الحوْرُ بعد الكوْرِ !!
فقد قال شيخنا العلامة أديب العلماء وعالم الأدباء محمد بن الأمين بوخبزة -شفاه الله وحفظه-، في مطلع قصيدة، وأكتفي بصدر البيت:
ومن العجائب والعجائب جمة

... ((ثم ذكر عجيبة)
وإن حال صاحبي -وأخي- الواحدي مع هاته "النظرات" من تيك العجائب الجمة، فقد قال معتذرا في المشاركة رقم: (98)
وإنّي لأعتذر إليك أيضًا عن كل لفظ سطرتُه وأشعَرَك بالسوء.
وكأني به عضَّ أنملتيْهِ تحسُّرا وتندُّما على اعتذراه، فهرول لينقُض ما أبرمه، ويحُلَّ ما أحكمَه، ويسْتَرِدَّ ما أسْلمَه،
أو كأني بصاحبي -وهو المتؤدِّب- أنستَه "نفثات" أخينا الشناوي اعتذاري للشيخ -رحمه الله-ومن شايعه، فهيَّجتْ بلباله، وأقلقتْ باله، فأربى على الشناوي، وعلى صاحب "الكاوي"، بل على مؤلِّف "المداوي"،
فكان كالمعتذر بوجه تعلوه إشراقة، وابتسامة برَّاقة، حتى إذا طَمِع في الدنو والاقتراب، وصاقبك مصاقبة الحِب للأحباب، رأى في الغدر نبعا صافيا، فهرع إليه ساعيا، فلم يغادر صاحبَه إلى بعد أن شفى نفسه بـ"طعنات" الغادر،
وكأني بكَ أعدتَ النظر في تلك "النظرات"، فعاودتك الضغينة والموجدة، فحرَّكتْ من صدركَ كوامنه، وأثارتْ من غَيظكَ ساكنَه، فطفقتَ تُعكِّر من هذا الموضوع جَوَّه، وتُزيح بمرارة "ثرثرتك" حُلوَه،
ولنعُد لاعتذراك لي "الهش" و"الراشي": فقد ظلمتَ نفسك عندما أرغمتها على الاعتذار لي وهي غير راضية، فما كان منها -بسبب إرغامك- إلا الانتكاس،
وكيف يَقِرُّ قرارها، ويُشْرِقُ نهارها، وذاك الاعتذار لم ينبعت من صادق خوالجها، وخالص لواعجها؟، وكيف تثبُتُ على شيء تلفُظُه لفْظ صاحب الوليمة للطُّفيلي الدخيل،؟
ولكن اعتذاري لك عما بدر مني من إساءة، كان عن طيب خاطر وهناءة، لا زلتُ مُجددا له إن اقتضى الأمر ذلك، والله يشهد على صدق مقالتي،
وكذا اعتذاري للشيخ -رحمه الله- فقد آمنتْ وصدَّقتْ به جوانحي، قبل أن تقيده جوارحي، فقلتَ حينها في المشاركة رقم: (98):
بارك الله فيك، أخي الحميدي. وهكذا كان الظن بك.
وكان القصد من الاعتذار من تلك الألفاظ الحادة والعبارات الغليظة التي بدرت مني، أن أخلص لناقشك الموعود، حيث قلتَ في المشاركة رقم: (94):
وعندئذ يصفو الجوّ، وتعود المذاكرة إلى ما كان ينبغي أن تبدأ به؛ بعلمٍ، وعن العلم.
فلماذا الجفا بعد الصفا ؟،
وكنتَ الجدير بالذب عن صفاء الجو، لا المُعكِّر لصفائه (الذي دعوتَ إليه) ؟
ثم أخلفتَ وما وَفَيت..،!!
نعم، أبديتَ القناعة والرضا بما أبديتُ من اعتذار، ولكن أتتْ مشاركاتكَ مُبديةً لما خلف الأستار، مفصحةً عما يخالج مكمن الأفكار والأسرار، قاضية على قناعتك بالضَّعف، وعلى رضاك بالزيف !!
نفسَك فاصدُقْها قبل أن تصدُقني.
وحتى لا أطيل على الناظر، فإني أنبهكَ إلى عودة موعودة ، لم توفِ بها، بينما أقحمتَ نفسك فيما لا يعود عليك بطائل، وهي:
عودتك لتلك "النظرات" بالرد والنقض ؟؟
وإني أدعوك لذلك أمام الناظرين،
وحتى يوضع الحقُّ في نِصابه، ويؤتَى الإنصاف من بابه، فإنني سأردف "ثرثرة" صاحبنا الواحدي، بردِّ مفصل، و أُوفِّيه كلاما بكلام، وقولا بقول، ونظما بنظم، وحرفا بحرف، حتى يلوح الصبح لذي العينين، ويتجلى الكذب والمين،
وإنني قادر على أن أجرِّعه الغُصص، التي تشرِق بريقه، وتٌذهب بريقَه، وتورثه الهمَّ والحَزَن، وتطرد عن لواحظه الوسن، بقوارصي اللاذعة، و حرِّ ألفاظي اللاسعة، ولكنني أعدل عن تلك الترهات الضيقة، إلى السبيل الأمَم، في بيان شنيع أباطيله، وكذب أقاويله، التي رماني -ورامني- بها، حتى تتجلى للناظرين براءتي، وبُعدَ تلك التُّهم عن ساحتي، غير طاعن في شخص صاحبي ومتهمي الواحدي، بل بعلم وعن علم -كما قال هو-، إذ أنني اعتذرت من الإساءة إليه،ونعوذ بالله من الحور بعد الكور.
وبعدها ستستمرُّ "النظرات"..،
)...يتبع)