لو كل واحد رجع لفهمه دون كلام العلماء
وعندما رأى كلام العلماء المعاصرين يتعارض في عقله مع كلام العلماء القدامى الذين ما تلقى المعاصرين العلم إلا من كتبهم
لو كل واحد وقع في ذلك فضرب بكلام العلماء المعاصرين عُرضَ الحائط اعتماداً على فهمه لكلام القدامى دون أن يقول " أتوقف حتى أعرض الأمر على العلماء المعاصرين لأرى رأيهم هل يردون كلام السابقين أم لهم توجيه له غير ما فهمتُ "
فلا تعجب بعد ذلك أن نرى أفكار شاذة
فإن أول ما سمعته في مجال العلوم الشرعية أنه كما أن المرء لا يكون فقيهاً في القانون بقراءة مجموعة من كتب القانون إلا بعد أن يُجاز من فقهاء القانون " بشهادة الليسانس من كليات الحقوق والشريعة والقانون "
فكذلك - ومن باب أولى - ليس كل من فتح كتب العلماء وأتى منها بنصوص وأتى منها بأقوال تؤيد فهمه للنصوص صار قادراً على فهم مراد الشرع
ولو أن العاميّ سأل العالم ما دليلك في حكم كذا ؟ فسيقول له العالم: المصالح المرسلة وقول الصحابي والاستحسان
فسيقول له العامي: اشرح لي كل كلمة قلتها لأني لن أفهم شئ
فسيتحول مجلس الإفتاء إلى مجلس تعليم مما يُخل بفكرة تمييز مجالس الإفتاء عن مجلس التعليم
ثم لماذا تجاهلت قولي لك :
إن كنت لا ترضى بفهم ابن العثيمين والفوزان
فأنا هنا أتيتك بكلام دار الإفتاء المصرية واللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية
فهاتين أكبر مؤسستين في العالم الإسلامي يُرجَع لهما في القضايا الشرعية
ولم أسمع منذ أن وُلِدتُ أن أحداً أراد تعلم العلوم الشرعية إلا وذهب لأحد الجهتين: إما السعودية وإما الأزهر
وقد نقلت لك قول كبار علماء السعودية وكبار علماء الأزهر
فمن حضرتك حتى تخرج على كل هؤلاء الكبار وتتسلق عليهم لتقرأ كتب العلماء القدامى وكأنك تدعي جهل علماء هاتين المؤسستين بما ورد فيهما ؟؟
واسمح لي - ولا تقول سامحك الله فأنا لا أنسب لك هذا الكلام بل أقرر قاعدة - ليس كل من تخرج من كلية شرعية صالح للإفتاء أو بناء القواعد والنظريات
فالكليات الشرعية شأنها شأن الكليات الدنيوية
فكلية الهندسة يخرج منها مهندس شاطر ومهندس خائب
وكلية الطب يخرج منها طبيب ناجح وطبيب فاشل
وكذا الكليات الشرعية
فعيب عليك أن تضرب بالرابطين اللذين وضعتهما لك - في السعودية والأزهر - عرض الحائط وتدعي أنك أعلم منهم في مسألة من أهم مسائل أصول الفقه