تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 23

الموضوع: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكرها؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكرها؟

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    !!!!!


  3. #3

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    لم السؤال عن هذا ؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    127

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    يوجد آثار واحاديث ضعيفة عند التحقيق ..
    أما الاعتقاد فالاصل ان لا نشكك في عقائد الناس الا ببرهان لا يقبل التأويل
    3- يوجد دراسة منهج ابن رجب في العقيدة من خلال كتبه جديدة الان في مكتبة التدمرية

  5. #5

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    العلامة ابن رجب إمام من أئمة الحنابلة في العلم ومن علماء الأمة الإسلامية التي أثرت التراث الإسلامي ، وكتابه فتح الباري لو أنه أتمه لكان أعجوبة من أعاجيب الزمان،ومن أراد أن يعرف علم الرجل فليتأمل جامع العلوم والحكم ، ومعتقده سلفي سني .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    بارك الله فيكم ... ابن رجب رحمه الله تعالى من علماء الأمة الإسلامية وكتبه تشهد له بذلك وهو سلفي المذهب لاشك في ذلك .
    ولكن سبب سؤالي أنه قيل لي بالنص :
    " ان للعلماء مآخذ على ابن رجب في بعض أمور العقيدة "
    ولا يمكن ان يكون المرجع : قيل.. وقال.. ولا حدثني الثقة ...
    قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع )
    فوضعت هذا السؤال في المنتدى ليطمئن قلبي .
    قال الله تعالى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    لا يتركون أدِيمًا صحيحا
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  8. #8

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    المحلة _ مصر
    المشاركات
    134

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    كتب محقق كتابى :
    سلك ابن رجب رحمه الله منهج السلف فى مسائل الأيمان والتلقى, ونصر وذب عنه أباطيل الخصوم, ومصنفاته مشحونة بذلك, وله رسائل مفردة فى هذا الباب؛ مثل: (بيان علم السلف على الخلف), ولكن فى مصنفاته مسحة صوفية, عصمه الله من الأنحدار فى مزالقها, بما آتاه الله من علم أثرى غزير, ومنهج سلفى واضح.
    لنا جلسـاء ما نمـل حديثهــم
    ألبـاء مأمونـون غيبـا ومشهـدا
    يفيدوننا من علمهم علم ما مضى
    وعقـلا وتأديبـا ورأيـا مسـددا

  10. #10

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    بارك الله فيكم.
    وللشيخ علي الشبل -وهو من تلاميذ العلامة ابن باز- كتابٌ موسوم بـ:
    (منهج الحافظ ابن رجب الحنبلي في العقيدة)
    قدم له الشيخ العلامة صالح الفوزان .
    ذب فيه المصنف عن العلامة ابن رجب وبين أنه سلفي في توحيد العبادة وتوحيد الأسماء والصفات ، ومما قال :
    (( مكانته عقديا:
    الحافظ ابن رجب من أهل السنة والجماعة ، ومن أبناء العقيدة السلفية ، بل هو إمام من أئمتها ، فكان مذهبه مذهب أهل الحديث والأثر ، وكتبه طافحة بدلائل هذا ،فالسمة البارزة والعلامة الواضحة فيها آية وحديث وأقوال الصحابة والتابعين وعلماء القرون المفضلة ، ولا يخرج عنهم غالبا إلا في أئمة مشهورين بالرسوخ العلمي كالموفق ابن قدامة ، والقاضي أبو يعلى ، والمجد ابن تيمية ، وحفيده شيخ الإسلام ابن تيمية ، ونظرائهم؛
    وهذا ليس خاصا بكتاب محدد ، بل عامة مؤلفاته ورسائله دالة على هذا ، ومن أخصها وأشهرها : "شرح الأربعين" للنووي وزيادته عليها المعنون بـ"جامع العلوم والحكم" ، وباقي كتبه ،من الذيل على الطبقات في التراجم تجد فيها هذه السمة والحمد لله)) .
    ص67 ط.الصميعي.

  11. #11

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    وقال في كتابه العظيم (فتح الباري) :
    (وقوله (( إن أحدكم إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه ، أو أن ربه بينه وبين القبلة ) ) يدل على قرب الله تعالى من المصلي في حال صلاته ، وقد تكاثرت النصوص بذلك ، قال تعالى : ( واسجد واقترب ) [ العلق : 19 ] .
    وفي ( ( صحيح مسلم ) ) ، عن أبي هريرة ، عن النبي ( ، قال : ( ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ) ) .
    وخرج الإمام أحمد والترمذي وابن خزيمة وابن حبان في ( (صحيحيهما ) ) من حديث الحارث الأشعري ، عن النبي ، قال : ( ( أن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس
    كلمات ، أن يعمل بهن ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ) ) - فذكر الحديث - ، وفيه : ( ( وآمركم بالصلاة ؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده ما لم يلتفت ، فإذا صليتم فلا تلتفتوا ) ) .
    وصححه الترمذي .
    وخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة في ( ( صحيحه ) ) من حديث أبي ذر ، عن النبي ( ، قال : ( ( لا يزال الله مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت ، فإذا التفت انصرف عنه ) ) .
    وروى عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : إذا صلى أحدكم فلا يلتفت ؛ فإنه يناجي ربه ، أن ربه أمامه ، وإنه يناجيه .
    قال عطاء : وبلغنا أن الرب عز وجل يقول : ( ( يا بن آدم إلى من تلتفت ، أنا خير لك ممن تلتفت إليه ) ) .
    وقد رواه إبراهيم بن يزيد وعمر بن قيس ، عن عطاء ، عن أبي هريرة -
    مرفوعا كله .
    ورواية ابن جريج أصح - : قاله العقيلي وغيره .
    وكأن مقصود النبي ( بذكر هذا : أن يستشعر المصلي في صلاته قرب الله منه ، وأنه بمرأى منه ومسمع ، وانه مناج له وانه يسمع كلامه ويرد عليه جواب مناجاته له .
    كما في ( ( صحيح مسلم ) ) ، عن أبي هريرة ، عن النبي ( : ( ( أن العبد إذا قال : الحمد لله رب العالمين ، قال الله : حمدني عبدي ) ) - وذكر رده عليه في آيات الفاتحة إلى آخرها .
    فمن استشعر هذا في صلاته أوجب له ذلك حضور قلبه بين يدي ربه ، وخشوعه له ، وتأدبه في وقوفه بين يديه ، فلا يلتفت إلى غيره بقلبه ولا ببدنه ، ولا يعبث وهو واقف بين يديه ، ولا يبصق أمامه ، فيصير في عبادته في مقام الإحسان ، يعبد الله كأنه
    يراه ، كما فسر النبي ( الإحسان بذلك في سؤال جبريل ( له ، وقد سبق حديثه في ( ( كتاب : الإيمان ) ) .
    وخرج النسائي من حديث ابن عمر ، قال : أخذ النبي ( ببعض جسدي ، فقال : ( ( أعبد الله كأنك تراه ) ) .
    وقد كان ابن عمر قبل هذه الوصية وامتثلها ، فكان يستحضر في جميع
    أعماله وعباداته قرب الله منه واطلاعه عليه .
    وكان عروة بن الزبير قد لقيه مرة في الطواف بالبيت فخطب إليه ابنته سودة ، فسكت ابن عمر ولم يرد عليه شيئا ، ثم لقيه بعد ذلك بعدما تقدم المدينة ، فاعتذر له عن سكوته عنه ، بأنا كنا في الطواف نتخايل الله بين أعيننا .
    وقد أخبر الله تعالى بقربه ممن دعاه ، وإجابته له ، فقال : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ( [ البقرة : 186 ] .
    وقد روي في سبب نزولها : أن أعرابيا قال : يا رسول الله ، أقريب ربنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله ( : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ( [ البقرة :186 ] .
    خرجه ابن جرير وابن أبي حاتم .
    وروي عبد الرزاق ، عن جعفر بن سليمان ، عن عوف ، عن الحسن ، قال : سأل أصحاب رسول الله ( : أين ربنا ؟ فأنزل الله ( : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ( [ البقرة : 186 ] .
    وروى عبد بن حميد بإسناده ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، قال : نزلت هذه الآية : ( ادعوني أستجب لكم ( [ غافر : 60 ] ، قالوا : كيف لنا به أن نلقاه حتى
    ندعوه ؟ فأنزل الله عز وجل على نبيه ( : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ( [ البقرة : 186 ] ، فقالوا : صدق ربنا ، هو بكل مكان .
    وقد خرج البخاري في ( ( الدعوات ) ) حديث أبي موسى ، أنهم رفعوا أصواتهم بالتكبير ، فقال لهم النبي ( : ( ( إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ) ) .
    وفي رواية : ( ( أنه أقرب إليكم من أعناق رواحلكم ) ) .
    ولم يكن أصحاب النبي ( يفهمون من هذه النصوص غير المعنى الصحيح المراد بها ، يستفيدون بذلك معرفة عظمة الله وجلاله ، وإطلاعه على عباده وإحاطته بهم ، وقربه من عابديه ، وإجابته لدعائهم ، فيزدادون به خشية لله وتعظيما وإجلالا ومهابة ومراقبة واستحياء ، ويعبدونه كأنهم يرونه .
    ثم حدث بعدهم من قل ورعه ، وساء فهمه وقصده ، وضعفت عظمة الله وهيبته في صدره ، وأراد أن يري الناس امتيازه عليهم بدقة الفهم وقوة النظر ، فزعم أن هذه النصوص تدل على أن الله بذاته في كل مكان ، كما يحكى ذلك عن طوائف من الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، وهذا شيء ما خطر لمن كان قبلهم من الصحابة - رضي الله عنهم - ، وهؤلاء ممن يتبع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، وقد حذر النبي ( أمته منهم في حديث عائشة الصحيح المتفق عليه .
    وتعلقوا - أيضا - بما فهموه بفهمهم القاصر مع قصدهم الفاسد بآيات في كتاب الله ، مثل قوله تعالى : ( وهو معكم أين ما كنتم ( [ الحديد : 4 ] وقوله : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ( [ المجادلة : 7 ] ، فقال من قال من علماء السلف حينئذ : إنما أراد أنه معهم بعلمه ، وقصدوا بذلك إبطال ما قاله أولئك ، مما لم يكن أحد قبلهم قاله ولا فهمه من القرآن .
    وممن قال : أن هذه المعية بالعلم مقاتل بن حيان ، وروي عنه أنه رواه عن عكرمة ، عن ابن عباس .
    وقاله الضحاك ، قال : الله فوق عرشه ، وعلمه بكل مكان .
    وروي نحوه عن مالك وعبد العزيز الماجشون والثوري واحمد وإسحاق وغيرهم من أئمة السلف .
    وروى الإمام أحمد : ثنا عبد الله بن نافع ، قال : قال مالك : الله في السماء ، وعلمه بكل مكان .
    وروي هذا المعنى عن علي وابن مسعود - أيضا .
    وقال الحسن في قوله تعالى : ( إن ربك أحاط بالناس ( [ الإسراء : 60 ] ، قال : علمه بالناس .
    وحكى ابن عبد البر وغيره إجماع العلماء من الصحابة والتابعين في تأويل قوله :
    ( وهو معكم أين ما كنتم ( [ الحديد : 4 ] أن المراد علمه .
    وكل هذا قصدوا به رد قول من قال : أنه تعالى بذاته في كل مكان .
    وزعم بعض من تحذلق أن ما قاله هؤلاء الأئمة خطأ ؛ لأن علم الله صفة لا تفارق ذاته ، وهذا سوء ظن منه بأئمة الإسلام ؛ فإنهم لم يريدوا ما ظنه بهم ، وإنما أرادوا أن علم الله متعلق بما في الأمكنة كلها ففيها معلوماته ، لا صفة ذاته ، كما وقعت الإشارة في القرآن إلى ذلك بقوله تعالى : ( وسع كل شيء علما ( [ طه : 98 ] وقوله : ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ( [ غافر : 7 ] وقوله : ( ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم ( [ الحديد : 4 ] .
    وقال حرب : سألت إسحاق عن قوله : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ( [ المجادلة : 7 ] ؟ قال : حيث ما كنت هو أقرب إليك من حبل الوريد ،وهو بائن من خلقه .
    وروى عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، أن عمر بن الخطاب مر بقاص ، وقد رفعوا أيديهم ، فقال : ويلكم أن ربكم أقرب مما ترفعون ، وهو أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد .
    وخرجه أبو نعيم ، وعنده : أن المار والقائل بذلك هو ابن عمر .
    وخطب عمر بن عبد العزيز ، فذكر في خطبته : أن الله أقرب إلى عباده من حبل الوريد . وكان مجاهد حاضرا يسمع ، فأعجبه حسن كلام عمر .
    وهذا كله يدل على أن قرب الله من خلقه شامل لهم ، وقربه من أهل طاعته فيه مزيد خصوصية ، كما أن معيته مع عباده عامة حتى ممن عصاه ؛ قال تعالى : ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ( [ النساء : 108 ] ، ومعيته مع أهل طاعته خاصة لهم ، فهو سبحانه مع الذين اتقوا ومع الذين هم محسنون . وقال لموسى وهارون : ( إنني معكما أسمع وأرى ( [ طه : 46 ] وقال موسى : ( إن معي ربي سيهدين ( [ الشعراء : 62 ] وقال في حق محمد وصاحبه
    ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ( [ التوبة : 40 ] .
    ولهذا قال النبي ( لأبي بكر في الغار : ( ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) ) .
    فهذه معية خاصة غير قوله : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ( [ المجادلة : 7 ] الآية ، فالمعية العامة تقتضي التحذير من علمه وإطلاعه وقدرته وبطشه وانتقامه . والمعية الخاصة تقتضي حسن الظن بإجابته ورضاه وحفظه وصيانته ، فكذلك القرب .
    وليس هذا القرب كقرب الخلق المعهود منهم ، كما ظنه من ظنه من أهل الضلال ، وإنما هو قرب ليس يشبه قرب المخلوقين ، كما أن الموصوف به ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( [ الشورى : 11 ] .
    وهكذا القول في أحاديث النزول إلى سماء الدنيا فإنه من نوع قرب الرب من داعيه وسائليه ومستغفريه .
    وقد سئل عنه حماد بن زيد فقال : هو في مكانه يقرب من خلقه كما يشاء .
    ومراده أن نزوله ليس هو انتقال من مكان إلى مكان كنزول المخلوقين .
    وقال حنبل : سألت أبا عبد الله : ينزل الله إلى سماء الدنيا ؟ قال : نعم . قلت : نزوله بعلمه أو بماذا ؟ قال : اسكت عن هذا ، مالك ولهذا ؟ أمض الحديث على ما روي بلا كيف ولا حد ، إلا بما جاءت به الآثار ، وجاء به الكتاب ، قال الله : ( فلا تضربوا لله الأمثال ( [ النحل : 74 ] ينزل كيف يشاء ، بعلمه وقدرته وعظمته ، أحاط بكل شيء علما ، لا يبلغ قدره واصف ، ولا ينأى عنه هرب هارب ، عز وجل .
    ومراده : أن نزوله تعالى ليس كنزول المخلوقين ، بل هو نزول يليق بقدرته وعظمته وعلمه المحيط بكل شيء ، والمخلوقون لا يحيطون به علما ، وإنما ينتهون إلى ما أخبرهم به عن نفسه ، أو أخبر به عنه رسوله .
    فلهذا اتفق السلف الصالح على إمرار هذه النصوص كما جاءت من غير زيادة ولا نقص ، وما أشكل فهمه منها ، وقصر العقل عن إدراكه وكل إلى عالمه )اهـ..

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    بارك الله فيكم وزادكم علما

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    183

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    أختي الفاضلة .. أم علي

    قد تكوني سمعت المعلومة من أحد يقصد ان الاخطاء العقدية مو جودة في كتاب جامع العلوم والحكم / طبعة دار الرسالة // بتحقيق : شعيب الأرنؤوط - رحمه الله - //
    فإن كان كذلك فهذه المعلومة صحيحة إذ اشتمل تحقيقة لهذا الكتاب على بعض المآخذ العقديه ,, وإن تيسر لي بينتها لك فيما بعد ..

    وبالله التوفيق
    "والله لا أحل ما حرَّم الله، فالله حرَّم عرضي وحرم غيبتي فلا أحلها لأحد، فمن اغتابني فأنا أقاصه يوم القيامة"ابن المسيب.

  14. #14

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    وعند باب فضل السجود من كتاب الأذان:
    قال البخاري:
    806 - حدثنا أبو اليمان : نا شعيب ، عن الزهري : أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي ، أن أبا هريرة أخبرهما ، أن الناس قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
    قال :
    ( هل تمارون في القمر ليلة البدر ، ليس دونه سحاب ؟ )
    قالوا : لا يا رسول الله .
    قال: (هل تمارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟ ) قالوا : لا .
    قال : (فإنكم ترونه كذلك ، يحشر الناس يوم القيامة ، فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فمنهم من يتبع الشمس ، ومنهم من يتبع القمر ، ومنهم من يتبع الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله عز وجل فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، فيدعوهم ، ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم ، فأكون أول من يجوز من الرسل بإمته ، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل ، وكلام الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم ، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ، هل رأيتم شوك السعدان ؟ ).
    قالوا: نعم .
    قال : ( فإنها مثل شوك السعدان ، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، تخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم من يوبق بعمله ، ومنهم من يخردل ، ثم ينجو ، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار ، أمر الله عز وجل الملائكة أن يخرجوا من النار من كان يعبد الله ، فيخرجونهم ، ويعرفونهم بآثار السجود ، وحرم الله عز وجل على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار ، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود ،فيخرجون من النار قد امتحشوا ،فيصب عليهم ماء الحياة ،فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ).
    قال الحافظ ابن رجب-رحمه الله تعالى- :
    ((ففي هذا الحديث : أن الله يأتيهم أول مرة فلا يعرفونه ، ثم يأتيهم في المرة الثانية فيعرفونه .
    وفي الحديث السابق اختصار ، وقد ساقه في مواضع أخر بتمامه .
    وقد دل القرآن على ما دل عليه هذا الحديث في مواضع: كقوله : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ) [ البقرة : 210 ] .
    وقال : ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ) [ الأنعام :158 ] ، وقال :
    ( وجاء ربك والملك صفا صفا ( [ الفجر : 22 ] .
    ولم يتأول الصحابة ولا التابعون شيئا من ذلك ، ولا أخرجوه عن مدلوله ، بل روي عنهم ما يدل على تقريره والإيمان به وإمراره كما جاء .
    وقد روي عن الإمام أحمد ، أنه قال في مجيئه :هو مجيء أمره.
    وهذا مما تفرد به حنبل عنه .
    فمن أصحابنا من قال : وهم حنبل فيما روى ، وهو خلاف مذهبه المعروف المتواتر عنه .
    وكان أبو بكر الخلال وصاحبه لا يثبتان بما تفرد به حنبل عن أحمد روايةً .
    ومن متأخريهم من قال : هو رواية عنه ، بتأويل كل ما كان من جنس المجيء والإتيان ونحوهما .
    ومنهم من قال : إنما قال ذلك إلزاما لمن ناظره في القرآن ، فإنهم استدلوا على خلقه بمجيء القرآن ، فقال : إنما يجيء ثوابه ، كقوله : ( وجاء ربك ) ، أي : كما تقولون أنتم في مجيء الله ، أنه مجيء أمره .
    وهذا أصح المسالك في هذا المروي .
    وأصحابنا في هذا على ثلاث فرق :
    فمنهم من يثبت المجيء والإتيان ، ويصرح بلوازم ذلك في المخلوقات ، وربما ذكروه عن أحمد من وجوه لا تصح أسانيدها عنه .
    ومنهم من يتأول ذلك على مجيء أمره! .
    ومنهم من يقر ذلك ، ويمره كما جاء ، ولا يفسره ،
    ويقول : هو مجيء وإتيان يليق بجلال الله وعظمته سبحانه .
    وهذا هو الصحيح عن أحمد ، ومن قبله من السلف ، وهو قول إسحاق وغيره من الأئمة .
    وكان السلف ينسبون تأويل هذه الآيات والأحاديث الصحيحة إلى الجهمية ؛ لأن جهما وأصحابه أول من اشتهر عنهم أن الله تعالى منزه عما دلت عليه هذه النصوص بأدلة العقول التي سموها أدلة قطعية هي المحكمات ، وجعلوا ألفاظ الكتاب والسنة هي المتشابهات، فعرضوا ما فيها على تلك الخيالات! ، فقبلوا ما دلت على ثبوته بزعمهم ، وردوا مادلت على نفيه بزعمهم ، ووافقهم على ذلك سائر طوائف أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم .
    وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه وتجسيم وضلال!! ، واشتقوا من ذلك لمن آمن بما أنزل الله على رسوله أسماء ما أنزل الله بها من سلطان ، بل هي افتراء على الله ، ينفِّرون بها عن الإيمان بالله ورسوله .
    وزعموا أن ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك - مع كثرته وانتشاره - من باب التوسع والتجوز !، وأنه يحمل على مجازات اللغة المستبعدة ، وهذا من أعظم أبواب القدح في الشريعة المحكمة المطهرة ، وهو من جنس حمل الباطنية نصوص الإخبار عن الغيوب كالمعاد والجنة والنار على التوسع والمجاز دون الحقيقة ، وحملهم نصوص الأمر والنهي على مثل ذلك ، وهذا كله مروق عن دين الإسلام .
    ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام كالشافعي وأحمد وغيرهما عن الكلام وحذروا عنه إلا خوفا من الوقوع في مثل ذلك ، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيين ذلك وتحذير الأمة منه ؛ فإن ذلك من تمام نصيحة المسلمين ، فكيف كان ينصحون الأمة فيما يتعلق بالأحكام العملية ويدعون نصيحتهم فيما يتعلق بأصول الاعتقادات؟!! ، هذا من أبطل الباطل .
    قال أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي : سمعت عبد الرحمن بن محمد بن جابر السلمي يقول : سمعت محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه يقول : جاء رجل إلى المزني يسأله عن شيء من الكلام ، فقال : أني أكره هذا ، بل أنهي عنه كما نهى عنه الشافعي ؛ فإني سمعت الشافعي يقول : سئل مالك عن الكلام والتوحيد ، فقال مالك :
    محال أن يظن بالنبي –صلى الله عليه وسلم- أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد ، فالتوحيد ما قاله النبي –صلى الله عليه وسلم-:
    ( ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم ) ) ، فما عصم الدم والمال فهو حقيقة التوحيد . انتهى .
    وقد استوفينا الكلام على ذلك في أوائل " كتاب العلم" في الكلام على أول الواجبات .
    وقد صح عن ابن عباس أنه أنكر على من استنكر شيئا من هذه النصوص وزعم أن الله منزه عما تدل عليه :
    فروى عبد الرزاق في " كتابه" عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : سمعت رجلا يحدث ابن عباس بحديث أبي هريرة : ( ( تحاجت الجنة والنار ) ) ، وفيه :
    ( ( فلا تمتلئ حتى يضع رجله ) ) - أو قال : ( ( قدمه - فيها ) ) .
    قال : فقام رجل فانتفض!! ، فقال ابن عباس : ما فَرَقَ هؤلاء؟! ، يجدون رقة عند محكمه ، ويهلكون عند متشابهه .
    وخرجه إسحاق بن راهويه في " مسنده" عن عبد الرزاق .
    ولو كان لذلك عنده تأويل لذكره للناس ولم يسعه كتمانه .
    وقد قابل هؤلاء المتكلمين طوائف آخرون ، فتكلموا في تقرير هذه النصوص بأدلة عقلية ، وردوا على النفاة ، ووسعوا القول في ذلك ، وبينوا أن لازم النفي التعطيل
    المحض .
    وأما طريقة أئمة أهل الحديث وسلف الأمة : فهي الكف عن الكلام في ذلك من الطرفين ، وإقرار النصوص وإمرارها كما جاءت ، ونفي الكيفية عنها والتمثيل .
    وقد قال الخطابي في " الأعلام" : مذهب السلف في أحاديث الصفات :
    الإيمان ، وإجراؤها على ظاهرها ، ونفي الكيفية عنها .
    ومن قال : الظاهر منها غير مراد ،
    قيل له :
    الظاهر ظاهران : ظاهر يليق بالمخلوقين ويختص بهم ، فهو غير مراد ؛
    وظاهر يليق بذي الجلال والإكرام ، فهو مراد ، ونفيه تعطيل .
    ولقد قال بعض أئمة الكلام والفلسفة -من شيوخ الصوفية الذي يحسن به الظن المتكلمون- :
    إن المتكلمين بالغوا في تنزيه الله عن مشابهة الأجسام ، فوقعوا في تشبيهه بالمعاني ، والمعاني محدثة كالأجسام ، فلم يخرجوا عن تشبيهه بالمخلوقات .
    وهذا كله إنما أتى من ظن أن تفاصيل معرفة الجائز على الله والمستحيل عليه يؤخذ من أدلة العقول ، ولا يؤخذ مما جاء به الرسول .
    وأما أهل العلم والإيمان ، فيعلمون أن ذلك كله متلقى مما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- ، وأن ما جاء به من ذلك عن ربه فهو الحق الذي لا مزيد عليه ، ولا عدول عنه ، وأنه لا سبيل لتلقي الهدى إلا منه ، وأنه ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله الصحيحة ما ظاهره كفر أو تشبيه ، أو مستحيل ، بل كل ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله ، فإنه حق وصدق ، يجب اعتقاد ثبوته مع نفي التمثيل عنه ، فكما أن الله ليس كمثله شيء في ذاته ، فكذلك في صفاته .
    وما أشكل فهمه من ذلك ، فإنه يقال فيه ما مدح الله الراسخين من أهل العلم ، أنهم يقولون عند المتشابهات :
    ( آمنا به كل من عند ربنا ) [ آل عمران : 7 ] .
    وما أمر به رسول الله في متشابه الكتاب ، أنه يرد إلى عالمه ، والله يقول الحق ويهدي السبيل .
    وكلمة السلف وأئمة أهل الحديث متفقة على أن آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة كلها تمر كما جاءت ، من غير تشبيه ولا تمثيل ، ولا تحريف ولا تعطيل .
    قال أبو هلال : سأل رجل الحسن عن شيء من صفة الرب عز وجل ، فقال : أمروها بلا مثال .
    وقال وكيع : أدركت إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرا يحدثون بهذه الأحاديث ،ولا يفسرون شيئا .
    وقال الأوزاعي : سئل مكحول والزهري عن تفسير هذه الأحاديث ، فقالا : أمرها على ما جاءت .
    وقال الوليد بن مسلم : سألت الأوزاعي ومالكا وسفيان وليثا عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة والقرآن ، فقالوا : أمروها بلا كيف .
    وقال ابن عيينة : ما وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره ، ليس لأحد أن يفسره إلا الله عز وجل .
    وكلام السلف في مثل هذا كثير جدا .
    وقال أشهب : سمعت مالكا يقول : إياكم وأهل البدع ، فقيل : يا أبا عبد الله : وما البدع ؟ قال : أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وعلمه وقدرته ، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان .
    خرجه أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي في كتاب "ذم الكلام".
    وروى - أيضا - بأسانيده ذم الكلام وأهله عن مالك ، وأبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد ، وابن مهدي ، وأبي عبيد ، والشافعي ، والمزني ، وابن خزيمة .
    وذكر ابن خزيمة النهي عنه عن مالك والثوري والأوزاعي والشافعي وأبي حنيفة وصاحبيه وأحمد وإسحاق وابن المبارك ويحيى بن يحيى ومحمد بن يحيى الذهلي .
    وروى - أيضا - السلمي النهي عن الكلام وذمه عن الجنيد وإبراهيم الخواص .
    فتبين بذلك أن النهي عن الكلام إجماع من جميع أئمة الدين من المتقدمين من الفقهاء وأهل الحديث والصوفية ، وأنه قول أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وغيرهم من أئمة المسلمين .
    ومن جملة صفات الله التي نؤمن بها ، وتمر كما جاءت عندهم : قوله تعالى :
    ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) [ الفجر : 22 ] ونحو ذلك مما دل على إتيانه ومجيئه يوم القيامة .
    وقد نص على ذلك أحمد وإسحاق وغيرهما .
    وعندهما : أن ذلك من أفعال الله الاختيارية التي يفعلها بمشيئته واختياره .
    وكذلك قاله الفضيل بن عياض وغيره من مشايخ الصوفية أهل المعرفة .
    وقد ذكر حرب الكرماني أنه أدرك على هذا القول كل من أخذ عنه العلم في البلدان ، وسمى منهم : أحمد وإسحاق والحميدي وسعيد بن منصور .
    وكذلك ذكره أبو الحسن الأشعري في كتابه المسمى بـ"الإبانة"، وهو من أجل كتبه ، وعليه يعتمد العلماء وينقلون منه ، كالبيهقي وأبي عثمان الصابوني وأبي القاسم ابن عساكر وغيرهم .
    وقد شرحه القاضي أبو بكر ابن الباقلاني .
    وقد ذكر الأشعري في بعض كتبه أن طريقة المتكلمين في الاستدلال على قدم الصانع وحدوث العالم بالجواهر والأجسام والأعراض محرمة عند علماء المسلمين .
    وقد رُوي ذم ذلك وإنكاره ونسبته إلى الفلاسفة عن أبي حنيفة .
    وقال ابن سريج : توحيد أهل العلم وجماعة المسلمين : الشهادتان ؛
    وتوحيد أهل الباطن من المسلمين : الخوض في الأعراض والأجسام ، وإنما بعث النبي بإنكار ذلك .
    خرجه أبو عبد الرحمن السلمي .
    وكذلك ذكره الخطابي في رسالته في "الغنية عن الكلام وأهله".
    وهذا يدل على أن ما يؤخذ من كلامه في كثير من كتبه مما يخالف ذلك ويوافق طريقة المتكلمين فقد رجع عنه ، فإن نفي كثير من الصفات إنما هو مبني على ثبوت هذه الطريقة .
    قال الخطابي في هذه الرسالة في هذه الطريقة في إثبات الصانع :
    إنما هو شيء أخذه المتكلمون عن الفلاسفة ، وإنما سلكت الفلاسفة هذه الطريقة لأنهم لا يثبتون النبوات ولا يرون لها حقيقة ، فكان أقوى شيء عندهم في الدلالة على إثبات هذه الأمور ما تعلقوا به من الاستدلال بهذه الأشياء ، فأما مثبتو النبوات ، فقد أغناهم الله عن ذلك ، وكفاهم كلفة المؤنة في ركوب هذه الطريقة المتعرجة التي لا يُؤمن العنت على من ركبها ، والإبداع والانقطاع على سالكها .
    ثم ذكر أن الطريق الصحيحة في ذلك : الاستدلال بالصنعة على صانعها ، كما تضمنه القرآن ، وندب إلى الاستدلال به في مواضع ، وبه تشهد الفطر السليمة المستقيمة .
    ثم ذكر طريقتهم التي استدلوا بها ، وما فيها من الاضطراب والفساد والتناقض والاختلاف .
    ثم قال : فلا تشتغل - رحمك الله - بكلامهم ، ولا تغتر بكثرة مقالاتهم ؛ فإنها سريعة التهافت ، كثيرة التناقض ، وما من كلام تسمعه لفرقة منهم إلا ولخصومهم عليه كلام يوازيه ويفارقه ، فكلٌّ بكلٍّ معارض ، وبعضهم ببعض مقابَل .
    قال : وإنما يكون تقدم الواحد منهم وفلجه على خصمه بقدر حظه من الثبات والحذق في صنعة الجدل والكلام ، وأكثر ما يظهر به بعضهم على بعض إنما هو إلزام من طريق الجدل على أصول مؤصلة لهم ، ومناقضات على مقالات حفظوها عليهم [ . . . ] تقودها وطردها ، فمن تقاعد عن شيء منها سموه من طريق [ . . . ] جعلوه مبطلا ، وحكموا بالفلج لخصمه عليه ، والجدل لا يقوم به حق [ . . . ] به حجة .
    وقد يكون الخصمان على مقالتين مختلفتين ، كلاهما باطل ، ويكون الحق في ثالثٍ غيرهما ، فمناقضة أحدهما صاحبه غير مصححٍ مذهبَه ، وإن كان مفسدا به قول خصمه ؛ لأنهما مجتمعان معا في الخطأ ، مشتركان فيه ، كقول الشاعر :
    حجج تهافت كالزجاج تخالها** حقا ، وكل واهن مكسور
    ومتى كان الأمر كذلك ، فإن أحدا من الفريقين لا يعتمد في مقالته التي نصرها أصلا صحيحا ، وإنما هو أوضاع وآراء تتكافأ وتتقابل ، فيكثر المقال ، ويدوم الاختلاف ، ويقل الصواب ، كما قال تعالى :( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) [ النساء : 82 ] .
    فأخبر تعالى أن ما كثر فيه الاختلاف فليس من عنده ، وهو من أدل الدليل على أن مذاهب المتكلمين مذاهب فاسدة ؛ لكثرة ما يوجد فيها من الاختلاف المفضي بهم إلى التكفير والتضليل .
    وذكر بقية الرسالة ، وهي حسنة متضمنة لفوائد جليلة ، وإنما ذكرنا هذا القدر منها ليتبين به أن القواعد العقلية التي يدعي أهلها أنها قطعيات لا تقبل الاحتمال ، فترد لأجلها - بزعمهم - نصوص الكتاب والسنة ، وتصرف عن مدلولاتها ، إنما هي عند الراسخين شبهات جهليات ، لا تساوي سماعها ، ولا قراءتها ، فضلا عن أن يرد لأجلها ما جاء عن الله ورسوله ، أو يحرّف شيء من ذلك عن مواضعه .
    وإنما القطعيات ما جاء عن الله ورسوله من الآيات المحكمات البينات ، والنصوص الواضحات ، فترد إليها المتشابهات ؛ وجميع كتب الله المنزلة متفقة على معنى واحد ، وأن ما فيها محكمات ومتشابهات ، فالراسخون في العلم يؤمنون بذلك كله ، ويردون المتشابه إلى المحكم ، ويكلون ما أشكل عليهم فهمه إلى عالمه ، والذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، فيضربون كتاب الله بعضه ببعض ، ويردون المحكم ، ويتمسكون بالمتشابه ابتغاء الفتنة ، ويحرفون المحكم عن مواضعه ، ويعتمدون على شبهات وخيالات لا حقيقة لها ، بل هي من وساوس الشيطان وخيالاته يقذفها في القلوب .
    فأهل العلم والإيمان يمتثلون في هذه الشبهات ما أمروا به من الاستعاذة بالله ، والانتهاء عما ألقاه الشيطان ، وقد جعل النبي –صلى الله عليه وسلم- ذلك من علامات الإيمان .
    وغيرهم فيصغون إلى تلك الشبهات ، ويعبرون عنها بألفاظ مشتبهات لا حرمة لها في نفسها ، وليس لها معنى يصح ، فيجعلون تلك الألفاظ محكمة لا تقبل التأويل ، فيردون كلام الله ورسوله إليها ، ويعرضونه عليها ، ويحرفونه عن مواضعه لأجلها .
    هذه طريقة طوائف أهل البدع المحضة من الجهمية والخوارج والروافض والمعتزلة ومن أشبههم ، وقد وقع في شيء من ذلك كثير من المتأخرين المنتسبين إلى السنة من أهل الحديث والفقه والتصوف من أصحابنا وغيرهم في بعض الأشياء دون بعض .
    وأما السلف وأئمة أهل الحديث ، فعلى الطريقة الأولى ، وهي الإيمان بجميع ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو صح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه أثبته له ، مع نفي التمثيل والكيفية عنه ، كما قاله ربيعة ومالك وغيرهما من أئمة الهدى في الاستواء ، وروي عن أم سلمة أم المؤمنين ، وقال مثل ذلك غيرهم من العلماء في النزول ، وكذلك القول في سائر الصفات ، والله سبحانه وتعالى الموفق.))اهـ.
    (فتح الباري) ج5 ص73-81 ط.ابن الجوزي.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    أختي الفاضلة شجرة الدر .. لم يكن المقصود بما تفضلتي به لانه المعلومة قيلت لي والكتاب بين أيدينا وليس بتحقيق شعيب الأرناؤوط .. ولم أرى في الكتاب الذي كان بين أيدينا خطأ عقدي ، ولكن الأخت التي قالت لي هذه المعلومة ترا أنه يحتوى على بعض الملاحظات في العقيدة ، وعندما طلبت منها أن تريني ما تنكره على ابن رجب رحمة الله تعالى فتحت الكتاب على حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو : ( لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ألا ترون أنها تغدو خماصا وتروح بطانا ) ...... " ومنها ما يخرقه لقليل من عباده كحصول الرزق ، لمن ترك السعي في طلبه . فمن رزقه الله صدق يقين وتوكل وعلم من الله أن يخرق له العوائد ، ولا يحوجه إلى الأسباب المعتادة في طلب الرزق ونحوه ، جاز له ترك الأسباب ، ولم ينكر عليه ذلك ، وحديث عمر هذا الذي نتكلم عليه يدل على ذلك ويدل على أن الناس إنما يؤتون من قلة تحقيق التوكل ، ووقوفهم مع الأسباب الظاهرة بقلوبهم ، ومساكنتهم لها ، فلذلك يتعبون أنفسهم في الأسباب ، ويجتهدون فيها غاية الاجتهاد ، ولا يلأتيهم ألا ما قدر لهم . "
    فقالت لي : أليس هذا يدخل في التواكل ؟
    فقلت لها : !!! لا أرى أنه يدخل في التواكل لانه ابن رجب رحمه الله تعالى ، بين الفرق بين التوكل والتواكل ووضح ذلك !!!

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    183

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    بارك الله فيك ورزقني وإياكِ العلم النافع والعمل الصالح ..

    على أية حال .. دونك كتاب " ابن رجب الحنبلي وأثره في توضيح عقيدة السلف "

    فيه تجدين مطلوبك بإذن الله ..

    http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1921

    فقد استفدت منه كثيرا .. وكذلك كتاب الدكتور علي الشبل تكلم عن المآخذ المتعلقة بالحافظ .. لكنه مآخذ لاتقدح بعلمه وعلو كعبه - رحمه الله - ..

    وإن أردتِ أي استفسار فأنا على استعداد لخدمتك ..

    وبالله التوفيق ..
    "والله لا أحل ما حرَّم الله، فالله حرَّم عرضي وحرم غيبتي فلا أحلها لأحد، فمن اغتابني فأنا أقاصه يوم القيامة"ابن المسيب.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    154

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    كل بني آدم خطاء.. وكل يؤخذ من كلامه ويرد.. هذه عقيدتنا..

    ولكن.. هذا لا يقدح في علمائنا وأئمة الهدى لنا.. بل يثبت بشريتهم فيها..

    وأما الحافظ ابن رجب فله من العلم المكان المعلى.. والمكانة السامقة..
    وأما أن عنده مآخذ فلا يضر لو ثبت ذلك في معتقده لأن من اجتهد وفق منهج الحق ومعتقد أهل السنة طالبًا الحق فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر...

    وما يدلك على فضيلة الرجل ومكانته بين السلف مثل كتابه ورسالته البديعة - فضل علم السلف - فهي من أنفس ما كتب.. رحمه الله رحمة واسعة..
    اخوكم
    محب الهدى

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    بارك الله فيكم وزادكم علما
    وجزاك الله خيرا أختي شجرة الدر

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    بارك الله في الجميع
    الحافظ الإمام ابن رجب من أتبع العلماء المتأخرين للسلف في المسائل العلمية والعملية
    والسؤال عن ذلك والإجابة عنه _أيضا_ مظنة الانتقاص من قدره وإن لم يكن ذلك مراد السائل
    وذلك لشهرة هذا الإمام وتميزه عن غيره في هذا الميدان

    لا تخلو مصنفات كبار الأئمة في الحديث والفقه والعمل من ذكر أحاديث ضعيفة
    من زمن ابن المبارك والشافعي ثم ابن المنذر والبيهقي والنووي وابن تيمية وابن القيم وغيرهم كثير
    وذلك أن المنهج الصحيح في التعامل مع الحديث الضعيف أن يستأنس به ولا يعتبر وجوده كعدمه
    ومن اعتبر وجود الحديث الضعيف كعدمه ولم يجعله مؤثرا في مراتب الظنون فقد خالف سبيل أهل العلم المحققين قبله

    ولم يكن الحافظ ابن رجب متعصبا لمذهب من المذاهب
    وأصوله وكتبه شاهدة على ذلك
    يعني نظرة سريعة في الفتح له تكفي للتدليل على ذلك
    وأما رسالته في اتباع الأئمة الأربعة فهو أولا لم يتفرد بهذا القول ثم ثانيا فقد كان مراده الرد على متبعي الرخص والشاذ من الأقوال ومدعي الإجتهاد بغير حق
    وثالثا: فإن المحققين من العلماء ممن قال بهذا القول كان مراده سد باب الاجتهاد بغير حق ممن يدعيه وليس أهلا له
    ولكنك تجده مع ذلك صاحب اجتهاد وتحرير وترجيح وتحقيق
    وابن رجب من هؤلاء المحققين
    دل تراثه على ذلك

    وأما كلامه في التوكل وترك الأسباب فإنه كلام أحمد وإسحاق وغيرهم من السلف وقد ذكر ذلك ودلل على ما يقول

    فرحم الله أئمتنا وعلمائنا ورزقنا اتباعهم وحشرنا في زمرتهم اللهم آمين
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  20. #20

    افتراضي رد: هل جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - يحتوى على أخطاء في العقيدة ارجو ذكره

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    ..... " ومنها ما يخرقه لقليل من عباده كحصول الرزق ، لمن ترك السعي في طلبه . فمن رزقه الله صدق يقين وتوكل وعلم من الله أن يخرق له العوائد ، ولا يحوجه إلى الأسباب المعتادة في طلب الرزق ونحوه ، جاز له ترك الأسباب ، ولم ينكر عليه ذلك ، وحديث عمر هذا الذي نتكلم عليه يدل على ذلك ويدل على أن الناس إنما يؤتون من قلة تحقيق التوكل ، ووقوفهم مع الأسباب الظاهرة بقلوبهم ، ومساكنتهم لها ، فلذلك يتعبون أنفسهم في الأسباب ، ويجتهدون فيها غاية الاجتهاد ، ولا يلأتيهم ألا ما قدر لهم . "
    فقالت لي : أليس هذا يدخل في التواكل ؟
    فقلت لها : !!! لا أرى أنه يدخل في التواكل لانه ابن رجب رحمه الله تعالى ، بين الفرق بين التوكل والتواكل ووضح ذلك !!!
    للأسف هذا النقل مبتور!

    أولا : أن الحافظ ابن رجب-رحمه الله تعالى- في بداية شرحه لهذا الحديث قال بكلام عربي مبين:
    (وهذا الحديث أصل في التوكل ،وأنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق....(إلى أن قال) : واعلم أنّ تحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدّر الله سبحانه المقدورات بها ،وجرت سنته في خلقه بذلك ،فإن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل ،، فالسَّعيُ في الأسباب بالجوارح طاعةٌ له ، والتوكُّلُ بالقلب عليه إيمانٌ به ، كما قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ } ، وقال : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ } ، وقال : { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ }...)اهـ
    فكلامه واضح بيّن في إثبات ذلك على طريقة أهل السنة وعقيدتهم في التوكل.
    ثم قال رحمه الله تعالى-بعد أن ذكر أن الأعمال التي يعملها العبد ثلاثة أقسام-:

    (.....القسم الثالث : ما أجرى الله العادة به في الدنيا في الأعمِّ الأغلب ، وقد يخرِقُ العادة في ذلك لمن يشاء من عباده ، وهو أنواع :
    منها ما يخرقه كثيراً ، ويغني عنه كثيراً من خلقه كالأدوية بالنسبة إلى كثيرٍ من البلدان وسكان البوادي ونحوها . وقد اختلف العلماءُ : هل الأفضل لمن أصابه المرض التداوي أم تركه لمن حقَّق التوكل على الله ؟ وفيه قولان مشهوران ، وظاهر كلام أحمد أنَّ التوكلَ لمن قوي عليه أفضلُ ، لِمَا صحَّ عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال :

    (( يَدخُلُ مِنْ أُمَّتي الجنَّة سبعون ألفاً بغير حساب )) ثم قال : (( هم الذين لا يتطيَّرون ولا يَسترقون ولا يَكتوون وعلى ربِّهم يتوكَّلون )) ((1)) .

    ومن رجح التداوي قال : إنَّهُ حال النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يُداوم عليه ، وهو لا يفعلُ إلاّ الأفضلَ ، وحمل الحديثَ على الرُّقى المكروهة التي يُخشى منها الشركُ
    بدليل أنَّه قرنها بالكي والطِّيرة وكلاهما مكروه .
    ومنها ما يَخرِقُهُ لِقليلٍ من العامة ، كحصول الرِّزق لمن ترك السعي في طلبه ، فمن رزقه الله صدق يقين وتوكل ، وعَلِمَ من الله أنَّه يَخرِقُ له العوائد ، ولا يُحوجه إلى الأسباب المعتادة في طلب الرزق ونحوه ، جاز له تَركُ الأسباب ، ولم يُنكر عليه ذلك ، وحديث عمر هذا الذي نتكلم عليه يدلُّ على ذلك ، ويدلُّ على أنَّ النَّاس إنَّما يُؤتون مِنْ قلَّة تحقيق التوكُّل ، ووقوفهم مع الأسباب الظاهرة بقلوبهم ومساكنتهم لها ، فلذلك يُتعبون أنفسَهم في الأسباب ، ويجتهدون فيها غاية الاجتهاد ، ولا يأتيهم إلاّ ما قُدِّر لهم ، فلو حَقَّقوا التوكُّلَ على الله بقلوبهم ، لساقَ الله إليهم أرزاقهم مع أدنى سببٍ ، كما يسوقُ إلى الطَّير أرزاقها بمجرَّدِ الغدوِّ والرواح ، وهو نوعٌ من الطَّلب والسَّعي ، لكنه سعيٌ يسيرٌ ))اهـ.

    وكلامه هنا واضح بين في الأخذ بأدنى الأسباب ، وتأملوا قوله: "مع أدنى سبب" ، ليس مراده إطلاقا ترك الأسباب بالكلية كما يقوله المتصوفة ! وإنما إن شئت فقل :
    إن كلامه هنا من أفضل ما تجد من شرح لكلمة السلف المشهورة :
    (الِالْتِفَاتُ إلَى الْأَسْبَابِ شِرْكٌ فِي التَّوْحِيدِ، وَمَحْوُ الْأَسْبَابِ أَنْ تَكُونَ أَسْبَابًا نَقْصٌ فِي الْعَقْلِ وَالْإِعْرَاضُ عَنْ الْأَسْبَابِ بِالْكُلِّيَّةِ قَدْحٌ فِي الشَّرْعِ).
    __________
    (1) أخرجه : مسلم 1/137 ( 218 ) ( 371 ) و( 372 ) .

    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •