تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كلمتي التي تعرفت بها على فضيلة الشيخ بدران العياري

  1. #1

    افتراضي كلمتي التي تعرفت بها على فضيلة الشيخ بدران العياري

    هذه الكلمة ألقيتها في عرس بنت الشيخ حامد أبي نوران وقد وصفها الشيخ بدران حفظه الله بالكلمة الساخنة وبعد انتهاء العرس دعاني وتبادلت مع فضيلته أطراف الحديث وشرفني الشيخ بوضع رقم هاتفي في محموله، والآن مع كملة العرس مع زيادات ..
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين قدوتنا ومعلمنا محمد بن عبد Q وعلى آله وصحبه والتابعين. وبعد :
    أحبتي في Q ،، أستهل هذا الحديث بتباريكي ودعائي لعروس حفلنا ... وخيرُ دعاء دعاءُ النبي e الذي أخرجه الترمذي وغيره من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ e كَانَ إِذَا رَفَّأَ ([1])الْإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي الْخَيْرِ

    قال الحافظ في البلوغ: صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ. ا.هـ ووافقهم الألباني .

    أما بعد ،،
    اعلموا رحمني Q وإياكم أن Q تعالى ما خلق الناس إلا لغاية واحدة ليس لها ثان، خلقنا لنعرف حقه، ونعبدَه وحدَه ، ونذرَ ما يعبد الناس من دونه ، قال تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
    وقال جل ذكره:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}
    فتضمنت هاتان الآيتان أنه سبحانه إنما خلق الخلق ليُعرف بأسمائه وصفاته ويعبدَ وحدَه لذاته.
    وهذا المعنى لو لاحظناه في كل مظهر من مظاهر حياتنا لخرجنا بعلم زاخر وحظ وافر
    لو لاحظ الناس هذا المعنى بقلوبهم ما تقاتلوا ولا تنافسوا ولا تدابروا إلى آخر أنواع هذه الصراعات الإنسانية التي تفجرت بتفجر تاريخ البشرية

    فلو نظرنا مثلا إلى النكاح جملة، ذلك المظهرُ الحياتي الذي ينظر إليه أكثر الناس على أنه مجرد تحصيلِ متعة أو تحقيقِ لذة؛ واستصحبنا المعنى الملاحظ من الآيتين السابقتين لعلمنا حقيقة الزواج والغايةَ منه.
    ولن أذهب بعيدا إلى عوام الناس -وإن كنا منهم- ولكني سأتنزل في الحديث وأعتبر أننا من الخاصة أو بالمعنى الشائع من الملتزمين وذلك لأحقق المراد
    ? أقول: إن الآلاف من الإخوة والأخوات يتزوجون، فأخبروني كم رجلا أو امرأة أتقن فقه الطهارة أو اطلع على فقه الحيض أو نظر في فقه النكاح والطلاق ؟ الإجابة تأتي مخزية
    ولكن ،، لو نظرنا إلى تحضيرات الزواج وقارنها بما ذكرتُ لخرجنا بنتيجة مفزعة تكذب دعوانا أن نكاحنا لله تعالى.
    فمثلا تجد الأخت تجتهد في شراء مختلِف أصناف العطور، وأجمل أنواع الثياب وهي لا تحسن الطُّهورَ النبوي لجنابتها ولا لحيضتها.
    ? ولو أعمقنا النظر أكثر من ذلك فنظرنا إلى خَصِيصَةِ الزواج "الوطء" واستصحبنا معنى قوله تعالى الذي في الآيتين اللتين صدرنا بهما الخطاب؛ لتبين لنا أن Q تعلى ما أودع هذه الشهوة بين جنبي الإنسان إلا تحقيقا لهذه الغاية الفريدة !. كيف ذلك ؟
    نعلم أن الإنسان خلق ضعيفا لا يتمالك وهذا بنص كتاب Qتعالى

    { يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا }

    وكما جاء في حديث أَنَسٍt عند مسلم مرفوعا : " لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ يَنْظُرُ مَا هُوَ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لَا يَتَمَالَكُ .
    فلا يقدر الإنسان -وهو موصوف بهذه الصفة- على تحقيق تلك الغاية التي خلق لها ؛ فخلق Q له بحكمته ما يعينه على توحيده وطاعته ، ومما خلق Q له ليقوى على عبادته .. الوطءُ ! أجل الوطء ؟ لا تندهشوا.
    يقولُ ابنُ القيم : في الفوائد : وللشهوة حد وهو : راحة القلبِ والعقلِ من كدِّ الطاعة واكتسابِ الفضائل، والاستعانةُ بقضائها على ذلك. ا.هـ
    ويمكن أن نصور هذا الأمر بجلاءٍ أكثرَ فنقول : لو بقي الإنسان طَوال عُمُرِه قائما يتعبد لله -وهو حق Q عليه مع ضعفه ذلك ما أطاق هذا ولفتر ولربما كفر، فخلق Q له من مختلِف الملذات والمتع ما يُرَوِّحُ بها عن قلبه وجسده؛ ليجدد طاعته، ويستأنف عبادته.
    ومن لطيف الاستدلال ما ظهر لي من مقارنة النبي e بين النكاح والصلاة في حديث أَنَسٍ t مرفوعا: حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ "

    قال الحافظ في التلخيص: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَزَادَ فِي أَوَّلِهِ : " إنَّمَا " ووافقه الألباني

    فإن صح النظر فإنه يدل على ارتباط النكاح بالعبادة ارتباطَ الاستراحة بركعات القيام، لكن انتبهْ إلى دلالات الألفاظ. ثم قَارِنْ بين دلالتي قوله e "حُبِّب" و قوله"قُرَّة" فالأخيرة أعلى وأبلغ ؛ فليس كل محبوب تقر به العين، وإنما تقر العين بأعلى محبوباتها ؛ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ e كَانَ حُبُّهُ خالصا خَاصًّا بِمَوْلَاهُ. وأن المقصد من حبه للنكاح ما قد ذكرناه سالفا .
    ويستأنس لذلك بما رواه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس وغيرُه عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : قَالَ : " مَكْتُوبٌ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ : حَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لا يَغْفَلَ عَنْ أَرْبَعِ سَاعَاتٍ :
    سَاعَةٍ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهِ،
    وَسَاعَةٍ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ،
    وَسَاعَةٍ يَخْلُو فِيهَا مَعَ إِخْوَانِهِ الَّذِينَ يُخْبِرُونَهُ بِعُيُوبِهِ وَيَصْدُقُونَهُ عَنْ نَفْسِهِ،
    وَسَاعَةٍ [يُخَلِّي] فِيهَا بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّاتِهَا، فِيمَا يَحِلُّ وَيُحْمَدُ، فَإِنَّ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَوْنًا عَلَى تِلْكَ السَّاعَاتِ، وَإِجْمَامًا لِلْقُلُوبِ ..."
    فلولا تلك الغاية وأمثالها من الغايات النبيلة لاستحال الزواج لعنةً؛ لمفهوم حديث أبي هريرة t مرفوعا: أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ

    أخرجه الترمذي وقال حديث حسن وأقره النووي والعراقي والألباني

    ويقول شيخ الإسلام في مجموعه:فَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا لِغَيْرِ اللَّهِ فَالضَّرَرُ حَاصِلٌ لَهُ إنْ وُجِدَ ؛ أَوْ فُقِدَ ؛ فَإِنْ فُقِدَ عُذِّبَ بِالْفِرَاقِ وَتَأَلَّمَ ؛ وَإِنْ وُجِدَ فَإِنَّهُ يَحْصُلُ لَهُ مِنْ الْأَلَمِ أَكْثَرَ مِمَّا يَحْصُلُ لَهُ مِنْ اللَّذَّةِ ؛ وَهَذَا أَمْرٌ مَعْلُومٌ بِالِاعْتِبَارِ وَالِاسْتِقْرَا ءِ ؛ وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا دُونَ اللَّهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَإِنَّ مَضَرَّتَهُ أَكْثَرُ مِنْ مَنْفَعَتِهِ ؛ فَصَارَتْ الْمَخْلُوقَاتُ وَبَالًا عَلَيْهِ إلَّا مَا كَانَ لِلَّهِ وَفِي اللَّهِ ؛ فَإِنَّهُ كَمَالٌ وَجَمَالٌ لِلْعَبْدِ.
    إخواني ،، هذه دعوة إلى تخليص النيات وتصحيح المسارات
    ? أخيرا أوصي عروسنا بوصية في صورة حديث يرويه لنا جابر t في حديث عائشة لما حاضت أيام الحج فلم تتمتع بعمرة مستقلة فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَنْطَلِقُونَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وَأَنْطَلِقُ بِحَجٍّ، فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا إِلَى التَّنْعِيمِ، فَاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الْحَجِّ " قَالَ جابر: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ eرَجُلًا سَهْلًا إِذَا هَوِيَتْ الشَّيْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ

    أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له

    وكذا أوصي زوجه المصون بوصية في صورة آية، يقول تعالى:

    {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

    فالزوج بطبيعته متحرك يتعب ويدأب طوال النهار وأنتِ خلقت ليسكن إليك فيستريحَ من عناء الدنيا، وقد هيئت لذلك، ليعاود الكرة مرة أخرى، فإذا لم تقومي بدور السكن ظل الرجل متحركا مترددا كلَّ وقته ؛ مما يصيبه بالاضطراب وفِقدانِ الأعصاب فتختلَ حياتُكما ويفضيَ الأمر إلى المكروه.

    ثم أوجه وصيتي ونصيحتي لي وللحاضرين جميعا ، فأقول: اعلموا أن العَلاقة بين الرجل والمرأة علاقةٌ تكاملية لا تبادلية
    فالرجل يكمل المرأة ، والمرأة تكمله، أما أن يتبادلا الأدوارَ؛ تأخذ مكانه فتعملُ وتقودُ، ويأخذُ مكانها فيسمع لها وينقاد، فهذا أمر لا يعرفه الإسلام إلا ضرورة أو في حدود ضيقة ومحددة، وهذا ما أصاب الحياةَ الأسْرية اليومَ بالخلل والاضطراب ؛ لخروجها عن النظام الذي اراده Q لها:

    ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير

    فالرجل أشبه بالسكين والمرأة أشبه بالعجين ، فالسكين مهيأ للقطع، والعجين مهيأ للمضغ، فإذا مضغنا السكين انجرح العضو، وإذا قطعنا بالعجين بؤنا بالفشل.
    أكتفي بهذا القدر وجزاكم الله خيرا

    ([1]) هنأه ودعا له

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: كلمتي التي تعرفت بها على فضيلة الشيخ بدران العياري

    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. افتراضي رد: كلمتي التي تعرفت بها على فضيلة الشيخ بدران العياري

    بارك الله فيك شيخ إشراف.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •