تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: نصائح لتكون من كبار العلماء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1,699

    افتراضي نصائح لتكون من كبار العلماء

    اقدم لك ايها الفاضل عدة نصائح
    _ليكن همك تبليغ العلم وأداء فرض الكفاية فهو تكليف لا تشريف
    ولتعلوا همتك فى طلبه _
    يقول العلامة العثيمين ان هذا الدين نصر بالسيف وبالعلم ونصر بالعلم أكثر مما نصر بالسيف
    وقديما قالوا لن ُينال العلم براحة البدن
    _وان مما يسهل عليك الطلب ومشاقه علم الثواب المتحصل من تعلم العلم وتعليمه _
    يقول بعضهم من علم ثواب العمل هان عليه العمل
    _أخذ العلم بالسند العالى من الاكابر فى كل فن يسهل عليك الطلب_
    _كثرة التعليم تثبت المعلومة وتثريها_
    قال على رضى الله عنه المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالانفاق
    _انتهاج نهج الائمة الكبار فى الطلب وتتبعها تقصر عليك الطريق_
    _التواضع للعلم ولمن تتعلم منه والحذر من الكبر عليه وعلى المسلمين فانه من أسباب ضياع العلم _
    الاسغفار
    قال شيخ الاسلام بن تيمية كنت ذا استعصت على مسالة أذهب للمساجد المهجورة وأمرغ وجههى فى التراب وأقول يا معلم ابراهيم علمنى يا مفهم سليمان فهمنى
    التقوى
    واتقوا الله ويعلمكم الله
    استشعار جهل المسلمين وحاجتهم الماسة للعلم وانتشار البدع والمعاصى والخرافات



    وهذه وصايا لطلبة العلم......... منقولة
    الإخلاص والحذر من النية الفاسدة
    يا طالب العلم ..

    اعلم علمني الله وإياك أن إصلاح النية والإخلاص وتوجه القلب أول ما يبدأ به قبل أي عمل لذلك كان من حسن صنيع العلماء في تصانيفهم أن يبدأوا بذكر حديث (إنما الأعمال بالنيات..) وفي رواية بالنية، في أول الكتب كما صنع البخاري –رحمه الله- في صحيحه والنووي في رياضه وغيرهم من أهل العلم لأن الله لايقبل من العمل إلا ما كان صالحا وابتغي به وجهه. وكيف يصح سعي طالب العلم الذي سلك طريق الجنة ليكون من ورثة الأنبياء دون أن يصحح نيته ويخلص قصده ويتوجه بقلبه إلى الله لايتوجه إلى غيره ولايلتفت إلى سواه.

    وقد أمر الله بالإخلاص في كتابه فقال: (فاعبد الله مخلصا له الدين)، وقال: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).

    واعلم أن النية تؤثر في العمل وهي سبب لفلاح العبد وفلاح عمله أو طلاحه وفساد عمله والعياذ بالله. وتأمل هذا الحديث (ثلاث حق على الله عونهم، المكاتب يريد الأداء والمجاهد في سبيل الله والناكح يريد العفاف)، فهو يعان من الله لأنه يريد الأداء ويريد العفاف. وهذا الحديث أيضا (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله). فانظر كيف تؤثر الإرادة في العمل والإعانة والخذلان وقد عزى كثير من المؤرخين انتشار كتب بعض العلماء وعلمهم وما لاقوا من القبول في أوساط المسلمين، عزوا ذلك إلى إخلاصهم وحسن قصدهم والله الحسيب.

    والنية سبب لجمع الشمل أو تفرقه ففي الحديث (من أصبح والآخرة نيته جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن أصبح والدنيا نيته فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له).

    والنية أبلغ من العمل والعبد يؤجر بنيته أكثر من عمله ففي الحديث (إن بالمدينة لرجال ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم في الأجر، حبسهم العذر) فانظر كيف أثيبوا وأجروا وهم بالمدينة. وتأمل الحديث:ـ قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:(إنما الدنيا لأربعة نفر:

    1- عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل.

    2- وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته، فأجرهما سواء.

    3- وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، يخبط في ماله بغير علم لايتقي فيه ربه ولايصل فيه رحمه ولا يعلم فيه حقا فهذا بأخبث المنازل.

    4- وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته، فوزرهما سواء). –رواه الترمذي في كتاب الزهد وقال حسن صحيح، وابن ماجه وقال الألباني: صحيح-. وهذا الحديث فيه فضل العلم مع التنبيه على خطورة شأن النية فيه.

    قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه).

    واعلم أن الإخلاص شديد ومعالجة النية تحتاج لجهاد طويل. قيل لسهل التستري:أى شيء أشد على النفس؟ قال: (الإخلاص إذ ليس لها فيه نصيب). يقول سفيان الثوري –رحمه الله- : (ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي).

    فالنفس تحب الظهور والمدح والرياء وتميل إلى البطالة والكسل وزينت لها الشهوات ولذلك قيل تخليص النيات على العمال أشد عليهم من جمع الأعمال. وقال بعضهم: (إخلاص ساعة نجاة الأبد، ولكن الإخلاص عزيز).

    فجاهد نفسك في إخلاص النية وكن بين خوف ورجاء وحسن ظن بالله وسوء ظن بنفسك وأبشر فإن العلم سبب لصلاح النية. يقول الدارقطني: (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله). قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين). فينبغي لطالب العلم ألا يفتر عن محاسبة نفسه ومراجعة نيته. كان الحسن البصري كثيرا ما يعاتب نفسه ويوبخها فيقول: (تتكلمين بكلام الصالحين وتفعلين فعل الفاسقين المنافقين المرائين والله ما هذه صفات المخلصين).

    قال الذهبي –رحمه الله-: (ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد. فإن أعجبه كلامه فليصمت وإن أعجبه الصمت فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه فإنها تحب الظهور والثناء).

    قال هشام الدستوائي: (والله ما أستطيع أن أقول أني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أريد به وجه الله –عز وجل-)، قال الذهبي معلقا: (والله ولا أنا فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا وصاروا أئمة يقتدى بهم وطلبه قوم منهم أولا لا لله وحصلوه ثم استفاقوا وحاسبوا أنفسهم فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق، كما قال مجاهد وغيره: (طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية ثم رزق الله النية بعد). وبعضهم يقول: (طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله). فهذا أيضا حسن ثم نشره بنية صالحة. وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا وليثنى عليهم فلهم ما نووا, قال –صلى الله عليه وسلم-: (من غزا ينوي عقالا فله ما نوى)-6401 صحيح الجامع-)انتهى كلام الذهبي في السير –نقلا عن منطلقات طالب العلم-.

    واحذر يا طالب العلم الرياء وفساد النية فإنه محبطة للأعمال مؤدية إلى النيران. قال تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). وقال –صلى الله عليه وسلم-: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه فقال: الرياء). وقال: (من طلب العلم ليباهي به العلماء، ويماري به السفهاء وليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار).-صحيح الجامع-. وفي الصحيح (أول من تسعر بهم النار ثلاثة..-ذكر منهم- رجل تعلم العلم ليقال عالم وقرأ القرآن ليقال قاريء). نسأل الله العافية.

    واحذر من ترك الأعمال أو ترك طلب العلم بزعم خوف الرياء وفساد النية وعدم توفر الإخلاص فلو كان ذلك واجبا ما عمل أحد الواجبات الظاهرة – كالجهاد والخطابة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلاة الجماعة وغير ذلك – وأفضى ذلك إلى ضياع الدين. بل اعمل واطلب العلم وجاهد نفسك في إصلاح النية وتوجه القلب فهذا حال المؤمنين، قال تعالى: (والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) قالت عائشة: يا رسول الله، أولئك الذين يزنون ويسرقون؟ قال: (لا، يا ابنة الصديق، أولئك الذين يصومون ويصلون ويخافون ألا يتقبل الله منهم) – رواه الترمذي وصححه الألباني - .

    مما يعينك على إصلاح النية وعلاج فسادها أمور منها:

    1- مشاهدة كمال الله وقدرته وعظمته وغناه وفضله، وعجز العباد وضعفهم وذلتهم وفقرهم وحاجتهم، فكيف تطلب الثواب من الفقير الضعيف وتدع الغني القادر – سبحانه وتعالى - .

    2- التفكر في الآخرة ونعيمها وعذابها وأن ما عند الله خير وأبقى .

    3- التأمل في سرعة انقضاء الدنيا وفنائها فلو نلت فيها شيئا سرعان ما يزول.

    4- الدعاء والإلحاح على الله أن يصلح قلبك ونيتك ولا تنسى دعاء (يا حي يا قيوم أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا). ودعاء (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك مما لا أعلمه.

    5- ذم النفس ومحاسبتها دائما على أمر النية.

    6- الحذر من الإعجاب وحب المدح وحب الرياسة والظهور ومعالجة ذلك في نفسك، وقديما قيل: (حب الظهور يقسم الظهور). يقول أحد الصالحين: (آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين حب السلطة والتصدر). وحب الجاه والشهرة يفسد الدين، قال –صلى الله عليه وسلم-: (ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه). وكان السلف أبعد الناس عن حب الشهرة، قال بشر بن الحارث: (ما اتقى الله من أحب الشهرة). وقال أحمد بن حنبل لما بلغه مدح الناس: (يا أبا بكر –تلميذه- إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس). أسأل الله لي ولك صلاح القلوب وحسن النية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


    موقع صوت السلف
    نرجوا نشره للفائدة
    وانتم أفضل منى نحسبكم علماء لذا كل واحد يكتب ما يراه لافادة اخوانه

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    173

    افتراضي رد: نصائح لتكون من كبار العلماء

    جزاكم الله خير الجزاء

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: نصائح لتكون من كبار العلماء

    من آداب طالب العلمالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
    فإن تعلمَ الأدبِ وحسنَ السمتِ مطلبٌ شرعيٌ قلّ في الناس الآن من يلتفت إليه، بل البلايا العظائم لم تتوالَ علينا إلا يوم هجر الناسَ السمتَ الحسنَ، وأقبلوا على العلم، ولم يزينوه بحليته الواجبة، فظهرت الأقوال الشاذة، وكثرت الصراعات والخلافات، فلم نجن للعلم ثمرة، وندُر في الناس أهل العلم والفضل.
    قال ابن المبارك -رحمه الله-: "طلبت العلم فأصبت منه شيئاً، وطلبت الأدب فإذا أهله قد بادوا".
    ولما تغافل الناس عن الاهتمام بالآداب الشرعية ظهر الالتزام الهش، وصار الإقبال على المفضول، وترك الفاضل.
    قال الحجاوي: "مثل الإيمان كمثل بلدة لها خمسة حصون: الأول: من ذهب، والثاني: من فضة، والثالث: من حديد، والرابع: من آجر، والخامس: من لَبِن.
    فمازال أهل الحصن متعاهدين حصن الَّلبِن لا يطمع العدو في الثاني، فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحصن الثاني، ثم الثالث، حتى تخرب الحصون كلها".
    فكذلك الإيمان في خمسة حصون: اليقين، ثم الإخلاص، ثم أداء الفرائض، ثم السنن، ثم حفظ الآداب، فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها، فالشيطان لا يطمع فيه، فإذا ترك الآداب طمع الشيطان في السنن، ثم في الفرائض، ثم في الإخلاص، ثم في اليقين.
    عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الهدي الصالح والسمت والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزء من النبوة) رواه أبو داود، وصححه الألباني.
    فيا عبد اللهتأدَّب قبل أن تتعلم، فإنك لن تنال من العلم طرفاً إذا لم تنل من الأدب أطرافه. وإن تهذيب النفس وإصلاح خللِها ليس بالأمر اليسير، إلا من وفـَّقه الله -تعالى-. فأصلح ما بينك وبين الله يستقم حالك.
    وهذه بعض الآداب:
    أولاً: طهارة القلب من الأدناس؛ ليصلح لقبول العلم واستثماره، ففي الصحيحين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).
    وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل أن يأتيه فراث عليه حتى اشتد على رسول -صلى الله عليه وسلم- فخرج فلقيه جبريل فشكا إليه فقال: إِنَّا لاَ نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلاَ كَلْبٌ) متفق عليه.
    فإذا كانت الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، فكيف ينزلون قلباً مليئاً بالأنجاسِ والخبائثِ ومذمومِ الصفات مثل: الغضب، والشهوة، والحقد، والحسد، والكبر، والعجب، ونحوها؟!!
    وهذه الصفات كالكلاب النابحات في الباطن، فكيف يمكن أن تتفق هذه الصفات مع ملائكة الرحمة؟؟!!
    قال بعضهم:

    شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
    وأخــبرنــي بـأن الــعلـم نــور ونــور الله لا يُهدى لـعاصـي
    فعلى طالب العلم أن يطهر ظاهره بمجانبة البدعة، والتحلي بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحواله كلها، والمحافظة على الوضوء، ونظافة الجسم من غير تكلف وعلى قدر المستطاع.
    وعليه أن يطهر قلبَه من كل غش ودنس، وغل وحسد، وسوء عقيدة وخُلق، ليصلح بذلك لقبول العلم وحفظه، والاطلاع على دقائق معانيه وحقائق غوامضه.

    ثانياً: الرضا باليسير من القوت، والصبر على ضيق العيش:
    قال الإمام مالك -رحمه الله-: "لا يطلب أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح".
    وقال أيضاً: "لا يُدرك العلم إلا بالصبر على الذل".
    وقال -رحمه الله-: "لا يصلح طلب العلم إلا لمفلس، فقيل: ولا الغني المكفيُّ؟!! فقال: ولا الغني المكفيّ".
    وقال ابن جماعة: "من أعظم الأسباب المعينة على الاشتغال والفهم وعدم الملال، أكل اليسير من الحلال، ذلك لأن كثرة الأكل جلبة لكثرة الشرب، وكثرته جالبة لكثرة النوم والبلادة وقصور الذهن وفتور الحواس وكل الجسم".
    ثالثاً: التواضع للعلم والعلماء:

    العلم حرب للفتى المتعالــــي كالسيل حرب للمكان العالي
    1- فينبغي لطالب العلم أن ينقاد لمعلمه، ويشاوره في أموره كما ينقاد المريض لطبيب حاذق ناصح.
    قال الشافعي -رحمه الله-:

    أهين لهم نفسي فهم يكرمونها ولن تكرم النفس التي لا تهينها
    2- وينبغي أن ينظر لمعلمه بعين الاحترام، ويعتقد كمال أهليته، وقد كان بعض السلف: إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء وقال: "اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني".
    قال الشافعي: "كنت أصفح الورق بين يدي مالك -رحمه الله- صفحا رفيقاً، هيبة له لئلا يسمع وقعها".
    وقال أحمد بن حنبل -رحمه الله- لخلف الأحمر: "لا أقعد إلا بين يديك، أُمِرْنا أن نتواضع لمن نتعلم منه".
    وقال الربيع: "والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليّ هيبة له".
    وفي وصية جامعة للإمام علي -رضي الله عنه- قال:
    "من حق العالم عليك: أن تسلِّم على القوم عامة وتخصه بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشير عنده بيدك، ولا تغتابن عنده أحد، ولا تسارَّ في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تشبع من طول صحبته، فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء".
    رابعاً: أداء حقوق معلمك عليك:
    1- على طالب العلم أن يتحرى رضا المعلم وإن خالف رأي نفسه، فإنما هو يرضي ربه برضا معلمه.
    2- وعليه ألا يفشي سر معلمه، وألا يغتاب عنده أحداً، وأن يرد غيبته إذا سمعها، فإن عجز فارق ذلك المجلس.
    وآهٍ ممن ينقل السوء ويسعى بالنميمة بين أهل العلم، فيقطع رحمهم الموصولة، وقد ابتلينا في هذا الزمان بأمثال هؤلاء، فكم من خلافات نشبت بسبب هؤلاء النمامين؟! وليته صمت فنجا، وليته أمسك لسانه، ولكن ذهب الأدب!!
    3- ومن الأدب كذلك ألا يدخل عليه بغير إذن، وإذا دخلوا عليه جماعة قدموا أفضلهم وأسنهم.
    4- وينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب وكافه، ولا يناديه من بعد، ولا يسميه في غيبة باسمه إلا مقروناً بما يشعر بتعظيمه.
    5- وعليه أن يصبر، فلن ينال العلم إلا بذل النفس، فيصبر على شدة معلمه به، فإنما يريد به الخير من حيث لا يدري.
    خامساً: التحلي بآداب مجلس العلم:
    1- ينبغي لطالب العلم أن يدخل على معلمه وهو كامل الهيئة، فارغ القلب من الشواغل متطهراً متنظفاً.
    2- ولا يتخطى رقاب الناس، بل يجلس حيث انتهى به المجلس، إلا أن يصرح له الشيخ بالتقدم والتخطي، أو يعلم من حالهم إيثار ذلك.
    3- أن يسلم على الحاضرين كلهم بصوت يسمعهم إسماعاً محققاً، ويخص الشيخ بزيادة إكرام، وكذلك يسلم إذا انصرف.
    4- لا يقيم أحداً من مجلسه، فإن آثره غيره بمجلسه لم يأخذه إلا أن يكون في ذلك مصلحة للحاضرين، بأن يقرب من الشيخ ويذاكره مذاكرة ينفع بها الحاضرون.
    5- لا يجلس وسط الحلقة إلا لضرورة، ولا بين صاحبين إلا برضاهما، وإذا فسح له قعد وضم نفسه.
    6- ينبغي أن يبكر للمجلس، ويحرص على القرب من الشيخ -المعلم- ليفهم كلامه فهماً كاملاً بلا مشقة، وهذا بشرط أن لا يرتفع في المجلس على أفضل منه.
    7- يتأدب مع رفقته وحاضري المجلس، فإن تأدبه معهم تأدب مع المعلم واحترام لمجلسه.
    8- لا يرفع صوته رفعاً بليغاً من غير حاجة، ولا يضحك ولا يكثر الكلام بلا حاجة، ولا يعبث بيده ولا بغيرها، ولا يلتفت بلا حاجة، بل يقبل على المعلم مصغياً إليه.
    9- إذا سمع المعلم يقول مسألة أو يحكي حكاية وهو يحفظها فعليه أن يصغي لها إصغاء من لم يحفظها.
    10- إذا جاء مجلس المعلم فلم يجده انتظره، ولا يفوت درسه.
    سادساً: أدب سؤال العالم:
    1- ينبغي لطالب العلم أن يغتنم سؤال معلمه عند طيب نفسه وفراغه.
    2- عليه أن يتلطف في سؤاله ويحسن خطابه.
    3- لا يستحي من السؤال عما أشكل عليه، بل يستوضحه أكمل استيضاح، فمن رق وجهه رق علمه، ومن رق وجهه عند السؤال ظهر نقصه عند اجتماع الرجال.
    سابعاً: عدم التسويف واغتنام الأوقات:
    فلا يسوف في اشتغاله ولا يؤخر تحصيل فائدة، فللتأخير آفات، فإنه يضيع عليه من الفوائد ما كان يمكنه الإلمام بها لولا تقصيره وكسله.
    قال الربيع: "لم أر الشافعي آكلاً بنهار، ولا نائماً بليل"، لاهتمامه بالتصنيف، فينبغي أن يغتنم التحصيل في وقت الفراغ والنشاط وحال الشباب وقوة البدن ونباهة الخاطر وقلة الشواغل.
    وقال عمر -رضي الله عنه-: "تفقهوا قبل أن تسودوا".
    ولعل الباعث على توقير معلمك واحترامه وأداء حقه ينبع من معرفة شأن العلماء ومنزلتهم في شريعة الإسلام، فأنت حين توقر معلمك فإنما تطيع الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتلتزم بشريعة الإسلام التي أوجبت عليك ذلك، فطاعتهم ليست مقصودة لذاتها، بل هي تبع لطاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)(النساء:59).
    قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "يعني أهل الفقه والدين"، وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني دينهم، ويأمروهم بالمعروف، وينهونهم عن المنكر، فأوجب الله -سبحانه وتعالى- طاعتهم على عباده.
    فطاعة العلماء تبع لطاعة الله -تعالى- فالعلماء بمثابة الأدلاء، بهم نعرف حكم الله ويستعان بهم لفهم مراد الله -تعالى- ومراد رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لا أن طاعتهم مقصودة لذاتها.
    قال -تعالى-: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(آل عمران:18).
    فإذا تقرر هذا الأمر ينبغي أن نعلم:
    أولاً: أن الناس في شأن توقير العلم والعلماء بين طرفين ووسط:
    - فقوم غلاة قد جعلوا للعلماء قداسة بحيث لا يُسألون عما يفعلون، فمثل هؤلاء كاليهود الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، أو كالرافضة الذين جعلوا لأئمتهم منزلة لا يصلها ملك مقرب ولا نبي مرسل.
    - وقوم أهدروا مكانة العلماء، فاستخفوا بأقدارهم.
    - وأهل الحق بين هذين الطرفين، فحفظوا لأهل العلم أقدارهم، وعرفوا أنهم أدلاء على حكم الله.
    ثانياً: أن الأخذ عن العلماء لا يقتصر على مجرد العلم ومسائله:
    بل يؤخذ عنهم الهديُ الظاهر والسمت، وهذا لا يتأتى دون ملازمتهم والجلوس إليهم.
    قال ابن سيرين -رحمه الله-: "كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم".
    ثالثاً: أن هذا القدر الواجب من التوقير والتقدير والاحترام والطاعة للعالم:
    لا يكون، إلا بالشرع، فمتى ما خالف العالم الشريعة، أو قام بخارم لدينه، فإنه لا طاعة له.
    www.salafvoice.com
    موقع صوت السلف

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    عمان-الأردن
    المشاركات
    497

    افتراضي رد: نصائح لتكون من كبار العلماء

    جزاكم الله خيرا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: نصائح لتكون من كبار العلماء

    بارك الله فيك نفع بك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي رد: نصائح لتكون من كبار العلماء

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل...
    نصائح ثمينة...
    نسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا وأن يرحمنا ويغفر لنا...
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: نصائح لتكون من كبار العلماء

    بارك الله فيك

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: نصائح لتكون من كبار العلماء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حفص الشافعي مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خير الجزاء
    بارك الله فيكم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: نصائح لتكون من كبار العلماء

    كتاب أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق
    للشيخ الفاضل سيف الحق
    سليمان بن صالح الخراشى(حفظه الله)

    كتاب قل أن تجد نظيره

    مختصر جامع

    صافع رادع ملجم لكل شيعى

    لا غنى لمناظر عنه

    أنا أظن أنه يتسبب بإذن الله لرد ملايين الشيعة لمنهج أهل السنة
    يا ليت الإخوةالأفاضل القائمين على قنوات الرد على الشيعة أن يعرضوه مكتوب أو مقروء
    أو يعرضوه فقرات كأسئلة على الفيس بوك والمنتديات الحوارية وغرف الشات لعل الله يهديهم

    ويا ليت الإخوة تراسلهم فى ذلك للإهمية القصوى
    جزاكم الله خيراً
    رابط الكتاب

    http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=1747

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •