الكليُّ : ما لا يكونُ معناه مشخصا معينا ،بل هو معنى عام يصدق على كثيرين كالإنسان، والكثيرون هم أفراده و جزئياته
والكلُّ ما تركب من جزئين فأكثر كالشجرة تتكون من أغصان وجذع وجذور..
فُرِّق بين الكلُّ و الكليُّ بأنَّ الكليَّ يجوز حمله على أفراده وجزئياته حمل مواطأة ويجوز تقسيمه بأداة التقسيم فيصح أن يقال : الإنسان حيوان والفرس حيوان ، أما الكل فلا يجوز حمله على أجزائه حمل المواطأه ولا يجوز تقسيمه بأداة التقسيم فلا يصح (الجذعُ شجرةٌ أو الأغصانُ شجرةٌ) ولا يصح : (الشجرة إما جذع وإما أغصان) وإنما (الشجرة ذاتُ جذعٍ و ذاتُ أغصانٍ)
إذا تقرر ما تقدم فهذا شرح الأبيات:
قوله :
إنْ صحَّ إخبارٌ بِمُقْسَمٍ فَذَا * تَقْسِيمُ كُلِّيٍّ لِجُزْئِيٍّ خُذَا
أوْ لم يَصِحَّ فَهْو كلٌّ قَدْ قُسِمْ * بِغَيْرِ يَاءٍ أَيْ لأجْزَا قَدْ عُلِمْ
أراد أن ما صح الإخبار عن أجزائه بأداة التقسيم فهو الكلي ؛لأن الكلي يمكن أن نطلق اسمه على كل جزء من أفراده بحيث يصدق الاسم فيمكننا القول بأن الرجل إنسان والمرأة إنسان،أما الكل فإن أجزاءه أبعاض له لا يمكن أن يصدق عليه الاسم فلا يمكننا القول بأن المحرك سيارة أو المقود سيارة أو الرفرف سيارة..
فأداة التقسيم تدخل الكلي فنقول : الإنسان إما ذكر وإما أنثى لكن لا تدخل الكل فلا يمكنني أن أقول السيارة إما محرك وإما مقود ..