الإنسان يتصدق من أجل الدعاء له ، نقص في الإخلاص
في لقاء الباب المفتوح مع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله – .
سئل الشيخ – رحمه الله تعالى - :
فضيلة الشيخ : لقد فهمت من ظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : أن من عمل خيراً لطلب الشكر ، أو الدعاء ؛ فإن العمل غير خالص لوجه الله ؟.
فما توجيهكم ؟
الجواب :
نعم هذا صحيح ، الإنسان الذي يعمل عبادة لا تكون إلا لله ، فإذا أشرك فيها مع الله أحداً فهذا مبطل للعبادة ، فلو صلى من أجل أن يشكره الناس على الصلاة ويثنون عليه بذلك ، فلا شك أنه أراد بعمله غير الله ، ثم إما أن يكون شركاً أكبر أو أصغر حسب ما يكون بالقلب .
وأما إذا صلى لله ثم أثني عليه بتلك الصلاة فهذا لا بأس به ، وربما يكون هذا من عاجل بشرى المؤمن ، لكن يجب على الإنسان أن يخص ما لله لله لا يشرك به أحداً ، والناس لا يغنونك من الله شيئاً ، والله يغنيك من كل الناس ، فلم لا تتقرب إلى الله بما يُتقرب إلى الله به ، تتقرب إلى الناس بالصلاة وهي لله ؟!!
السائل :
ولكن الإشكال يا شيخ قوله : (أو الدعاء) مثلاً : يتصدق إنسان من أجل أن يدعو له هذا الإنسان ؟
الشيخ :
حتى هذا أيضاً نقص في الإخلاص ، قال الأبرار : ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) [الإنسان9] والدعاء من الجزاء ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : ( من صنع إليكم معروفاً فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له ) ولا شك أن هناك فرقاً بين الإنسان يعطي لله - عز وجل - يريد التقرب إلى الله - عز وجل - ، وبين إنسان يقول : أعطيه من أجل أن يدعو لي .
فرق بعيد .