الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد .
روى أبو داود - رحمه الله - في سننه ( كتاب اللباس - باب في لبس الشهرة ) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ "
والحديث سكت عنه أبو داود رحمه الله وقال الحافظ الذهبي عنه في السير ( ج15 ص509 ) إسناد صالح وصححه الحافظ العراقي رحمه الله في تخريج أحاديث الإحياء ( ج2 ص343 الشاملة ) وحسنه الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (ج 16 ص353 الشاملة ) وجود إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ( ج6 ص111 الشاملة ) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء ( ج5 ص109 - 111 )
فهذا الحديث دليل على حرمة التشبه بأهل الكفر أو المعاصي أو الفجور ، وكان ما دفعني إلى كتابة هذه السطور القليلة أنني كنتُ جالسا مع بعض الشباب في حفل عشاء ، وأثناء تناولنا للمشروب المقدم مزح أحدهم وقال ( في صحة فلان صاحب الحفل ! ) ثم تصادف أن رأيتُ مثل هذا المشهد غير مرة وللأسف بعضها كان من بعض الملتزمين !
لذلك رأيتُ تنبيه نفسي وإخواني إلى هذا الأمر المحرم ، والذي يوجب التعزير كما نص على ذلك فقهاء الإسلام :
- قال الإمام النووي رحمه الله في روضة الطالبين فيما يوجب التعزير : وفي إدارة كأس الماء على الشرب تشبيهاً بشاربي الخمر دون حد الخمر ( ج3 -ص485 الشاملة )
- وقال صاحب مطالب أولي النهى : يَحْرُمُ التَّشَبُّهُ بِشُرَّابِ الْخَمْرِ ، وَيُعَزَّرُ فَاعِلُهُ ، وَإِنْ كَانَ الْمَشْرُوبُ مُبَاحًا فِي نَفْسِهِ ، فَلَوْ اجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ ، وَرَتَّبُوا مَجْلِسًا ، وَأَحْضَرُوا آلَاتِ الشَّرَابِ وَأَقْدَاحَهُ ، وَصَبُّوا فِيهَا السَّكَنْجَبِين َ وَنَحْوَهُ ، وَنَصَّبُوا سَاقِيًّا يَدُورُ عَلَيْهِمْ وَيَسْقِيهِمْ ، فَيَأْخُذُونَ مِنْ السَّاقِي وَيَشْرَبُونَ ، وَيُحَيِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِكَلِمَاتِهِمْ الْمُعْتَادَةِ بَيْنَهُمْ ؛ حَرُمَ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ الْمَشْرُوبُ مُبَاحًا فِي نَفْسِهِ - لِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَشْبِيهًا بِأَهْلِ الْفَسَادِ . ( ج18 -ص216 الشاملة )
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم .