السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأطلب من إخواننا الكِرام أن يُقيِّموا لنا هذا الكتاب: "التحفة المهديَّة شرح الرسالة التدمريَّة"؛ للشيخ: فالح بن مهدي آل مهدي.
وجُزِيتُم الخيرَ، ولا حُرِمتم الأجر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأطلب من إخواننا الكِرام أن يُقيِّموا لنا هذا الكتاب: "التحفة المهديَّة شرح الرسالة التدمريَّة"؛ للشيخ: فالح بن مهدي آل مهدي.
وجُزِيتُم الخيرَ، ولا حُرِمتم الأجر.
هذا نقلٌ من كتاب الشيخ الفاضل آل عبد اللطيف حول شروح هذا المتن المبارك من كتابه ( تقريرات ابن تيمية في بيان ما يشكل من الرسالة التدمرية ) :
" اعتنى جمع من العلماء والباحثين المعاصرين بالرسالة التدمرية ، تحقيقاً وتعليقاً ، وشرحاً ، وتقريباً (1)، ومن أوائل الشروح : "التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية " لمؤلفها فضيلة الشيخ فالح بن مهدي آل مهدي (2)- رحمه الله – ألّفه لما أسند إليه تدريس مادة التوحيد في كلية الشريعة – بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض – سنة 1381هـ ، وطبع في جزئين سنة 1386هـ ، ثم طبع بتصحيح
وقام فضيلة الدكتور محمد بن عودة السعوي بتحقيق الرسالة التدمرية على عدة نسخ خطية ، لنيل درجة الماجستير سنة 1399، وطبع الكتاب لأول مرة سنة 1405هـ .
ثم ألّف العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – "تقريب التدمرية " ، فاختصرها ، وقرّب معانيها، وطبع هذا الكتاب لأول مرة سنة 1412هـ، وأعدّ الباحث بلال بن حبشي الجزائري كتاباً بعنوان: "الأجوبة المرضية لتقريب التدمرية " واعتنى بتخريج الأحاديث والآثار ، وقرّب الكتاب من خلال أسئلة وأجوبة على التدمرية ، وطبع هذا الكتاب أولاً سنة 1417هـ .
ثم شرحها الباحث فخر الدين بن الزبير المحسي في كتابه " التوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية" وطبع سنة 1420هـ .
وشرح فضيلة الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميّس الرسالة التدمرية في كتاب مطبوع سنة 1425هـ.
ثم ظهر شرح شيخنا العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك على الرسالة التدمرية ، سنة 1425هـ ، حيث قام فضيلة الدكتور سليمان بن صالح الغصن بإعداد هذا الشرح .
وسيكون الحديث عن أول هذه الشروح وآخرها ، فهما أفضل الشروح وأهمها .
أما التحفة المهدية ، فمع أنها أول الشروح ، وشرحها المؤلف وهو في ريعان شبابه ، وعلى طبعة تحوي سقطاً وخطأً .. مع ذلك فإن هذه "التحفة" تعدّ من أفضل الشروح ، لعدة أمور منها :
- إحكام المؤلف واستيعابه الرسالة التدمرية ، وقدرته على تقريب معانيها وإيضاحها بالأدلة والأمثلة والشواهد ([3i]) .
تعويله على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية في شرحه للتدمرية ([4]) وقد لا يعزو إليها ، طلباً للاختصار ، أو تحقيقاً لترابط الكلام – كما صرّح المؤلف بذلك . ([5])
- سعة اطلاع المؤلف ([6]) ، ودرايته بالمقالات والفرق ([7]) ، وعنايته بتعريف المصطلحات. ([8])
- حسن تحقيقه ودقة فهمه ، فما كان خطأ في النسخة التي اعتمدها ، فإن الشيخ فالحاً يستظهر الصواب ، وبما يتفق مع النسخ الصحيحة . ([9])
وقد علّق على هذا الشرح تعليقات مهمة ، تضمنت تعقيبات واستدراكات على مسائل علمية معتددة ([10]) ، وإن كان قد فاته القليل منها ([11]) ، كما صوّب الأخطاء الواقعة في نسخة الكتاب ([12]) ، وعلّق على القاعدة السابعة التي لم يشرحها المؤلف ([13]) ، إضافةً إلى ترتيبه بعض الأجوبة والردود ([14]) ، وعزوه بعض النقول إلى كتب ابن تيمية. ([15])
وأما آخر الشروخ – صدوراً – وهو أتمها وأهمها ، فهو شرح الرسالة التدمرية لشيخنا العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك – حفظه الله – حيث قام فضيلة الدكتور سليمان الغصن بإخراج ونشر هذا الشرح ، حيث تمّ تفريغ الأشرطة المسجلة بصوت الشيخ وتنقيحها ، وجَمْع ما كتبه تلاميذ الشيخ من شرحه ، ثم قراءة ذلك على الشيخ وإقراره . ([16])
وقد تميّز هذا الشرح بأمور منها :
- استوعب الشارحُ التدمرية ، واستظهرها ، وأحكم بيانها وشرحها بعبارات واضحة ، ومعان قريبة ، وسلاسة أسلوب . ([17])
- تميّز الشارح بدقة العبارة ([18]) ، وحدّة الفهم وسلامته ([19]) ، كما عني بترتيب الأجوبة والوجوه ([20]) ، وتحرير مسائل في النحو والأعراب ([21]) عند الحاجة إلى ذلك ..
- حرر الشارح مسائل مهمة ([22])، كما حوى الشرح على لطائف علمية متنوعة .
فجزى الله شيخنا العلامة عبدالرحمن البراك كل خير ، وأحسن الله إليه في الدارين .. "
([1] ) . انظر : الدليل إلى المتون العلمية لعبدالعزيز القاسم صـ 214 – 218 .
([2]) . ولد الشيخ فالح في الأفلاج بنجد سنة 1352هـ ، ورحل إلى الرياض طلباً للعم ، والتحق بكلية الشريعة ، ثم صار مدرساً بمعهد الرياض العلمي ، ثم درّس في كلية الشريعة ، وتوفي بمدينة الرياض سنة 1392هـ .
انظر : مشاهير علماء نجد لعبدالرحمن آل الشيخ صـ 428 ، وعلماء نجد للبسام 5/370 .
([3] ) . انظر : التحفة المهدية صـ 44 ، صـ 110 ، صـ 133 .
([4] ) . انظر : التحفة المهدية صـ 50 ، صـ 60 ، صـ 112 ، صـ 170 ، صـ 173 ، صـ 181 ، صـ 216 ، صـ 252 ، صـ 260 ، صـ 269 ، صـ 276، صـ 280، صـ 282 ، صـ 286 ، صـ 296 ، صـ 300 ، صـ 355، صـ 375 ، صـ 397 ، صـ 401 ، صـ 413 ، صـ 417
([5] ) . انظر: التحفة المهدية" : صـ 296 .
([6] ) . انظر: التحفة المهدية" : صـ 74 ، صـ 136 ، صـ 237 ، صـ 284 ، صـ 405 ، صـ 457 .
([7] ) . انظر: التحفة المهدية" : صـ 46 ، صـ 99 ، صـ 282 ، صـ 373 ، صـ 395 .
([8] ) . انظر: التحفة المهدية" : صـ 32 ، صـ 418 .
([9] ) . انظر: التحفة المهدية" : صـ 57 ، صـ 180 ، صـ 227 .
([10]) . انظر: التحفة المهدية" : صـ 32 ، 41 ، صـ 55 ، صـ 87 ، صـ 94 ، صـ 161 ، صـ 235 ، صـ 372 ، صـ 408 .
([11]) . ومما يمكن استدراكه على الشارح – رحمه الله – ما يلي :
أ ) لما قال المؤلف : "ثم يريد بزعمه أن ينفي هذا ، فيقول ليس استواؤه بقعود ولا استقرار "، ساق الشارح عند تلك العبارة تأويل النفاة الاستواء بالاستيلاء ، وبيّن فساد ذلك ، مع أن عبارة المؤلف لا تشير إلى ذلك المعنى الذي ظنه الشارح .
انظر: التحفة المهدية صـ 203 .
ب) نسب الشارح عبارة " الفقهاء أعلم بالتأويل من أهل اللغة " لأبي عبيدة معمر بن المثنى ، بناء على النسخة التي اعتمدها ، والصواب أنه أبو عبيد القاسم بن سلاّم ، كما هو مثبت في النسخ المحققة ، وكما جاء في تفسير سورة الإخلاص لابن تيمية (مجموع الفتاوى ) 17/369 .
انظر: التحفة المهدية : صـ 227 ، 231 .
جـ ) لما قال المؤلف "فإن قال العمدة في الفرق هو السمع .." ظن الشارح أن القائل هاهنا هو المثبت للأسماء والصفات ، والنافي لصفات النقص ، وليس الأمر كذلك فالمراد به صاحب المسلك الفاسد في الإثبات ( مطلق الإثبات من غير تشبيه ).
انظر : التحفة المهدية صـ 309 ، وشرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك صـ 379 .
د ) نقل الشارح طرفاً مما أورده الشهرستاني في "الملل والنحل " بشأن مناظرة إبليس للملائكة عليهم السلام ، لكن بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذه المناظرة لا تصح ، فليس لها إسناد أصلاً ، وليست معلومة عند أهل الكتاب ، والأشبه أنها من وضع المكذبين بالقدر ، من أجل أن يقرروا أن حجة الله على خلقه لا تتحقق إلا بنفي القدر .
انظر : التحفة المهدية صـ 395 ، ومنهاج السنة النبوية 6/307 ، ومجموع الفتاوى 8/115 .
([12]) . انظر: التحفة المهدية صـ 53 ، صـ 84 ، صـ 62 ، صـ 71 ، صـ 72 ، صـ 88 ، صـ 95 ، صـ 155 ، صـ 184 .
([13] ) . انظر : التحفة المهدية صـ 321 ، 322 .
([14] ) . انظر : التحفة المهدية صـ 85 ، 95 ، 104 ، 105 .
([15] ) . انظر : التحفة المهدية صـ 296 ، 397 ، 300 .
([16] ) . انظر : مقدمة شرح الرسالة التدمرية للدكتور سليمان الفض صـ 6 .
([17] ) . انظر : شرح الرسالة التدمرية صـ 89 ، صـ 314 ، صـ 318 ، صـ 332 ، صـ 341 .
([18] ) . انظر : شرح الرسالة التدمرية صـ 239 ، صـ 260 ، صـ 291 .
([19]) . ومن ذلك قوله في حديث " أما علمت أن عبدي فلاناً مرض .." "الأظهر أن العبودية هنا هي العبودية الخاصة " صـ 219 ، ويؤيده قول ابن تيمية – في هذا الحديث : "فإن المريض الذي تستحب عيادته ، ويجد الله عنده، هو المؤمن بربّه " الرد الأقوم (مجموع الفتاوى) 2/392 .
وكذا قوله : "وظاهر كلام المؤلف أن أول قوليّ القاضي أبي يعلي العلو صفة خبرية ، وأن قوله الآخر جعله صفة عقلية " صـ 346 ، وقد صرّح المؤلف بذلك حيث قال : "ومن أثبت العلو بالعقل ، وجعله من الصفات العقلية .. كالقاضي أبي يعلى في آخر قوليه .." تفسير سورة الإخلاص (مجموع الفتاوى ) 17 / 360 .
([20] ) . انظر : شرح الرسالة التدمرية صـ 224 ، صـ 347 .
([21] ) . انظر : شرح الرسالة التدمرية صـ 65 ، صـ 69 ، صـ 77 ، صـ 254 ، صـ 258 ، صـ 477 .
([22] ) . انظر : أ ) تقريره لتقسيم التوحيد صـ 46 ، 47 .
ب) قوله : "لا يصح ما يقوله بعض المفسرين من أن المكر والكيد إلى الله على سبيل المشاكلة اللفظية والمجانسة .. فالمكر من الله تعالى حقيقة " صـ 111 .
جـ ) منعه من إطلاق عاقل على الله تعالى ، وتوجيه ذلك صـ 141 .
د ) تعقيبه على تعريف الروح عند ابن القيم صـ 177 .
هـ ) تقريره معنى الصفات الفعلية .. وأنها قديمة النوع حادثة الآحاد صـ 342 .
و – تفريقه بين الأشاعرة و بين غلاة الصوفية في مسألة الشرع والقدر صـ 513 .
جزاك الله خيرًا أيُّها "الأمين".
.....
جزاك الله خيرا اخي الامين والشيخ العلامة عبدالرحمن البراك امام في العقيده حفظه الله اما شرح العلامة فالح آل مهدي فكان الطلب عليه تباعا حيث كنت ابيع الكتب في السنة التي اعيد طبع شرحه فيها فجزى الله مشايخنا وعلمائنا عنا كل خير.وجزى الله صاحب الموضوع خيرا
أخوكم وليد