أصبحت محركات البحث لا غنى عنها لكل من يستخدم الانترنت ويتبحر في المواقع
وغير خاف على أحد أن جوجل يتصدر قائمة محركات البحث العالمية فهو يعمل فيه قرابة ثمانية الآف موظف فيهم ما يقرب من ستين دكتور متخصص في علوم البرمجة
وأنت تلحظ جهدهم المتواصل يوما بعد يوم حتى أصبح هذا المحرك هو الصفحة الرئيسة لأكثر مستخدمي الانترنت
وهذه الأمور وغيرها أدقق النظر فيها بوصفي مبرمج ويب وألحظ الكثير من الإضافات والخدمات التي يقدمها جوجل لعلي أستفيد منها وهي بعينها التي لفتت نظري لمدى قدرة الخالق جل وعلا .. كيف ؟
كانت تجول بخاطري خدمات جوجل البحثية وكيف يمكن لهذا المحرك العملاق أن يأتيك بالكلمة التي تدخلها ولو مر عليها زمن طويل وكيف يميز لك لونها عن غيرها فنظام العناكب الشهير لهذا المحرك يمتد ليفهرس أي صفحة ويب وإن لم تطلب منه ذلك .. وإلى غير ذلك من الخدمات ولكني توقفت فجأة وقلت لنفسي ولكن جوجل لا يستطيع إيجاد كلمة داخل تسجيل صوتي أو فيديو أو صورة لأنه وبكل بساطة يعتمد على قاعدة بيانات للمدخل النصي بمعنى أنه لكي يأتيك بالكلمة لابد أن تكون نص أي أرقام وحروف لا غير ولا يوجد أي محرك بحث يستطيع أن يأتيك بغير النص .. وأما أن تبحث داخل فيديو أو صورة فهذا غير متاح وفقا لفكرة قواعد البيانات واعتمادها على المدخل النصي .. وهنا تذكرت عظمة الخالق جل وعلا و مدى قدرة عقلك على إيجاد إي مدخل ما دام في الذاكرة سواء كان هذا المدخل نصي أو صوتي أو حتى مشاعر وأحاسيس .
فلو أنك كنت تفتش في عقلك عن حوار دار بينك وبين أحد أصدقائك فإنك ستجد عقلك قد احتفظ بنسخة طبق الأصل من الحوار وما عليك إذا أردت استدعائه إلا أن تأمر عقلك الذي وهبك الله إياه بإيجاد هذا الحوار فإن كان العهد قريب به وله من الأهمية مكان عندك فوفق قوانين الذاكرة فإنك ستجد الحوار بكل ما فيه بكل كلماته و صوره وأصواته و أحاسيسه بين يديك والأكثر من ذلك أنها مربوطة بسلسلة كبيرة وضخمة من الحوارات والمواقف المتشابه على مدار عمرك.. الحقيقة أن هذا هو الإعجاز وهذا هو الفرق بين البشر وخالق البشر سبحانه.