
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد العزيز الجزائري
اشتغلوا بما ينفعكم يا إخواني، فالقضيّة أُعْطِيَتْ أكثر مِنْ حقّها ولها حوالي عشر سنين، وكُتِبَ فيها و...
ولا يوجد مسألة واحدة فقط في العقيدة ندندن حولها، ولكن توجد مسائل ومسائل، وتنتظر الطّالب مسائل في الفقه ومسائل في أصوله وينتظره علم النّحو والصّرف والبلاغة والتّفسير و...، فإذا كلّ مسألة يعطيها وقتا كبيرا ما يحصّل شيئا، وخاصّة إذا تدخّل الطّالب فيما لا يعنيه مِنْ أمور جرح الأئمّة ويتتبّع الأخبار وقيل وقال، فسيضيّع الكثير من الوقت والعلم، وتراه يتكلّم في كلّ مناسبة عن فلان الفلانيّ، وهو كبير في السّنّ، ولو تقول له مثلا ما حكم كذا، لا يعرف، وربّما يقول لك دعني أراجع المسألة وهو لم يلتقِ بها قطّ، ولو تقول له ماذا قيل في فلان، فهو إمام الجرح والتّجريح قبل وقته!، والله المستعان.
فالمقصود: ماذا قدّمنا للإسلام، مِنْ دعوة؟ هل رددنا على الزّنادقة والملحدين الّذين يكتبون في الشّبكة؟ هل رددنا على المبتدعة من الجهميّة والشّيعة وغيرهم، ممَّن بدعتهم ظاهرة أو خفيّة؟ أم نشتغل بمنْ هم على شاكلتنا من أهل السّنّة وينتسبون إلى معتقد السّلف الصّالح وأخطؤوا خطأ مغتفرا، ونحذّرُ منهم ونُخرِجُهم مِنْ دائرة أهل السّنّة والجماعة ونبدِّعهم ونطعن في نيّاتهم! حتّى طبّق هؤلاء آثارا في المبتدعة أنزلوها على إخوانهم مِنْ أهل السّنّة؛ لا يكنْ أحدكم عونا للشّيطان على أخيه، والأحاديث في الأخوّة كثيرة، وكذلك في نبذ التّقاطع والتّدابر والتّلاعن، وكذلك توجد أحاديث في الفتن الّتي قد تصل لا إلى الشّتائم والتّكلّم بالجرح بين المسلمين فقط بل إلى التّقاتل، والعياذ بالله، فعلى المسلم أنْ لا يدخل في هذه الفتنة الّتي نجم بالشّرّ ناجمها. حتّى صار العوامّ ملبّسا عليهم، واختلط عليهم الأمر، فالسّلفيّة الّذين كانوا يدًا واحدة على المشركين عبّاد القبور، والّذين أدخلوا الرّعب على اليهود والنّصارى، والّذين كانوا يتمسّكون بالسّنّة وينبذون البدعة، أصبحوا يرونهم متفرّقين أحزابا، فأناس يقولون نحن على منهج الشّيخ الفلانيّ وآخرون يتعصّبون لفلان وآرائه، وهكذا حتّى اشتغل بعضهم ببعض؛ ومع هذا كان طائفة من النّاس معتدلين، بصفات عباد الرّحمن متّسمين، يترسّمون خطا العلماء ويشتغلون بما ينفعهم تعلّما وتعليما ودعوة وصبرا، ولا بدّ للّيل أن ينجلي، وستعود بإذن الله العزّة برجوعنا إلى كتابنا وسنّة نبيّنا وفهم سلفنا الصّالح.
نسأل الله أنْ يُريَنا الحقّ حقّا ويَرزُقَنا اتّباعه، ويُرِيَنا الباطل باطلا ويَرزقَنا اجتابَه؛ آمين.