أثر الطبيعة على الفكر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فقد أطلعت على مقالة شيخنا الشيخ احمد بن سعود الغامدي فاحببن أن أهديكم إياها ..........
قال وفقه الله :

إن بيروقراطية الحياة البشرية وترك التأمل في الوسط الداخلي وتخليه عن الإستراتيجية التعليمية وابتعاده عن التأمل في المنقول والمعقول ليطرح فكراً قد يصيبه نوعا من التناقض.

لكن من المفترض عقلا أن نطرح نوعا من النظريات المعقولة الموافقة للمنقول.
أما الانبعاث والنظر إلى القضايا التعليمية بنظرية البعد الواحد وترك نظرية الشمول قد تكون عاملا قويا لنوع من التدهور التعليمي على كافة التخصصات.

فإنبراء الكتاب في الصحف وطرحهم أن سبب التدهور السياسي والتعليمي هي تلك المناهج الدينية فإن هذا نوع من السفسطات العقلية نتج إثر عوامل خارجية لها نوع من التأثير على السلوك الخُلُقي الذي يمتطيه الكاتب مع أن الإدعّاء بأن المناهج الدينية التي تدرس تدعوا إلى الغلو والتطرف لهو نوع اتهام في صحة عقائد علماء ودعاة هذا البلد الذين قد ولوا على وضع تلك المناهج من قبل ولاة الأمر.

وهذا يصل بنا إلى طرح مسألة مهمة وهي مسألة طرق الاستدلال عند المخالف هل هو إتباع محض للمنقول أم هي نظرية عقلية تستمد استدلالها من القانون الكلي الذي نظمه الرازي وغن كان يعمل به من قبل.

فإن المتأمل إلى أوجه الخلاف بين التيارات الفكرية أصله اختلاف المقدمات التي تؤدي بطبعها إلى اختلاف النتائج ومن أوضح الأمثلة على ذلك قضية المرأة التي ضجوا بها , فإن المرأة ليس بيننا وبينها أي خلاف لأن حقوق المرأة مستمدة من الشرع , فما أباحه الشرع للمرأة منحت إياه وما أباحه للرجل فله الأخذ به وما منع منه كل منهما وجب على الجميع الامتناع عنه والامتثال.

فالمرأة في الشرع أمُّ وتاجرة ومربية كل ذلك في حشمة واحترام.

وأهل الحل والعقد من العلماء الشرعيين والأمراء أقاموا لها ذلك , أما دعاة التحرير والتبرج والسفور فهؤلاء ليس لهم في الشرع ميزان من جهة إصدارهم للأحكام ومنها الدعة إلى تقليص المواد الدينية والاهتمام بالمواد العلمية والمتأمل إلى عشرات السنين وكثير من المواد العلمية التي تدرس علم ما وراء الطبيعة والقضايا الرياضية العقلية لم يظهر لها اثر واضح على مستوى الحياة البشرية في البلد نفسه بل أننا ندرس طلابنا قضايا وقوانين فيزيائية وكيميائية ونحن نجد لا ندرك مدى هذه القوانين أو هذه النظريات .

ولذلك نجد كثير من هذه القوانين المخالفة لقضايا عقدية بل إن الطالب لا يدرك أبعاد هذه القوانين أو علم ما وراء الطبيعة .

ولذلك كان من المفترض عندما يدرس هذا العلم أن نكون على نوع من الارتقاء الفكري لمناضلة هذه القوانين والقدرة على إدراك أبعادها والاستفادة من صحيحها ورد المخالف منها ولذلك نجد أن كثيرا من الفلاسفة المتقدمين والمتأخرين أمثال ديكارت عندما ناقش قضية الكون بقي في نفسه بعض القضايا التي قد يواجه فيها من قبل الكنيسة .

وبين هذا الفيلسوف وبعض الكتاب شبه من جهة أنهم أرادوا أن يدخلوا على الإسلام ما ليس من تشريعاته لكنهم لما خشوا الجمهور من الناس أدخلوها تحت قواعد وأصول بحجة أنها تنطبق عليها والشرع منها براء وهذا كما صنع الغزالي عندما أظهر علم الكلام في قالب التصوف لأنه كان يرى كما في كتابه المنقذ من الضلال أن أقسام الناس أربعة وأعد لها التصوف وبقي متأثرا بعلم الكلام في قالب التصوف.