تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: [ أسبا ب إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا ]

  1. #1

    افتراضي [ أسبا ب إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا ]

    [ أسبا ب إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا ]

    فإن علم عبارة الرؤيا علم مهم ورد ذكره في الكتاب والسنة ، ولكنه في زمننا هذا أغفل وخصوصاً من طلبة العلم الشرعي ولذلك أسباب سوف أذكر بعض منها :

    السبب الأول :
    الأعتقاد السائد والخاطئ أن هذا العلم أو عبارة الرؤيا ، إلهام ( وحي من الله ) يختص به من يشاء من غير حول منه ولا قوة ، أو موهبة لا تكتسب ، تولد مع المرء .
    وهذا خطأ بل هوعلم يتعلم أهتم به من سلف وأُلفت فيه الكتب ، وضبطت فيه قواعد هذا العلم وأُصلت مسائله ، وقعدت قواعد تفسير الأحلام فيها ، فالتأليف فيه قديم قارب القرن الأول ، فأول من صنف فيه الكرماني المتوفى سنة 151 هـ ، وكتابه قيد التحقيق عن أحد الأحبة ، ومن دلالة اهتمام علماء السلف بهذا العلم أن كتاب الكرماني شُرح في عشرة أجزاء في القرن الرابع الهجري فتأمل ، وجاء من بعده الإمام المشهور صاحب التصانيف ابن قتيبة ، المتوفى سنة 276هـ ،والذي يعتبر أول من قعد وأصل لهذا العلم وكتابه ( تعبير الرؤيا ) مطبوعاً ومخدوم ، وتتابعت التآليف فيه إلى يومنا هذا .. ومن أهمها الألفية الوردية في تفسير الأحلام ، لإبن الوردي ، وقد حققت وهي قيد الطباعة .
    وقد كان من اهتمام أهل العلم به ما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق : عن أبي المنجي حيدرة الأنطاكي ، قال : زدت في هذا على أستاذي أبي القاسم الشهرزوري المالكي بحفظ ثلاث مئة ورقة ونيف وسبعين ورقة ، لأنه كان يحفظ من علم الرؤيا عشرة الآف ورقة فقط ( فتأمل )
    ونسوق بعض الأدلة على أنه علم يتعلم وليس بإلهام ، ( بإختصار هنا ) :
    أنه ليس خاص بأمة الأسلام بل هو من العلوم القديمة عن العرب وغيرهم وأشتهر أناس يعبرون الرؤى ويسئلون عنها، فهو من علوم الأنبياء قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقصة ملك مصر مع يوسف عليه السلام ورؤياه مشهورة معلومة.
    ويعتبر أول من كتب مخطوطاً بطريقة منظمة ومرتبة في تفسير الأحلام العالم اليوناني الجغرافي أرطميدوس ، عاش في القرن الثاني قبل الميلاد ، فقد قام برحلات متعددة وزار مراكز الأحلام في عدة بلدان وتشاور مع عدد كبير من المفسرين ، وجمع كل المخطوطات القديمة عن تفسير الأحلام ثم كتب كتابه " أنيور كريكيتا" أي تفسير الأحلام مقدماً نظاماً دقيقاً لتقسيم الأحلام وأنواعها ،وتفسيراتها لا تختلف كثيراً عما هو سائر الآن، وترجم كتابه ، حنين بن إسحاق المتوفى سنة 260 هـ، وهو مطبوع .

    بل هذا العلم معروف عند العرب قبل الإسلام قال الشهرستاني رحمه الله ، في الملل والنحل:النوع الثاني من علوم العرب في الجاهليةعلم الرؤيا وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ممن يعبر الرؤيا في الجاهليةويصيب فيرجعون إليه ويستخبرون عنه
    . وقال ابن خلدون:هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارتالعلوم صنائع وكتب الناس فيها واما الرؤيا والتعبير لها فقد كان موجودا في السلفكما هو في الخلف وربما كان في الملوك والأمم من قبل وإلا فالرؤيا موجودة في صنفالبشر على الإطلاق ولابد من تعبيرها .
    وقد أستدل أهل العلم على أنه علم شرعي بحديث ابن عباس رضي الله عنهما ، والذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه :(( أصبت بعضاً واخطأت بعضاً )). صحيح البخاري ، فلو كان أنه علم لا يتعلم لما أخطا فيه ابا بكر ، ولنبه على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
    قال ابن حجر رحمه الله في شرح هذا الحديث : وفيه الحث على تعليم علم الرؤيا وتعبيرها .
    وقال القرطبي رحمة الله : ويعلمهم كيفية التعبير .
    وقد ذكر ابن العربي المالكي ، في عارضة الأحوذي : من فوائد الحديث :
    الأولى : أن أبا بكر الصديق قد فسرها ، ولا تفسير مثله ، ولا مفسر مثله . وقوله ذلك بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم دليل عظم منزلته واستحقاقه لذلك .
    الثانية : فيها معرفة أبي بكر بالتعبير ، أخذ ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وقال ابن سعد ، في الطبقات الكبرى ، : قال محمد بن عمر : وكان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا ، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر ، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر . وروى أيضاً : عن سعيد بن المسيب قال : عرضت عائشة على ابيها رؤيا ، وكان أعبر الناس .
    واخرج الديلمي في مسند الفردوس وابن عساكر عن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . أمرت أن أووّل الرؤيا وأن أعلمها أبا بكر .
    قال ابن عبدالبر: مما يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها أنه صلى الله عليه وسلمإنما كان يسأل عنها لتقص عليه ويعبرها ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.
    وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل : لا يعبر الرؤيا إلاّ من هو من أهل العلم بتأويلها لأنها من أقسام الوحي .
    وقال رحمة الله :علم الرؤيا ليس نوعاً من العبث أو ضروباً من الخيال ولكنه نعمة من الله سبحانه تعالى امتن بها على عباده حيث أعطاهم علمها ولم يتركهم بغير إفهام .
    وقال العلاّمة ابن سعدي رحمه الله في ذكره للفوائد من سورة يوسف عليه السلام:
    ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه.
    وقال العلامة ابن باز رحمه الله :علم تعبير الرؤيا علم معتبر أصله في الكتاب والسنة ولا إثم على المعبر إذا لم يتعمد خطأ أو مجازفة.

    ومن الأدلة على إمكانية تعلمه كذلك :
    أن الواقع والتجربة يشهد على تعلمه وتعليمه ، وسأذكر مثال واحداً وليس هو لطالب علم شرعي بل لرجل عامي ، لا يقرأ ولا يكتب ، محب لهذا العلم فتناقشت معه وتدارسنا مراراَ في هذا العلم ، وكنت أعرض عليه رؤى ونستبط عبارتها سوياً ، وبعد فترة عرضت عليه هذه الرؤى وعبرها ومن دون مساعدة مني ، الأولى : رأى أحدهم كأنه في الصباح الباكر جداً وكأنه يسمع صياح الديكة ، وكان وقت الرؤيا العشر الأواخر من رمضان ، فقال هذا العامي : لعلها ليلة القدر تلك الليلة ، قلت كيف ؟ قال : معلوم أن الديكة ترى الملائكة وقيل إذا سمعت ديكاً فسأل الله من فضله ، فقد رأى ملكاً ،وهذه مجموعة ديكة ، أي رأت مجموعة ملائكة ، فلا تتنزل بهذه الكثرة وفي هذا الوقت إلا في ليلة القدر .
    والرؤيا الثانية : قال أحدهم رأيت كأني أرسل ولدي بماء إلى المسجد ويطفئ نار مشتعلة بداخله ، وكان وقت الرؤيا الصيف ، فقال هذا العامي : صدقة يتصدق بها تنجيه من فتنة او تردها عنه ، قلت كيف ؟ قال : أكثر مايتصدق به في هذا الوقت الماء ، والصدقة تطفئ غضب الرب كما تطفئ الماء النار .
    ولو أردت ذكر أمثلة أكثر لطال المقام ، ومن أراد تعلم هذا العلم ، فنحن نمد له يد العون ولا نرجو إلا دعائه ، ولنا في ذلك كتاب سيطبع قريباً ، قرأه بعضهم ولا أقول صار معبراً متمكناً بل صار لديه الملكة والفهم ، وعبر واستطاع أن يفك كثيراً من الرموز ، ومن أراد مسودة الكتاب أرسلتها له .... والله المستعان .

    وأقول من أراد خوض غمار هذا العلم ، فلابد له من صفات ثلاثة :

    الأولى :أن يكون محباً لهذا العلم .
    الثانية : السعي في تحصيل طلبه والإجتهاد في ذلك ، والطرق كثيرة جدا .
    الثالثة :عدم الإستعجال ، في تعبير الرؤى ، وعدم اليأس ، فالذي لا تعرفه اليوم سوف تعرفه غدا .
    وقبل ذلك كله اللجوء إلى الله والإطراح بين يديه في الأمور كلها ، وضع في نيتك نشر العلم الشرعي ودعوة الناس في هذا المجال.

    وإني أحث نفسي وإخواني طلاب العلم الشرعي إلى الالتفات لهذا العلم ، فهو لايكلف شيئاً ، ابداً ، فقد أصبحت الرؤيا باباً من أبواب الدعوة إلى الخير وترك الشر فكم من أناس كانوا على غير هدى فجاءت الرؤيا لتأخذ بنواصيهم إلى طريق الهدى والنور بل كم من أناس كانوا على الكفر والشرك فجاءت إليهم الرؤيا لتكون سبباً في هدايتهم إلى الإسلام، وكم من مريض نفسي فتحت له الرؤيا أبواب الأمل ، كيف لا وهي المبشرات الباقيات.
    وخصوصاً بعد دخول بعض المندسين على هذا العلم وتصدرهم في الفضائيات ، ودجلهم على الناس وأكلهم أموال الناس بالباطل ،وإذا ناقشت أحدهم ، وقلت كيف تعبر الرؤيا ؟. قال لك وبك وقاحة : إلهام ! وقع في قلبي ! حدثني السر ! إيحاءات ! مما فتح الباب على مصراعيه لهذه الشعوذة واصطياد الفتيات الساذجات ، من مرضى القلوب فإن لله وإنا إليه راجعون ، والأمثلة أكثر من أن تحصى .

    ثم عليك يا طالب هذا العلم بالتدرج في متونه هذا وهي كالتالي :
    1-الإنارة إلى علم العبارة ، ( مختصر ابن قتيبة ) وقد شرحه الشيخ الفاضل يوسف الحارثي وسجل وسوف ينشر الشرح ، وسأرفع الكتاب .
    2-تعبير الرؤيا لإبن قتيبة .
    3-البدر المنير في علم التعبير للشهاب العابر وشرحه للمؤلف نفسه.
    4-الألفية الوردية ، والشيخ يوسف وفقه الله سوف يشرحها ، وستبث على قناة المجد .

    ومن الأسباب في إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا :
    عدم وجود علماء تصدوا لهذا العلم ونشره .
    ومن الأسباب :
    عدم تعلق هذا العلم بضروريات الدين ، كالحلال والحرام.
    وخامس الأسباب : عدم الإعتراف به كعلم أكاديمي ، يمكن تدريسه والحصول على شهادات فيه.
    وسادس الأسباب : الكلفة الاجتماعية التي تلازم المعبر من حيث معرفة الناس له ، حتى يكاد لاينتفع بشيء من وقته لكثرة تعلق الناس به ..وهذا ملاحظ.

    وسابع الأسباب : إحتكار هذا العلم من قبل البعض ، فلا ينبغي أن تصل إلى ماوصل إليه ، حسداً من عند انفسهم ..فتراه دائماً ينقص من قدر فلان وعلان إن سبقه بشيء في هذا العلم ، أو أتى بجديد مما فتح الله عليه ..ووافق الشرع والعقل ... والله المستعان.


    أبومصعب / فهد بن شارع العتيبي

    ff14301@hotmail.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    13

    افتراضي رد: [ أسبا ب إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا ]

    لقد كان لي أخي الكريم في هذا العلم برنامج وكان بحمد الله مضبوطا بضوابط شرعية وكان من الناحية الدعوية طيب الثمرة وكنت قد كتبت مذكرة للقناة أذكر فيها خطر هذا العلم كان فيها:
    طبيعة النفس البشرية التعلق بالغيب، لمعرفة ما وراءه، واستشراف ما بعده ، يظهر ذلك جلياً في عدة صور، منها: التوقان الشديد لمعرفة تعبير الرؤى والأحلام التي تعرض لها في المنام، وما رواج سوق الكهنة والعرّافين إلا برهان على ذلك، وتفسير الأحلام ولجوء الناس له طوفان لا يتوقف، ومطلب أساسي في حياة كثير من المسلمين ،فإن الناس لا يتوقفون عن الأحلام ،ولا يزالون يطلبون من يعبرها لهم ،ولو كانت من حديث النفس، أو عبث الشيطان .
    يقول أحد العلماء وهو يذكر بعض مشكلات النساء :« مشكلة أخرى عند النساء أيضاً، أذكرها بالمناسبة، وهي كثرة الاهتمام بالرؤى والأحلام: (90%) من أسئلة النساء رأيت ورأيت، وتأتي بأضغاث أحلام ليس لها قيمة، ومع ذلك تكون منزعجة منها، لا تنام الليل ولا تأكل ولا تشرب، رأيت البارحة كذا وكذا، وفلان الذي مات جاء عندي، وتذكر رؤى وأحلاماً لا قيمة لها، ولو أن النساء يسألن عن أمور دينهن وعن أحكام الشرع، مثلما يسألن عن الرؤى، لأصبحن فقيهات عالمات»
    وبدلا من أن نترك الناس إلى من يعبثون بماضيهم، وحاضرهم ،ومستقبلهم ،وهم لا يدكون خطورة ما يقومون به،
    علينا أن نعدل مسار ذلك الطوفان ونرسم له الطريق الذي يسير فيه .وعلى الغيورين على الاسلام بدل من أن يوقفوه - للإسفاف والجهل وتعبير العجائز الحاصل فيه - أن يعدلوا سيره وينهجوا فيه النهج الصحيح من أجل ذلك ومن أجل أن التعبير من أهم الأسباب المستخدمة في الدعوة وهو نهج النبي الكريم يوسف عليه السلام قال أبو بكر الجصاص «كان يوسف عليه السلام فيما بينهم قبل ذلك زمانا فلم يحك الله عنه أنه ذكر لهم شيئا من الدعاء إلى الله وكانوا قوما يعبدون الأوثان وذلك لأنه لم يطمع منهم في الإستماع والقبول فلما رآهم مقبلين إليه عارفين بإحسانه أمل منهم القبول والإستماع فقال: ( يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ...)الآية وهو من قوله: ( تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وترقُب وقت الإستماع والقبول من الدعاء إلى سبيل الله بالحكمة وإنما حكى الله ذلك لنا لنقتدي به فيه»([1])
    من أجل ذلك وغيره أردت أن يكون لنا برنامج تحت مسمى
    « كيف تكون معبر» أو «عبررؤيتك بنفسك» أو « الرؤى والمنامات ضوابط وأحكام»
    وهذا الأخير أولاها عندي
    فكرة هذا البرنامج: في الأصل محاولة لجمع قواعد التعبير حتى تصير عندنا مضبطة لقواعد ذلك العلم وهي في النهاية مجموعة رسائل تطبع بإذن الله.
    وطريقة جمع هذه القواعد تقوم على تتبع جميع كتب تفسيرالرؤي وكتب الشريعة - حسب الطاقة – واستخراج ما فيها من قواعد بطريقة السبر والتتبع والاستقراء وهذه القواعد على ثلاث تقسيمات ، التعبير، والمعبر، والقاص.
    وذكرت فيها أن:
    الناس أصناف في الرجوع إلى الرؤى :
    منهم: من يود أن ينهي أمرها من نفسه ولا يرغب في اللجوء إلى المعبرين فسن النبي صلى الله عليه وسلم قانون عام يرجع إليه كل من رأى مناما فذكر مايفعل عند الرؤى من يرى ما يكره ، وما يفعل من يرى ما يحب (وهذا يشرح في حلقتين منفصلتين)
    ومنهم: من لا يغمض له جفن حتى يقع على تأويل رؤياه وتعبيرها وهذا لم يمنع منه الشرع وقال (إذا عبرتم للمؤمن فاعبروا على خير ولأجل هذا الصنف نصنع البرنامج .
    وأن لهذا العلم قواعد كثيرة:
    قال صديق بن حسن القنوجي في "أبجد العلوم" : علم التعبير : علم بقوانين كلية يبني عليها المعبر عبارة ما يقص عليه وتأويله...وقال: فيحفظ المعبر هذه القوانين الكلية ويعبر في كل موضع بما تقتضيه القرائن التي تعين من هذه القوانين ما هو أليق بالرؤيا .
    من هذه القواعد ما كان
    مَثَل لاستخراج القاعدة وطرحها في الحلقة : ((قاعدة))
    (( تغير الرؤيا بتغيرحال الرائي)) أو
    ((أصول الرؤيا القديمة لم تتغير ولكن تغيرت حالات الناس ))
    قال عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم النيسابوري أبو سعيد الواعظ الشافعي المعروف بالخركوشي ت407هـ صاحب الكتاب المنسوب لابن سيرين والشهير بأبي سعيد الواعظ في كتابه البشارة والنظارة المشهور بتفسير ابن سيرين« واعلم : أنه لم يتغير من أصول الرؤيا القديمة شيء ، ولكن تغيرت حالات الناس في هممهم وآدابهم وإيثارهم أمر دنياهم على أمر آخرتهم ، فلذلك صار الأصل الذي كان تأويله همة الرجل وبغيته وكانت لك الهمة دينه خاصة دون دنياه فتحولت تلك الهمة عن دينه وإيثاره إياه فصارت في دنياه وفي متاعها وغضارتها وهي أقوى الهمتين عند الناس اليوم إلا أهل الدين والزهد في الدنيا ، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون التمر فيتأولونه حلاوة دينهم ، ويرون العسل فيتأولونه قراءة القرآن والعلم والبر ، وحلاوة ذلك في قلوبهم فصارت تلك الحلاوة اليوم والهمة في عامة الناس في دنياهم وغضارتها إلا القليل ممن وصفت». ([1])
    قال بن قتيبة: « وقد تتغير الرؤيا عن أصلها باختلاف هيئات الناس وصناعاتهم وأقدارهم وأديانهم فتكون لواحد رحمة وعلى الآخر عذاباً .
    الغل يراه الرجل في يده، فهو مكروه، لقول الله عز وجل : { غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا}وقوله : { إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا }وقد يراه الرجل البَرُّ فيصرف إلى أن يده تصرف عن الشر([2])
    وقال ابن الدقاق : واعلم أن كل علم له حدّ وحقيقة وسبيل يتوصل به إليه خلا الرؤيا فإنها تتغير عن أصولها باختلاف أحوال الناس في حيائهم وضعائعهم وأقدارهم وأديانهم وهممهم وإراداتهم ومذاهبهم ونحلتهم وعاداتهم. ([3])
    وقال أبو بكر محمد بن عمر الإحسائي: ولا يعجل ولا يعبر حتى يعلم من الرائي واسمه وهل هو ذكر أو أنثى طفل أو بالغ حر شريف أو وضيع وحرفته فإن احتملت الرؤيا تعبيرين يخرجها على ما هو أليف وموافق بالرائي. ([4])
    وقال : وانما يميز بين رؤية كل أحد بحسب حاله وما يليق به ويناسبه ولا يساوي الناس في ما يرونه. ([5])
    وقال عبد الغني النابلسي ( وقال بعض العلماء ) ينبغي أن يعبر الرؤيا المسئول عنها على مقادير الناس ومراتبهم ومذاهبهم وأديانهم وأوقاتهم وبلدانهم وأزمنتهم وفصول سنتهم. ([6])
    وقال : ويميز بين الشريف والوضيع ويتمهل ولا يعجل في رد الجواب ولا يعبر الرؤيا حتى يعرف لمن هي ويميز كل جنس وما يليق به. ([7])
    وقال أيضا : ولا يعجل المعبر بتفسير الرؤيا يعرف وجهها ومخرجها وقدرها ويسأل صاحبها عن نفسه وحاله وقومه وصناعته ومعيشته ولا يدع شيئا مما يستدل به على علم مسألته إلا فعله. ([8])
    وقال أبو سعيد الواعظ : ومنها أن يميز بين أصحاب الرؤيا فلا يفسر رؤيا السلطان حسب رؤيا الرعية فإن الرؤيا تختلف باختلاف أحوال صاحبها. ([9])
    وقال إبراهيم بن يحيى : فلا تقص رؤيا حتى تعلم لمن هي وتفرق بين كل جنس من الناس وما يليق به. ([10])وقال : وانسب إلى كل شخص راه ما يليق به. ([11])
    قال أبو عبد الله السالمي: الناس يختلفون في طباعهم وجميع أحوالهم فكذلك تختلف رؤياهم. ([12])
    قال ابن شاهين : فائدة قال دانيال ان المنام يختلف بأنواع شتى كما تختلف الطباع وكذلك أهواء البدن . ([13])
    وقال أبو سعيد الواعظ : وأن أقدار الناس قد تختلف في بعض التأويل حسب اختلافها في نقصانها في الحدود والحظوط وإن تساووا في الرؤيا ، فلا يجيد تعبي ذلك المرئي الذي يتفقون في رؤيته في المنام إلا واسع المعاني متصرف الوجوه كالرمانة ، ربما كانت للسلطان كورة يملكها ، أو مدينة يلي عليها يكون قشرها جدارها أو سورها وحبها أهلها ، وتكون للتاجر داره التي فيها أهله أو حمامه أو فندقه أو سفينته الموقرة بالناس والأموال في وسط الماء ، أو دكانه العامر بالناس ، أو كتابه المملوء بالغلمان ، أو كيسه الذي فيه دارهمه ودنانيره ، وقد يكون للعالم أو للعابد الناسك كتابه ومصحفه وقشرها أوراقه وحبها كتابه الذي به صلاحه . | وقد تكون للأعزب زوجة بمالها وجمالها ، أو جارية بخاتمها يلتذ بها حين افتضاضها | وقد تكون للحامل ابنة محجوبة في مشيمتها ورحمها ودمها ، وربما كانت في مقادير الأموال بيت مال السلطان ، وبدرة للعمال ، وألف دينار لأهل اليسار ، ومائة دينار للتجار ، وعشرة للمتوسط ، ودرهماص للفقير ، وخروبة للمساكين أو رغيف خبز أو مدّاً من الطعام أو رمانة كما رآها لأنها عقدة من العقد تحل في الاعتبار | والنظر والقياس في الأمثال المضروبة للناس على الأقدار والأجناس. ([14])
    وقال : فلذلك يحتاج العابر إلى أن يكون كما وصوفا أديباً ذكياً فطناً نقياً تقياً عارفاً بحالات الناس وشمائلهم وأقدارهم وهيئاتهم ، يراعي ما تتبدل مرائيه . | وتتغير فيه عبارته عند الشتاء إذا ارتحل ، ومع الصيف إذا دخل عارفاً بالأزمنة وأمطارها ونفعها ومضارها ، وبأوقات ركوب البحار وأوقات ارتجاجها ، وعادة البلدان وأهلها وخواصها ، وما يناسب كل بلدة منها ، وما يجيء من ناحيتها كقول القتبي في الجاورس : ربما دل على قدوم غائب من اليمين لأن شطر اسمه جا والورس لا يكون إلا من اليمن عارفاً بتفصيل المنامات الخاصية من العامية فيما يراه الإنسان من المرئيات التي تجتمع العالم والخلق في نفعها ، كالسماء والشمس والقمر والكواكب والمطر والريح والجوامع والرحاب ، فما رآه في منامه في هذه الأشياء خالياً فيه مستبداً به ، أو رآه في بيته فهو له في خاصيته . ([15])
    وقال : وكل ما له في الرؤيا وجهان : وجه يدل على الخير ووجه يدل على الشر ، أعطى لرائيه من الصالحين أحسن وجهيه ، وأعطى لرائيه من الصالحين أقبحهما . ([16])
    وقد ذكر الشهاب العابر، بن سرور المقدسي، هذه القاعدة في كتابه "البدر المنير في علم التعبير"
    بتفصيل واسع فقال:
    «واعتبر أحوال الرائي إن تساوت الرؤيا»([17])
    وقال: « المنام الواحد يختلف باختلاف لغتين. كالسفرجل : عز وجمال وراحة ، لمن يعرف بلغة الفرس. لأنه بلغتهم : بَهِيَ. وهو للعرب ولمن يعاشرهم دال على : السفر ، والجلاء.
    ويختلف باختلاف الأديان. كمن يرى أنه يأكل الميتة ، الميتة : مال حرام ، أو نكد عند من يعتقد تحريمها ، وهي رزق وفائدة عند من يعتقد حلها.
    ويختلف باختلاف الزمان. فإن الاصطلاء بالنار والتدفي بالشمس ، وملابس الشتاء ، واستعمال الماء الحار ، ونحوه لمن مرضه بالبرودة ، أو في الزمن البارد : خير وراحة. وهو في الصيف : أمراض ، أو نكد. كما أن استعمال الرفيع من القماش ، أو الماء البارد ، ونحوه ، في الصيف : راحة وفائدة. وفي الشتاء : عكسه.
    ويختلف باختلاف الصنائع. فإن لُبَس السلاح ، أو العُدَد ، للجندي البطال : خدمة. وللمقاتل : نصر. وللرجل العابد : بطلان عبادة. ولغيرهم : فتنة ، وخصومة.
    ويختلف باختلاف الأماكن. فإن التعري في الحمام ، وفي المكان المعتاد فيه : جيد. للعادة. وهو في غيره من مجامع الناس : رديء ، وشهرة دونه. خصوصاً إن كان مكشوف العورة.
    ويختلف باختلاف عادات الناس. فإن حلق اللحية ، أو الرأس ، عند من يستحسن ذلك : خير ، وذهاب نكد. كما أن ذلك : نكد ، وخسران ، عند من يكرهه.
    ويختلف باختلاف المعايش ، والأرزاق ، فإن لبس القماش الوسخ ، أو المرقع ، أو العتيق ، للطباخين ، والوقادين ، وأمثالهم : دال على إدرار معايشهم ؛ لأنهم لا يلبسون ذلك إلا وقت معايشهم. وهو رديء في حق من سواهم. كما أن لبس النظيف : يدل على بطلان معيشتهم. لكونهم لا يلبسونه إلا أوقات بطالتهم ،وهو ، والرائحة الطيبة ، لغيرهم : رفعة ، وخير. وطيب قلب ، وثناء جميل ، في حق من سواهم.
    ويختلف باختلاف الأمراض. فإن الحلاوات لأرباب الأمراض الحارة : طول مرض ، ونكد. وهو : جيد لأصحاب البرودات. كما أن الحامض ، لهم : جيد. ونكد لأصحاب البرودات.
    ويختلف بالموت والحياة. فإن لبس الحرير ، أو الذهب : مكروه ، لمن لا يليق به من الرجال. وهو على الميت : دليل على أنه في حرير الجنة .
    ويختلف باختلاف الفصول ؛ فإن الشجرة في إقبال الزمان : خير ، وفائدة مقبلة. وكذلك ظلها في زمن الحر. ويدل على النكد في غير ذلك.
    قال المصنف : الشيء الواحد اعتبره باختلاف حال رائيه. فإن لبس الرفيع في الشتاء ، أو لمريض بالبرودة : نكد. وبالضد من ذلك في الصيف. ولأرباب الحرارة وللعزب : تزويج حسن هين لين. ولأرباب البنايات : أماكن حسنة ، ويدل على معاشرة من فيه خلق حسن. ولأرباب الأسفار : طريق سهلة. ولأرباب الحوائج : تيسير أمور. ولأرباب الخُرَاجات ، والقروح في البدن : عافية. ونحو ذلك. وبالعكس عكسه. فعلمنا بذلك أنه إذا أراه إنسان طرقاً ، أو رآه جماعة مختلفو الأحوال ، اختلف الحكم باختلاف الحال كما ذكرنا. والله تعالى أعلم. فافهم ذلك.
    وإذا اشتركت أشياء في وصف واحد ، وتكررت في المنام ؛ الغالب أن يكون الحكم واحداً في الأشياء الردية.
    واعتبر ألفاظ الناس بالنسبة إلى اصطلاح جنس الرائي. كما إذا دل البطيخ على النكد من بطاط أو خائن لاشتقاق ذلك. وهو عند بعض لغة الحجاز دال على النكد من محبة وعشرة ؛ لأنه بلغتهم حب حب. ونحو ذلك فافهم.
    وإذا كان لأحد عادة بحلق رأسه أو لحيته وقد طالت في اليقظة - ولم يكن حدث نفسه بزوال ذلك - فهو دال من الخير على ما ذكرنا. ولو كان محلوقاً أو حدث نفسه بزواله فلا حكم له. كما أنها إذا كانت في اليقظة محلوقة ولم يكن أضمر بقاء الشعر دل على الدَّيْن والهموم والأمراض والكلام الردي. ونحو ذلك والعياذ بالله تعالى.
    وحلق اللحية أو الرأس عند من يستحسن ذلك : خير وذهاب نكد. كما أن ذلك نكد وخسران عند من يكرهه.
    وهذا الحكم أصل كبير. وهو مما يغفل عنه أكثر أرباب هذا الشأن. ولا يجوز إهماله أصلاً ، فإن أكثرهم حكم برداءة ذلك ، وليس بصحيح ، بل اعتبر ما ذكرناه من أحوال أولئك كما تقدم ، ولا تغفل عنه تخطئ. والله سبحانه وتعالى أعلم. ([18])
    وإن كنا قد نقلنا تلك الأقوال من كتب التعبير وتفسير الأحلام فلننظر إلى أقوال أخرى لعلماء تعرضوا لهذا العلم ولهذه القاعدة أو إعتمدوا هذه القاعدة.
    قال ابن جزى الكلبى الفقيه المالكى : وقد تعبر الرؤيا الواحدة لإنسان بوجه ولآخر بوجه آخر حسبما يقتضيه حالها . ([19])
    قال الملا على القاري : « والحاصل أن الرؤيا مختلفة باختلاف الرائي فإنه قد يكون سالكا من مسالك طريق الدنيا وقد يكون سائرا في مسائر صراط العقبى فلكل تأويل يليق به ويناسب بحاله ومقامه وهذا أمر غير منضبط ولذا لم يجعل السلف فيه تأليفا مستقلا جامعا شاملا كافلا لأنواع الرؤيا وإنما تكلموا في بعض ما وقع لهم من القضايا ولذا لم تلق معبرين يكونان في تعبيرهما لشيء متفقين» . ([20])
    قال المناوي : وقال المسيحي الفيلسوف : لكل علم أصول لا تتغير وأقيسة مطردة لا تضطرب إلا تعبير الرؤيا فإنها تختلف باختلاف أحوال الناس وهيئاتهم وصناعتهم ومراتبهم ومقاصدهم ومللهم ونحلهم وعاداتهم. ([21])
    قال البغوي : وقد يتغير التأويل عن أصله باختلاف حال الرأي كالغل في النوم مكروه ، وهو في حق الرجل الصالح قبض اليد عن الشر ، وكان ابن سيرين يقول في الرجل يخطب على المنبر يصيب سلطانا ، فإن لم يكن من أهله يصلب ، وسأل رجل ابن سيرين قال : رأيت في المنام كأني أؤذن ، قال : تحج ، وسأله آخر ، فأول بقطع يده في السرقة ، فقيل له في التأويلين ، فقال : رأيت الأول على سماء حسنة ، فأولت قوله سبحانه وتعالى ( وأذن في الناس بالحج ) [ الحج : 27 ] ولم أرض هيئة الثاني ، فأولت قوله عز وجل ) ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون .[ يوسف : 70 ]([22])
    قال أبو العباس القرطبي : وقد تأوَّل ـ صلى الله عليه وسلم ـ السيف هنا بالقوم الذين كانوا معه ، الناصرين له أخذًا من معنى السيف لأنه به ينتصر على الأعداء ، ويعتضد في اللقاء ، كما يعتضد بالأنصار والأولياء . وقد يُتأوَّل على وجوه متعددة في غير هذا الموضع ، فقد يدلّ على الولد ، والوالد ، والعم ، والعصبة ، والزوجة ، والسلطان ، والحجَّة القاطعة ، وذلك بحسب ما يظهر من أحوال الرائي والمرئي ، ووقت الرؤيا . ([23])
    فالمعتبر في أعظم أصول العبارة النظر إلى أحوال حوال الرائي واختلافها ، فقد يرى الرائيان شيئًا واحدًا ، ويدل في حق أحدهما على خلاف ما يدل عليه في حق الآخر. ([24])
    قال ابن بطال : والعين فى المنام تختلف وجوهها ؛ فإذا تعرت من دلائل الهم وكان مأؤها صافيا دلت على العمل الصالح كما فسر النبى ، وقد تدل من العمل على مالاينقطع ثوابه كوقف أرض أو غله يجرى ثوابها دائمًا ، و علم علمه الناس عمل به من علمه ، فإن كان ماؤها غير صاف فهو غم وحزن ، وقد تدل على العين الباكية وعلى الفتنة لقوله تعالى : ( وفجرنا الأرض عيونًا فالتقى الماء على أمر قد قدر ) فكانت فتنة وجرت بهلاكهم ألا ترى قوله تعالى : ( ماء غدقًا لنفتنهم فيه ) وقد تدل على المال العين ، ويستدل العابر على هذه الوجوه بأحوال الرائين وبزيادة الرؤيا ونقصانها . ([25])
    قال القرافي : ولذلك يقع التقيد بأحوال الرائي فالصاعد على المنبر بلا ولاية إن كان فقيها فقاض أو أميرا فوال أو من بيت الملك فملك إلى غير ذلك ولذلك ينصرف للخير بقرينة الرائي وحاله وظاهرها الشر وينصرف للشر بقرينة الرائي وظاهرها الخير. ([26])
    قال علي الصعيدي العدوي المالكي : لِأَنَّهَا تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ وَالْأَحْوَالِ وَالْأَزْمَانِ وَأَوْصَافِ الرَّائِينَ وَلِذَلِكَ سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ سِيرِينَ بِأَنَّهُ رَأَى نَفْسَهُ أَذَّنَ في النَّوْمِ فقال له تَسْرِقُ وَتُقْطَعُ يَدُك وَسَأَلَهُ آخَرُ وقال له مِثْلَ هذا فقال له تَحُجُّ فَوَجَدَ كُلٌّ مِنْهُمَا ما فَسَّرَهُ له بِهِ فَقِيلَ له في ذلك فقال رَأَيْت هذا سُمَيَّتُهُ حَسَنَةٌ وَالْآخَرُ سُمَيَّتُهُ قَبِيحَةٌ. ([27])
    قال أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي المالكي : لانها تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الاشخاص والاحوال والازمان واوصاف الرَّائِينَ فَعِلْمُهَا غَوِيصٌ يَحْتَاجُ الى مَزِيدِ مَعْرِفَةٍ بِالْمُنَاسَبَا تِ. ([28])
    ثم تذكر بعد ذلك أمثلة تدل على القاعدة من كتب التعبير وهذا مثل من كتاب واحد.
    في تعطير الأنام في تعبير المنام لابن شاهين: ( خاتم ) في المنام أمان وسلطان وزوجة وولد وعمل على قدر جوهره ويدل على الجارية والمال فمن رأى خاتماً من ذهب وكان له حامل ولدت ذكراً والخاتم للسلطان يد ل على ملكه وفصه نفاذ أمره والنقش فيه مراده فمن رأى أنه سقط فص خاتمه مات ولده أو فقد شيئاً من ماله وكسر الخاتم يدل على طلاق الزوجة والخاتم شراء دار أو دابة أو ولاية فإن كان من ذهب فهو للرجل ذل . - ( ومن رأى ) أنه لبس خاتماً من حديد فإنه يدل على خير يناله بعد تعب لأن تعب الحديد تعب كبير فإن كان من ذهب وله فص فإنه جيد وإذا كان بلا فص فإنه يدل على أن ذلك أعمال ليس فيها منفعة والخواتم من قرن أو عاج محمودة للنساء . - ( ومن رأى ) أن الملك طبع بطابعه سلطاناً من سلطانه سريعاً لا يخلفه لأن الطابع أقوى من الخاتم
    ( ومن رأى ) أنه لبس خاتماً من فضة فأنفذه حيث أراد وجاز له ذلك فإنه يصيب سلطاناً لأن ملك سليمان عليه السلام كان من اللّه تعالى في خاتمه . - ( ومن رأى ) أنه تختم بخاتم الخليفة وكان من بني هاشم أو من العرب فإنه ينال ولاية جليلة فإن كان من الموالي وكان له أب فإنه يموت أبوه ويصير خلفاً فإن لم يكن له أب فإنه ينقلب أمره إلى خلاف ما يتمناه ومن وجد خاتماً صار إليه مال من العجم أو ولد له ولد أو تزوج صالحة أو اشترى جارية . - ( ومن رأى ) فص خاتمه يقلقل أشرف سلطانه على العزل فإن رأى أنه انتزع خاتمه وكان والياً فهو عزله أو ذهاب ملكه أو طلاق امرأته وللمرأة موت زوجها أو أقرب الناس إليها وقيل إن الخاتم إذا لبسه الإنسان دل على أنه يقيد فإن رأى أن الحلقة انكسرت وذهبت وبقي الفص فإنه يذهب سلطانه ويبقى ذكره وجمالهوهيئته فإن كان الخاتم من ذهب فإنه يدخل في سلطانه بدعة ويصيبه مكروه في دينه وخيانة في ملكه ويجور في رعيته وإن كان الخاتم ضيقاً فإنه يستريح من امرأة سليطة أو ملك فيه تعب أو يفرج عنه هم وضيق جاء من قبل ملك فإن استعار خاتماً فإنه يملك شيئاً لا بقاء له . - ( ومن رأى ) أنه أصاب خاتماً منقوشاً فإنه يصيب شيئاً لم يملكه قط مثل دار أو دابة أو امرأة أو جارية أو ولد فإن رأى خواتم تباع في السوق فإنه ابتياع أملاك رؤساء الناس فإن رأى أن السماء تمطر خواتم فإنه يولد في تلك السنة بنون والأعزب إذا رأى أنه لبس خاتماً فإنه يتزوج امرأة غنية بكراً فإن كان الخاتم من ذهب فهي امرأة قد ذهب مالها فإن تختم في خنصره ثم نزعه عنها وأدخله في بنصره ثم خلعه وأدخله في الوسطى فإنه يقود على امرأته فإن رأى أن خاتمه في خنصره مرة وفي بنصره مرة وفي الوسطى وهو لا يعمل به شيئاً فإن امرأته تخونه فإن باع خاتمه بدراهم أو دقيق أو سمسم فإنه يفارق امرأته بكلام حسن أو مال والفص ولد فإن كان فص خاتمه من جوهر فأنه سلطان مع جاه وبهاء ومال كثير وذكر وعز وأن كان فصه من زبرجد فإنه أن كان سلطاناً فهو سلطان شجاع مهيب قوي وإن كان من الولدفإنه ولد مهذب راجع كيس وإن كان فصه خرزاً فإنه سلطان ضعيف مهين وإن كان الفص ياقوتاً أخضر فإنه يولد له ولد مؤمن عالم فهيم والخاتم من خشب امرأة منافقة فإن أعطيت امرأة خاتماً فإنها تتزوج أو تلد والخاتم من الذهب للنساء إذا نسب إلى الزوج فإنها ترى سروراً وإذا نسب إلى الولد فإنه يكون ولداً عزيزاً وإذا نسب إلى المال يكون ذلك النوع من المال والثياب وغيرهما فيه سيادته ومن تختم من الرجال بخاتم ذهب فإن السلطان يقيده أو يصيبه خوف أو شدة أو هوان أو غم من قبله أو يغضب إنسان على ولده أو امرأته أو تجارته وقيل من نال خاتماً نال امرأة حسناء وخيراً أو سمع خبراً يسره ومن لبس خاتماً وجعل فصع مما يلي راحته فإنه يلوط إن كان الرائي ممن يعلن بالفسق وإلا فهو رجل يتبع سنة النبي صلى اللّه عليه وسلم ومن لبس خاتماً له فصان أحدهما إلى باطن كفه والآخر إلى ظاهر الكف ونقش كل واحد منهما لا يخالف الآخر فإنه يلي ولايتين ظاهرة وباطنة ومن لبس خاتم عقيق ذهب عنه العقر وأخذ الخاتم من الملك دار يسكنها أو فضة ينالها أو امرأة يتزوجها ويكون فصه وجهها وأخذ الخاتم من اللّه عز وجل للزاهد العابد من السوء عند تمام الخاتمة وأخذ الخاتم من النبي صلى اللّه عليه وسلم أو من العالم بشارة بنيل العلم وهذا إن كان الخاتم فضة وإن كان ذهباً فلا خير فيه وكذلك إن كان حديد لأنه حلية أهل النار أو نحاساً لما فيه من لفظ نحس والخواتم المفرغة المصمتة هي أبداً خير والمنفوخة التي داخلها حشو تدل على اغتيال ومكر لأن فيها شيئاً خفياً أو تدل على رجاء شيء عظيم ومنافع كثيرة لأن عظمها أكبر من وزنها والخاتم من رصاص سلطان فيه وهن وخاتم سليمان عليه السلام ومن رأى من المملوك أنه في يده على اتساع مملكته وفتحه الأمصار وبلوغه المقاصد وربما خلع من ملكه ثم يعود إليه وإن كان ممن يعيش من استحضار الجان نال من ذلك رزقاً واسعاً . - ( ومن رأى ) أنه بعث بخاتمه إلى قومه فردوه فإنه يخطب إلى قوم فيردونه . - ( ومن رأى ) أن خاتمه انتزع منه انتزاعاً شديداً فإنه يذهب عنه سلطانه أو ما ينسب إليه . - ( ومن رأى ) أنه ضاع فإنه يدخل في سلطانه أو فيما ينسب إليه شيء يكرهه ويصير إليه .
    ومنهجنا في التعبير يعلن في كل حلقه وهو منهج ابن سيرين:
    ((إنما أجيب بالظن، والظن يخطئ ويصيب))
    ومنهج التعبير يكون بأخذ الاتصالات في حلقه ثم يجاب عنها في الحلقة التي بعدهاوهذه بعض روابط لبعض المواضيع الهامة وغيرها كثير:

    http://www.*******.com/user/zeyad35#p/a/u/0/YPawdLe9bhg




    ([1])"منتخب الكلام في تفسير الأحلام"(1/392)

    ([2]) تعبير الرؤيل لابن قتيبة،ط:دار البشائر

    ([3])"الحكم والغايات في تعبير المنامات لابن الدقاق " (1 / 23)

    ([4])"جامع تفاسير الأحلام"(تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام) (1 / 13)

    ([5])"جامع تفاسير الأحلام"(تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام) (1 / 13)

    ([6])"تعطير الأنام في تفسير الأحلام" (1 / 3)

    ([7])"تعطير الأنام في تفسير الأحلام " (1 / 3)

    ([8])"تعطير الأنام في تفسير الأحلام "(2 / 349)

    ([9])"منتخب الكلام في تفسير الأحلام " (1 / 397)

    ([10])"تعبير الرؤيا" لإبراهيم بن يحيى (1 / 4)

    ([11])"تعبير الرؤيا" لإبراهيم بن يحيى (1 / 146)

    ([12])"الإشارة إلى علم العبارة" لأبي عبد الله السالمي (1 / 16)

    ([13])"الإشارات في علم العبارات "(1/ 875)

    ([14])منتخب الكلام في تفسير الأحلام (1/387)

    ([15])منتخب الكلام في تفسير الأحلام (1 / 387)


    ([16])"منتخب الكلام في تفسير الأحلام" (1 / 386)

    ([17])البدر المنير في علم التعبير (1 / 28)


    ([18])"البدر المنير في علم التعبير"للشهاب العابر (1 / 4)

    ([19])القوانين الفقهية (1 /290)

    ([20])مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (13 / 383)

    ([21])"فيض القدير" (4 / 65)

    ([22])"شرح السنة"للإمام البغوى (12 / 224)

    ([23])"المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (18 / 139)

    ([24])"المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (18 / 127)

    ([25])"شرح صحيح البخارى" لابن بطال (9 / 529)

    ([26])الذخيرة (13 / 274)

    ([27])"حاشية العدوي"(2 / 660)

    ([28])"الفواكه الدواني "(2 / 354)




    ([1])"أحكام القرآن" للجصاص (4 / 388)

  3. #3

    افتراضي رد: [ أسبا ب إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا ]

    بارك الله فيك أخي عماد، كلام جميل ومشروع مبارك ، ولعلك تجد نافذة لنشر هذا العلم ، ولوتجمع بعض الأحبة ممن لديه الرغبة الصادقة في تعلم هذا العلم ، وتتدارسون سوياً وتزداد علماً وتأصيلاً ،ولنا مركز على النت سيفتح قريباً بإذن الله ، وتسعدنا مشاركتكم فيه ...................... والله يحفظكم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •