الحقيقة, هناك أشياء كثيرة تعبث في دواخلنا, من قبيل الخواطر والمشاعر والآراء والأفكار وغيرها, إنها تفاعلات كثيرة ولكل موقف تفاعل يناسبه.


أسأل نفسي كثيراً كيف نتفاعل من تفاعلاتنا؟
دعني أكونُ أكثر دقة في سؤالي لأقول كيف نترجم تفاعلاتنا مع ما يدور من حولنا؟

هل سمعت بخيانة التعبير؟
أعتقد أن خيانة التعبير ليست فقط في (التعبير) بل حتى في التصرف الخاطئ, لأنك تريد القيام بشيء معين أو تتمنى شيء آخر, فيصدر منك ما يعاكس ذلك.

أفكر كثيراً .. في كيف تفهم الناس وكيف يفهمك الناس مع العلم أن كل واحد منا نحن الـ(ـناس) له تفكيره المستقل وفكره الخاص, وهذا يعني أن تفاعل النفس ينتج عن ترجمة تلك الترميزات التي تتحلى بها عقول البشر.

يعني: يتصرف كل ( أحد ) منا مع أدواته وإمكانياته ومايملك وفق تفكيره وتفسيره وترجمته, وهناك تصرفات عامة اتفقت كثير من العقول على ترجمتها بطريقة معينة, وكل ثقافة تتميز بمجموعة من التصرفات المترجمة مسبقاً في عقول كل أعضاء تلك الثقافة لما هو معروف عن ذلك التصرف (بشكل غالب), ولو لم تكن الترجمة صحيحة 100%, لكن تلك الترجمة نتجت عن الغالب السائد والمعروف عن ذلك التصرف.

أما بعد:

ما أريد التركيزعليه هو أمر في غاية الأهمية كما أتصور, وهو تصرفات الناس من حولنا وتفاعلهم معنا .. كثيراً ما نضع الاحتمالات الممكنة وراء تصرف أحد الزملاء أو الأقرباء, ولكن لا نضع نصب أعيننا إلا سوء الظن في البداية, ونضع الخيارات السلبية قبل الإيجابة, ولو كان التصرف معروفٌ بترجمة معينة يبقى التصديق للسلبي منها يكاد يكون حتمياً عند غالبية الناس.

رغم أن (خيانة التعبير) قد توقع الكثير من الناس في براثنها, وتودي بهم في أودية من المهالك الأخوية.

طبعاً: كل هذا يحدث بعيداً عن "أوجد لأخاك سبعين عذراً" أو "حسن الظن", فتتعب عقولنا وتضمر أجسامنا من تلك الموجات المؤلمة التي عصفت بنا فأنهكت قلوبنا وعقولنا! وقبلها مشاعرنا.

إن الكثير من المشاكل التي تقع بين الناس هي نتيجة لتلك الترجمة التي نعتمدها أمام بعض التصرفات التي يكاد يجمع على معناها أهل ثقافتنا, رغم أن الواجب هو اعتماد الترجمات الخاصة التي تعني كل تصرفٍ على حده, وهذا هو ما يساعدنا على التنوع والتفاعل مع الثقافات الأخرى بكل سلاسة ومرونة.

وكما أتصور فإن الإنسان أيضاً يجب أن يراعي تلك الترجمات التي قد تقع في عقول الناس جراء اقدامه على تصرف معين, فبعض الناس للأسف لا ترحم, وهذا واقع لن يتغير في يومٍ وليلة, لذا يجب مراعاة ذلك في أحيان كثيراً خصوصاً في أهم المسائل والتي قد تفسر بطريقة قد أسميها (وحشية)!.


أذكر أني قد وقعت في شباك تفسير أحد الأصدقاء, لفعلٍ فعلته ولم أراعي الترجمات أو التفسيرات الممكنة جراء فعلي هذا, وأقدمت عليه بكل (براءة) كما يقولون!, فترجم الفعل على نحوٍ لم ولن يخطر في بالي وهو في الحقيقة أمراً ممكنناً لمن يتابع من بعيد, أما من طرفي أنا فلم والله أقصد إلا ظاهر فعلي, ولكن بعدي عن التفكير بشكل أوسع وأشمل جعلني في دائرة المسيئين, حتى جعل فعلي ذلك من فهمه على طريقة مسيئة يعتدي عليه ويلغيه!, وذلك فقط لما وقع في رأسه من ترجمة قد تكون سائدة عند مجموعة من الناس لكني لم أتنبه لهذا التفسير المحتمل, وهذا بلاشك هو من سوء الظن, رغم أن حسن الظن هو الأولى في مثل هذه الحالة وهو الذي يجب أن يكون حاضراً.


هنا أتوقف لأدع المجال لمن عنده إضافة أو زيادة, أو تعديل ..

فقد كتبت - كما يقول أحدهم - بقلم الرصاص إحتراماً لممحاة الرأي الآخر.


تجدها: هُنا