ليس في الدين قشور


سالم الناشي


- ليس في الدين قشور، بل كله لُبٌّ وأصل، فلا يقال عن اللحية وتقصير الثياب ولبس النقاب قشور وأشكال ظاهرية, بل هي من الدين.

- والاستهزاء بهذه الشعائر، سواء اللحية أم تقصير الثياب للرجل، أم لبس المرأة للنقاب هو في الحقيقة استهزاء بدين الله، وقد عَدَّ الإمام الهيتمي هذا الاستهزاء من الكبائر.

قال -تعالى-: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} (التوبة:65-66).

- والرسول - صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بإعفاء اللحية، وتقصير الثياب، ولبس النقاب؛ فالواجب طاعته وتعظيم أمره ونهيه في الأمور كلها.

- ولا يجوز أن يقال عن المسلم: إنه ما أعفى لحيته أو قصر ثوبه، ولا عن المسلمة بأنها ما لبست النقاب إلا شكلا، أو حبا في الظهور, أو أنهم يريدون أن يترفعوا على الناس بذلك، أو أنهم يرغبون في فرض أنفسهم عليهم، فلا يجوز التجني على المسلم؛ لمجرد أنه التزم سنّة نبيه - صلى الله عليه وسلم .

- نعم في الدين أصول وفروع، ولكن لا يقال عن الدين: إن فيه قشوراً، أو قصوراً، بل يُخشى على من قال ذلك الوقوع في الردة.


- ولا ينبغي أن نجامل أحدا في الدين، فما كان من الدين نقول: إنه من الدين، ولا يجوز لنا أن نتهم مسلما أراد إعفاء لحيته أو تقصير ثوبه، أو امرأة أرادت لبس النقاب بأنهم يفعلون ذلك رياء وسمعة، لا يجوز أن نحكم على المسلمين بمثل هذا القول.

- وينبغي لمن تصدى للعلم والدعوة أن ينشغل في دائرة التعليم والتوجيه وفق المنهج النبوي: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (آل عمران:159).

- كما يجب أخذ المسلمين بالرفق في الخطاب وعدم التشديد عليهم؛ فالمسلمون رحماء فيما بينهم، ينصح بعضهم بعضا ويرفق بعضهم ببعض.

- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ».