جاء في اللسان:
والخازِبازِ: ذُباب، اسمان جُعِلا واحداً وبُنِيا على الكسر لا يَتَغَيَّر في الرفع والنصب والجر؛ قال
عمرو بن أَحمر:
تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّوارِي**وجُن َّ الخَازِبازِ به جُنُونا
الخازبازِ وسُمّي الذِّبَّانُ به، وهما صوتانِ جُعِلا واحداً لأَن صوته خازِبازِ، ومن أَعربه نزله بمنزلة
الكلمة الواحدة، فقال خازِبازُ، وقيل: أَراد النبت، وقيل: أَراد ذِبَّانَ الرِّياض، وقيل: الخازِبازِ حكاية لصوت الذباب فسماه به، وقيل: الخَازِبازِ ذباب يكون في الروض، وقيل: نبت؛ وأَنشد أَبو نصر تقوية لقوله:
أَرْعَيْتُها أَكرمَ عُودٍ عُودَا
الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا
والخَازِبازِ السَّنِمَ المَجُودا
بحيث يَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودَا
وعامر ومسعود: هما راعيان.
قال ثعلب: الخازِبازِ بقلتان، فإِحداهما الدَّرْماءُ، والأُخرى الكَحْلاءُ؛
وقيل: الخازِباز ثمر العُنْصُلَة.
والخازِبازِ في غير هذا: داء يأْخذ الإِبلَ والناسَ في حُلوقها.
وقال ابن سيده: الخازِبازِ قَرْحة تأْخذ في الحَلْق، وفيه لغات؛ قال:
يا خازِبازِ أَرْسِل اللَّهازِما
إِني أَخافُ أَن تكون لازِما
ومنهم من خص بهذا الداء الإِبلَ، والخِزْبازُ لغة فيه؛ وأَنشد الأَخفش:
مثل الكلاب تَهِرُّ عند جِرائِها***ورِمَ ْ لهَازِمُه من الخِزْباز
أَراد الخازِبازِ فبنى منه فعلاً رباعيْاً؛ قال ابن بري صواب إِنشاده:
مثل الكلاب تهر عند دِرابِها***ورِمَ لهَازِمُها من الخِزْباز
والدِّرابُ: جمع دَرْب. واللَّهازِم: جمع لِهْزِمة، وهي لحمة في أَصل الحَنَك، شبههم بالكلاب النابحة
عند الدُّرُوب.
ابن الأَعرابي: خازبازُ وَرَمٌ، قال أَبو علي: أَما تسميتهم الورم في الحلق خازِبازَ فإِنما ذلك لأَن الحلق طريق مجرى الصوت،
وقال ابن سيده: الخازِبازِ ذباب يكون في الروض، وقيل: هو صوت الذباب، وقيل: خازِبازِ نبت، وقيل: كثرة النبات.
والخازِبازِ: السِّنَّوْر؛ عن ابن الأَعرابي.
قال ابن سيده: وأَلف خازِبازِ واو لأَنها عين، والعينُ وَاواً أَكثرُ منها ياءً.