( كما وصلني بنصّه )
أرسل إليّ أحد طلاب العلم بعد رؤيته لهذا الموضوع هذا الرد لتعذر نشره من قبله، فأنا انشره نيابة عنه ، مع إلحاحه عدم ذكر اسمه في المقال ولا الإشارة إلى ذلك
الحمدلله وبعد..
فقد صدمني ما قرأته من كلام الشيخ حاتم في هذه القضية في صفحته على الفيس بوك ؟ ! وأكبرت أن يصدر مثله عن مثله ممّن ينادي بالفهم والتعقّل والتثبّت وغير ذلك من الأمور التي ننادي بها جميعاً .
غالبية من يدخل صفحة الشيخ في الفيس بوك هم عوام بالمصطلح العام ، او عوام في علم العقيدة فلم يشغلهم بالكلام عن هذه المسألة ولو بالاشاره ؟ !
هل أصبح همّ الشيخ حاتم هو التّفريق للمفرّق والتشتيت للمشتت ؟ !
إن كان الناس سيتشتتون ويتفرّقون وينشغلون بفروعٍ ( ليس لها نفس أهمية الأصول ) لأجل هذه المسألة فلم يردّ على شخص كتبها في مجلّة لا يقرؤها إلا المتخصصون ؟ ! ولم خصّ ردّه من بين هذه الفرق كلها لهذا الشخص الذي يمثل تياراً بعينه دون غيره ؟ !
مسألة ( كلام الله وهل هو مخلوق أو لا ؟ ! ) مسألة كبيرة لا يخفى كبرها وتفرّق الناس فيها على أقوال ومذاهب منذ قرون ، وما زال الأمر على حاله ، سواء سلّمنا أنّ أصل المسألة من الأصول ، أوالفروع كما يدّعي الشيخ !
ولا يخفى ما جرَّته على أهل العلم والإيمان من أهل الحديث والسّنّة وغيرهم فتنة اشعلها غيرهم ممن لا يحسن الكلام في العقيدة فيقتحم مجالاً يسبّب فتنه تشتت الجمع وتفرّق الكلمه .
وهنا نقطة نظام وطلباً للانصاف والنظر السديد للامور فمن أشبه بابن ابي دؤاد وعقله ؟ ! الذي كتب مقاله في مجلة متخصصة محكمة لا يطلع عليها إلا الخاصة ، وقد لا يفهم موضوعه ( وهو عقدي دقيق ) إلا خاصة الخاصة من المنشغلين بالعقيدة وتفريعاتها ؟ أم من ينشر ردا على تلك المقالة بطريقة مجتزأة تهكمية في صفحة اكثر روادها العوام أوالخواص لكن ممن لا شأن لهم بالعقيدة وتفريعاتها الدقيقة ؟ !
يبدو لي وانا ممن يتابع الحراك الفكري من قراءة مقال الشيخ حاتم وفقه الله ( المختصر في تلك الصفحة ) أنَّ قضيَّة إشغال الناس ب ( الفروع ) هو احق من يمارسها الآن بالردّ على من سمّاهم بالمتخصّصين في زماننا ؟ !
ألم يجد الشيخ مقالاً آخر يكتبه في صفحته غير هذا المقال التهكّمي على من نبزهم بقلَّة التعقُّل ؟ !
الشَّيخ حاتم يردّ بكلامه الانشائي السهل هذا ( الذي يطير به كلّ مطيّر ) بأسلوب ينفّر من يريد الشيخ حاتم أن ينوّرهم ويبصّرهم بما يراه خطأ عند مخالفيه في الرأي ؟ !
لن أخوض في كون ابي العتاهية مات قبل ابن ابي دؤاد ولا في ان العهدة على الطبري او ابن كثير حين ساقا هذه الابيات ونسبوها اليه ، ولا أن عقل ابي العتاهية وعلمه لا يؤهله لمثل هذا الحكم لو صحَ ان تحمل ابياته عليه .. ولا اردد النصيحة التي تعب الناس من تكرارها على الشيخ هداه الله وهي أن لا يكتب في غير فنه .. لن اخوض في كل هذه الامور .. فقد بيّن الاخوة خطأها وعوارها .. وللننصرف مباشرة إلى فكرة المقال عند الشيخ !
اصل الفكرة عند الشيخ هداه الله أن كاتب الموضوع في ( المجلة المتخصّصة ) المحكّمة وهو رجل ( سلفي العقيدة وليس على عقيدة ولا عقلية ابن ابي دؤاد ) يستحق ان تقال له مثل هذه الابيات التي فيها نبز وطعن في عقليته . . لماذا ؟
قال الشيخ هداه الله : لانه يشغل المسلمين بالفروع مثل ابن أبي دؤاد ! بالله اهذا انصاف وفهم سديد ؟ !
اولا . . . ولاني متخصّص في العقيدة ( ولست مثل الشيخ حاتم وفقه الله ) فهذه المسألة من اصول الايمان لا من فروعه . . والبيّنة على المدّعي غير ذلك !
ولم يقل شيخ الاسلام ابن تيمية كما قد يومئ كلام الشيخ حاتم وفهمه : ان هذه المسأله ( الكبيرة ) بعينها هي من فروع العقيده ..
بل كلام شيخ الاسلام ابن تيمية عن مجمل الاعتقاد وعن تفاصيله التي لا يعلمها عامة الناس ولا يؤاخذون بها لجهلهم وعدم وصول العلم إليهم . . أما إن وصلتهم فنبذوها واخذوا بكلام الجهم والاشعري والماتريدي ( وهي المآلات ) فلا يعذرون . .
المبتدع المخالف لكتاب الله الناطق بانه كلامه قائم به وانه بحرف وصوت غير معذور ان اقيمت عليه الحجة وبلغته الدعوة . . وهذا ما كان عليه سلف هذه الامة كأحمد ( الذي اصطلى بنار هذه الفتنه ) وغيره .
وبناء على ذلك فلا داعي لحشد شيخ الاسلام لصفّ الشيخ في هذه الفكرة الخاطئة التي يكتب فيها . .
أو بناء المقال على أساس اجنبي عن البناء !
اعتقاد أن القرآن كلام الله أصل من اصول العقيده ، يتجاذبه اصلان كبيران وركنان عظيمان من اركان الايمان . . 1 : ركن الايمان بالله ، 2 : وركن الإيمان بكتب الله .
أما الايمان بالله فالايمان بالوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته ، ومن اسمائه وصفاته اثبات صفة كلامه .
وأما الايمان بكتب الله فالايمان ان القرآن كلام الذي قام به وانه غير مخلوق .
حسنا يا شيخ حاتم وفقك الله . .
فلْنأت الآن الى قضية أن ( مآلات القول بخلق القرآن والمكتوب في مجلة متخصّصة ) هي الفروع او الاصول ( التي تمسّ العامّة وليس الخاصّة ) . . وهو هدفك من المقال الاصلي قبل تحويره الى شيء آخر .
فإذن . . لم المغالطة ؟ ! والى متى ؟ !
انت يا شيخ حاتم هداك الله تتكلم عن العوام الذين يجهلون تفاصيل العقيدة واقحام غير العقلاء لهم في ما لا يجب عليهم اذا جهلوه وغاب عنهم كما تحيل ذلك الى شيخ الاسلام . . والشيخ الذي كتب في تلك المجلّة المتخصّصة لم يكتب مقاله للعوام ! وأنت من تقحم العوام في القضية في صفحتك في الفيس بوك وتشنّع على من كتب في مجلة متخصصة بعيدة في الغالب عن عقول العوام واطلاعهم !
وللحديث بقيّة .