تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 103

الموضوع: قصاص العصر: مراتبهم، وظيفتهم، حاجة الناس إليهم، الإنكار على أخطائهم، التحذير من بعضهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي قصاص العصر: مراتبهم، وظيفتهم، حاجة الناس إليهم، الإنكار على أخطائهم، التحذير من بعضهم

    قُصَّاص العصر: «مراتبهم، وظيفتهم، حاجة الناس إليهم، الاحتساب في الإنكار على أخطائهم، والتحذير من بعضهم»:
    الحمدلله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه ... أما بعد
    فقد استفاض تحذير السلف رضي الله تعالى عنهم عن جنسٍ من القُصَّاص برزوا في زمانهم (وأي شيءٍ كان زمانهم!) اشتغلوا بوعظ عامة الناس وتتوِيْبِهم، فنفع الله بهم نفعاً عظيماً في أماثل وطوائف من دهماء الناس والنساء والفسقة وأصحاب الجاه والمال وغيرهم.

    نعم .. لكن ذلك لم يمنع السلف من التحذير من أخطائهم وزجرهم ، ثم التنفير عنهم.
    ذلك لما وقع في كثيرٍ منهم من خروجٍ عن جادة العلم والهدي الصحيح في الوعظ (القص على الناس)؛ كالاستهانة بأحاديث رسول الله ، بذكر مالا يُعرف صحَّتها منها من ضعيفها، أوالتهوين في بعض المعاصي أوالتهرُّب من الإنكار عليها؛ لاستمالة الناس عما هو أعظم منها –زعموا-!
    ثم ما قد يتبع ذلك من توابع مفسدة للقلوب والبواطن من تسلُّط (شهوة الرِّئاسة وحبِّ الظهور) على بعض هؤلاء المساكين، والترفُّع عن الحقِّ، وعدم التذلُّلِ لطلبه من أهله.

    وقد كان لهذه الشهوة العارمة (شهوة الظهور) توابع خطيرة أفسدت فضيلة القاصَّ وأثره، من تجرُّؤٍ على الفُتْيَا فيما لا يحسن، بل الخوض في كلِّ ما لا يحسنه أمثاله ممَّن هم عامَّةٌ عند أهل التَّحقيق والمعرفة بالعلم الصَّحيح، والتَّهوين من أمر العِلْم وأهله، والعقيدة، والفقه والحديث... إلى غير ذلك من توابع فاسدة.
    لكن... في مقابل ذلك كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون ببعض هؤلاء في قصصهم ووعظم؛ من جهة شدَّة أثرهم على النَّاس، وتذكيرهم إيَّاهم بالآخرة والصِّراط والحشْر، وحاجة النَّاس لمثل هذا، ممَّا لا ينكره منصفٌ.
    ومع هذا كلِّه... فلم يحسن السكوت عن بعض هؤلاء الذين يتعدُّون ما يحسنون إلى مالا يحسنون.

    ابتداءاً .. فالقصُّ والوعظ والدَّعوة أسماء ووظائف قد جاءت به الشَّريعة، وطريقة الوعظ بالقصص والتخويف من النار، والترهيب من المعاصي ووعيدها =ليست خارجة عن هدي السلف؛ بل ليست خارجة عن منهج الأصلين، الكتاب والسنة؛ إذ كتاب الله وسنة النبي مليئان بالتربية، والوعظ، والدعوة بالقصص، والنُّصح، والتخويف، والترغيب، ونحو ذلك.
    ولم يذمَّ القُصَّاص السلفُ ((بإطلاقٍ))؛ فلم يذمُّونهم والقصص والوعظ والدعوة والنصح (ممن بضاعته في العلم قليلة) =ليس منهياً عنها لذاتها، بل كان ذمُّهم لهم لما قد يحصل بسببه من محاذير تقدَّم الكلام عليها.
    وإنما كان تحذيرهم والتحذير منهم على أخطاء وقعوا فيها، وهي التي وقع في مثلها أو اختها قُصَّاص العصر.
    والسَّلف رحمهم الله لم يكونوا يمنعون من القصص مطلقاً (وهي الوعظ أوالدَّعوة إلى الله أو المحاضرة في مصطلحنا المعاصر)، ولا كانوا يحذِّرون من القُصاَّص لذات القصِّ، والمنقول عنهم في هذا كثيرٌ سيأتي نقله عنهم إن شاء الله في مشاركةٍ تاليةٍ بحوله وقوَّته.

    وثانيًا.. ينبغي تنزيل النَّاس منازلهم، وأن لا يُعطوا من الدرجات ما لا يستحقُّونها، ولا يجوز شرعاً تنصيبهم عليها، بلْه ارتقائهم هم فوقها، جهلًا بأقدار أنفسهم.
    وقد كان النَّاس يسمُّونه قديمًا بـ(القاصِّ)، أو (المذكِّر)، ثمَّ حديثًا بـ((الواعِظ)) أو((الدَّاعيَّة إلى الله)).

    وثالثًا.. فإنَّ النَّاس المشتغلون بهذا الباب في ذا العصرأحد ثلاثةٍ؛ جاهلٍ، أوطالب علمٍ لم يبلغ المنزلة، أوعالمٍ.
    فقاصٌّ له من العلم نسَب، ومنه سبب، ودفعه رِقَّة قلبه وحسن تربيته لنفسه على الاشتغال بهذا الأمر العظيم، وصانه علمه من الوقوع في الخلط.
    وقاصٌّ طالب علمٍ، أوباحثٍ عنه، أومحبٍّ له، وسائلٍ لأهله، هو في الحال قريبٌ من الأوَّل.
    وثالثٌ عامِّيٌّ في علم الشَّرع، ثمُّ هو على مراتب.
    فشخصٌ جاهِلٌ، جهولٌ، جهَّالةٌ، جهِلٌ، قرأ بعد سنين من حياته أحاديث في الصُّحف والتقميشات وآتاه الله حسن البيان فصار يعظ النَّاس ونبغ وصار فلتةً على غفلةٍ من النَّاس، ولكن.. بما عنده من التَّقميش والقيل والقال، من غير نظر ولا تحقُّقٍ من صحيحه أوسقيمه، وأنَّى له ذلك، وفاقد الشَّيء لا يعطيه!
    وشخصٌ (مثقَّف)؛ أوتي من أنواع الفنون والعلوم بطرفٍ، من غيرتأصيل صحيحٍ في علم الشَّرع، وله من البلاغة والبيان سهم، لكنَّه كالأوَّل لا يحقِّق ولا عنده الأهليَّة لذاك، فيخبط خبط عشواء، فيصيب مرَّة ويخطيء أخرى.
    والمشاهد في أحوال هؤلاء في هذا العصْر أنَّ كثيرًا منهم قد اشتغل بوعظه ولمَّا يتأهَّل للعلم الشَّرعيِّ، فلمَّا ذاع صيتهم، وراجت بين الدَّهماء بضاعتهم =ظنَّ أنَّ كلَّ من أجاد الكلام والخطب وحسن البيان صار إمامًا للفتوى وحلِّ النِّزاع والخلاف في المعضلات، فتعدَّى ذلك منه إلى الخوض في كلِّ شيءٍ، وزان في نظره الخوض فيما له بريقٌ ورونقٌ عند النَّاس، مع غفلة عن المزالق التي تعترضه لقلِّة بضاعته وضعف نظره.
    تصدَّر للتَّدريس كلُّ مهوِّس بليدٍ تسمَّى بالفقيه المدرِّسِ
    فحُقَّ لأهل العِلم أن يتمثَّلُوا ببيتٍ قديمٍ شاع في كلِّ مجلسِ:
    لقد هزلت -حتَّى بدا من هزالها- كلاها وحتَّى سامها (كلُّ مفلسِ)!
    وهذه الفتنة ( فتنة جهَّال القصَّاص المفتين) ظهرت جليَّة في هذا العصر في فئامٍ من قُصَّاص الأشرطة المسموعة المرئية والمحاظرات والفضائيَّات.
    ولا شكَّ ولا ريب ولا مرية أنَّه قد ينفع الله بهؤلاء كثيرًا في وعظهم وقصِّهم، فيتوب على أيديهم جماعة، ويستقيم فئات لا يوصل إليهم وإلى آذانهم إلاَّ من طريقهم (كالممثِّلات والرَّاقصات! والدَّهماء في الشَّارع) =كلُّ ذلك صحيحٌ موافقٌ للإنصاف.
    وأيضًا.. قد نحسب –ولا نزكِّي على الله أحدًا- أنَّ كثيرًا من هؤلاء القصَّاص على خيرٍ وصِدْقٍ فيما هم مقبلون فيه.

    • لكن..الإشكال والمعْضلة والبلوى حين يُسأل أمثال هؤلاء عن فتوىً لا يحسن جوابها فيفتي، أو يدخل في ضائقةٍ لا يتَّسع لها علمه القليل -إن كان له علمٌ شرعيٌّ مؤصَّلٌ أصلًا-، أويُشغل الناس عن باطلٍ بباطل مثله.
    وممَّا سمعته من أحوال بعض هؤلاء من العجب، وما أكثر أعاجيب هذا الزمان؛ أنَّه جُمِعت له الجموع تحت خيمة فملأ (محاضرته) كلها بضحكٍ ومزحٍ وفكاهة وتهريج، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد!
    ولم يعرِّج على ذكر آيةٍ من كتاب الله أو حديثٍ عن رسول الله أو كلامٍ لأحدٍ من أهل العلم؛ إلَّا شيئًا لا يكاد يُذكر في ذاك الخضم.
    فأيُّ شيءٍ هذا من القصِّ الذي كان في زمن السَّلف؟!
    لقد كان قصَّاص السلف يُبكون ويتوِّبون ويدعون إلى الله بذلك، فصرنا إلى زمنٍ نُضحِكُ ونهرِّج، ونتوِّب الناس بذلك!

    • نعم.. لا بأس بتقريب الحق لهم بشيءٍ من الطرفة والفكاهة وإلانة الحديث وتبسيطه، أما أنْ تغدو (الدعوة إلى الله) فكاهة وضحكاً وسخرية وتهريجًا فهنا النكرة.

    إذن.. لقد كان حقًّا على القاصِّ إذْ منَّ الله عليه ببسط آذان الناس له ورمي أبصارهم إليه =أن يطوِّر من قدراته، ويرفع من كفاءته بالطَّريقة الشَّرعية التي من سلكها فقد نجا وسُدِّد وأصاب.
    ألا وهي تعلُّم العلم الشَّرعي الصَّحيح على أربابه، ولو كان ذلك الآن!
    وإنِّي لأعلمُ أنَّ هذه طريقة مقلوبة في صعود (سُلَّمِ الأضواء)!؛ لكنَّها ضروريَّةٌ، إذ ما حيلة المضطرِّ إلاَّ ركوبها؛ إذْ كان الأجدر والأصل للقاصِّ قبل أن يتصدَّر ويشتهر أنْ ينهل من العلم ما يسدُّ به جوعة الناس وسؤالاتهم.
    وكان الأولى بالقاصِّ أنْ يُصلِح من سلوكه إن كان فيه ما يشين (كحلق لحية وسماع غناءٍ ونحوهما)).. بدل تسويغ ذلك باسم الدَّعوة أوتبريره باسم الخلاف!
    يا أيُها الرَّجلُ المعلِّم غيرَه هلَّا لنفسك كان ذا التَّعليم!
    نعم.. لا شكَّ أنَّ الوعظ ليس خاصًّا بالمعصومين من الخطايا.
    فمن ذا الذي ما ساء قطُّ ومن له الحسنى فقط؟!
    وأيضًا:
    ولو لم يعظ في النَّاس من هو مذنب فمن يعظ النَّاس بعد محمَّد؟!
    ولكن... دليل الفعل أوعظ في النُّفوس من القول.
    ثمَّ.. إلى متى وأنت تتباكى وتبكي، وتعظ، وتقصُّ، وترغِّب وترهِّب، وتمرُّ عليك السُنون، وذيع صيتك في العالمين، ثمَّ.. أنت على المعاصي الظَّاهرة ما زلتَ مقيم؟!
    أَمَا وقد تصدَّر عن جهلٍ أو قلِّة علمٍ أو تقصيرٍ في جوانب من السُّلُوك والهدي =فقد قامت عليه الحجَّة، وآن وقت الإصلاح للنَّفس قبل الغير!

    ومن أعجب العجب أنَّك تجد من بعض هؤلاء (جهلة القصَّاص المفتين) من يرمي المنْكِر عليهم تلك الأخطاء بالحسَد، أويطعن عليهم بالغيرة؟!
    فهَبْ أنَّهم حَسَدَةٌ.. فعلى أيِّ شيءٍ حسدوه؟ آلأضواء الوهَّاجة؟! وغيورون على أيِّ شيءٍ؟! أعلى الشُّهرة والصِّيت السَّيءِ عند المحقِّقين المتبصِّرين!
    ثمَّ ..بعد كلِّ هذا فهل ما أنكروه عليهم صحيحٌ أو لا؟!

    وأخيرًا... واجبٌ الإنكار على هؤلاء ونصحهم بالطُّرق الشَّرعيَّة، أو الأخذ بيدهم لمن بيده سلطانٌ عليهم، أو له إشرافٌ أومعرفةٌ لمن له إشرافٌ على موقعٍ أو ((قناة فضائيَّة)).
    وكثيرٌ من العامَّة في علم شرع الله المتخصصون في غيره، كالطِّبِّ والهندسة والاقتصاد وغيرها من علوم الحياة =لو تكلَّم في علمهم من ليس بأهلٍ فخبط كخبطهم في علم الشَّرع لأنكروا عليه وسفَّهوه، وأخذوا على يده وحذَّروا منه ومن تخليطاته، والمخلِّط في دين الله وشرعه أولى بالتَّسفيه فيه والإنكار والأخذ على يده من غيره.
    قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله: "من أفتى الناس وليس بأهل للفتوى فهو آثمٌ عاصٍ، ومن أقرَّه من ولاة الأمور على ذلك فهو آثم أيضًا، قال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: ويلزم ولي الامر منعهم كما فعل بنو أمية، وهؤلاء بمنزلة من يدلُّ الركب وليس له علمٌ بالطَّريق، وبمنزلة الأعمى الذي يرشد النَّاس إلى القبلة، وبمنزلة من لا معرفة له بالطِّبِّ وهو يطبُّ الناس.
    بل هو أسوأ حالًا من هؤلاء كلِّهم.
    وإذا تعيَّن على وليِّ الأمر منْع من لم يحسن التَّطبُّب من مداواة المَرْضى فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنة ولم يتفقَّه في الدِّين؟!
    وكان شيخنا [يعني ابن تيميَّة] رضى الله عنه شديد الإنكار على هؤلاء؛ فسمعته يقول: قال لي بعض هؤلاء: أَجُعِلْتَ محتسبًا على الفتوى؟!
    فقلتُ له: يكون على الخَبَّازين والطَّبَّاخين محتسبٌ، ولا يكون على الفتوى محتسبٌ؟!!". انتهى كلامه رحمه الله.

    فيا أيُّها (القاصُّ أوالداعية أو المحاضر أوالواعظ) بجهلٍ وتخليطٍ: مسؤوليَّتك كبيرةٌ؛ فإمَّا اعتدلت وإلَّا اعتزلت.

    أقف عند هذا مصلِّيًا ومسلِّما على النَّبيِّ الأمِّيِّ الأمين، وعلى آله وصحبه وتابعهم أجمعين إلى يوم الدِّين.

    ______________________________ __________________

    تنبيه: آثرت تعميم الخطاب دون ذكر الأشخاص خذرًا من الوقوع والانجرار فيما لا تحمد عقباه، فأرجو من الإخوة موافقتي على ذلك، وعدم سياق الحديث إلى بينيَّات الطَّريق.

  2. #2

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    جزاكم الله خيراً

    في حين نشكر لهؤلاء غيرتهم واندفاعهم في نصرة الدين، نرجو أن يتمثلوا مثل هذه النصائح....

    الوعاظ لهم حكايات طريفة، وكان بعض العلماء يشير إليها ليرتدعوا هم، أو من أراد سلوك سبيلهم...


    ـ حدثني أحد الشباب قال: ركبنا حافلة متجهة إلى مكة لأداء العمرة في رمضان.
    فقام أحد هؤلاء يشرح للركاب أحكام العمرة.
    فكان مما قاله: إذا انتهى المعتمر من الطواف يجب عليه أن يشرب من ماء زمزم !
    فاعترض عليه أحد الركاب قائلاً: يا شيخ سوف ندخل المسجد الحرام صائمين !
    قال ففكر قليلاً ثم قال: ولو أن تمسَّه بيدك !

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,901

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    بارك الله فيكم ياابا عمــــــر السمرقندي
    قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    الأخ ابن رجب ... وفقه الله
    هذا الاسم قديم..
    للرفع..
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    ...
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    240

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    بارك الله فيك شيحنا عدنان ..
    أحسنت أيما إحسان ..
    رزقك الله الجنان .
    وما عبَّرَ الإنسَانُ عن فضلِ نفْسِهِ ** بمثلِ اعتقادِ الفضلِ في كلِّ فاضلِ
    وليسَ من الإنصافِ أنْ يدفعَ الفتى ** يدَ النَّقصِ عنهُ بانتقاصِ الأفاضل !

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    آمين... وبارك الله فيك
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  8. #8

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    فقد استفاض تحذير السلف رضي الله تعالى عنهم عن جنسٍ من القُصَّاص برزوا في زمانهم (وأي شيءٍ كان زمانهم!) اشتغلوا بوعظ عامة الناس وتتوِيْبِهم، فنفع الله بهم نفعاً عظيماً في أماثل وطوائف من دهماء الناس والنساء والفسقة وأصحاب الجاه والمال وغيرهم ......... لكن... في مقابل ذلك كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون ببعض هؤلاء في قصصهم ووعظم؛ من جهة شدَّة أثرهم على النَّاس، وتذكيرهم إيَّاهم بالآخرة والصِّراط والحشْر، وحاجة النَّاس لمثل هذا، ممَّا لا ينكره منصفٌ.
    .
    [JUSTIFY]قلت في نفسي لعلي انتظر المشاركة القادمة التي وعد بها كاتب المقال .. لكن حيث لم تأت بما وعدت ولم أجد أحدا علق على كلامك وقد يكون عذر بعضهم أنه لم يقرأ الموضوع كاملا ... وهم معذورون في ذلك .. فقد وجب البيان .
    القصّاص - بارك الله فيك ياشيخ - الذين حذر منهم السلف وليس لنا أن نخالف طريقة السلف لجهل أو هوى في نفوسنا فنلتمس العذر لهم ونسلِّك طريقتهم أو نقبل حسناتهم ونتجاوز عن أخطائهم كما يقول بعضهم ليسوا هؤلاء الذين أشاد بهم السلف كما تزعم !.
    قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس :
    "والقصاص لا يذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) وقال : ( فاقصص القصص ) .
    وإنما ذم القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال ."
    فالقصاص الذين حذر منهم السلف لم يسموا قصاصا لأنهم يعظون ولا لأنهم يذكرون ما جاء في الكتاب أو السنة من القَصص الصحيح .. وإنما لأمر آخر .
    فهاهم أهل الحديث يقولون أحاديث فلان تشبه أحاديث القصاص وليس لها أصل و فلان اشتغل بترهات القصاص .وفلان كان ضعيفا يشبه القصاص , ولا تجالسوا القصاص وكان الأمراء يمنعون القصاص .
    وكان أهل الحديث أيضا يقولون في بعض المرويات هذا من وضع القصاص والله المستعان .
    وفي كتاب المجروحين النوع العشرون : قال أبو حاتم " ومنهم القصاص والسؤال الذين كانوا يضعون الحديث في قصصهم ويروونها عن الثقات، فكان يحمل المستمع منهم الشئ بعد الشئ على حسب التعجب "
    قلت ومن ذلك ماوقع للإمام أحمد وصاحبه ابن معين فقد صليا في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قائم فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طير منقاره من ذهب وريشه من مرجان * وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى إلى أحمد، فقال: أنت حدثت بهذا ؟ فقال: والله ما سمعت به قط إلا الساعة.
    قال: فسكتوا جميعا حتى فرغ من قصصه وأخذ قطاعه ، ثم قعد ينظر بقيتها، فقال له يحيى ابن معين بيده: أن تعال، فجاء متوهما لنوال غيره فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، قال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل.ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن كان لابد والكذب فعلى غيرنا، فقال له أنت يحيى بن معين ؟ قال: نعم قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما علمته إلا الساعة.فقال له يحيى: وكيف علمت أنى أحمق ؟ قال: كأن ليس في الدنيا يحيى وأحمد غيركما.كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا.
    قال: فوضع أحمد بن حنبل كمه على وجهه وقال: دعه يقوم، فقام كالمستهزئ بها.
    وكان حماد بن سلمة يقول: كنت أسمع أن القصاص لا يحفظون الحديث، فكنت أقلب الاحاديث على ثابت أجعل أنسا لابن أبي ليلى وبالعكس، أشوشها عليه، فيجئ بها على الاستواء.
    فأرجو أن تحرر المعنى - وإن كنت لم تحرر من قبل ما هو أعظم من هذا - قبل أن تحمل كلام السلف على غير محمله وحتى لا يأتي جاهل ويقول السلف لهم مسلك خاص مع القصاص يخالف ما يدعيه بعض أهل العصر فقد كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون بهم في قصصهم ووعظم ؛ بسبب أثر وعظهم على النَّاس ، وتذكيرهم بالآخرة والصِّراط والحشْر ... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
    [/JUSTIFY]

  9. #9

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    جزاك الله خيراً يا شيخ عدنان ، فقد أجدت وأفدت

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن السعدي مشاهدة المشاركة
    [JUSTIFY]قلت في نفسي لعلي انتظر المشاركة القادمة التي وعد بها كاتب المقال .. لكن حيث لم تأت بما وعدت ولم أجد أحدا علق على كلامك وقد يكون عذر بعضهم أنه لم يقرأ الموضوع كاملا ... وهم معذورون في ذلك .. فقد وجب البيان .
    القصّاص - بارك الله فيك ياشيخ - الذين حذر منهم السلف وليس لنا أن نخالف طريقة السلف لجهل أو هوى في نفوسنا فنلتمس العذر لهم ونسلِّك طريقتهم أو نقبل حسناتهم ونتجاوز عن أخطائهم كما يقول بعضهم ليسوا هؤلاء الذين أشاد بهم السلف كما تزعم !.
    قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس :
    "والقصاص لا يذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) وقال : ( فاقصص القصص ) .
    وإنما ذم القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال ."
    فالقصاص الذين حذر منهم السلف لم يسموا قصاصا لأنهم يعظون ولا لأنهم يذكرون ما جاء في الكتاب أو السنة من القَصص الصحيح .. وإنما لأمر آخر .
    فهاهم أهل الحديث يقولون أحاديث فلان تشبه أحاديث القصاص وليس لها أصل و فلان اشتغل بترهات القصاص .وفلان كان ضعيفا يشبه القصاص , ولا تجالسوا القصاص وكان الأمراء يمنعون القصاص .
    وكان أهل الحديث أيضا يقولون في بعض المرويات هذا من وضع القصاص والله المستعان .
    وفي كتاب المجروحين النوع العشرون : قال أبو حاتم " ومنهم القصاص والسؤال الذين كانوا يضعون الحديث في قصصهم ويروونها عن الثقات، فكان يحمل المستمع منهم الشئ بعد الشئ على حسب التعجب "
    قلت ومن ذلك ماوقع للإمام أحمد وصاحبه ابن معين فقد صليا في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قائم فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طير منقاره من ذهب وريشه من مرجان * وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى إلى أحمد، فقال: أنت حدثت بهذا ؟ فقال: والله ما سمعت به قط إلا الساعة.
    قال: فسكتوا جميعا حتى فرغ من قصصه وأخذ قطاعه ، ثم قعد ينظر بقيتها، فقال له يحيى ابن معين بيده: أن تعال، فجاء متوهما لنوال غيره فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، قال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل.ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن كان لابد والكذب فعلى غيرنا، فقال له أنت يحيى بن معين ؟ قال: نعم قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما علمته إلا الساعة.فقال له يحيى: وكيف علمت أنى أحمق ؟ قال: كأن ليس في الدنيا يحيى وأحمد غيركما.كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا.
    قال: فوضع أحمد بن حنبل كمه على وجهه وقال: دعه يقوم، فقام كالمستهزئ بها.
    وكان حماد بن سلمة يقول: كنت أسمع أن القصاص لا يحفظون الحديث، فكنت أقلب الاحاديث على ثابت أجعل أنسا لابن أبي ليلى وبالعكس، أشوشها عليه، فيجئ بها على الاستواء.
    فأرجو أن تحرر المعنى - وإن كنت لم تحرر من قبل ما هو أعظم من هذا - قبل أن تحمل كلام السلف على غير محمله وحتى لا يأتي جاهل ويقول السلف لهم مسلك خاص مع القصاص يخالف ما يدعيه بعض أهل العصر فقد كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون بهم في قصصهم ووعظم ؛ بسبب أثر وعظهم على النَّاس ، وتذكيرهم بالآخرة والصِّراط والحشْر ... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
    [/JUSTIFY]

    لا أدري علي أيِّ شيء تعلِّق!
    يبدو أنك أنتَ الذي لم تقرأ، أو أنك قرأتَ كلامَ الشيخ عدنان بخلفيَّة معيَّنة
    راجع المقال، وأفدني وفقك الله بالفرق بين تقريرك وما نقلتَه عن ابن الجوزي؛ وتقرير الشيخ الفاضل عدنان

    ثم أفدني أين ذكر الشيخ عدنان أنه سيكمل البحثَ في مشاركة لاحقة؟
    ألم يختم مقالَه بالصلاة والتسليم على نبيِّنا عليه أفضل الصلاة والسلام!

    لا تعقِّب لأجل التعقيب، ولكن تأمل وأحسن النية وفقك الله لمرضاته، فغالب طلاب العلم يتابعون
    ويميزون الغثَّ من السمين.

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    41

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    أظنُّ أن من الأمور التي ساعدت ظهور القُصَّاصِ أشياءَ :
    1) الخوض فيما يريدُه العامةُ ، كالحديثِ في الأمور الملفتةِ لانتباه عامةِ الناسِ .
    يُنتجُ :
    2) تزكية الأشياخِ لإنتاجِ القُصاصِ ، و ليسَ تزكيةَ القصاصِ أنفسهم ، فلا يدرك العامةُ الفرقَ ، و قد يكونُ الأشياخ في غَيبةٍ عن الفرقِ .
    3) ميلُ بعض المعروفين بالعلم إلى الطرْحِ القصصي ، و هنا تنقلبُ الموازين .

    و أغلبُ الأطروحات قصصية ، لا تنتهضُ بفكرٍ ، و لا ترتقي لبناءٍ ، و إنما استجلابُ عاطفةٍ ، و استدعاء عاصفة .

  12. #12

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    والمنقول عنهم في هذا كثيرٌ سيأتي نقله عنهم إن شاء الله في مشاركةٍ تاليةٍ بحوله وقوَّته.
    بالفعل يظهر أن أحدنا لم يقرأ .......

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    لكن... في مقابل ذلك كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون ببعض هؤلاء في قصصهم ووعظم؛ من جهة شدَّة أثرهم على النَّاس، وتذكيرهم إيَّاهم بالآخرة والصِّراط والحشْر، وحاجة النَّاس لمثل هذا، ممَّا لا ينكره منصفٌ.
    أنا لا أقول بهذا فاختلف التقريران ... فأقول بقولك أرجو أن تقرأ أولا ولا تعلق لمجرد التعليق وأحسن النية وفقك الله لمرضاته، فغالب طلاب العلم يتابعون ! كما أنه يتوقع من المشرفين ما لا يتوقع من الآخرين ولو أنك تركت المجال للشخص المعني بكلامي لكان أنفع لك

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن السعدي مشاهدة المشاركة
    [JUSTIFY]
    قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس :
    "والقصاص لا يذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) وقال : ( فاقصص القصص ) .
    وإنما ذم القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال ."
    فالقصاص الذين حذر منهم السلف لم يسموا قصاصا لأنهم يعظون ولا لأنهم يذكرون ما جاء في الكتاب أو السنة من القَصص الصحيح .. وإنما لأمر آخر .
    [/JUSTIFY]

    عذراً، لم أتنبه لما وعد به الشيخ
    والأمر يسير في التقرير الذي رأيتَه، لكن هل لك أن تفيدني بالفرق بين كلام الشيخ عدنان وكلام ابن الجوزي وما تبعه من تعقيب لك في الاقتباس السابق؟

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    الشيخ الفاضل عبدالله الحمادي.. بارك الله فيكم وجزاكم خيرًا

    وللمشغِّب: عذري أنَّه ما سنح لي وقت للكتابة، وبس، والعجلة من الشَّيطان، ولستَ من تحدِّد وقت المشاركة التالية، ولم يمنعك أحد من بيان ما لديك ممَّا تسمِّيه بيانًا وتحريرًا...
    هل شفى الله غليلك؟
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    الأخ الفاضل.. ذو المعالي .. وفقه الله
    جزيت خيرًا
    وما ذكرته من سبب كثرتهم صحيحٌ ولعلِّي أزيدك من كلام ابن الجوزي ما يؤكِّده
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    مع وضوح مقالي وبيانه لكن فهم بعض الناس خطأً -وهذه سُنَّةٌ قديمةٌ- أنِّي نقلتُ عن السَّلف تحذيرهم من القُصَّاص لأجل أنَّهم يعظون ويذكِّرون و... الخ، ولا أدري من أين له ذلك؟!
    ثم جعل يبيِّن أنَّ تحذير السَّلف لم يقع على هؤلاء إلَّا لأجل ذكر ترَّهات القصص والأحاديث الموضوعة و... الخ.
    من الكلام المكرور الذي قلتُه قبله بأسلوب آخر، فكان كما قيل لرجل: موسى الحاج، فقال: كلا.. بل الحاج موسى!
    ولو تأنَّى -هذا المتتبِّع بلا جدوى- وتمهَّل وحاول أن يفهم كلامي واجتهد في إعمال ذهنه في ذلك لرأى أنِّي قد قلتُ في ثالث سطر من مقالتي:
    "نعم .. لكن ذلك لم يمنع السلف من التحذير من أخطائهم وزجرهم ، ثم التنفير عنهم.
    ذلك لما وقع في كثيرٍ منهم من خروجٍ عن جادة العلم والهدي الصحيح في الوعظ (القص على الناس)؛ كالاستهانة بأحاديث رسول الله ، بذكر مالا يُعرف صحَّتها منها من ضعيفها، أوالتهوين في بعض المعاصي أوالتهرُّب من الإنكار عليها؛ لاستمالة الناس عما هو أعظم منها –زعموا-!
    ثم ما قد يتبع ذلك من توابع مفسدة للقلوب والبواطن من تسلُّط (شهوة الرِّئاسة وحبِّ الظهور) على بعض هؤلاء المساكين، والترفُّع عن الحقِّ، وعدم التذلُّلِ لطلبه من أهله.
    • وقد كان لهذه الشهوة العارمة (شهوة الظهور) توابع خطيرة أفسدت فضيلة القاصَّ وأثره، من تجرُّؤٍ على الفُتْيَا فيما لا يحسن، بل الخوض في كلِّ ما لا يحسنه أمثاله ممَّن هم عامَّةٌ عند أهل التَّحقيق والمعرفة بالعلم الصَّحيح، والتَّهوين من أمر العِلْم وأهله، والعقيدة، والفقه والحديث... إلى غير ذلك من توابع فاسدة.
    لكن... في مقابل ذلك كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون ((ببعض هؤلاء)) في قصصهم ووعظهم؛ من جهة شدَّة أثرهم على النَّاس، وتذكيرهم إيَّاهم بالآخرة والصِّراط والحشْر، وحاجة النَّاس لمثل هذا، ممَّا لا ينكره منصفٌ.
    ومع هذا كلِّه... فلم يحسن السكوت عن بعض هؤلاء الذين يتعدُّون ما يحسنون إلى مالا يحسنون" انتهى بياني السَّابق غفر الله لي ورحمني وكف عن أذى من لا يفهم!
    فماذا صنَع هذا المتتبِّع -صرفه الله إلى ما فيه صلاح أمره- بعد كل هذا البيان الذي ذكرته =لا شيء! إلَّا كما قال الأول:
    أقام يُجهِدُ أياماً قريحَتَهُ وفسَّر الماءَ بعد الجَهْدِ بالماءِ
    وأنا عند وعدي بنقل النُّقول في التَّحذير من هؤلاء القُصَّاص، لكن عسى فرجٌ من الله يأتي بفسح الوقت.
    وكن انظروا إلى هذا التَّخليط عند من لا يتأنَّى:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن السعدي مشاهدة المشاركة
    [JUSTIFY]وإنما ذم القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال ."
    فالقصاص الذين حذر منهم السلف لم يسموا قصاصا لأنهم يعظون ولا لأنهم يذكرون ما جاء في الكتاب أو السنة من القَصص الصحيح .. وإنما لأمر آخر....
    فأرجو أن تحرر المعنى - وإن كنت لم تحرر من قبل ما هو أعظم من هذا - قبل أن تحمل كلام السلف على غير محمله وحتى لا يأتي جاهل ويقول السلف لهم مسلك خاص مع القصاص يخالف ما يدعيه بعض أهل العصر فقد كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون بهم في قصصهم ووعظم ؛ بسبب أثر وعظهم على النَّاس ، وتذكيرهم بالآخرة والصِّراط والحشْر ... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
    [/JUSTIFY]
    ولو عجَّلتُ بشيءٍ منه الآن، فإليكم كلام ابن الجوزي الذي نقل شيئًا منه ذاك الرجل وبتر منه ما يريد على حسب فهمه وهواه الذي حذَّر منه =حتَّى تقارنوا بين ما حرَّرته وبين ما خلط فيه هذا المشغِّب.
    يقول ابن الجوزي في تلبيس إبليس في نفس الموضع (150) عن تلبيس الشَّيطان على بعض من يزهِّدون في الحضور عند القُصَّاص والمذِّكرين، وما أشبه اللَّيلة بالبارحة: "ومن تلبيسه عليهم أنْ يحسن لهم ازدراء الوعَّاظ، ويمنعهم من الحضور عندهم، فيقولون: من هؤلاء؟! قصاص؟! ومراد الشَّيطان أنْ لا يحضروا في موضع يلينُ فيه القلب، ويخشع.
    والقصاص لا يذمون من حيث هذا الاسم؛ لأن الله عزَّ وجل قال: (نحن نقص عليك أحسن القصص) وقال: (فاقصص القصص).
    وإنما ذُمَّ القُصَّاص لأنَّ الغالب منهم الاتساع بذكر القصص، دون ذكر العلم المفيد، ثم غالبهم يخلط فيما يورده، وربما اعتمد على ما أكثره محال، فأمَّا إذا كان القصص صِدْقا ويوجب وعظا فهو ممدوحٌ.
    وقد كان أحمد بن حنبل يقول: ما أحوج النَّاس إلى قاص صدوق...". انتهى المقصود منه.
    وسأكتفي بهذا الآن عسى الله أن يكون في الوقت فسحة لنقل المزيد المفيد فيه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن السعدي مشاهدة المشاركة
    [JUSTIFY]قلت ومن ذلك ماوقع للإمام أحمد وصاحبه ابن معين فقد صليا في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قائم فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طير منقاره من ذهب وريشه من مرجان * وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى إلى أحمد، فقال: أنت حدثت بهذا ؟ فقال: والله ما سمعت به قط إلا الساعة... الخ[/JUSTIFY]
    عجبًا! هذه القِصَّة نفسها مكذوبةٌ!! فليحرِّر -المتتبِّع المشغِّب- الزَّاعم للتَّحرير قبل الاستدلال بالقصص المكذوبة حتَّى لا يكون كالقُصَّاص الذين لا يتوقَّون صحيح القصص من مكذوبها وغلطها، فيقع فيما يحذِّر النَّاس منه، وكما قال أحمد: ما أحوجنا إلى قاصٍّ صدوق! ومن نقل الكذب دون تحرٍّ فله منه نصيب.
    ولعلِّي أبيِّن كذبها في تعقيبٍ تالٍ إن شاء الله.
    الأخ المبارك... أسامة بن الزَّهراء ... وفقه الله
    جزاك الله خيرًا وبارك فيك ولم أرَ تعقيبك فاعذرني
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  17. #17

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    هذه القِصَّة نفسها مكذوبةٌ!!
    بارك الله فيك ، وهذه فائدة استفدتها الآن
    وننتظر المزيد
    محبك

  18. #18

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    جزاك الله خيرا
    قال حماد بن زيد سمعت أيوب: يقول ما أمات العلم إلا القصاص إن الرجل ليجلس إلى القاص برهة من دهره فلا يتعلق منه بشيء وإنه ليجلس إلى الرجل العالم الساعة فما يقوم حتى يفيد منه شيئا .
    وقال شعبة : إنا لا نحدث القصاص قيل له لم يا أبا بسطام قال : يأخذون الحديث منا شبرا فيجعلونه ذراعا .
    الجامع لأخلاق الراوي (2|165)

  19. #19

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    [JUSTIFY]أولا : أرجو أن تترفع ياشيخ عدنان عن الألفاظ التي لا تليق بطالب علم فضلا عن الشيخ ..
    ثانيا : لماذا لا تقر بالخطأ وتتركك وغيرك من اتهام النيات ...
    ثالثا : أنت تحاول أن تبين أن قولي في المسألة هو قولك وأنّا لك ذلك وأنت تقول في دفاعك عن عمرو خالد هنا:[/JUSTIFY]
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6374
    ويُنظر في هذا الموضوع لإنصاف هؤلاء:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6229
    فتحيل القراء على مقالك هذا ..
    رابعا وأخيرا : أرجو أن تختصر في نقاشك وتدع المطولات فالحق أبلج والباطل لجلج !

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: الإنكار على بعض قصَّاص العصر!

    هوَّن عليك يا أخي وبرِّد على قلبك.
    أنت تشغِّب عليَّ وعلى غيري -في غير موضوعٍ- بما ذكرتُ مثله أوأحسن من البيان، وتحمِّل كلامي ما لا يحتمل، ووصفتك بهذا، وهذا بيِّن من كلامي وكلامك، والإخوة يعقلون موارد الكلام والحمدلله، فاستغث بالله إن رأيت الباطل قد انتشر على الإخوة كلِّهم، والحق قد انحصر في كلامك، ثمَّ إنِّي ما قلتُ شيئًا يجب على طالب العلم -فضلاً عن الشَّيخ- أن يترفَّع عنه، إلَّا أن يكون من هذا الضَّرب من التُّهم التي ابتلي بها مثلك:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن السعدي مشاهدة المشاركة
    [JUSTIFY]وليس لنا أن نخالف طريقة السلف لجهل أو هوى في نفوسنا فنلتمس العذر لهم ونسلِّك طريقتهم أو نقبل حسناتهم ونتجاوز عن أخطائهم كما يقول بعضهم ليسوا هؤلاء الذين أشاد بهم السلف كما تزعم ![/JUSTIFY]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن السعدي مشاهدة المشاركة
    [JUSTIFY]فأرجو أن تحرر المعنى - وإن كنت لم تحرر من قبل ما هو أعظم من هذا - قبل أن تحمل كلام السلف على غير محمله[/JUSTIFY]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن السعدي مشاهدة المشاركة
    [JUSTIFY]وحتى لا يأتي جاهل ويقول السلف لهم مسلك خاص مع القصاص يخالف ما يدعيه بعض أهل العصر فقد كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون بهم في قصصهم ووعظم[/JUSTIFY]
    وأمَّا ما زعمتَه من وجوب تراجعي عن الباطل والرجوع إلى الحق، فلا أعلمُ إلَّا أنَّ الحقَّ الذي ذكرتُه هو الأبلج والباطل الذي خلطتَّه أنت هو اللَّجلج.
    ولستُ -كما تقول- أحاول أن أبيِّن أنَّ الحقَّ الذي ذكرتَه أنتَ هو ما أريدُه؟! بل العكس، فالذي سبقتك به في هذا الموضوع وغيره هو الحقُّ، والذي فهمتُه على مسلك السَّلف ونقولهم التالية إن شاء الله، لا على الدعوى الباطلة والتطرُّف الذي فهمتَه أنت وظننت أنِّي أوافقك عليه!
    وأمَّا عمرو خالد فلا أدري لم حشرته ههنا وأنا قد ذكرتُ أنِّي لا أسمِّي أحدًا ولا أحبُّ ذلك.
    وأمَّا في ذاك الموضوع فأنا أرى -كما قلتُ ههنا- أنَّ القاصَّ لا يجب حين يقصُّ على النَّاس أن يكون عالمًا، بل يتكلَّم بما يحسن فقط، ويجب أن يؤخذ على يده إذا تجاوز ما لا ينبغي له تجاوزه، وأن يرجع لأهل العلم، وأن يكمم فاه بما لا يحسن، وأن يبيِّن تراجعه عن خطئه وتخليطه، وينبغي إن أبى أن يحذَّر منه، عمرو خالد أوغيره، وإن كنتُ أرى أنَّ سلوك طريق الكلمة الطَّيبة والنَّصيحة اللِّيِّنة مع هؤلاء أجدى وأنفع وأسبق من الفضيحة والحجر عليه.
    فماذا تريد منِّي يا أخي بعد كلِّ هذا؟
    ووالله لو أعلم فيما ذكرته من التَّخليط حقًّا لرجعتُ إليه، عجبًا لك!
    حمَّلت كلام السَّلف على مرادك المتطرِّف في التَّعامل مع النَّاس، وبترت كلام ابن الجوزي وأخذت منه ما تهوى، وذكرت خبرًا موضوعًا، واتَّهمتني بتهمٍ باطلةٍ، ولجلجت بكلامٍ طويل =فلمَّا رددت عليك بفوائد عتبتَ عليَّ التَّطويل، ما أبعدك والله عن الإنصاف والعدل، وكلَّما تكلَّم أحدنا عن منهج السَّلف في كذا أخذتك الحميَّة جهلاً ورددتم بأنَّ هذا مخالفٌ لمنهجهم.
    وأخيرًا.. لستُ موافقًا على نقاش مثلك ما دمت تعقِّب بهذه الطَّريقة وبهذه الألفاظ، فلك أن تخرج عن موضوعي -رجاءً- وتترك التَّشغيب؛ حتى أكمل فوائده ولا أتحمَّل تبعة إغلاقه بالانشغال بأمثالك.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •