) و عليه :
فيدخل في هذا المصطلح الحادث: بالدرجة الأولى من عامة أصوله سليمة من العلماء و هم المقصود بهم عند إطلاق وصف أهل السنة و الجماعة.

د
) و يلحق بهم حكما من أحبهم و اتّبع إرشاداتهم من العامة فالمرىء مع من أحب.

هـ) و أما من وافق أهل السنة و الجماعة في أغلب مسائلهم و لكنه خالف في بعض الأصول فطالما كان يُظهر الحرص على اتباع السنة و ظهر بأنّ الأمر قد التبس عليه من غير قصد و دون تقصير منه فهذا :
- يُطلق عليه وصف السنة بالمعنى الغير خالص مع وجود قرينة تدل على هذا المعنى، (أو)
- يوصف بأهل السنة و الجماعة و لكن مع تقييد ذلك بما وافق فيه الحق
من أصول و مع بيان بطلان أصوله فيما خالف فيه منهج السلف الصالح،
فيقال : أهل السنة و الجماعة في كذا و ليس من أهل السنة و الجماعة في كذا.
- فهذا لا تُسوى منزلته بمنزلة من يدخل في هذا المصطلح بالدرجة الأولى و ذلك لتفادي : التلبيس، و اعتقاد أنّ الحق متعدد، و أنّ طريق السنة متناقضة
.


و) و أما من كانت موافقته لأهل السنة و الجماعة ضعيفة و عادى أهل السنة و الجماعة فهذا لا يوصف بهذا الوصف، لعدم معرفته بالسنة و أهلها فضلا عن أن يقوم بها و يتمسك بها، غيره أنّه يُعذر طالما لم تقم عليه الحجة
.


ن) و أما من كان يقرّر غير منهج الإتباع ولو في شيء يسير و أقيمت عليه الحجّة و بقي مصرا على ذلك التقرير فهذا ليس من أهل السنة و الجماعة في شيء.


2) متى لا نعتبر منهجا بأنّه منهج أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب : إذا خالف أصلا من الأصول التي حصل عليها إجماع سابقا و إذا كانت أدلة هذا المنهج غير مستندة إلى الإتباع للكتاب و السنة بفهم من سبقنا من أهل الفضل.

3) هل يخرج العاصي المسلم من أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب :
لا يخرج العاصي من أهل السنة و الجماعة لأنّه :
- لم يَرُدّ إجماعا ظاهرا و
- لأنّه لم يقرّر قولا في الدين من (غير اتباع للكتاب و السنة بفهم سلف الأمّة).

4) هل يُسلَب إطلاق وصف أهل السنة و الجماعة على أصحاب الكبائر؟
الجواب : في اللسان العربي كمال الأوصاف المحمودة يُعبّر عنه بإطلاق الوصف، و مقارفة الكبائر تنافي كمال الأوصاف الحميدة. فلا يطلق وصف السنة على مقارف الكبائر إلا و مع قرينة تدل على ذم أفعاله الشنية.

5) ما معنى قاعدة : "اتباع منهج السلف" ؟
الجواب :المقصود بإتباع منهج السلف الصالح هو : اتباع إجماع سابق لمجتهدي أهل السنة و الجماعة في عصر من العصور، فهاته القاعدة تندرج ضمن ما يعبر عليه علماء أصول الفقه بمصطلح الإجماع. و قد درج العلماء على تسمية أهل القرون الثلاثة الأولى بالسلف الصالح من باب الإصطلاح و لا مشاحة في الإصطلاح و إلا فكلمة السلف الصالح في الأصل تعني كل من سبقنا من أهل الفضل من الصحابة و من تبعهم بإحسان.


6)
قاعدة : "وجوب اتباع منهج السلف" هل هي أصل من أصول أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب : نعم لأنّه حصل إجماع سابق على هذا الأصل و عليه أدلة نصية من الكتاب و السنة قطعية.


7) ما رأيك في مقولة : "منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم" ؟
الجواب : ما تحته سطر باطل و اعتبره ابن تيمية -رحمه الله - (كما في الفتاوى المجلد الرابع صفحة 68 على هذ الرابط : اضغط هنا) بأنّه شعبة من شعب الرفض ووجه تشبييه هذا هو أنّ الرافضة طعنوا في الكثير من الصحابة، لإعتقادهم أنّهم أفهم من الصحابة و أعلم منهم, فمن قرّر بأنّ منهج الخلف أعلم و أحكم من منهج السلف فقد شابه الرافضة في شعبة من شعب بدعتهم و لكن تبقى مسألة تبديعه فينظر إلى التفصيل الوارد في إجابتي على السؤال التاسع.

8) هل هناك تعارض بين مقولة : "منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم" و بين قاعدة : "وجوب اتباع منهج السلف" ؟
الجواب : بينهما تناقض لأنّه :
- في المقولة الأولى : يوجد تسويغ لإمكانية عدم اتباع منهج السلف الصالح، (و أما)
- في المقولة الثانية : فيوجد إيجاب لإتباع منهج السلف.

و لا يجتمع : (إيجاب إتباع شيء) و (عدم إيجابه) فلا يجتمع النقيضين



9) القائل بمقولة : "منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم"، هل يعتبر من أهل السنة عندك أم لا ؟
الجواب :
--- أما أن يكون من أهل السنة و الجماعة بالمعنى الخالص؛ فلا، (و)
--- أما أن يكون من أهل السنة و الجماعة بالمعنى (العام أو الإجمالي أو الذي في مقابلة أصحاب البدع الغالية كالرافضة)، فهناك تفصيل :

أ - إن أقيمت عليه الحجة و بقي مصرا على القول بهاته المقولة فلا يُعتَبَرُ من أهل السنة و الجماعة لمخالفته الظاهرة لأصل من أصول أهل السنة و الجماعة ألا وهو وجوب اتباع منهج السلف الصالح.

ب - و أما إن لم تقم عليه الحجة فعندنا حالتين :

(1) فإن كان ظاهره الحرص على اتباع السنة في جميع أمور الدين غير أنّه حدث له لبس في فهم تلك العبارة ظنا منه أنّ السلف يُسوّغون تأويل صفات الله، فهذا لا يبدّع
و منزلته منزلة عوام أهل السّنة و الجماعة فلا يعتّد بكلامه في المجالات التي طبّق فيها هاته القاعدة فمثله مثل العوام إن تكلموا فيما لا يحسنون => فلا يستشهد بأقوالهم على سبيل التقرير في المسائل العلمية المتعلقة بالقواعد التي خلطوا فيه خلطا واضحا.

(2) و أما إن كان يرفض النقاش و يعادي أهل الحديث و يصفهم بالحشوية و يرفض أن يفهم كلامهم فهذا هو الذي رضي بنفسه أن يفارق أهل السنة و الجماعة و رضي لنفسه بالبدعة.

كتبه بمدينة باتنة : أعراب ياسين
في يوم 7 رمضان 1431 الموافق لـ17 أوت 2010