الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد.
فإن الإمام العلامة ابن هشام الأنصاري النحوي - رحمه الله - قد بلغ في هذا العلم الذي أفنى فيه الفحول الجهابذة أعمارهم ... منزلةً لم يبلغها إلا القليلون.
وآية ذلك:
= مصنفاته وتواليفه (أو تآليفه) التي شغلت العلماء في عصره وإلى الآن.
= شهادة العلماء له، وخصوصًا المعاصرين له.
ويهمُّني منهم ثلاثة:
= السبكي صاحب "طبقات الشافعية الكبرى".
= الصفدي صاحب "الوافي بالوفيات" و "أعيان العصر وأعوان النصر".
وذلك لأنهما يشرفان ويفخران بتلمذتهما لأبي حيان، وكان ابن هشام يعترض في كتُبه على أستاذهما وقد سلَّما له.
والصفدي منهما أكبر سنًّا من ابن هشام.
= والثالث ابن خلدون، وذلك لذِكْرِه لابن هشام في "المقدمة" في موضعين، ولِما نقله عنه الإمام ابن حجر من قوله: "ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية ......".
وقد تجلَّت عظمة ابن هشام في تعقُّبه ومراجعته للكِبار، فكان لا يتردَّد في التَّصريح بالمآخذ عليهم، محتجًّا ومستدلاًّ لما يرى، ومعنفًا أحيانًا، لكنه لم يفارقه أدبه ووقاره وروحه العلمية، رحمه الله.
ومن المواضع التي تعقب فيها أربعة - بجرة قلم - قوله في مغني اللبيب:
(وحصل للإمام فخر الدّين في تفسير هذه الآية سهوٌ ..... .....
ونظير هذا أنَّ أبا حيان فسَّر في سورة الأنبِياء كلِمة (زُبُرًا) بعد قوله تعالى (وتقطَّعوا أمرَهم بينهم) وإنَّما هي في سورة المؤمنون، وترك تفسيرها هناك.
وتبِعَه على هذا السَّهو رجُلان لخَّصا من تفسيرِه إعرابًا).
ومن أحسن كتبه:
= مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. حُقِّق مرات آخرها للدكتور عبد اللطيف الخطيب.
= أوضح المسالك حُقق مرات، [والنسخة التي معي بتحقيق هادي حسن حمودي عليها مؤاخذات كثيرة].
= شرح اللمحة البدرية، حُقق من قِبَل كلٍّ من:
د. هادي نهر.
و ... د. صلاح رواي، وفي طبعته الثانية استفاد أستاذنا الدكتور صلاح روَّاي من تحقيق الدكتور هادي نهر.
= شذور الذهب - الجامع الصغير - قطر الندى ... ثلاثة كتب متقاربة شرح الأول والثالث منها.
= = = = =
الآن أنا سأرفق رابطًا لدراسة قيمة لـ د. إيمان حسين السيد بعنوان "اعتراضات ابن هشام على معربي القرآن".