بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه وسلم


كنتُ طرحتُ موضوعاً، وتألمتُ لخروجه عن خطه، ولكن لم أكن أتصور أن الأمور (في قرابة ١٢ ساعة) تتطور هذا التطور الرهيب!

وسأجعل كلامي في نقاط متتالية، فيها فرعيات، أذكرها لنفسي متعالماً (ُقد علمتني هذه التجربة وأمثالها كثيراً)

النقطة الأولى - لماذا نخرج عن الموضوع إلى الجدليات؟

لماذا يكون حديث الموضوع الفقه أو الحديث، أو تصحيح حديث أو تضعيفه، فنخرج إلى جدليات (والمعذرة إلى الإخوة ؛ وأنا هنا أقول كلاماً عاماً ولا أقصد ذم أحد) وإلى افتراضات لا تغني الموضوع علماً ولا أجراً، بل ربما تكسبه إثماً وجدلا منهياً عنه!

النقطة الثانية - هذه الحوارات تعلمنا الأدب وتدلنا على مكامن النقص فنتلافاها، ونقاط القوة فنعززها. [وهذه النقطة مع أهميتها إلا أنني لا أود الاستطراد فيها بذكر أسماء وأمثلة].

النقطة الثالثة - ما أجمل الكلمة الطيبة! وقد كنتُ في بعض أيامي "شديد" اللهجة وكنتُ أبرر لنفسي بأنني " ما أقول إلا حقاً "!!! وأنني أقول: ما أدين الله به!

ثم قلتُ لنفسي: رويدك رويدك! (ولو كنتَ فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) ووجدتُ والله أن الآية بدأت تنطبق عليّ، ووجدتُ أنه ما يحسنُ قوله بالعنف، يقال ويرتاح قلب القائل (=أشفى غليله) لكن ما أثر الكلمة عند الآخر؟ ما الفائدة من كلمة أقولها وليس لها أثر إصلاحي! هل هدفي أن أقول!! الكلمة أم أن أصلح بها؟!

في سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقف كثير استخدم فيها "اللين" في حين أنه كان يعتقد بعض الصحابة رضوان الله عليهم أن "الشدة" هذا وقتها، لكنه صلى الله عليه وسلم بين لهم أن في هذا اللين خيراً (كما في قصة سيدنا عمر رضي الله عنه يوم الحديبية)
هذا ما يسميه بعض المتخصصين: الذكاء العاطفي، وأنصح بمراجعة كتبه.

ملاحظة: قد يقول بعض الإخوة، لكن الحزم في بعض المواقف واجب؟
والجواب: أنه صدقتَ! "في بعض المواقف واجب" ولكن أي الموقف هذه التي تحتاج لذلك؟ وقال أحدهم: ليس القضية في الغضب، بل في أن تغضب في الوقت المناسب من الشيء المناسب على الشخص المناسب بالقدر المناسب.

وأما شدة الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى على مخالفيه رحمه الله، فقد ذكرتُ أن لها أسباباً منها في الموضوع (حبي للإمام ابن حزم رحمه الله..)، ومنها ما ذكره د. عبد الحليم عويس في كتابه (ابن حزم..) ص ٨٨ أو ٩٣ (لستُ متأكداً الآن).
ولكن اعتذارنا له، لا يعني: أن أسلوبه هو الذي يجب أن يتبع في كل وقت.

النقطة الرابعة - البناء العلمي = المصطلحات.
دائماً ما نخلط ونتجادل والسبب " المصطلح".
فبعضهم مصطلحاته عائمة، تعريفها عنده هو " حالته في حال كتابته " فإن أكرمه الله برضاه عن ذاك الإمام!! قال عنه "علامة العلماء واللج الذي لا ينقضي ولكل لج ساحل"..
وإن كانت الأخرى قال: فلان الفلاني ما قرأ الصحيحين!
في حال الجدال على نقطة ما يحسن بنا تعريف "تحرير محل النزاع"

النقطة الخامسة - كنت قرأتُ قبل فترة موضوع ( يا ليتني أستطيع حذف بعض مشاركاتي ومواضيعي القديمة ! ) وكنتُ ذكرتُ أنه لو تخير كل منا كلماته وتأملها قبل أن تخرج منه - خصوصاً المكتوبة - لما ندم عليها قط!
وأنا هنا أطلب مجدداً أن يتخير كل منا كلماته.
لماذا نجد بعضهم إذا "بلغ أربعين سنة" يندم على شئ مما كتب في أول شبابه؟
ولماذا لا نجد السويدان يعتذر عن إصدراته التي أصدرها في أول ظهوره؟

القضية في تصوري تخضع لعوامل متعددة منها: الحيادية في الطرح.
فإن صاحب الطرح المحايد الذي يتبنى الحقّ (بلطلف وحسن اختيار الكلمات) لن يندم يوماً على كلماته.

النقطة السادسة - خلاصة ما أردتُ عرضه في الموضوع، ما ذكرته هناك
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرثد مشاهدة المشاركة
وأن تكون هذه العشرة منهجاً ينتهج به كل مفتٍ وعالم.

وأن نستفيد منها نحن الشباب المقبلين على الحياة..

أخيراً، أنا أقدر لجميع الأعضاء - وفقهم الله - حرصهم، ولكني لا أجد بداً والله من الكتابة لكي نرتقي.
أنا اخترتُ من بين عشرات المنتديات الإسلامية الشرعية موقع الألوكة، لما رأيتُ من رقي الطرح راجياً الارتقاء لمثل مستواهم العلمي والخلقي وأفضل.

بارك الله في أعضائنا ومشرفينا وفي المجلس المبارك
وليت إخواتي يتقبلوا كلماتي هذه - على قلة ما فيها من علم -
وأن يدعو لي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته