بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فأحمد الله أن يسر هذا الموقع للاستفادة من المشايخ الأجلاء والإخوة الفضلاء المشاركين فيه ، وأسأله أن يجعل ما نكتبه حجة لنا لا علينا ، ثم أبارك للإخوة القائمين على الموقع ، أسأل الله أن يوفقهم لكل خير .
هنا كلمة للبخاري استوقفتني في دراسة حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - المشهور في قراءة الفاتحة .
وتلخيصًا لطرق الحديث :
فالحديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» ،
وجاء من رواية ثلاثة عشر راويًا - فيما وجدت - عن محمد بن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغداة، فثقلت عليه القراءة، فلما انصرف قال: «إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم»، قلنا: نعم والله يا رسول الله، إنا لنفعل هَذًّا، قال: «فلا تفعلوا إلا بأم القرآن، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها» ، هكذا بلفظٍ تامٍّ، على اختلافات في الألفاظ ليست مؤثرة ،
ورواه الوليد بن مسلم عن مكحول عن محمود بن الربيع عن أبي نعيم عن عبادة بن الصامت به مرفوعًا ،
ورواه زيد بن واقد عن مكحول وحرام بن حكيم عن نافع بن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت به مرفوعًا ،
ورواه محمد بن الوليد الزبيدي والنعمان بن المنذر عن مكحول عن عبادة بن الصامت مباشرةً به مرفوعًا ،
ورواه رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت به موقوفًا عليه.
ووجدت البخاري قال في جزء القراءة (ص92 ط. الخانجي) : «والذي زاد مكحول وحزام [كذا، والصواب: حرام] بن معاوية ورجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن عبادة = فهو تبع لما روى الزهري ، لأن الزهري قال : حدثني محمود أن عبادة - رضي الله عنه - أخبره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهؤلاء لم يذكروا أنهم سمعوا من محمود» .
وحرام بن معاوية هو حرام بن حكيم الذي ذكره زيد بن واقد مقرونًا بمكحول .
فهل يتكرم المشايخ الأفاضل ببيان وإيضاح حول هذه الكلمة ، أحسن الله إليهم ، وبارك فيهم .