تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لنستقبل رمضان بتوبة نصوح للشيخ أبي إسحاق الحويني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    Arrow لنستقبل رمضان بتوبة نصوح للشيخ أبي إسحاق الحويني

    لنستقبل رمضان بتوبة نصوح للشيخ أبي إسحاق الحويني
    إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
    أَمَّا بَعــــــد.
    فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِل بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار ، الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد ، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد

    إن الله تبارك وتعالى قال: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر:53) ( ومعنى أسرفوا) أي تجاوزوا الحد لم يتركوا سيئةً إلا فعلوها ,و قال الله _عز وجل_: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا مهما كان ذنبك مهما عظم شيء و رحمة الله وسعت كل شيء ولذلك يقول تعالي: ﴿إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ( يوسف:87 ).
    إِن رَحْمَة الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَي أَعْظَم مِن ذُنُوْب الْعِبَاد جَمِيْعا: لأن الله عز وجل قال:"عَبْدِي لَو أَتَيْتَنِي بِقُرَاب الْأَرْض خَطَايَا أَتَيْتُك بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة وَلَا أُبَالِي "لا أبالي لأن الله عز وجل لا يسأله أحدٌ عما يفعل﴿ لَا يُسْئَل عَمَّا يَفْعَل وَهُم يُسْأَلُوْنوقال تعالي ﴿ وِلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا لأن الله عز وجل يحكم مايريد لا معقب لحكمه.
    قَرِيْح ُ الْقَلْب مِن وَجَع الْذُّنُوبِ
    نُحِيلُ الْجِسْمِ يَشْهَق بِالْنَّحِيْبِ
    أضرَّ بِجِسْمِه سَهرُ الْلَّيَالِي
    فَصَار الْجِسْم ُ مِنْه كَالْقَضِيبِ

    تأمل هذا الحديث وسأذكر لك معناه. الله عز وجل قال:" عبدي لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا أتيتك بقٌرابها مغفرةً ولا أبالي " "بقُرابِ الأرض خطايا" أي ما هناك موضع على ظهر الأرض إلا عصيت الله فيه ، أين هذا العبد الذي في كل شبر يثبت معصية ؟.
    أَخْطَر شَيْء عَلَى الْعَبْد الْشِّرْك :أن يكفر بالله تبارك وتعالي ، لأن الكفر هو السيئة الوحيدة التي لا تُبقي حسنة تأكل كل الحسنات ، قال تعالي: ﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( البقرة:81 ).ولا توجد سيئة تحيط بالعبد إحاطة كاملة حتى تهلكه إلا الشرك .
    وَعد الْلَّه عَز وَجَل لِمَن تَرَك الْشِرْك ؟وقد وعدنا الله عز وجل أننا إذا تجنبنا هذا الشرك فكل ذنب يُمكن أن يغفره الله عز وجل ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ( النساء:48) .فالشرك حلُّه الوحيد أن يرجع عن الشرك ، بعد ذلك كل ذنب يُمكن أن يتداركه المرء .
    تَغَيَّر لَوْنَه خَوْفٌ شَدِيْدٌ
    لمَا يُلْقَاهُ مِن طُولِ الْكُرُوْبِ

    وقد قال النبي كما في حديث بن عمر وهو عند الترمذي وحسنه" تُقَبِّل تَوْبَة الْعَبْد مَا لَم يُغَرْغِر " (الغرغرة )هي خروج الروح ومعاينة الملائكة
    مَن الَّذِيْن تُقْبَل تَوْبَتُهُم؟كل من تاب قبل الغرغرة فقد تاب من قريب كماقال تعالي: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ( النساء:17) ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ أي حق على الله عز وجل أن يقبل توبة من يتوب ويرجع إليه. ﴿لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ) قوله تعالى ﴿بِجَهَالَةٍ ليس معني ذلك أنه يجهل أن هذا حرام إنما الجهالة هنا ,بطيش وبخفة عقل .
    مَا عَصَى الْلَّه إِنْسَان إِلَا جَاهِل بِمَقَام رَبِّه تَبَارَك: ليس جاهل بالمعصية ، لكنه جاهل بمقام ربه تبارك وتعالي ، لأن أغلب العباد وهم يُقدمون علي المعصية يعلمون أنها معصية فالذي يقتل لا يخفى عليه أن القتل حرام ،و الذي يزني لا يخفي عليه أن الزنا حرام الذي يشرب الخمر ، الذي يسرق ، الذي يقذف المحصنات الغافلات المؤمنات الذي يشهد شهادة الزور ، هؤلاء ، يعلمون أنه حرام , لأنه لو راقب مقام ربه لما جَرُأَ قلبه على أن يقف في مشهد العصيان .
    يُنَادِي بِالْتَّضَرُّع يَا إِلَهِي
    أَقِل عَثْرَتِي وَاسْتُر ذُنُوْبِي

    وكما قال: " لَا يَزْنِي الْزَّانِي حِيْن يَزْنِي وَهُو مُؤْمِن ، وَلَا يَشْرَب الْخَمْر حِيْن يَشْرَبُهَا وَهُو مُؤْمِن ، وَلَا يَسْرِق الْسَّارِق حِيْن يَسْرِق وَهُو مُؤْمِن "
    الْشَّاهِد مِن الْحَدِيْث:أن العبد إذا تورط في معصية من هذه المعاصي يرتفع عنه الإيمانكَالَّظُّلَّة.أ لا يكون مستحضرًا لإيمانه حال الزنا ، لأنه لو كان مستحضرًا لحجزه الإيمان عن هذا الفعل ،.
    مَذْهَب أَهْل الْسُّنَّة وَالْجَمَاعَة فِي زِيَادَة الْإِيْمَان وَنُقْصَانِه :الإيمان يزيد وينقص ينقص حتى لا يبقى منه شيء ، فالإنسان متأرجح مابين فترات يكون إيمانه عالي وفترات أخري يهبط الإيمان حتى لا يبقى منه شيء ، ففي حال هبوطه إيمانيًا يمكن أن يقترف مثل هذه الذنوب .وفي بعض أحاديث النبي قال:"إِذَا زَنَى الْعَبْد ارْتَفَع الْإِيْمَان عَنْه كَالَّظُّلَّة فَإِن تَاب رَجَع إِلَيْه وَإِلَّا لَم يَرْجَع "قال تعالي﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍالمراد بالآية:كل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب .
    إِلَهِي قَد جَنَيْتُ وَأَي عَبْدٍ
    وَهَل فِي الْخَلْق مِثْلِي لَيْس يَجْنِي
    إِلَهِي لَيْس أَجْدَرُ بِالْخَطَايَا
    وَالتَّقْصِيْر وَالْزَّلات مِنِّي
    إِلَهِي لَو أَتَيْتُ بِكُل ذَنْبٍ
    فَلَا أوْلِي بِعَفْوٍ مِنْك عَنِّي

    وهذا يفسره حديث بن عمر رضي الله عنهما عن النبي أنه قال:" تُقَبِّل تَوْبَة الْعَبْد مَا لَم يُغَرْغِر "، و الغرغرة: أي المعاينة:قال تعالي: ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ (النساء:18)الآية الأولي علمنا متى تُقبل التوبة؟ إذا تاب من قريب أي تاب قبل الموت.
    مَن الَّذِيْن لَا تُقْبَل تَوْبَتُهُم ؟صنفان لا يقبل الله عز وجل منهم صرفًا ولا عدلاًالْنَّوْع الْأَوَّل الَّذِيْن يُعَايِنُوُن مَلَك الْمَوْت:قال تعالي ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ والمعاين أي الذي عاين ملك الموت والملائكة الذين معه ، إذا رآهم قال إني تبت ,قال تعالي ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا (الأنعام:158) مثل توبة فرعون لما تبع موسى_ عليه السلام _وانطبق عليه البحر انظر ماذا قال متكبر حتى وهو يتوب هذا إن كان في قلبه توبة متكبر.قال: ﴿قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (يونس:90) لا يريد أن ينطق اسم الله وهو يموت : فقال الله_ عز وجل_ له: ﴿ آلآنَ ) لازلت الآن تقول إني تبت ، لا ما قالها إلا لما عاين توبة اليائس لا قيمة لها.
    الْنَّوْع الْثَّانِي تَوْبَة الْكَافِر:قال تعالي﴿وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (النساء:18)
    الْحَث عَلَي الْتَّوْبَة النَّصُوْح:إذا تورط الإنسان في أي ذنب من الذنوب ولا يزال لديه وقت ولم يُعاين فإذا تاب وأخلص في هذه التوبة وكانت توبةً توبة نصوحًا كما قال الله تبارك وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ( التحريم:8 نصوحًا:أي كاملة ، وأصل نصوحًا مأخوذة من المنصحة ، وهي ماكينة الخياطة ، وهي التي يصلح بها الإنسان ما خلق من ثوبه , كأنه سيرفو الأماكن التي خلقت من كثرة المعاصي, التي بليت وتلفت في حياته من كثرة المعاصي, كأنه يُرجعها يعطيها نسيجاً من القوة,.فإذا تاب العبد توبةً نصوحاً وتبرأ من ذنبه,لا يخذِّل الشيطان العبد ، ويقول له أنت ذنبك لن يُغفر ﴿ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا ( الفرقان:29) ، فيحمل الإنسان علي أن يفقد الأمل في التوبة فيظل الإنسان سادراً في غيه إلى أن يلقى الله عز وجل على هذا الضلال ,يقول الله تبارك وتعالى في الحديث الإلهي الذي رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال اله عز وجل:" أَذْنَب عَبْد ذَنْبا فَقَال: رَبِّي إِنِّي أَذْنَبْت ذَنْباً فَقَال الْلَّه _عَز وَجَل_ عَلِمَ عَبْدِي أَن لَه رَبَّاً يَغْفِر الْذَّنْب وَيَأْخُذ بِالْذَّنْب ، ثُم أَذْنَب الْعَبْد ذَنْبَاً ، فَقَال: رَبِّي إِنِّي أَذْنَبْت ذَنْباً فَقَال الْلَّه عَز وَجَل عَلِمَ عَبْدِي أَن لَه رَبَّا يَغْفِر الْذَّنْب وَيَأْخُذ بِالْذَّنْب ، ثُم أَذْنَب الْعَبْد ذَنْبَاً ، فَقَال: رَبِّي إِنِّي أَذْنَبْت ذَنْباً فَقَال الْلَّه_ عَز وَجَل_ عِلْم عَبْدِي أَن لَه رَبَّاً يَغْفِر الْذَّنْب وَيَأْخُذ بِالْذَّنْب غَفَرْت لِعَبْدِي فَلْيَعْمَل عَبْدِي مَا شَاء "
    الْمُرَاد بِقَوْلِه ( فَلْيَعْمَل عَبْدِي مَا شَاء ):أن العبد إذا غُلِبَ على المعصية وفعلها وأحدث بعدها ندمًا وعزم على ألا يعود وكان هذا العزم صادقًا من قلبه ومع ذلك غُلِبَ وفعل المعصية ، فندم ندمًا حقيقيًا عليها ، وعزم من قلبه على ألا يعود ، مثل هذا العبد متعرضٌ لمغفرة الله تبارك وتعالى وإنما فتح الله عز وجل باب التوبة للعبد حتى لا يكون للشيطان عليه سبيلا ,إن من سعادة العبد إذا مات ماتت ذنوبه.
    عد إلي الله وإن سرقت عد إلي الله وإن زنيت, وإن عققت والديك, وإن فرطت في الصلاة, عُد ولا تقنط من رحمة الله, ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
    تب إلي الله فلقد بدأت شمس حياتك بالمغيب.

    نسألكم الدعاء (أختكم أم محمد الظن)







    الرابط الصوتي


    __________________
    هنا المواد المفرغة في موقع الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
    http://alheweny.org/aws/catplay.php?catsmktba=228
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: لنستقبل رمضان بتوبة نصوح للشيخ أبي إسحاق الحويني

    يرفع للفائدة
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •