لايفكر كثير من الناس في المعاناة والألم التي يعيشها كثير ممن بلغ مرحلة الشيخوخة وبخاصة أولئك الذين كان شبابهم مليئا بالقوة والعطاء وأكثر هؤلاء تموت مشاعرهم في صدورهم لأن القدرة على التعبير الصادق المؤثر موهبة لايمتلكها إلا الأقل منهم . وممن أحسن التعبير عن مشاعره في هذه المرحلة الشاعر ابن منقذ في قوله :-
مع الثمانين عاث الضعف في جسدي وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي
إذاكتبت فخطي خط مضطرب كخط مرتعش الكفين مرتعد
فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما من بعد حطم القنا في لبة الأسد
فقل لمن يتمنى طول مدته هذي عواقب طول العمر والمدد
وهذا الضعف الناشئ عن طول العمر والمدد يذكرنا بقول الأخطل :
والناس همهم الحياة ولا أرى طول الحياة يزيد غير خبال !
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الأعمال
فاللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح ومتعنا جميعا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا آمين