قال زهير بن أبي سلمى:
ومن لا يقدم رجله مطمئنة ** فيثبتها في مستوى الأرض يزلق
الفل يثبتها ما تخريجه بالنصب وهل يصح ذلك وهل ورد من أمثلة هذا في القرأن الكريم
قال زهير بن أبي سلمى:
ومن لا يقدم رجله مطمئنة ** فيثبتها في مستوى الأرض يزلق
الفل يثبتها ما تخريجه بالنصب وهل يصح ذلك وهل ورد من أمثلة هذا في القرأن الكريم
الفعل أخي الكريم عمر منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية المسبوقة بنفي وهذا وجه جائز في مثل هذا التركيب ومحل هذه المسألة المطولات من كتب النحو زادنا الله حرصا وتوفيقا
الذي ورد منه في كتاب الله - عز وجل -:
(((لا يُقضى عليهِم فيموتوا))) سورة فاطر.
وانظر أقوال العلماء في قوله تعالى:
(((ولا يُؤذَن لهم فيعْتذِرون))) المرسلات.
الإخوة الأفاضل جزاكم الله خيرا، الفعل (فيثبتها) هنا يجوز فيه النصب والجزم فقط، والنصب يكون بـ(أن) مضمرة ولكن ليس لأن الفاء للسببية كما ذُكر في أمثلة الإخوة، وإنما الجزم والنصب جائزان إذا وقع الفعل بين شرط وجزاء كما هنا، وذلك بعد الواو والفاء لا الفاء فقط؛ قال في "همع الهوامع" (2/400): ((ش ينصب الفعل بإضمار ((أنْ)) جوازًا إذا وقع بين شرطٍ وجزاء بعد الفاء والواو، وزاد بعضهم: بعد ((أو))، وزاد الكوفيون: بعد ((ثُمَّ))، والأحسَنُ: التشريك في الجزم؛ مثاله: إِنْ تَأْتِنِي فَتُحَدِّثَـْني أُحْسِنْ إِلَيْكَ، ومَنْ يَأْتِنِي وَيُحَدِّثَـْني أُحْسِنْ إليه، وإِنْ تَزُرْنِي أو تُحْسِنَْ إليَّ أُحْسِنْ إليكَ، وقُرِئَ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكَهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ} [النساء: 100] بالنصب، وإنما كان التشريكُ في الجزمِ أحسَنَ؛ لأنَّ العطفَ إذ ذاك يكونُ على ملفوظٍ به، وهو الفعلُ السابِقُ، والنصبُ يكونُ العطفُ فيه على تقديرِ المصدَرِ المتَوَهَّمِ مِنَ الفعلِ السابق.
وقولي ((بين شرطٍ وجزاء)) أحسَنُ مِن قولِ "التسهيل": ((بين مجزومَيْ أداةِ شرطٍ))؛ لأنه لا فَرْقَ في ذلك بين أن يكون فعلَا الشرطِ مضارعَيْنِ أو ماضِيَيْنِ، ولا يلزم أيضًا أن يكونَا مذكورَيْنِ؛ بل لو كان الجزاءُ محذوفًا جازَ النصبُ؛ كقوله:
1033 - فلا يَدْعُنِي قومي صريحًا لِحُرّةٍ ****** وإنْ كُنْتُ مقتولًا ويَسْلَمَ عامِرُ
فقوله ((ويسلمَ عامر)) واقعٌ بين شرطٍ مذكور وجزاءٍ محذوف، أي: فلا يدعني قومي؛ لدلالة ما قبلَهُ عليه)). انتهى من "الهمع".
وقال في "شرح شذور الذهب" (ص453-454): ((وأقول: ختمتُ باب الجوازم بمسألتين، أُولاهما يجوزُ فيها ثلاثةُ أوجه، والثانيةُ يجوزُ فيها وجهان، وكلتاهما يكون الفعلُ فيهما واقعًا بعد الفاء أو الواو:
فأما مسألة الثلاثة الأوجه، فضابِطُها: أن يَقَعَ الفعلُ بعدَ الشرطِ والجزاء؛ كقوله تعالى: {وإن تُبْدُوا ما في أنفسكم أو تُخْفُوه يُحَاسِبْكُم به الله فَيَغْفِرُ لمن يشاء...} الآيةَ: قُرِئَ: {فيغْفِرْ} بالجزم على العطف، و{فيَغْفِرُ} بالرفع على الاستئنافِ، و{فيغفِرَ} بالنصبِ بإضمارِ ((أَنْ))، وهو ضعيف، وهي عن ابنِ عباس رضي الله عنهما.
وأما مسألةُ الوجهين، فضابِطُها أن يقعَ الفعلُ بين الشرط والجزاء؛ كقولك: إنْ تَأْتِنِي وَتَمْشِ إليَّ أُكْرِمْكَ؛ فالوَجْهُ: الجزمُ، ويجوز النصبُ؛ كقوله:
ومن يقترب منا ويخضَعَ نؤوه **************** ولا يخش ظلما ما أقام و لا هضما))
وراجع "كتاب سيبويه" (3/88-89)، و"شرح ابن عقيل" (4/40-41).
أحسنت يا أخي النحوي، وبالغت في الإحسان.
ولذا؛ أتراجعُ عمَّا قلتُه في مشاركتي السابقة.
أشكر للإخوة الفضلاء على ما جادوا به وأخص بالذكر الباحث النحوي الذي أرجو من الله أن يجمعني به يوما من الأيا فأغترف من فيض نحوه وعلمه فقد أجاد وأصاب -إن صح لي أن أقول هذا الحكم -وليسمح لي أخي النحوي أن أضيف ما قاله سيبويه رحمة الله عليه في ذلك:مشيرا بقوله :إن تأتني آتك فأحدثك وأردف بعد ذلك موضحا انه إن شئت ابتدأت وكذلك الواو وثم وإن شئت نصبت بالواو والفاء كما نصبت ما كان بين المجزومين -مع أنك يا أخي النحوي اعترضت على هذا التركيب واعتراضك مسوغ لا أناقشك فيه-........ويضيف أنه إذا انقضى الكلام ثم جئت بثم فإن شئت جزمت وإن شئت رفعت وكذلك الواو والفاء . من الكتاب ص 89 .
ويورد سيبويه تراكيب قرأنية منها :
وإن يفاتلوكم يولوكم الأدبارثم لا ينصرون
وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
ذاكرا أنه قد يجوز النصب بالفاء والواو مثلما يمكن الرفع بعد جملة جواب الشرط.
شكرا أرجو مناقشة هذه الإضافة وتوجيهها مع اعتذاري عن عدم ضبط الآيات وتخريجها
تحياتي
جزاكم الله خيرا أخي الكريم عمر، وأحسن الله إليك وغفر لنا ولك ما لا تعلم، وبالنسبة للاعتراض فلم أعترض، إنما ما سبق في مناقشتي من اعتراض هو للسيوطي على لفظ التسهيل وأن لفظه أفضل منه في رأيه، أظنك تقصد هذا.
وما ذكرته أنت من أمثلة هو في العطف بعد تمام جملة الشرط، وهذا فيه الأوجه الثلاثة: الرفع والنصب والجزم، أما البيت الذي في أول الموضوع ففيه العطف بين فعل الشرط وجوابه أو جزائه.
وقد نقلت لك في الرسالة الخاصة ما ذكره الشيخ بكر أبو زيد عن نهي بعض العلماء عن قول (تحياتي) وأن منهم من يراها تخص الله جل وعلا، ولتبدلها بكلمة (تحيتي).
ولك تحيتي!
وجزاكم الله خيرا!
الف شكر على التنبيه أخي النحوي كثر الله من أمثالك لحفظ هذه اللغة الشريفة التي قال عنها ابو القاسم الزجاجي نقلا عن ابي العباس يزيد المبرد :عليكم اللغة العربية فإنها المروءة الظاهرة .
تحيتي