دور النهضة الحديثة في إبراز فن الخرافة
اهتم الأدباء والكتاب العرب كثيراً بماكتبه "لافونتين" ومحاكاة خرافاته الوعظية، وسبب ذلك الاهتمام عائد إلى ما تضمنته الخرافات من مواعظ إرشادية تفيد أول ما تفيد النشء الجديد.. وقد كان "محمد عثمان جلال" أول من قام بنقل أضخم عمل خرافي من لغة أجنبية في العصر الحديث، ويتمثل ذلك في مؤلفه "العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ"
العيون اليواقظ لمحمد عثمان جلال
الصرَّار والنملة
حكاية موضوعها صرَّارُ
أودى به الجوع والإضطرارُ
وكان قضى الصيف في الغناء
وما سعى في ذُخرة الشتاءِ
وحين جاء زمن الثليج
ومنع القومَ من الخروج
شاهد بيته بلا مؤونه
فراح يوماً يطلب المعونه
وقال للنملة:أنت جارتى
ما لي سواك في قضاء حاجتي
هل تصنعين معيَ المعروفا..
لاذقت من أيامنا صروفا..
وتقرضينني صواعَا غلّه
وطبقا، ومتردّا، وحلّه
فإن أتى الصيف فقبل الصبح
أردها عليك،غير الربح
قالت لـه النملة وهي تجري:
عذرك يا مسكين مثل عذري
ماذا فعلت في حصيدٍ قد مضى؟
قال لـها:كان زمان وانقضى!
قالت:وما ادخرت فيه للشتا
قال لـها،مستهزئا،مُ نَكتا..
:كنت أغني للحمير القُمّص!
قالت لـه:يا صاحبي الآن ارقص!
واعلم بأن السعي في الذخيره
يدفع كلَّ غُمة، وحيره
والدرهم الأبيض وهو في يدي
ينفعني في كلّ يومِ أسود!
يتبع .. إن شاء الله